أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - السلام والأمان والأمل .. بين الممكن والمعجزة .















المزيد.....

السلام والأمان والأمل .. بين الممكن والمعجزة .


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 14:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من المبكر الحكم على دعوة الرئيس الروسي " بوتين " ، لإقامة تحالف إقليمي ضد " داعش " . لكنه يثير السؤال : هل هو توجه جاد لدى " بوتين " لإعادة السلام والأمن والاستقرار للإقليم .. أم أنه تحرك دبلوماسي روسي ذكي .. لكسر الاحتكار الأمريكي للمبادرات الدولية الهامة .. وهل هذا التحالف يحتاج تحقيقه إلى معجزة .. كما عقب وزير الخارجية السوري " وليد المعلم " ؟ .
لاشك أن هناك معطيات مقلقة ، وقد يكون هناك تفاهمات روسية مع أطراف إقليمية مستجدة ، دفعت الرئيس الروسي إلى توجيه دعوة ، لتوحيد جهود دول الإقليم . وخص بالذكر " سوريا ، والمملكة السعودية ، وتركيا ، والأردن " . ثم وضح وزير خارجيته " لافروف " أكثر فقال " إن دعوة بوتين تخص جميع دول المنطقة . وهذا يخص سوريا والجيش السوري ، والمعارضة السورية ، بما في ذلك المعارضة المسلحة ، التي تدعو إلى الحفاظ على سوريا دولة موحدة ذات سيادة ، وبطابع علماني " .
ومنطقياً ، لابد أن تتعاطى القوى الدولية .. المنخرطة .. والمعنية .. والمهددة بخرائط " داعش " الحربية مع هذه الدعوة .

أول ما يلفت في هذه الدعوة ، أن هناك قفزة سياسية روسية إقليمية ودولية ، تأمل روسيا منها ، ولا ريب . أن تكسب نقطة هامة ، في عملية إعادة تشكل القطبية الدولية ، باستباقها ملء الفراغ ،الذي سيحدثه فشل التحالف الأمريكي الدولي المزعوم ضد " داعش " ، الذي تكفل بالقضاء على " داعش " جواً ، فمنحه فرصة التقدم والتوسع براً . كما يلفت إلى أن العالم عامة والإقليم خاصة ، بات بأمس الحاجة ، إلى تحالف بديل ، يتمتع بالمصداقية والفعالية المطلوبة ضد المشروع " الداعشي" ، الذي تحول من أداة مبرمجة ، في لعبة التنافس حول القطبية الدولية ، والتحكم الاقتصادي الاستراتيجي ، والجغرافيا السياسية المميزة ، تحول إلى وحش فاشي عنصري مدمر ، يهدد الأمن والاستقرار والحضارة أينما سيطر في الإقليم . ويلفت أيضاً إلى أن روسيا الاتحادية ، تعمل عبر التحالف المزمع ، للتصدي للقوى المغالية بمطامعها ، التي أشأت ، ودعمت " داعش " وسخرته بمثابة جيوش برية لتحقيق مصالحها ، مستهترة بأمن الآخرين ، ودول وشعوب كثيرة .

أهم المعطيات المحفزة للدعوة الروسية لإقامة تحالف إقليمي ضد " داعش " هي :
* تزايد قوة " داعش " وانتشارها في المناطق التي يسيطر عليها ، في سوريا ، والعراق ، وليبيا ن واليمن ، وتلك المناطق التي يضرب فيها للسيطرة عليها ، في لبنان ، ومصر ، وتونس ، والقوقاز ، وجنوب الصين ، وغربي الهند ، وباكستان ، ونيجيريا ، وتشاد ومالي . وكانت آخر الضربات اللافتة ، هي في تونس ، وفرنسا ، والكويت ، والمملكة السعودية .
* إمعان " الداعشيون " المسلحون والسياسيون ، في تحويل ، مصر ، وليبيا ، والعراق ، وسوريا ، واليمن ، إلى دول مدمرة فاشلة .
* فشل الحوار السوري ـ السوري ، في إيجاد مخرج سياسي تصالحي ، وفشل مكونات العراق في التوافق على دولة تضم الشعب العراقي كله في كيان واحد موحد .
* ولوج دول الخليج العربية جحيم الإرهاب .. المملكة السعودية والكويت بداية .. وتهديد البحرين بضربات قريباً .
* تهديدات " داعشية " جدية في أنحاء مختلفة من العالم . وانسداد أفق الأمن والاستقرار في الإقليم ، وقتامة أفق الأمن والاستقرار الدوليين .
* انعكاس حرب الإرهاب الدولي في المشرق العربي وإفريقيا ، والهجمات الإرهابية في بلجيكا وفرنسا ، على البنى السياسية والاجتماعية والنفسية في أوربا ، الذي أفضى إلى ارتفاع شعبية القوى اليمينية ، والعودة إلى إجراءات الدولة الأمنية ، وارتفاع الإنفاق الأني والعسكري ، والتشديد تجاه المهاجرين وترحيلهم .
* الانقلاب في الأولويات ، والمفاهيم الدينية ، والمذهبية ، والعقيدية السياسية ، في البلدان العربية الأكثر أهمية ، من حيث المساحة ، وعدد السكان ومخزون الطاقة ، التي سيطر عليها الإرهاب .. أو هو بصدد السيطرة عليها .
* تصميم القوى الدولية الغربية ، والرجعية العربية ، والإقليمية المتغطرسة ، على التزام الآخرين ، في كل ما يتعلق بمسار الحرب القائمة ، وتسوياتها ، وخواتمها ، ، بالتوقيت الذي يتناسب ومخططاتها ، وحسب قوالب مصالحها .

