أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - بين نصفين: أحلام شمس/ شمس أحلام















المزيد.....

بين نصفين: أحلام شمس/ شمس أحلام


مختار سعد شحاته

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 10 - 07:54
المحور: الادب والفن
    


تقديم هام للمقال:
أعتقد أن هذا المقال كان سيناسبه جدًا العبارات الكلاسيكية في مفتتحه من مثيلات الجمل "لا مندوحة أن، ومما لا شك فيه، ولا أحد ينكر...." إلخ، من جمل كلها نتاج تعبيرات تعلمناها في حصص اللغة العربية أسسها في نفوسنا مدرسون ضعاف الموهبة، ولا يجرأ واحدهم على مخالفة من عينة أن يسمح بأنه واردٌ جدًا أن يتذوق أحد التلاميذ نصًا شعريًا بأكثر بلاغة من مدرسه، بل ويملك رأيًا ناقدًا فيه لم يخطر ببال هذا المدرس يومًا ولن يخطر، إذ لم يتعدَ دوره التلقين والحفظ أكثر من اكتشاف وتوجيه المواهب في تخصصه.
لعل القاريء العزيز يسأل عن السبب واء مناسبة تلك الجمل، وهنا أحيله إلى مقال سابق في موقع الحوار المتمدن تحت عنوان "نظرية الأنصاف" وكيف بدأت تلك النظرية تتشكل لتنتج لنا ما اعتبرته نصف موهوب بنصف نص، يحتال به على الناس ويصدر لنفسه بأنه الألمعي ونابغة الزمان، وهنا أردت أن تظل تلك النظرية –الخاصة بي- في خلفيتي حين الكتابة، ومحاولة مني للتنبيه على خطورتها.

صدفة العاشرة مساء اليوم:
خرج علينا الصحفي والإعلامي "وائل الإبراشي" –صاحب أعلى نسبة انسحابات للضيوف بسبب وبغير سبب- في واحدة من فقرات برنامج العاشرة مساءًا الذي يقدمه على قناة دريم، ومعه ضيفة هي سفيرة للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة وتسمى –هكذا وصفها- "شمس الكويتية"، وبدأ في مناقشة الضيفة، وبدأت تتحدث بشكل يبدو مبهرًا وبراقًا وملفتًا في شكله، لكنه بتأمل دقيق في تلك اللغة وما وراءها من أفكار –المفروض تخرج عن سفيرة نوايا حسنة- تكتشف كم التسطيح والهشاشة التي تجعل الدم يغلي في العروق وتنتفض إذ ستشكل مثل هذه النماذج المثال الحي الواقع لـ"نظرية الأنصاف"، وأمام إجابات تلك الضيفة عن سؤال حول تخليها عن جنسيتها الكويتية ثم السعودية –وربما الإماراتية- تكتشف ما يمكن أن تدسه "نظرية الأنصاف" وأبطالها من سم داخل العسل، فالإجابات الفضفاضة التي تذكرك مباشرة بالقول الرائج "حافظ مش فاهم"، هو الأساس في كل الإجابات التي كشفت عن سطحية مستفزة، ناهيك عن ضعف صوتها –باعتبارها مطربة بالأساس- فتكتشف تناقضات جمة في كل كلامها جملة وتفصيلاً وتعرف كيف يمكن لهذه "الأنصاف" أن تبهر البعض في مجتمعنا العربي، وتدرك –تمامًا- حجم الكارثة حين يخبرك بعض الجيل الصاعد بأن أشعر الشعراء هو المدعو "هشام الجخ"، فيسطح البعض الآخر رأيه، ويجيب "مصطفى إبراهيم". وهما –من وجهة نظري الأدبية والنقدية وذائقتي الخاصة- لا يتعديان كونهما من دلائل لانتشار حمى "نظرية الأنصاف".
أعود إلى تلك المطربة التي حاولت أن أجد فيها ما يميز صوتها، فلا أجد غير ذاك الصوت الضعيف المهتز، والذي لم تفلح حتى تقنيات الصوت الحديثة في معالجة هذا الاهتزاز والضعف فيه، حتى وإن استخدمت لها طبقة صوتية هادئة، وهو ما إذا اعتمدناه لصار كل واحد في العالم حين يغني في "دورة المياه" له الحق في أن يصف نفسه بالمطرب، وأتمنى أن يتشجع أحد الفنانيين المحايدين ليكتب لنا عن قيمة وجودة هذا الصوت، وهو برأيي ضعيف.

