أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد صلاح الدين - التعامل بحكمة مع النظام المصري














المزيد.....

التعامل بحكمة مع النظام المصري


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 11:54
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


يدرك الباحث والمتابع السياسي، كم هي التحولات الخطيرة، التي طرأت على توجه وعمل منظومة السياسة الرسمية، وتحالفاتها النخبوية الثقافية والمالية، وحتى الدينية التقليدية، خصوصا على مستوى مؤسسة الأزهر الدينية، ومؤسسة الأقباط الدينية، وذلك منذ تم احتواء المؤسسة الأولى والسيطرة عليها، لصالح نظام ثورة يوليو سنة 1952، ثم تكرس ارتباط المؤسسة الأزهرية بنظام الحكم على عهد السادات، وإعطاء تحركاته السياسية والتسووية الشرعية، تحديدا فيما تعلق باتفاق الصلح المنفرد مع إسرائيل، في كامب ديفيد عام 1979.

هذه التحولات، تكرست بشدة في عهد مبارك، التي استمرت لتصبح نهجا سياسيا واستراتيجيا، في التعامل الإقليمي والدولي، حتى أصبح نظام مبارك، بمثابة كنز استراتيجي للإسرائيليين ، ثم تفاقمت هذه السياسة وهذا التوجه، بعد التمكن من الثورة المصرية، واحتوائها وتجييرها والنطق باسمها، لذات النهج، الذي افتتحه الراحل أنور السادات، وسار عليه مبارك لعقود.

ومعروف تاريخيا، أن النظم التي تستعيد نفسها، بأشكال جديدة، بعد ثورات شعبية في مواجهتها، تكون أكثر شراسة، ولا أخلاقية، في تكريس نفسها من جديد، وحتى أدواتها السياسية والإعلامية، بما فيهم –أيضا- العسكر. وهم على استعداد للدخول في تحالفات وشراكات مع الشيطان نفسه، وليس العدو الإسرائيلي، في سبيل تثبيت الشكل الجديد لنظام حكم مؤسساته هي هي، ونخبه الثقافية كذلك. ومعروف، أن المنظومة الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وتابعها الاستراتيجي في المنطقة العربية الإسلامية، تحرص على قيام بنية، وممارسة استبدادية، في نظم الحكم العربي، لجلب الأمن لإسرائيل واستقرارها، في مواجهة أي حراك ثوري أو مقاوم، يمس هذا الأمن والاستقرار، بعيدا عن كل كلام دبلوماسي أو حقوقي جميل، عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، وحتى الانتقاد الطقسي التقليدي، لأوضاع حقوق الإنسان في السعودية أو سوريا أو في مصر. ولذلك رأت إسرائيل، في النظام المصري الجديد، برئاسة عبد الفتاح السيسي، معجزة في جلب الأمن والاستقرار لها، وتأكيده وتثبيته.

وتسعى إسرائيل، جاهدة، بسبب طبيعتها الاستعمارية الاستيطانية والاحلالية، إلى تحقيق الأمن المطلق وليس التبادلي، الذي تقوم عليه منظومة الدول العادية، في سياق علاقاتها البينية والدولية. هذا على رغم أن لديها اقوي جيش في المنطقة، والطبيعة أعلاه تفرض عليها، أن تحتاج بشدة، إلى درجة السعي الحثيث، إلى توقيع اتفاقات سلام مع نظم المنطقة، وبحسب شروطها هي، وبالتالي تكوين شراكات، والطموح إلى تحالفات معها، كما جرى مؤخرا في حرب غزة الأخيرة عام 2014.

