أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عواد الشقاقي - إصلاحات الدكتور العبادي وبصيص الضوء في آخر النفق















المزيد.....

إصلاحات الدكتور العبادي وبصيص الضوء في آخر النفق


عواد الشقاقي

الحوار المتمدن-العدد: 4910 - 2015 / 8 / 30 - 23:27
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في قراءة معمقة وفاحصة واعية لكل ما يجري من أحداث في الشارع العراقي اليوم منذ 31 / 7 / 2015 والمتمثلة بالمظاهرات الشعبية الكبرى في عموم العراق المطالبة بحقوق الشعب العراقي المستلبة من قبل الفساد الحكومي المستشري في جميع مفاصل الدولة العراقية منذ التغيير في 2003 ولغاية اليوم وكذلك الإصلاحات التي يطلقها رئيس الوزراء الدكتور حيدر العبادي لتنفيذ هذه المطالب والحقوق بالإضافة إلى نوعية هذه الإصلاحات وتناسبها مع حجم الحقوق المستلبة للشعب العراقي والتي أدت إلى انتفاضته الكبرى وقيامه بهذه الحركة الشعبية التي لم يشهد العراق مثيلاً لها طيلة تأريخه السياسي المعاصر فيما يتعلق بالفساد بكل أشكاله على أيدي حكوماته المتعاقبة الذي أدى إلى إنهيار الدولة العراقية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً كما هو حال العراق اليوم ، في هكذا قراءة معمقة للأحداث الجارية اليوم في الساحتين السياسية والشعبية نجد أن الفساد وبشكل حتمي سيظل يبدأ كل يوم ولن يلوح في الأفق بوادر أمل لنهايته كما لن يلوح بصيص ضوء في آخر النفق .
حزمتان من الإصلاحات أصدرها الدكتور حيدر العبادي منكّهة بالورد ومطعّمة بالعسل المصفى إلّا أن الشعب العراقي لم يذق منها غير مزيد من القهر والمعاناة ومشاعر الإحباط واليأس ومزيد من الإحتقان النفسي ولا أحد يدري هل أن الدكتور العبادي العضو في حزب الدعوة الإسلامي يراهن بهذا النوع من الإصلاحات على تخدير الشعب وهو يعلم أن إصلاحاته هذه هي عبارة عن جرعات من مورفين مركز لكسب المزيد من الوقت الكفيل بوصول الفساد إلى نقطته الأخيرة وهي نهب آخر قطرة نفط في أرض العراق وإسقاط اقتصاد العراق في مستنقع الخراب والدمار الشامل والتام ومن ثم الهروب الشامل والتام لجميع اللصوص والمفسدين من الطبقة السياسية الحاكمة للعراق اليوم إلى دول لجوئهم ، أم أن الدكتور العبادي لايدرك معنى وصول الشعب العراقي إلى نفاذ صبره ونهاية الحدود التي التزمها في مظاهراته السلمية اليوم ولايدرك معنى تورّم حالة شعوره بالإحباط واليأس ، وبكلا الحالتين فإن الدكتور العبادي يقود العراق وشعب العراق إلى الكارثة العظمى التي لن تبقي ولن تذر والتي توجِب على جميع الأطراف الفاعلة في العراق اليوم من المرجعية الدينية والشعب الواعي والحكومة وكل السياسيين من كتل وأحزاب وبرلمانيين أن يعوا حجم هذه الكارثة وعواقبها وأن يسعوا لإيجاد الحلول والمخارج التي تحفظ الجميع من الانهيار.
إنّ الأسباب التي كانت وراء هذه الحركة الشعبية الكبرى تتمثل بمايلي :
أولاً - انعدام وجود رغيف الخبز الكريم في بيت كل فقير من أبناء الشعب العراقي المبتلى بفساد سياسييه وسرقاتهم للمال العام وجهلهم في إدارة شؤون الدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً .
ثانياً - انعدام قدرة جدران بيوت الصفيح من تشكيل الساتر المانع والحافظ لأعراض وشرف وكرامة الثكالى والأرامل ضحايا الإرهابَين قطع الأرزاق السياسي وقطع الأعناق الداعشي .
ثالثاً - حالة الحرمان والشعور باليأس من الحياة لدى أحلام يتامى العراق في حضن دافىء إسمه ( العراق الآمن المستقر ) يؤويهم ويربت على دموعهم وحسراتهم التي سبّبها انعدام الوجود لرغيف الخبز الكريم وانعدام وجود جدران بيوت الصفيح الحافظة للشرف والعرض والكرامة .
رابعاً - التغيير الزماني والمكاني في حال العراق بعد سقوط الدكتاتورية الصدامية ( قليلة الأذى ) المتمثل بانتقال العراق من اليوم المتحضر إلى الأمس المتحجر مع الإنعدام التام لوجود ملامح الغد في أحلام الشباب العراقي العاطل عن العمل المتطلع دائماً وبحرارة ولهفة إلى مستقبله المشرق .
خامساً - انهيار اقتصاد العراق وسقوط ميزانيته المالية في مستنقع العجز التام نتيجة لصوصية سياسييه وأحزابه الإسلامية الحاكمة ونتيجة فساد القضاء الذي كان الحاضنة الدافئة للصوص والمفسدين والمخلّص الأمين لهم من مواضع الخطر إلى مواضع الأمان سواء بالتهريب بالغطاء القانوني أو ممارسة الإجراءات الروتينية المسيسة بالتأثير الحزبي والفساد المالي ، وأمثلة ذلك تهريب اللص الإسلامي فلاح السوداني واللص حازم الشعلان واللص أيهم السامرائي بدليل زيارة عدد من السياسيين الحاكمين الآن في العراق للص أيهم السامرائي في أمريكا لتهنئتهم له بسلامة الهروب وقيامه بمكافأتهم بالتبرع لهم بمبالغ من الأموال التي سرقها من بطاقة فقراء الشعب التموينية .
سادساً - حالة الإحتراب الطائفي والمذهبي والمناطقي والقتل على الهوية والانتماء بين أبناء الشعب الواحد وشق وحدة صفه بسبب نظام المحاصصات والتوافقات والمقاولات التجارية لبيع وشراء الحقائب الوزارية والمناصب الحكومية العليا وبسبب نظام الطائفية السياسية البغيض الذي رسمت له وزرعت بذوره جميع هذه الطبقة السياسية الحاكمة في العراق اليوم تنفيذاً لأجندات وستراتيجيات سياسية إقليمية ودولية لغرض تدمير العراق تدميراً شاملاً وتاماً والوصول به إلى نقطة اللا عودة .
وبمقارنة بسيطة بين حجم الفساد الذي دعى إلى خروج الشعب العراقي اليوم بحركته الشعبية الكبرى وفي جميع مدن العراق وبين حجم حزمتي الإصلاحات التي تقدم بها الدكتور حيدر العبادي نجد أنّ ( قرقوزاً راقصاً ) يقف على نقطة التماس الفاصلة بين حجم الإصلاحات وحجم الفساد ليثير لدى الشعب العراقي الضحك من شرِّ البلية .
حزمة الإصلاحات الأولى المشحونة إلى أقصى حدودها بـ ( سوف ) التي تشير إلى البطء المميت في حركتها بأحسن الحالات وأصدق الوعود وأكثر حالات الانتظار صحة وعافية ، تتناقض كلياً مع موت الشعب البطيء الذي بحاجة إلى صدمات كهربائية سريعة وعاجلة تعيد له الأمل بالبقاء في الحياة ، وكذلك فإن حزمة الإصلاحات هذه هي أصلاً مكبّلة بالفساد المتمثل بآلية تنفيذها عندما تصل إلى عمق الفساد المتواجد في عمق الأحزاب الإسلامية الحاكمة للعراق وللدكتور حيدر العبادي معاً.
أما حزمة الإصلاحات الثانية فهي في حقيقة الأمر الكارثة الحقيقية وخيبة الأمل الكبرى التي لايمكن تصديقها واستعابها والركون لها من قبل الشعب العراقي والعالم أجمع .
ففي الوقت الذي تتحدث فيه مطالب الحركة الشعبية عن حتمية وسرعة محاسبة المفسدين والقبض على اللصوص من السياسيين سواء ممن هم داخل العراق أو خارجه وتقديمهم للمحاكمة أمام القضاء العادل والنزيه وتحسين الحال المعيشي للشعب العراق بحزمة قوانين تصب في ضمان اجتماعي حقيقي ومتكامل وإصلاح حال العراق بشكل عام ، تأتي إصلاحات هذه الحزمة بإزالة ( الكتل الكونكريتية ) في المنطقة الخضراء مما أثار اشمئزاز العقل البشري السليم الذي قادته هذه الإصلاحات إلى نقطة يقف عندها ليرى مصير العراق وكأنه واقف على كتلة كونكريتية .
أعتقد أن الشعب العراقي وكل المراقبين للوضع السياسي في العراق وحالة الفساد المستشري في نفوس قادته السياسيين باتوا على يقين تام بأن إصلاحات الدكتور العبادي هي نفسها بحاجة إلى إصلاحات وإصلاحات ، ولذلك فإن الفساد كنتيجة لهذا الواقع سيبقى يبدأ كل يوم وأن الحركة الشعبية ستبقى تبدأ كل يوم وستبقى نقطة الضوء لاوجود لها في آخر النفق .