بين أحلام وشمس:
تجلت نظرية الأنصاف في هذا اللقاء على قناة دريم، إذ بمجرد أن ذابت تلك القشرة الهشة التي تلتحف بها عناصر وأمثلة النظرية، ستبدو حقيقتها وانعدام عمقها وكم التسطيح والمباشرة الساذجة التي تحتمي وتخدع بزيف الشعارات الرنانة –المحفوظة لا المفهومة- كقيم مثل الإنسانية والحرية والهوية والمواطنة والحق في الحياة، وحين يبدأ ذلك يبرز لك الوحش الذي حاول التخفي بوجه "الجميلة"، ولا يبقى غير قبح التشوهات التي أفرزت لنا تلك النظرية، وأفلحت في تصديرها مثل تلك الشخوص ممن يصدق عن نفسه أنه/ أنها شاعر/ مطرب او شاعرة/ مطربة.
سفيرة النوايا الحسنة أخذت ما يربو عن عشر دقائق تامة لم تتوقف عن سلق زميلة لها في مهنتها وهي المعروفة باسم "المطربة أحلام"، وجاء السلق حادًا، فنفت عنها كثير مما تدعيه لنفسها –أو حاولت الإدعاء به- وكما يقولون بالمصرية الدارجة "شلفطت الست"، ونسيت –او لعها لم تنضج فلم تدرك- أنها كانت من لحظات تتحدث عن فهمنا للإنسانية وأن ما نعانيه في مجتمعاتنا العربية من تخلف وتشويه للقيم –حتى الدينة باعتبار الهجوم على الدين موضة رائجة حتى لو صدر عن غير فكر- وظلت هي تستبيح زميلة مهنتها، وتلحق بها كل ما أمكنها من صفات لا إنسانية منفرة إلى حدّ وصفها لها ولكثير من الخليجيين وعلى حد قولها "محدث نعمة"، وسقط قناع إنسانيتها الذي كانت ترتديه منذ لحظات، ومارست نفس ما ادّعت أنها تخلت عن جنسيتها العربية مقابل جنسية أجنبية لأجله.

كلاهما وجهان لعملة:
الحقيقة أن تلك المقابلة كاشفة لتغلل "نظرية الأنصاف"، فتلك الـ"شمس" وتلك الـ"أحلام" وجهان لعملة واحدة من الرداءة والسطحية، ربما يمكن اعتبار واحدتهما وجه العملة الذي يحمل الصورة، والأخرى وجهة العملة الذي يحمل الرقم وقيمة العملة النقدية في السوق.
الأمر بسيط فواحدة مشهورة بتطاولها على الجميع، والأخرى صدرت لنا تعاليها عن الجميع وادعاء الإنسانية أكثر من الأخرى، وواحدة تغالي في عرض كل شيء، والأخرى تهاجم كل هذا العرض لكن لا تمانع أن تقدمه باعتباره حريتها ومزاجها الشخصي، وهو –لعمري- إلتباس بين وفاضح، فمثلا في لقاء "الإبراشي" صدرت لنا تلك المطربة إنسانيتها وتنويرها، حتى لم ينقص إلا أن ينبت لها جناحان وتطير بعيدًا عن عالم العرب الملوث اللاإنساني، لكنها لا ترى مانعًا في سلب زميلة وخصمة لها كل شيء، بل وتدعيه لنفسها، وتتطاول عليها باتهامات عابتها على زميلتها، حتى أنها استشهدت بفيديو مسربًا، وكلمة مسربًا جاء بتعبيرها مع "الإبراشي"، لكنها وهي المدافعة عن حقوق المرأة وعن الحريات الشخصية، لم تجد غضاضة في الهجوم على الأخرى –"أحلام الخليجية"- إذ تتقصع في رقصها داخل فرح نسوي بالخليج، وتتبارى أمام الكاميرا في رقصها عارضة جسدها، هكذا جاء رد فعل سفيرة النوايا الحسنة، ولم تنتبه لكونها بنت هجومها على "تسريب" أي فعل مذموم من البداية، بل وحرمت على الأخرى فعلتها وهي متهمة بالأساس بالتسويق لنفسها جسديًا ضمن جملة اتهامات. وكان الاولى بسفيرة الأمم المتحدة ان تناقش من الفيديو قضية المرأة الخليجية لا قضية التناقض بين أفعال وتصريحات غريمتها في جلسة خاصة.

