أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - لا بديل للوطن .. العودة للدار هي الحل















المزيد.....

لا بديل للوطن .. العودة للدار هي الحل


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4918 - 2015 / 9 / 7 - 13:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد اخترق اللاجئون السوريون ، منذ أيام ، حدود المخيمات ، وحدود التوصيف كجزء سياسي وإنساني حرج من الأزمة السورية ، و اخترقوا الحدود الدولية ، حاملين معهم فائض الخوف من حرب حيث ولدوا وعاشوا ، وفائض المغامرة ، لتعويض فقدان الرجاء ، حيث كانوا لاجئين . وأصبحت قضيتهم جزءاً من قضايا العالم اللافتة ، التي تتقاطع وتتجاذب حولها الحكومات وقرارات الدول ، من أوربا .. إلى أستراليا .. إلى كندا .
هكذا يرتسم مشهد حراك اللاجئين السوريين المتصاعد ، ترافقه تغطية إعلامية .. حيث توقف .. وحيث تحرك .
لا أحد ينكر عليهم حقهم بالحصول على مكان آمن .. ولا أحد يعرف من يوجه حركة جموعهم .. لاسيما عند اقتحام الحدود الدولية .. ومحطات السكك الحديدية . ولا أحد يستطيع ، مهما كثرت علامات الاستفهام والتحفظات حول حراكهم وأهدافه عامة ، أن يعترض على مسارهم المؤلم ، المستبطن تداعيات آلام الغربة المديدة التي تنتظرهم .

وعلى ذلك .. وحسب مقتضيات العلاقة الوثيقة ، بين مسألة اللاجئين ومعاناتهم في المهاجر والشتات ، وبين مسألة التصدي لعدوان الإرهاب الدولي على البلاد ، ينبغي العودة مراراً ، إلى متابعة واقع .. وحراك .. ومآلا ت اللاجئين بموضوعية .. وبروح أخوية وطنية .
إ
إن تدفق اللاجئين السوريين ، الكثيف ، المفا جيء ، على حدود البلدان الأوربية، المترافق مع صور و أخبار ضحايا زوارق الموت ، وشاحنات التهريب القاتلة ، وخاصة صور جثامين الأطفال المرمية على شاطئ البحر هنا وهناك ، قد أحدث صدمة إنسانية غاضبة ، لدى الشرفاء في العالم . إذ أن ما نشر في الإعلام ، حول اللاجئين السوريين ، من موت جماعي ، وتشتيت ينتهك أبسط الحقوق الإنسانية ، فتح أمام عيونهم وضمائرهم نافذة على ما يجري في سوريا من جرائم بحق الإنسانية ، التي تجلت إحداها بمعناة اللاجئين أمامهم . لأنهم لم يكونوا على بينة شفافة ، بحقيقة العدوان الإرهابي الدولي على سوريا ، وبحقيقة مخا طره على حق الحياة وقيمها .. بهذا الشكل المروع المتوحش .

إن هؤلاء اللاجئين ، وكافة اللاجئين في الخارج ، والضحايا الذين يتساقطون منهم ، عبر البحار .. وعبر الحدود البرية الشائكة ، ووسائل النقل الخانقة ، يستحقون التعاطف والتضامن معهم إنسانياً ، وتقديم المساعدات لهم . ويستحقون الاهتمام بهم وبمصيرهم وطنياً ، على مستوى الحكومة ، وكافة القوى الوطنية ، وعدم تركهم تحت تصرف ، الذين تسببوا في تهجيرهم من قبل .. والآن يتسببون في تشتيتهم .

غير أن التغطية الإعلامية على مدار الساعة ، وفي مواقع متعددة تتحرك فيها جموع اللاجئين الزاحفين إلى البلدان الأوربية ،وخاصة .. ألمانيا وفرنسا ، وبريطانيا ، والسويد ، وهولندا ، تثير السؤال :
لماذا لم يحظ بمثل هذه التغطية الإعلامية آلاف الضحايا السوريين ، الذين قضوا في رحلات اللجوء البرية والبحرية ، خلال سنوات الحرب المديدة ، وبينهم عدد كبير من الأطفال ؟ .. ولم يحظ به أيضاً مئات آلاف القتلى ، الذين سقطوا ضحايا العدوان على سوريا ؟ .. ولم تحظ بمثله أيضاً وأيضاً المناطق المدمرة للعمران السوري .. والحضاري .. في المدن والأرياف ؟ ..

