أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - صحفيو سمَّاعة الهاتف














المزيد.....

صحفيو سمَّاعة الهاتف


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 4931 - 2015 / 9 / 20 - 10:15
المحور: الصحافة والاعلام
    


ازدهرت هذه الأيام مهنة صحافة الاتصالات الهاتفية، وهذه المهنة أسميها مهنة الصحفيين العاملين من غرف نومهم، أو من مكاتبهم، ممن يتحولون من صحفي يطارد الأخبار إلى جامع آراء كسول، بواسطة الهاتف، ثم يقوم بإعادة صياغة الحصيلة الإخبارية من جديد.
هذه الطائفة لا تجمع الأخبار والتعليقات من المختصين مجانا، وتتقاضى عليها أجرا ، وتأخذ في أحيان كثيرة جوائز ومكافآت، على عملية الجمع المجانية فقط، بل إن كثيرين من المنتسبين إلى هذه الطائفة، وبخاصة في بلادنا، يرتكبون أفدح الأخطاء في حق الأخلاق الصحفية!!
إن عقد اللقاءات الصحفية عبر الهواتف موضوعٌ مُقرَّرٌ في كتب الصحافة الأكاديمية، وهو اليوم أكثر ازدهارا، بسبب ازدهار وسائل الاتصال، ولا أتحدث عن هذه الظاهرة كظاهرة سلبية مطلقة، ولكنَّني سأشير إلى أبرز عيوبها؛
أن صحفي سمَّاعة الهاتف، يتحول من الصحفي المشاهد والمستمع للمتحدث، الصحفي المتفاعل مع الأقوال، الذي يشاهدُ انفعالات القائل وحركاته، وتعبيراته، إلى صحفي مُستسلم لسماعة الهاتف، أُسميه صحفي (الأُذُن)، يقوم بتلخيص أقوال سماعة الأذن، هذا النوع من الصحفيين، بالتأكيد، لا ينقل وجهة النظر الصحيحة، ولا يلتقط الأقوال وفق رؤية قائلها بالضبط، بل إنه يقوم بإعادة صياغتها، وفق أسلوبه وفهمه للمغزى، وهذا هو الخطأ،
لذا، فإن إعادة صياغة الأقوال تحمل أخطاء عديدة، وقد تكون في كثير من الأحيان جسيمة، تُناقض أهداف قائليها!
وهناك طائفةٌ أخرى من صحفيي الآذان، من هواة جمع الأقوال، وإعادة صياغتها يقومون بتزييف الأقوال، مع نسبتها إلى قائليها، لغرض الإثارة، وجذب أعداد كبيرة إلى مواقعهم الصحفية، وصحفهم، ومؤسساتهم الإعلامية، وهؤلاء يرتكبون جريمة صحفية، مع سبق الإصرار والترصد!
وهناك أيضا فئةٌ أخرى، وهذه الفئة الصحفية، تبرزُ في مجال صحافة الأحزاب السياسية، مِمَن يقومون بعملية تحريف الأقوال، وتقريبها إلى وجهات نظر الأحزاب، والتيارات التي ينتمون إليها، بغض النظر عن قائليها، وقد تكون تلك الأقوال لا تمتُّ بصلة إلى حقيقة قائليها، وهذه جريمة أخرى في حق الصحافة!
وتكثرُ تلك الأخطاءُ عندما يكون الصحفيُ غيرَ مثقفٍ، يعتمد على خبرته، أو شهادته الأكاديمية، بدون أن يُطور نفسه، فالصحفي ضحلُ الثقافة والوعي، يعجزُ عن فهم مدلول الألفاظ، فيهرب من هذا النقص، ويقوم بعملية التحريف والتزييف!
وتكثر حالات التزييف عند الصحفيين( الموظفين) في القطاعات الحكومية والحزبية السلطوية، ممن يخشَون على وظائفهم ، وعلاواتهم التشجيعية، فيلجؤون إلى التزييف لإرضاء مسؤوليهم، وإظهار الدعم لأحزابهم، وتمسكهم بالتقاليد والأيدولوجيات الفكرية المغلقة، بغض النظر عن جوهر التعليق ومصداقيته!
كذا فإن طائفة أخرى من الصحفيين يعمدون إلى ارتكاب جريمة صحفية أكبر، حينما يقتطعون الجمل والمفردات من سياقها، ويُظهرون الأقوال مجتزأة من سياقها العام، وهذا النمط يكثر في صحافة المراسلات التلفزيونية والفضائية، فالصحفي، أو المُراسِل، ُيُسجِّلُ المقابلة كاملة، بالصوت والصورة، ولكنَّ المقابلة عندما تصل إلى الرقيب في المحطة الفضائية، يقوم الرقيبُ العامُ باقتطاع ما يشاء منها، بما يخدم فكرَهُ، أو مبادئ الفضائية، وسياستها الخارجية، بحجة الوقت، ويتحوَّل المحللُ، والمعلق، أو الباحث المسكين، صاحب الأقوال، ضحية هذه الممارسة، مما يدفعُه إلى أن يصب كلَّ غضبَه على الصحفي الأول المسكين، ويتَّهمه بعملية الاقتطاع والاجتزاء!



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسرار الجاسوس جونثان بولار
- آخر لمسات أطلس العولمة الجديد
- العرب بين السبي والنفي
- قصة اختطاف قطتين غزيتين
- مارشات (ولعت) في أفراح غزة!
- ثلاثة حروب فتَّاكة
- مشروع روجرز في وثيقة سرية
- سكين داعش اليهودية على رقبة إسرائيل
- دافيد غروسمان، وإحراق عائلة الدوابشة
- العربُ واليهود، عند غوستاف لوبون
- هل السياسة خساسة؟
- أبحاث الإبداعات، وابحاث كوابيس الأحلام
- إسرائيل من عدوٍ لدود، إلى حليفٍ ودود
- إعدام قرار على مقصلة الأمم المتحدة
- في فقه تغيير الوزارات
- سلاح الألفية الأول
- أخطر كتاب عن عمليات الموساد
- مقياس نفايات الجامعات
- هل تنجح مقاطعة إسرائيل؟
- قمع الثقافة والفن في إسرائيل


المزيد.....




- طيور وأزهار وأغصان.. إليكم أجمل الأزياء في حفل -ميت غالا 202 ...
- حماس تصدر بيانًا بعد عملية الجيش الإسرائيلي في رفح وسيطرته ع ...
- التعليم حق ممنوع.. تحقيق استقصائي لـCNN عن أطفال ضحايا العبو ...
- القاضي شميدت يتحدث عن خطر جر بولندا إلى الصراع في أوكرانيا
- فيتنام تحتفل بمرور 70 عاماً على نهاية الاستعمار الفرنسي
- نشطاء مؤيدون للفلسطينيين يحتلون باحة في جامعة برلين الحرة
- الأردن: إسرائيل احتلت معبر رفح بدلا من إعطاء فرصة للمفاوضات ...
- باتروشيف: ماكرون رئيس فاشل
- روسيا.. الكشف عن موعد بدء الاختبارات على سفينة صاروخية كاسحة ...
- الإعلام العبري يتساءل: لماذا تسلح مصر نفسها عسكريا بهذا الكم ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - صحفيو سمَّاعة الهاتف