ما الخلاصة:
أجد الخلاصة في مقال صديقي الكاتب الصحفي "وليد علاء الدين" –شاعر مصري- في المصري اليوم بالأمس الأخير حين نبه إلى خطورة اعتقادنا مركز الكون، وأزيد عليه أن الآفة عربية على ما يبدو، فلا يمكن للعربي أن يقبل اختلاف رأي الآخر معه، ولا يفرق بين اختلاف وخلاف، فكل من يختلف هو مخالف، وكل مخالف هو مناهض وعدو ولا حرجًا في الهجوم عليه. العجيب أن هذا السفيرة كانت تردد كلامًا يشبه ذلك في مستهل فقرتها، ثم ذابت القشرة، وحاولت أن تتدارك هجومها السخيف على زميلتها فاكتف بقولها "أنا بالأساس امرأة"، كأن ذلك يعطيها الحق أن تهاجم خلق الله، وان تنز علينا بسطحيتها تلك، ومعاركها الشخصية الساذجة التافهة مع مثيلات لها حتى وإن كُنّ من الوجهة الآخر لنفس العملة، عملة "الأنصاف".
سيأتي يوم وسيتعلم العالم العربي كيف يلفظ كل هذه السطحية، وكيف يصبح الفنان والأديب فيه أكثر عمقًا، بل ومكتملاً لا يرى في المدعين وضغائر المواهب أن ذلك الغاية العظمي مما نطمح.
ولا سامح الله كل من يصدر للعالم العربي هؤلاء الأنصاف ليتصدروا المشهد، ويعذبونا بأفهامنا وقراءاتنا.
بقى أن يصل كلامي هذا لكل هؤلاء، فإن لم يصل بأي شكل، فسأخشى أن أُضطر للقول كما قال "أدونيس" عن الوضع السوري: "أنا عرفت المؤامرة"، معتقدصا أن ذلك سيريح ضميره للأبد.
رابط لمقال نظرية الأنصاف: http://m.ahewar.org/s.asp?aid=375051


مختار سعد شحاته.
""Bo Mima
روائي وباحث أدبي.
مصر/ الإسكندرية.



#مختار_سعد_شحاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤسسة يدوية بالإسكندرية لفن صناعة الكتاب
- شوق الدرويش ما لها وما عليها
- الشاعرة لبنى عبد الله المستعدة للانقضاض على وحدة تائهة
- ما بين الفوضى وسقف المؤسسة في الجوائز العربية
- كان مرة -واحد مصري-..
- النص الإبداعي بين امرأتين
- رواية إليها المسير.. لبغداد السايح
- -باب جانبي في كابينة والدي-
- العين صابتني ورب الكلمة نجاني
- الرجل ال-يباشر-.. قصة قصيرة
- رسالة.. نص أدبي إلى الرفيق مولانا الدرويش الذي يعرف نفسه.
- للأخ المسافر.. إليهم جمعاء
- هل كان أبو الأنبياء مُداهنًا؟! المقال الأول بعد التأسيسي لنظ ...
- نظرية الضيق.. مقال تأسيسي رقم 1
- يقولُ وليد.. مهداة إلى ديوان -تفسر أعضاءها للوقت- للشاعر ولي ...
- سرور التي تضخّ حزنًا ووجعًا قراءة في رواية -الشويرة- لمحمد ا ...
- قراءة لمجموعة -صباح مناسب للقتل- لأسامه جاد.
- قراءة في مجموعة -البطلة لا يجب أن تكون بدينة- لشيرين فتحي عن ...
- تأملات قرآنية خاصة.
- اغفر لي ... ابتهال.


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مختار سعد شحاته - بين نصفين: أحلام شمس/ شمس أحلام