#عواد_الشقاقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة شيطانية تحل على بيت الله الحرام في مكة
- إلى الشعب العراقي الكريم : الدكتور حيدر العبادي مضيعة للوقت
- السياسيون يطالبون الشعب بعدم شتمهم ونعتهم بصفات غير لائقة
- الدكتور حيدر العبادي يطالب الشعب التخفيف من مطالبه
- العراق سيستمر بالتظاهر حتى لو أمرت المرجعية الدينية بغير ذلك
- لافرصة للإصلاح قبل القبض على لصوص الإسلام والسياسة
- الجمعة القادمة إعتصام سلمي مفتوح في بابل ... !!!
- جرحى الحشد الشعبي يتوسلون الإسلام السياسي طلقة الرحمة ... !! ...
- الشعب العراقي الكريم .. أليس فيكم رجل رشيد ؟؟؟
- إصلاحات العبادي في مواجهة حوت النظام البرلماني
- إصلاحات العبادي في مواجهة فساد النظام البرلماني
- مطالب الشعب في الإنترنت ولافتات المتظاهرين فقط ... !!!
- إلى جماهير الشعب المحتشدة في ساحات الشرف ... !!!
- يبقى النظام الرئاسي هو الحافظ لكرامة العراق ... !!!
- إلغاء البرلمان لمخصصات تحسين المعيشة لايكفي
- انتقال ساحة التحرير من الباب الشرقي إلى جبهات القتال ... !!!
- ويبقى النظام الرئاسي هو الحل الجذري لعراقية العراق ... !!!
- يبقى النظام الرئاسي هو الحل الجذري لعراقية العراق ... !!!
- تحت الضوء .. وإن لم يفعل حيدر العبادي فله حظ الحزبيين ... !! ...
- عملية الإصلاح ومالها ى حكومة الدكتور حيدر العبادي ... !!!


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عواد الشقاقي - إصلاحات الدكتور العبادي وبصيص الضوء في آخر النفق