إن واقع نخب الحكم العربي، قبل الثورة وبعد الثورة، تلتقي مع سمة وميزة وماهية الكيان الصهيوني، ضمن مشترك سمات وماهيات الجماعات الوظيفية، التي يحكمها التقاء المصالح، ومصلحة الراعي الأكبر من الدول الغربية، وفي المقدم منها الولايات المتحدة الأمريكية، الذين يوفرون المساعدة العسكرية والمالية، وحتى السياسية والدبلوماسية لهاته النظم، كما هو شان الحالة الإسرائيلية. ولذا ينبغي على الفلسطينيين، وحتى على كل حراك عربي، باحث عن التحرر، وتقرير المصير، العمل على هامش المتاح في السياسة والدبلوماسية، في مخاطبة تلك النظم والجماعات الوظيفية، عن طريق لغة المصالح، وبما لا يمس – طبعا- التوجهات الأساسية، في التحرر، وتقرير المصير.

وبرأيي، أن يكون الضغط السياسي، والمقاوم والثوري، سواء في فلسطين أو في المنطقة العربية، موجها إلى مصالح أسياد النخب الوظيفية؛ عربية أو إسرائيلية، بدلا من أن تدخل قوى الحراك المقاوم في غزة، وخصوصا إعلامها في مهاترات ومكاشفات، في سياق الرد على الإعلام المصري، الذي يتهم الفلسطينيين بالتدخل في شؤون المصريين، ومن ثم يحرض عليهم، و يأتي عليهم شتما وهجاء، إلى درجة وصفهم بالصراصير والنمل، وغير ذلك، لعل ذلك، يمنع تفاقم الأمور – سلبيا- في النهاية على الفلسطينيين، بتقديم مبرر زيادة إحكام الحصار على غزة، أو استدراج الفلسطينيين، لمواجهة مع الجيش والأمن المصري.

إن المنظومة الكولونيالية الغربية والأمريكية، مرجعيتها القوة وتحقق المصالح. وهي لا تقدم تنازلات، ولا تتخذ إجراءات، ولا تقدم على مغامرات حربية، إلا بوزنها بميزان القوة والمصالح.
لقد قبل الغرب والولايات المتحدة التوقيع على اتفاق مع إيران، بخصوص برنامجها النووي؛ حين فرضت القوة والمصلحة الاعتبار في ذلك، في سياق العلاقة ما بين الأطراف نفسها.
وإسرائيل، هي الأخرى، ستضطر في النهاية، وبأمر أمريكي، ولاعتبارات ذاتية وموضوعية، قبول صفقة متفق عليها مع الفلسطينيين، وعن طريق وسطاء، أو مفاوضين غير مباشرين، بخصوص تهدئة ما، ورفع للحصار عن الفلسطينيين، ولو جزئيا، وتبادل للأسرى، لان اللغة السائدة، لأطراف الرؤية والممارسة الكولونيالية، هي القوة والمصالح، في عالم اليوم الدولي. وهذا ما تريده أمريكا – تحديدا- من تهدئة جبهة الشرق العربي، للتفرغ للعملاق الصيني، المتعاظم نفوذه، في منطقة أسيا.



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي الحلقة الثانية
- وقف مخطط الاستدراج الإسرائيلي
- الحتمية التاريخية وممكن الحتمية
- مخطط تفكيك وحدة القضية الفلسطينية
- إعادة تأهيل الإنسان الفلسطيني
- الخوف على الضفة الغربية
- الدعوات المجردة إلى التدين والتمسك بالهوية
- حين يقولون عن الثورة مؤامرة وعن المقاومة إرهاب
- مشكلة النضال النخبوي الفلسطيني
- البنى التحتية للحب
- لماذا يفشل الفلسطينيون؟
- خطورة الانقسام الفلسطيني
- لماذا نفشل في العالم العربي؟
- ديباج الامتياز عند الشعوب المتخلفة
- النموذج الإرهابي الأسوأ
- التحرك الدبلوماسي والحقوقي الفلسطيني
- القيم النسبية والحلولية الشاملة
- القيم النسبية والقيم السيولية الشاملة
- القيم النسبية والحلولية الجزئية
- القيم المطلقة والعلمانية الجزئية


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عماد صلاح الدين - التعامل بحكمة مع النظام المصري