رد الى الاستاذ الأستاذ طلال الربيعى بشأن مقالى (أسباب فشل اليسار المصرى)

عزيزي الاستاذ طلعت رضوان المحترم
كل الشكر على مقالك جوابا على تعليقي. كما ذكرت في تعليقي آنف الذكر فاني لا استطيع ان اقول شيئا مفيدا بخصوص اليسار المصري. ولكن هذا لا يمنعني من الزعم بعدم اهتمام ماركسيينا عموما بعلم الانثروبولوجي, كعلم المصريات او علم دراسة تاريخ العراق القديم لبابل وآشور الخ. وهذا يرجع بتقديري الى تركيز الماركسيين في منطقتنا بشكل كبير على الجوانب الاقتصادية في الماركسية على حساب وجهة نظر الماركسية في, او تداخلها مع, علوم عديدة اخرى كعلم الانثروبولوجي, او علوم الكمبيوتر والمعلومات, او علم النفس, الخ. وهذا ايضا ناتج من اسباب عديدة لا مجال لتفصيلها هنا كلها. ولكن يمكن ذكر بعضها, مثل تكاسل ماركسيينا واعتمادهم على ماركسيي او شيوعيي الاتحاد السوفيتي والمعكسر الاشتراكي السابق وترديدهم ببغاوية ما قاله علمائها. اي انهم لم يقدموا اية اجتهادات نظرية اصيلة, الا فيما ندر, في هذه العلوم ذات الاهمية الفائقة والتي لا يمكن للماركيسة ان تقوم لها قائمة دون دراستها واستنباط افكار جديدة منها تخص شعوبنا ومنطقتنا,
يتبع

إرسال شكوى على هذا التعليق          92 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

وذلك على ضوء البحوث النظرية او التجريبية في هذه العلوم.
سبب آخر هو ان ماركسيينا قد دخلوا غرفة الانعاش الفوري, فكريا وثقافيا, منذ سقوط الاتحاد السوفيتي, فاصبح الآن همهم الاول والوحيد هو البقاء على قيد الحياة. ونحن نعلم من هرمية الاحتياجات الانسانية لعالم النفس الشهير ماسلو ان الاحتياجات الفكرية والثقافية تلي احتياجات الانسان في العيش وتوفير متطلباتة الاساسية كالامن والسكن والغذاء وغيره. اي بعبارة اخرى, ان الماركسيين في منطقتنا هم في حالة تصحر ثقافي او احتضار فكري.
وان التخلف في دراسة علم المصريات او الفرعونيات او تاريخ ميسوبوتوميا هو امر لا يقتصر على الشيوعيين. فاغلبية الناس, ومنهم الشيوعيين, يعتقدون ان تاريخ دولنا بدأ مع الفتح الاسلامي. طبعا الجهات والدوائر الاسلامية ساهمت في تكريس هذه الكذبة, التي صدّقها, للاسف الشديد, الاغلبية الساحقة من الماركسيين في منطقتنا لاسباب تتعلق بضعف وعيهم وثقافتهم او لاسباب مصلحية بحتة.

يتبع

إرسال شكوى على هذا التعليق          76 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

كما ان علم الانثروبولوجي لا يُدرّس عادة في مدارسنا. وتدريس علم الانثروبولوجي في جامعاتنا, ان كان له وجود, فانه يعتمد على التلقين وترديد النظريات الغربية. ان اقسام علم الانثربولوجي عادة تكون ضعيفة اكاديميا, وجل طلابها هم من اصحاب المعدلات الواطئة في امتحانات البكلوريا او الثانوية العامة, وعادة يلجأون مضطرين لدراسة هذا العلم بسبب ضعف معدلاتهم وليس بسبب رغبة حقيقية في دراسة هذا العلم. وعند تخرجهم فانهم يقومون باداء وظائف لا علاقة لها بتاتا بما درسوه.
ان سبب عدم اهتمام حكوماتنا بعلم الانثروبولوجي مفهوم لعدم ايمانها بالانسان وقيمته او بسبب لبسها قناع الدين الاسلامي. اما عدم اهتمام الماركسيين بهذا العلم فيمكن تفسيره, وليس تبريره, بانهم ايضا قد اصيبوا الآن بعدوى الثقافة الاستهلاكية-النفعية, النيوليبرالية, التي تشجع على دراسة العلوم الطبيعة والتكنولوجية على حساب دراسة العلوم الانسانية.
مع وافر مودتي واحترامي

إرسال شكوى على هذا التعليق          84 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---

هناك اشكالية الجمود العقائدي الذي فرضه الاتحاد السوفييتي على الفكر الماركسي الذي لم يطبقه أصلا في دولته .. مجرد الحفاظ على شكل الدولة الراسمالية في ادارة النظام الاشتراكي اوجد فجوه نظرية هائلة بين ماركس وماركسية الأحزاب الشيوعية . الاصرار على الصراع الطبقي التناحري في عالم تجاوز هذه النظرية خلق عجزا في فهم التطورات العاصفة التي قلبت قاعدة النظام الراسمالي واوجدت عراقيل نظرية في تحليل تطورة طبعا الى جانب قضايا عديدة أخرى
في الجانب الفلسفي اهمل الماركسيون الفلسفات الحديثة التي ظهرت بعد ماركس بجعلها كلها فلسفات برجوازية يجب شطبها ولم يهتم الماركسيون بدراستها الجادة.. حتى وجودية سارتر الإلحادية لم تقبل وصبغت مع سائر الفلسفات البرجوازية ، رغم ان سارتر راى نفسه في اطار ماركسي

بعض الماركسيين يدعون حتى اليوم انه لا قبل ولا بعد الفلسفة الماركسية. أي اله من نوع جديد!! زايمان منغلق يرفض ان يرى الجديد ويستفيد منه نظريا وفكريا.

إرسال شكوى على هذا التعليق          62 أعجبنى             المزيد-الاشراك   

---