أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - نخب الرفاه والنضال الفلسطيني














المزيد.....

نخب الرفاه والنضال الفلسطيني


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4924 - 2015 / 9 / 14 - 10:02
المحور: القضية الفلسطينية
    



في أوضاع المجتمعات التي تعاني من التخلف والانحطاط الديني والاجتماعي، أو تلك التي تعاني بشكل مركب وخطير كحالتنا الفلسطينية، والتي تجمع ما بين التخلف والانحطاط الديني والاجتماعي، ووقوعها تحت نير الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي الاحلالي والعنصري، مع وجود سلطة حكم ذاتي أنشئت فيما مضى في أوائل تسعينيات القرن العشرين، بقرار دولي رعته الولايات المتحدة وقبلت به إسرائيل، بشروطها الأمنية والمالية، لكونه يشكل عبئا إضافيا على الشعب الفلسطيني، وليس مساهمة في حل قضاياه ومشاكله العالقة، وبالتالي حتى يكون رصيدا على طريق تحرره وتقرير مصيره الوطني الشامل، في مثل هذه الأوضاع على العموم، وفي حالتنا الفلسطينية على الخصوص، ابتليت التجربة النضالية بقيادات وشخصيات وتجمعات مدنية وحتى نقابية، تريد أن تتعامل مع قضية الأرض والشعب الفلسطينيين بحالة من الاسترخاء وربما الرفاه السياسي والاجتماعي والمالي، وكأن هذا الشعب الموجود وأرضه السليبة هما غيرهما، وإنما الحديث يجري عن دولة عادية مستقلة وقوية، لا تعاني أولا من ضعف وفقر وجهل ومرض أبنائها ومكوناتها المتنوعة والمختلفة، وثانيا وقوعها تحت اخطر استيطان إحلالي كمثل الحالة الصهيونية الاستعمارية الاستيطانية، وإنما الأمر يتعلق بدولة في السويد أو الدنمارك أو في سويسرا، وغيرها من الدول الأوروبية والاسكندينافية، ذوات التقدم الكبير والرفاه الناعم والواسع.

ولذلك، نجد في الساحة الفلسطينية، ومنذ وقت طويل نسبيا، وسابق على اتفاقيات أوسلو 1993، من يتحدث عن ثقافة السلام والتطبيع، وحلم الاقتصاد الكبير في سنغافورة، وعن إقامة الدولة ومؤسساتها السيادية والمدنية، وعن تدشين العلاقات الدبلوماسية والسفارات والممثليات والقنصليات، لدى الجهات والدول الأجنبية، ويجري الحديث عن الإرهاب ومكافحته وغير ذلك كثير، والشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية واضحة؛ في ضرورة التخلص من الاوباء الاجتماعية الذاتية، وتحقيق حد مقبول من القدرة الذاتية، على مستوى الفلسطيني الواحد، وعلى مستوى مجتمعه ككل. وهذه القدرة ينبغي أن تكون متكاملة في البناء الذاتي والمعنوي على مستوى إنسان، وفي المسائل الاجتماعية وحتى المادية الاقتصادية، من خلال ثقافة الاعتماد على الذات، وتحقيق قدر معقول من قدرة اقتصادية مقاومة للوجود الاحتلالي والاستيطاني الإسرائيلي، على الأقل، في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67م.

وكذلك هي قضية واضحة، في ضرورة مواجهة هذا المشروع الصهيوني الاستيطاني الطارد والمستهدف للإنسان الفلسطيني ولأرضه ومقدراته وثرواته الوطنية. وهذا يتطلب، كما هي واقع عديد التجارب النضالية للشعوب المختلفة تاريخيا، حراكا مقاوما إن كان على شكل مسلح أو مقاومة جماهيرية عارمة في المظاهرات والاحتجاجات والمواجهات والمقاطعة الشاملة للاحتلال سياسيا ومدنيا وتجاريا واقتصاديا، ودون حاجة إلى ابتداعات من قبيل الحديث عن انتفاضة أو مقاومة شعبية سلمية؛ فالمقاومة هي المقاومة أيا كان شكلها ووسائلها، فهي مواجهة جدية شاملة مع الاحتلال أي احتلال، وشرط وجودها وتحققها واستمرارها، وبالتالي جني ثمارها شعبيا ووطنيا، يتطلب تضحيات جساما في الجهد والدم والعرق والمال، وفي عدم الراحة والرفاه والاستهلاك.