ما يثير السؤال بحق حول خلفيتها السياسية : هو هل أن تصوير الضحايا وجموع اللاجئين المتدفقة عبر الحدود ، وانتشار الصور بهذا الشكل الآن ، هو اختراق إعلامي ، عفوي ، للحصار الإعلامي على سوريا ، وعلى الحرب السورية ، قد تم توظيفه لتصعيد الإجراءات المتعلقة باللاجئين ؟ .. أم أنه عمل مخطط لمواكبة سيرورة اللاجئين السوريين وتداعياتها .. التي دخلت .. أو أدخلت .. في مرحلة تتسم بالخطورة ، لتسويغ التدخل العسكري الدولي المباشر في الحرب السورية ، الذي أفصح عنه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ، بأن هناك بعض دول المنطقة ستتدخل عسكرياً براً " ضد داعش " . كما أفصح وزير الخارجية البريطاني عن رغبة بريطانيا في التدخل في سوريا ، ومن جهته أشار رئيس وزراء أردو غان إلى عزم بلاده إقامة " المنطقة العازلة في سوريا لإيواء اللاجئين السوريين المقيمين في تركيا ؟ ..

وهنا لا غنى عن إضاءة ارتدادات حركة جموع اللاجئين السوريين نحو البلدان الأوربية ، وإثارة كيفية توزيعهم على عشرات البلدان في أوربا وأمريكا وشرق آسيا .. على المستوى الدولي .. وخاصة الأوربي ، المنقسمة ، إلى إنسانية صادقة شعبياً ، وإلى سياسية منافقة حكومياً .
الدول الأوربية المشاركة بالعدوان على سوريا ، الذي أنتج هذه المأساة ، ومآس عديدة أخرى لابد أن يكشف الغطاء عنها لاحقاً ، اتخذت مواقف متعددة . تظاهرت نفاقاً بالصدمة من جهة . واضطربت ، لأنها لم تتوقع أن تنكشف رذا ئلها المعادية للإنسانية بهذه السرعة . فهي اعتادت أن تخفي جرائمها في أرشيف النسيان ، وهي مطمئنة أنها لن تنكشف ، إلاّ بعد أن ينجو المسؤولون عنها من العقاب ، إن بانتهاء الآجال العمرية ، أو بقانون التقادم ، أو في موسم سياسي يتسم بالابتزاز ، حيث يصبح الأمر خارج السيطرة . وعملت من جهة ثانية ، على احتواء الموقف ضمن إطار مصالحها الداخلية والخارجية . وأطلقت إشارات الاستفهام والاتهام نحو النظام السوري ، متجنبة ولو تلميحاً ، مسؤولية قوى الإرهاب الدولي المدعومة من قبلها ، التي تقوم بتدمير سوريا أرضاً وشعباً . وعملت من جهة ثالثة على تطمين الرأي العام حول سوريا والشعب السوري ، من خلال التصريحات المواربة .. قال رئيس وزراء سلوفاكيا " دعونا نوقف عدم الاستقرار في سوريا " . وقال رئيس وزراء إسبانيا "" فلنوقف الحرب في سوريا " . ووصف رئيس وزراء إيطاليا التعاطي الأوربي مع اللاجئين السوريين " بالعار " .

وكان " أردو غان " أبرز الذين حاولوا التبرؤ من المسؤولية ، متجاوزاً بخبث عثماني أصيل ، أنه هو الذي احتضن ودعم ، وما زال ، بالتعاون مع المملكة السعودية وقطر ، قوى عدوان الإرهاب الدولي على سوريا ، من أجل تحقيق مطامعه التوسعية العثمانية ، وهو الذي شجع منذ البداية السوريين البسطاء ، تحت تهديد حرب الإرهاب على الهجرة ، للا تجار بهم كلاجئين ، واللعب بمصائرهم الوطنية والسياسية . بل ودعا دول الاتحاد الأوربي لتحمل مسؤولياته ، في تلبية طلبات اللاجئين الزاحفين إلى البلدان الأوربية . فيما هو الذي يجب أن يتحمل قبل غيره مسؤولية مأساتهم وتهجيرهم .

أما الدول العربية وجامعتهم ، المنغمس معظمها في مسؤولية الكارثة السورية ، فقد لاذت بصمت المتواطئين المذنبين اللئام ، ولم تبح بحرف ، ولم تبد إشارة إيجابية لمساعدة اللاجئين السوريين ، ليس للاشتراك بإيوائهم وتشتيتهم ، وإنما من أجل عودة السلام إلى وطنهم .. وعودتهم إلى ديارهم .

