أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - قبل ان تفقدوا آخر ما تبقى لكم















المزيد.....

قبل ان تفقدوا آخر ما تبقى لكم


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 4967 - 2015 / 10 / 26 - 16:20
المحور: المجتمع المدني
    


قبل ان تفقدوا آخر ما تبقى لكم

نبيل عودة
*الدفاع عن مصالح الجماهير العربية يحتاج الى المنطق السياسي والأخلاقي السليم* صحفي يمدح
كتاباتي ويعشقها لكنه لا يحتمل ان اكتب دفاعا عن علي سلام* يتناسون ان علي سلام ليس نبتة
غريبة في الناصرة، لم يسقط بمظلة من السماء، بل تثقف ومارس العمل وبرز في إطار الجبهة*

كلهم يريدون خدمة الجماهير العربية. هذه المقولة أصبح تكرارها يسبب لي الحساسية المفرطة، فاقمع قلمي حتى لا اصفعهم واتهم بأني لا أخدم الجماهير العربية. محرر صحيفة حزبية يعلن إعجابه بما اكتب ولكني لا اخدم "الجماهير العربية" لأني اصطففت الى جانب رئيس بلدية الناصرة الذي لا يستحق الدفاع والنشر الإعلامي من قلم مثل قلمي. هناك آخرون بلا عد أخرهم كاتب مبتدئ يتهمني بأني صحفي بلاط لأني لا أخدم "جماهيره العربية"، متناسيا ان جماهيره العربية ملت الجعجعة والمجاحشة بين المتزعمين، الذين همهم أن يضمنوا لأقفيتهم جلوسا في كراسي التزعم. طبعا افضل خدمة لهذا الجماهير العربية عضوية الكنيست، ثم يبدا التدريج، رئاسة لجنة المتابعة - وهي لجنة مهزلة لا تمثل الا الأحزاب التي تعيش بانقطاع عن مشاكلنا الاجتماعية والاقتصادية، تليها بنفس المستوى رئاسة لجنة السلطات المحلية العربية، ثم رئاسة سلطة محلية، نيابة سلطة محلية، وعلى سائر الجماهير ان تصفق بحماس حتى تثبت انها تستحق مخاتيرها ووجهائها حاملي صفة الزعماء.
هنا لا بد من توضيح ورد على النباح الذي يصلني لأني لا اخدم "الجماهير العربية" بل رئيس بلدية الناصرة.
اولا لم اصطف إعلاميا الى جانب رئيس بلدية الناصرة لأني حصلت على وظيفة، بل اعمل حتى اليوم متبرعا ومن رؤيتي ان السابقين في خدمة الجماهير العربية لم يخدموا الا أنفسهم ومصالحهم وتركوا الجماهير العربية لهراوات الشرطة، وجعجعوا بالميكروفونات من على المنابر، وهي حالة لا تشكل خطرا على بدلاتهم الطليانية الثمينة ولا على ربطات عنقهم الفاخرة.
فهل حصولي على وظيفة يهدد أمن الجماهير العربية؟!
الا استطيع أن اخدم الجماهير العربية بالدفاع عن المنطق السياسي والأخلاقي السليم؟ أليست وظيفتي كمثقف موضوع مرتبط بقضايا مجتمعه وشعبه ان أكون صاحب عقل فعال وليس عقل منفعل؟ ان أفكر ولا اردد كالببغاء ما تلقنون من أعضاء حزبكم ؟
هل خدمة الجماهير العربية تعني ان أكون جزء من القطيع الحزبي بغض النظر عن لون الحزب؟!
كنت اود نشر الرسائل التي تصلني من الذين وضعوا أنفسهم بخانة الجماهير العربية، والجماهير منهم براء. احدهم يمدح كتاباتي ويعشقها لكنه لا يحتمل ان اكتب دفاعا عن رئيس بلدية الناصرة .. لأنه لا يجده أهلا لرئاسة بلدية الناصرة. سألتهم هل كانت أهليته كاملة كقائم بأعمال رئيس بلدية الناصرة؟!
لم يصلني جواب القلقين على نبيل عودة من عمله مع علي سلام. بعض الحياء لا يضر حاملي لواء الجماهير العربية، وهي لمن لا يعلم جماهير غفورة وليست غفيرة، غفورة لأنها تتحمل قيادات وشخصيات لا شيء يحركها الا مكاسبها الشخصية.
شيء من التاريخ