وهذا هو بالضبط ، الذي .. يشل .. ويقيد العقل .. والضمير .. والحركة .. لدى مكونات الشعوب السياسية ، والمذهبية ن والعرقية ، والحزبية ، التي تكابد من جحيم الحرب ، والتي جعلتها الحرب مجرد أداة في خدمة مصالح الخارج المتعارضة مع مصالح الشعوب التي تنتمي إليها . ومن هنا تأتي المعوقات الأكثر إحراجاً وتأثيراً ، لأي تحالف منشود ضد " داعش " ، ومجمل قوى الإرهاب الدولي . إذ أنه يتطلب .. على المستوى الوطني :
1 - أن تكف الأطراف المتصارعة في سوريا ، عن ممارسة عقلية وسياسة ، الإسقاط ، والإقصاء ، وأن تتخلى المعارضة عن مشروعها المسلح لإسقاط النظام بالقوة ، وعن مشروعها " الحواري " المتمسك " بحكومة انتقالية كاملة الصلاحيات " أي استلام السلطة فوراً . وأن تهيء نفسها للاشتراك مع قوى الحكم وخارج الحكم ، في حكومة وحدة وطنية ، والاشتراك في جبهة وطنية مقاومة ضد الإرهاب .
2 - أن تتوقف قوى المذهبية والعرقية في العراق ، عن متابعة مشروعها بتقسيم العراق ، وتقاتل صفاً واحداً ضد " داعش " .
3 - وأن يعبر ملوك الطوائف في لبنان عن بلوغهم سن الرشد الوطني ، ويعيدوا الحياة إلى مؤسسات ، الرئاسة ، والحكومة ، والبرلمان ، ويعيدوا بناء الدولة اللبنانية ، وفق معادلة " شعب ـ جيش ـ مقاومة " .
4 - وأن يقر " عبد ربه منصور هادي " باستقالته ، والتوقف عن التآمر مع آل سعود على أبناء شعبه في اليمن .
5 - وأن يعيد " المشير السيسي " قراءة خريطة الإرهاب الدولي الحربية ، في مصر والوطن العربي ، وما بعده في الاتجاهات الأربعة ، التي سيتأتى عنها ، إعادة النظر في معادلات انتصاره على الإرهاب . والتي تشير إلى أن انتصاره على الإرهاب ، لا يمر عبر كثرة وتنوع الأسلحة ، واستنفار مشايخ الأزهر ، ومليارات دول الخليج المسروقة من الثروة القومية ، وإنما عبر وحدة عشرات ملايين المصريين تحت سقف الحرية ، والعدالة الاجتماعي ، والمسؤولية الوطنية ، ووحدة الجيش والشعب .. وعبر التحالف المصيري .. بين مصر وسوريا والعراق ولبنان واليمن .

ويتطلب على المستوى الإقليمي والدولي :
1 - أن توقف كل من المملكة الأردنية ، وتركيا ، وإسرائيل ، دعمها " لداعش .. والنصرة .. وكافة قوى الإرهاب الدولي " ضد سوريا ، وتسحب حشودها العسكرية في مواجهة الحدود السورية الدولية ، التي تهدد باستخدامها في عدوان إرهابي دولي مباشر على سوريا .
2 - وأن توقف المملكة السعودية الحرب على اليمن ، وتتوقف هي وقطر عن تقديم الدعم الشامل " لداعش " .. وغير " داعش " .
3 - وأن تعيد الدول الغربية ، وخاصة الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ، النظر في سياستها الداعمة للإرهاب ، والمعادية للأمن والاستقرار في المشرق العربي ومحيطه .

