أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ييلماز جاويد - المنصور














المزيد.....

المنصور


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1358 - 2005 / 10 / 25 - 08:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ألم يعصر القلب بسبب واحدة من العمليات الجبانة التي ترتكب في وطني الحبيب تحت واجهات لا تمت بأي صلة إلى أي معتقد ديني أو وطني أو قومي أو طائفي . جبناء يتخفون تحت واحدة من الواجهات الشريفة يدعون الحرص عليها والدفاع عنها وهي بريئة منهم . أنا إن كنت وطنيا فعليّ الذود عن وطني والحفاظ عليه ، لا أن أهدمه ولا أن أقتل أبناءه البررة من الشباب والشيوخ والأطفال ، وإن كنت متدينا فإني أعتصم بحبل الله ولا أدعو للتفرقة أومكافحة من ليس معي في ديني ، وإن كنت قوميا فإني أعمل على رفع شأن قومي في مجرى التيار التصاعدي للحضارة البشرية لا أن أكون نموذجا ممقوتا لدى العالمين وأقدم البراهين أن قومي لا زال في مراحل بداوة القرون السحيقة في التأريخ ، وإن كنت طائفيا فإنني لا بد أن أكون ممن يخففون من غلواء أولئك الذين يحبون سيادة طائفتهم على آخرين والله قد خلقهم أحرارا .

كنا نعتبر الأعمال المسلحة التي أعلنت ضد قوات الإحتلال مقاومة ضد عدو يختلف عن ديننا وبذا كان التبرير مقنعا ، واعتبرناها مقاومة وطنية لأن أي عراقي شريف يجب أن يدافع عن وطنه ضد أي إحتلال أجنبي ، وكان ذلك تبريرا لا يستهان به ، واعتبرناها نضالا قوميا ضد عدو إحتل جزءا من الوطن العربي فلا بد أن تتداعى لمقاومته قوى من الشعب العربي في بلاد العرب ، وقد كنا نسمح لأنفسنا أن نعتبرها نضالا ضد هضم حقوق طائفة وإقصائها من قبل طائفة أخرى مدعومة من العدو الأجنبي . كل ذلك كان يمكن تأطيره بإطار الشرف والغيرة وحسن النية ، وبالتالي قبول جزء منه إن لم يكن كله .

سنتان ونصف مرت والإنسان العراقي الشريف يراقب هذه الأعمال . نعم إنها بدأت بإعمال عسكرية ضد قوات الإحتلال من أفراده وآلياته والمنشآت التي أنشأها كمعسكرات ، ولكن كل شريف يلاحظ أن ذلك لم يدم طويلا بل إنحرف العمل إلى منحى آخر ، فقد بدأت تلك الأعمال توجه إلى تدمير العراق نفسه فمن تفجير أنابيب نقل النفط ومحطات توليد الطاقة أو أنابيب مياه الشرب او المباني الحكومية ، ومن تدمير المعابد والمساجد او تفجير السيارات المفخخة في الأسواق والمحلات العامة التي يرتادها الناس الأبرياء ، والعمليات الإنتحارية التي توجه ضد الأطفال كما في بغداد الجديدة أو ضد العمال العاطلين عن العمل الباحثين عنه يؤمّن رزقا لعوائلهم ، وأعمال الخطف والنحر وإغتصاب النساء . كل تلك الأعمال هي التي أسبغت على أعمال المقاومة صفة العمل الإرهابي وبالتالي فإن مرتكبيها قد صنفوا أنفسهم وبملء إرادتهم وبسبق إصرار ضمن الإرهابيين . أنا ضمن القوى المناوئة للإحتلال وقواته ، وقد قلتها مرة أن لا شيء أثقل على صدري من وجود ( بسطال ) جندي أجنبي يدنس تراب وطني المقدس ولكن في نفس الوقت أربأ بنفسي أن تصدر مني أعمال تجلب الضرر إلى الأبرياء من أبناء شعبي أو أهدر قيمة من قيمه التراثية أو أهدم بنيانا شيدته سواعد أبنائه .

لم أبخس يوما بل بالعكس أقدس ما أنجزه السابقون من أجدادنا ، فمن سومر وبابل وآشور والأنظمة التي توالت بعدهم حتى وصلت إلى الأمويين والعباسيين ومن خلفوهم ، في كل تلك الحقب التأريخية كان العراقي هو الفاعل وسواعد العراقيين هي المنتجة مما كونت لنا هذا التراث الذي نفخر به أزاء شعوب العالم والعالم يعترف لنا بذلك ، ومن هنا فإني لا أرى أي مبرر يسمح لشخص شريف أن يأخذ معوله ، بل قل مدفعه أو قنبلته فيهدم رمزا من تلك الرموز .

فبالله أي قيمة إنسانية تبيح تفجير تمثال أبي جعفر المنصور .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوسيلة : الديمقراطية
- بداية النهاية
- الشعب خالد
- الشيئ بالشيئ يذكر
- بناء العراق الجديد
- فاجعة جسر الأئمة درس
- آفة الأمية وفشل اليسار في إنتخابات كانون الثاني
- مدى تساوق المصالح المتناقضة


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ييلماز جاويد - المنصور