استقلت من الحزب الشيوعي والجبهة عام (1993)لأسباب لا ارى اهمية الآن للعودة لها. وهي قضية شخصية في وقته.
نقاشي الذي كان عنيفا أحيانا مع بيتي القديم وبعض شخصياته لم يكن وما كان له ان يكون عدائيا ، بل من منطلق المسؤولية التي شكلت قيمة خاصة في نهج حياتي. نقاشي الفكري معهم لم يتوقف اليوم أيضا، لا أناقشهم من منطلق نفيهم، بل من منطلق رؤيتي ان هذا الجسم قادر ان يجدد نفسه اذا احسن التصرف بعقلانية، او انه يتسارع للتحول الى جسم سياسي ثانوي، وهذا ما أراه اليوم.
ليس سرا اني عندما شعرت ان قوى سياسية بلدية لا أراها مصدر ثقة تهدد مصير مدينتي (الناصرة) لم انتظر دعوة أي كان للتجند النضالي والإعلامي دفاعا عن مدينتي، برؤيتي ان قائمة الجبهة (الحزب الشيوعي) يجب ان تنتصر والا ضاعت هذه المدينة التي نحبها ونريد ان نراها تواصل التطور وتحمي مجتمعنا المدني الحضاري. قناعتي كانت انه على الناصرة ان تواصل تحمل مسؤولية قيادة الجماهير العربية بمكانتها السياسية كعاصمة الجماهير العربية وتقديم نموذج يحتذى به في ادارة شؤون السلطات المحلية.
نعود الى سنوات العقد الأخير من القرن الماضي...
في العام 1998 اذا لم تخني الذاكرة بدأت أنشر سلسلة مقالات عن انتخابات البلدية القريبة في ذلك الوقت، وفتح لي رئيس تحرير الاتحاد وقتها ( الأستاذ نظير مجلي) الباب لنشر مقالاتي، نشرت عددا كبيرا من المقالات تميز أكثريتها بالكتابة الساخرة عن القوائم البلدية المنافسة للجبهة، اثارت تلك المقالات اهتماما واسعا جدا من القراء ووصلتني عشرات الاتصالات المؤيدة والشاكرة لهذا النشر!!
في كل معركة انتخابات للبلدية في الناصرة منذ 1998 كنت أقف الى جانب الجبهة بكل قوتي الإعلامية والتسويقية وليس سرا اني كنت الكاتب الوحيد على الإطلاق. تعرضت مرات عديدة للتهديد المباشر، أحدها وصل للشرطة ولم يتصل بي الذين دافعت عنهم ليطمأنوا على حالي. بل امتنعوا حتى عن نشر خبر عن التهديد رغم ان الصحافة العبرية وحتى صحافة عربية في الخارج نشرت خبر التهديد ومصدره، قاطعوا نشر مقالاتي الانتخابية في صحيفتهم "الإتحاد" رغم انها لصالح قائمة الجبهة وهم اعجز من أن يكتبوا أفضل منها في إعلامهم الالكتروني او المطبوع. لاحظ ذلك عدد من رفاق الحزب وأعضاء الجبهة ولم ينفع تدخلهم الذي لم أطلبه أصلا كي ينشروا لي. انما كنت وما زلت أكتب من منطلق مسؤوليتي كمواطن ومثقف في مدينة الناصرة ويقلقني مستقبلها.
هذه المقاطعة استمرت أيضا في معركة الانتخابات الأخيرة (أي منذ 1998وحتى 2013) . ورغم تدخل جبهة الناصرة بممثليها الرسميين في الانتخابات الأخيرة، لم تنشر الاتحاد الا مادة واحدة، بعد الانتخابات شعرت بذوبان الجليد، لكن فجأة توقف النشر، وجاء رد محرر بارز في الاتحاد على استفسار صديق شيوعي لي، عن سبب توقف الاتحاد عن نشر كتاباتي المختلفة الأدبية والسياسية ، بأن السبب ان فرع الناصرة هو "زب نمر" حسب تعبيره والاتحاد لا تستطيع ان ترفض طلب فرع الناصرة الذي اتهمني، كما قال ذلك المحرر.. بأني أعمل مع مكتب نتنياهو بتجنيد الشباب المسيحيين في الجيش وعليه يجب مقاطعتي. كان ردي على تهمتهم الغبية مقالا عنيفا. اتصل على أثره معي المهندس رامز جرايسي ووعد بفحص الموضوع، وحتى اليوم ما زال الموضوع ب "الفحص"(!!) رغم مرور اكثر من سنة ونصف. كذلك كان وعد بالفحص من شخصية بارزة في كتلة قائمة الجبهة في البلدية.