وإزاء كل هذا التعقيد في العوامل ، والمعوقات والانعكاسات ، تبدو تسمية نجاح دعوة " بوتين " للتحالف ، بين الأخوة الأعداء ، والجيران الأ لداء معجزة ، هي أقرب إلى الواقع . لاسيما أن " داعش " لا يستخدم السلاح وحسب ، وإنما يستخدم " شرعية الشريعة " المتعصبة ، المتأصلة ، في جذور الوعي الإسلامي الجمعي ، المتواصل ، في الوعظ الديني ، والتعليم ، والعادات والتقاليد ، منذ قرون طويلة ، ويستخدم لغة " الصواب الإلهي " الصارمة ، ومفاتيح الجنة ، ما يضمن له حواضن تتزايد باطراد ، من المهمشين والمفقرين ، والانتهازيين ، والمغامرين ، والحالمين بالقفز بسرعة إلى العالم الآخر السعيد . فيما معظم المدعوين لتشكيل التحالف ، هم قيادات وأنظمة وقوى ، فاسدة ، خائنة ، مهزوزة ، تعتمد على التفقير ، والقمع المتعدد الأشكال ، وعلى النفاق السياسي والديني والإعلامي . وبينها وبين شعوبها شروخ عميقة من البغضاء والشك . وجميعها لا تحمل أي مشروع واعد عادل لحياة أفضل . وما تحمله الآن .. أو ستحمله عبر الحالف " العسكري الإقليمي " من مؤشرات تقارب مع شعوبها ، هو نتاج مفاضلة ظرفية قاهرة ، بين جحيمها .. وجحيم " داعش " .
ولتعقد الالتباس الذي ظهر فيها مشروع " بوتين " التحالفي بين الممكن .. والمعجزة .. أسرعت قوى الإرهاب الدولي ، في توسيع ميادين القتال ، وفتح الجبهات الجديدة ، في محاولات دموية مدمرة لتسجيل انتصارات .. تمنحها فرصاً للكسب والمناورة .

وحتى لا يقع الاستسلام لنظرية المعجزة ، ويردفه تلقائياً الإحباط ، وهذا في صالح " داعش " وحلفائه ، ينبغي أن يرفق مشروع التحالف ، قطعاً ، بأفق الأمان ، والاستقرار ، والحرية ، والازدهار في المنطقة . وأن تقدم البراهين المقنعة ، على الوفاء بتعهد إعادة الإعمار .. وإعادة الأمل .
وبدون هذا الوضوح .. وهذه البراهين .. لن يكون هناك تحالف يجمع دول الإقليم المعروفة بتخلفها وبرجعيتها .. وبتبعيها لقوى دولية هي أسوأ منها . وإن تحقق هذا التحالف تحت ضغط الخوف من الخطر " الداعشي " المحدق بالجميع ، فهو تحالف هش عابر . ولن يتحقق بمثل هذا التحالف ما يتمناه " بوتين " وما تتمناه الشعوب المعرضة لحرائق ووحشية " داعش " . وحينها تتحتم .. العودة إلى المشروع القومي .. والتحالف النضالي العربي المقاوم .. الذي ينبغي أن يضم فقط البلدان التي تواجه حرب " داعش .. والداعشية " المسلحة والسياسية ، بتنوعاتها ، ومسمياتها ، الإقليمية والدولية . والعودة وطنياً إلى مشروع الوحدة الوطنية الديمقراطية المقاتلة . والعودة إلى توظيف أسلحة الشرعية الدولية ضد " داعش " وحلفائه .. حفظاً للأمن والسلام الدوليين .



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الريحان .. والأمير والسلطان إلى ضحايا كوباني
- موسم الغزو البربري المفتوح
- ارتدادات الحرب السورية
- ما ذنبنا .. ؟ ..
- الوحدة الوطنية .. أو الضياع
- المعارضة السورية إلى القاهرة .. ثم إلى أين ؟
- المعارضة في زمن الحرب
- مابين داعش والتحالف السعودي الأميركي
- عاصفة الحزم إلى الشام .. وبلاد الشام
- ياعمال العالم و يا أيتها الشعوب المفقرة اتحدوا
- مقدمات الانهيار .. ومقومات النهوض
- مذبحة اليمن مستمرة و بعدها إلى الشام
- السياسة والحرب والحلقة المفقودة
- الربيع المهزوم وعاصفة الحزم إلى الشعب اليمني البطل
- المملكة إذ تخوض حرب الامبراطورية
- أوراق معارضة ( 2 ) ولادة المعارضة
- أوراق معارضة ( 1) ولادة وطن
- يوم المرأة السورية وحق الحياة والحرية - إلى نائلة حشمة -
- حول خواتم الحريق السوري
- العدوان التركي والمسؤولية الوطنية


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدر الدين شنن - السلام والأمان والأمل .. بين الممكن والمعجزة .