الخلاصة العامة لمختلف المواقف الأوربية والدولية الرسمية ، والشعبية ، والعربية الرجعية ، هي الوعود ، المرفقة بالإجراءات العملية والقانونية ، بمنح اللاجئين السوريين في أوربا ، وأستراليا ، وكندا ، وطناً بديلاً .. عن وطنهم سوريا .

إن مأساة اللاجئين السوريين منذ بدايتها المبرمجة ، أو العفوية المشروعة ، وحتى الآن ، وإلى كافة تداعياتها المتوقعة والمفاجئة في المستقبل ، هي جزء لا يتجزأ من حرب منظومة الإرهاب الدولي الجارية ، والمتشابكة ، من حيث المقومات الحاضنة ، السياسية ، والدينية ، والأخلاقية المشوهة ، وهي تصعد الآن إلى مراحل أسوأ ، سواء في استخدام اللاجئين بالحرب النفسية والابتزاز ، أو بإقامة الأحلاف العدوانية ، تحت غطاء الحرب على " داعش " . حتى الآن ، هناك " التحالف الأمريكي الدولي ضد داعش " و " التحالف السعودي الأمريكي العربي ضد اليمن " . ما أدى إلى رد فعل قوى دولية أخرى ، تمثلت بدعوة الرئيس الروسي " بوتين " لإقامة حلف إقليمي دولي " ضد داعش وقوى الإرهاب الأخرى " . ما سيؤدي إلى انغماس دولي أوسع في الحرب السورية .
ولذا ، فإن الحرب على وفي سوريا تتسع ، وتتعدد أشكالها ، وتكبر بما لا يقاس مسؤولية القوى الوطنية ، في الداخل والخارج .. في الحكم .. وخارج الحكم . إن وحدة هذه القوى .. وحدة عقيدتها الوطنية ، ورؤاها السياسية ، للدفاع عن الوطن .. ولإعادة بنائه .. تعيد الثقة عند الجميع ، وخاصة الذين أرهقتهم الحرب مادياً ونفسياً ، وأفقدتهم الرجاء بغد هم وبوطنهم ، ودفعتهم للاستسلام لعصابات التهريب ، ولسياسي التهجير والتشتيت ، مذهبياً ، وقومياً ، واقتصادياً ، ووقعوا ضحايا ألاعيب القوى الدولية ضد وطنهم بأساليب وأشكال مختلفة .

لقد أكدت التداعيات السياسية ، والعسكرية ، المتأتية عن عدوان الإرهاب الدولي ، أن حرب الشعب السوري في اللحظة الراهنة ، هي حرب وطنية تحررية ، تقدمية ، ديمقراطية . وهذه المضامين المتعددة للحرب قد فرضتها طبيعة وممارسات قوى الإرهاب الدولي الاحتلالي ، القمعي ، المتخلف . هي حرب تتطلب أن تكون المهام الوطنية في مقدمة أولويات البرامج والأهداف السياسية للقوى الوطنية ، بمعنى أن إنقاذ الوطن هو الجسر الوحيد لنجاح برامج وأهداف هذه القوى في الشأن الداخلي عبر المسار الديمقراطي . إن تجاوز ذلك ، بوضع المسائل الخلافية الداخلية قبل المهام الوطنية ، والتأجيل ثم التأجيل للتوصل إلى صيغة واحدة للعمل الوطني المشترك ، إنما يخدم قوى العدوان ، ويهدد الوجود الوطني برمته .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب البؤساء العادلة
- بيان مجلس الأمن والتجربة السورية
- أردوغان وسوريا المستعصية على الفتح
- آفاق
- المطلوب قبل فوات الأوان
- دفاعاً عن سوريا ووحدتها أرضاً وشعباً
- معركة ميسلون بين الأمس واليوم - إلى يوسف العظمة -
- الرعب الإسرائيلي المتجدد من التاريخ
- لماذا تريد أمريكا رحيل الرئيس ؟ .
- السلام والأمان والأمل .. بين الممكن والمعجزة .
- الريحان .. والأمير والسلطان إلى ضحايا كوباني
- موسم الغزو البربري المفتوح
- ارتدادات الحرب السورية
- ما ذنبنا .. ؟ ..
- الوحدة الوطنية .. أو الضياع
- المعارضة السورية إلى القاهرة .. ثم إلى أين ؟
- المعارضة في زمن الحرب
- مابين داعش والتحالف السعودي الأميركي
- عاصفة الحزم إلى الشام .. وبلاد الشام
- ياعمال العالم و يا أيتها الشعوب المفقرة اتحدوا


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - لا بديل للوطن .. العودة للدار هي الحل