لست قلقا من قضية النشر حيث تنشر مقالاتي في أهم المواقع العربية المحلية والعالمية. لكني بدأت استوعب العقلية المريضة لتنظيم سياسي يحرق نفسه ويعلن إفلاسه السياسي وسقوطه الاجتماعي. مع مثل هذا التنظيم الذي خدمته بصمت نصف قرن من عمري، وهو يناصبني العداء ، المخفي فترة والعلني فترة أخرى... لا يستحق مني اليوم كلمة ايجابية واحدة. ارى انه يفقد عقلانيته، يفقد فكرة السياسي، ويتركز بالعداء لكل من انتقده .. لا انفي اني انتقدته، لكني لم انطلق من مواقف عدائية، اليوم اقول بوضوح انه حزب يعيش على ما تبقى له من تاريخ عظيم في قيمته، انجزه جيل الطليعة من المؤسسين، هذا التاريخ لو استطاع النطق اليوم لعبر عن خجله من انتمائه لمن تبقى في هذا التنظيم وتصرفاتهم التي تخجل تاريخ حزبهم.
علي سلام ليس نبتة غريبة في الناصرة، لم يسقط بمظلة من السماء، بل تثقف ومارس العمل في اطار جبهوي كان حقا معبرا عن مدينة الناصرة واهاليها.. لكن الذي حدث ان العجز بدا يبرز ويزداد دون ان تنجح الجبهة وحزبها الشيوعي باحداث نهضة جديدة، بل على العكس دفعوا نشطاء بارزين الى الاستقالة الجماعية وتشكيل تنظيم سياسي شبابي خاض الانتخابات البلدية الأخيرة بقائمة مستقلة كان لها دورا كبيرا في إسقاط الجبهة، ولا ننسى ان تصرفهم مع نائب الرئيس (في وقته) علي سلام كان يفتقد للمنطق والاحترام المفترض بين تنظيم بلدي وسياسي وشخصية مركزية لها دورها البلدي والمجتمعي. لماذا يجب ان نصفق للمتشنجين والمتبجحين والدجالين ونقف ضد رئيس بلدية يعمل بتواضع لحل مشاكل تراكمت منذ ايام إدارتكم وانعزالكم الكامل عن جماهير الناصرة؟!
ما الذي يميزكم في العمل البلدي أكثر من الآخرين الذي خرجوا من صفوفكم؟ كفاكم جعجعة بلا طحن. غيروا خطابكم السياسي وهذبوه. انتم تروجون التشرذم السياسي والاجتماعي.عليكم البدء بصياغة خطاب سياسي شجاع مع حلفائكم ورفاقكم السابقين، والنزول عن جحش الاستعلاء، قبل ان تفقدوا القليل الذي تبقى لكم !!
[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتصار علي سلام اعاد الناصرة لأهلها
- هتلر نفذ اوامر المفتي الحسيني بابادة اليهود؟!
- لن تفرش الورود أمام المحتلين!!
- -حمام الطرف الاغر- لسامي ميخائيل تبدأ من حيث انتهت -عائد الى ...
- العبور- عن حرب رمضان والغفران في اكتوبر 1973
- تشديد العقوبات ضد ملقي الحجارة.. ومتى لم تكن مشددة؟!
- فلسفة مبسطة: -فلسفة اللغة- تدرس التفكير البشري!!
- عدم استجابة الحكومة لمطالب المدارس المسيحية يدفع للتصعيد!
- تسجيلات قصصية ونصوص ساخرة
- من يخدم قرار إضراب على قاعدة منافسة حزبية؟!
- اللجان التوفيقية : لجان للترقيع والمخترة !!
- المال السياسي هدم الحياة الحزبية وأنهى دور الأحزاب !!
- الديوك تعقد مجلسها الأمني
- صديقنا اختار الموت في يوم قائظ
- إفلاس الأحزاب السياسية افقدها دورها في الحكم المحلي!!
- حتى نجدد مشروعنا الثقافي!!
- فلسفة مبسطة: مفاهيم الجنون !
- فلسفة مبسطة: نسبية القيم
- هل تجاوز التاريخ شعار دولتان لشعبين ?!
- فلسفة مبسطة: مفهوم النسبية


المزيد.....




- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نبيل عودة - قبل ان تفقدوا آخر ما تبقى لكم