للأسف، ومنذ تم الترويج لثقافة الحلول الجزئية، وإقامة كيان ذاتي محدود لاحقا وحتى اليوم، أدى ذلك إما بشكل مباشر أو غير مباشر، مقصود أو غير مقصود، وعن طريق العدوى البيئية والاجتماعية، ونفوذ قيادات فلسطينية وتكرارها لمشاريعها المائعة والفاشلة، إلى وجود عينات خطيرة قياديا وشعبيا على القضية الفلسطينية، تتبنى نهجا لا وطنيا، ولا يناسب أوضاعنا الفلسطينية المعروفة. وهذه العينات على نوعين أو قسمين:

1- الأول، من يدرك حقيقة هذا النهج المبتدع في السلمية الزائفة، والتي ثبت فشلها لأكثر من عقدين من التفاوض العبثي مع إسرائيل.

ولكنها، أي هذه العينات، تريد أن تتكسب وتنتفع، بل وتترفه على حساب القضية الفلسطينية، وعلى حساب حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، مقابل تنازلات والخضوع لمشاريع غربية وأمريكية وإسرائيلية، تعمل على تآكل القضية الفلسطينية، ومن ثم إنهائها شيئا فشيئا، لحساب المشروع الصهيوني وإسرائيل، في فلسطين والمنطقة العربية.

2- وأما الثاني، فهو عينات تكونت عن غير قصد، وربما لديها إخلاص أخلاقي ووطني إنساني تجاه فلسطين وأهلها، لكن هذه العينات الجديدة تأثرت بالبيئة السياسية والاجتماعية التي تم تكوينها بعد أوسلو، بسبب نفوذ وتكرار وعدوى هذه البيئة نفسها، وبسبب أن هذه العينات هي الأساس تنتمي إلى طبقات اجتماعية وثقافية قوية وممكنة، ولديها مقدرات وطموحات وانجازات تريد تحقيقها والمحافظة عليها والبناء فوقها كعادة البشر على العموم، ولان مقاومة الاحتلال العنفية سواء منها المنظم عسكريا وفصائليا أو غير المنظم والعفوي جماهيريا وشعبيا في المظاهرات والانتفاضات والمقاطعات له، تكلف من ناحية الثمن المطلوب في الدم والأعمال والمصالح والاستقرار واستمرار النجاحات الشخصية والعائلية، فأصبحت هذه العينات فئات وطنية، هي الأخرى، لها نسق مختلف عن واقع الشعب الفلسطيني الغالب من حيث المعاناة والاستهداف والفقر والجهل. وهذا النسق الجديد في الوطنية يقوم، بحالة أو بأخرى، على ثقافة الأمر الواقع، وتقليل التضحيات، وابتداع صور من التعايش السلمي المستقبلي مع قواعد الكيان الصهيوني البشرية، ومع محاولات تبرير وتفهم الحالة الابتداعية غير الوطنية، والتي تعتبر ردة تاريخية في علاقة الشعب الواقع تحت الاحتلال مع محتله، وعلى رأسها المفاوضات واستجداء الحقوق الوطنية عبر محافل دولية وأممية، كانت غطاء قانونيا وسياسيا، بل وتأسيسيا لدولة الكيان الصهيوني، في النصف الأول من القرن العشرين المنصرم.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقائق القوة الإنسانية
- المخيم الفلسطيني وحق العودة
- عماد صلاح الدين
- إدراك الذات والعلائق والحضور
- الشرعية للفعل الوطني وليس للهياكل
- التعامل بحكمة مع النظام المصري
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي الحلقة الثانية
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي
- الحتمية التاريخية وممكن الحتمية
- مخطط تفكيك وحدة القضية الفلسطينية
- إعادة تأهيل الإنسان الفلسطيني
- الخوف على الضفة الغربية
- الدعوات المجردة إلى التدين والتمسك بالهوية
- حين يقولون عن الثورة مؤامرة وعن المقاومة إرهاب
- مشكلة النضال النخبوي الفلسطيني
- البنى التحتية للحب
- لماذا يفشل الفلسطينيون؟
- خطورة الانقسام الفلسطيني
- لماذا نفشل في العالم العربي؟
- ديباج الامتياز عند الشعوب المتخلفة


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عماد صلاح الدين - نخب الرفاه والنضال الفلسطيني