أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - أساطير السماء – برج الدلو















المزيد.....

أساطير السماء – برج الدلو


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4905 - 2015 / 8 / 23 - 08:53
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




برج الدلو (Aquarius)، هو أحد الأبراج الإثنى عشر، التى تكون دائرة البروج. دائرة البروج تمر بها الشمس والقمر وباقي الكواكب. اكتشف الكوكب نبتون (Neptune) عام 1846م، أثناء مروره ببرج الدلو.

http://www.alfnonaljamela.com/art/uploads/81-120110703041107.gif

نجومه خافته من الصعب تحديده. مجموعة النجوم الصغيرة التى تكون الرأس، تقع على امتداد الخط الوهمي، الذى يمثل قطر المربع العظيم. أي من رأس المرأة المسلسلة (Andromeda)، إلى ذنب الفرس الأعظم (Pegasus).

من هنا يمكن تحديد باقى البرج مع شئ من الجهد. يقع برج الدلو بالقرب من الأبراج المائية الأخرى، الحوت وقيطس والدلفين والنهر والحوت الجنوبي. يقع أيضا بالقرب من برجي الجدي والفرس الأعظم.

عرف البابليون برج الدلو، ورسموه منحوتا على الصخر. كانوا يعتبرونه إلها سيئا. وكانوا يعتبرون شهر برج الدلو شهرا ملعونا. لأنه يأتي بالمطر والسيول.

في الأساطير اليونانية القديمة، كان هناك رجلا اسمه ديوكاليون (Deucalion) وامرأته بيررا (Pyrrha). فى عام 1500 ق م، أرسل الإله أكواريوس (Aquarius)، ويمثله برج الدلو، أمطارا غزيرة تسببت فى فيضان عظيم، أغرق كل شئ على سطح الأرض.

نصح والد ديوكاليون ابنه وزوجة ابنه ببناء فلك عظيم، وملئه بالمؤن وما يحتاجانه من الأكل والشراب. عمل ديوكاليون بنصيحة الأب، وظل الفلك طافيا بهم تتلاطمه الأمواج وتتقاذفه الرياح هنا وهناك لمدة تسعة أيام وتسع ليالي.

استقر الفلك فى النهاية المطاف على جبل بارناسوس (Parnassus). وجدا ديوكاليون وزوجته بيررا نفسيهما وحيدين على ظهر هذه الأرض. بعد أن توقفت الأمطار وانقشعت المياه وجفت الحقول. تضرع الزوجان إلى الإله أكواريوس كى يخفف عنهما وحدتهما.

استجاب أكواريوس لدعائهما، وطلب منهما أن يلقيا إلى الخلف من فوق كتفيهما عظام أمهما الأرض. بما أن الأرض ليست لها عظام غير الأحجار، أخذ الزوجان يلقيان كل حجر يجدانه من فوق كتفيهما.

بعد فترة قصيرة، نظرا خلفهما ليجدا أن كل الأحجار قد تحولت إلى بشر. ما ألقاه ديوكاليون تحول إلى ذكور. وما ألقته بيررا زوجته تحول إلى أناث.

نلاحظ هنا أن قصة الفيضان الذى يغرق الكرة الأرضية، والفلك الذى ينقذ بطل القصة، وكذلك رسو الفلك بعد عدة أيام على جبل عال، قد وردت أيضا فى عديد من الأساطير القديمة، منها أسطورة جيلجاميش (Gilgamesh) البابلية منذ زمن سحيق.

http://newbeginningschurch.cc/wp-content/uploads/2011/06/Noah.jpg

قال أوتنابشتم لجلجامش، سأكشف لك أمراً خبيئاً، سأطلعك على سر من أسرار الآلهة. تقع مدينة شوريباك على ضفة نهر الفرات. لقد شاخت المدينة، والآلهة فيها.

الآلهة العظام حدثتهم نفوسهم أن يرسلوا طوفاناً. لكن الإله إيا نقل الأخبار. وجاء النداء. يا ابن أوبارا_توتو، قوض بيتك وابن سفينة.

اترك مملكتك وانقذ حياتك. اهجر متاعك وانقذ نفسك. احمل في السفينة بذرة كل مخلوق حي. اصنع السفينة بحيث يتساوى طولها مع عرضها.

ما أن لاحت تباشير الصباح، حتى تجمع الناس حولي. جلب الأطفال لي القار، وجلب الكبار كل ما يلزم. في اليوم الخامس أنهيت هيكلها.

أنهيت شكلها الخارجي وأكملته. صنعتها ستة طوابق، وقسمتها إلى سبعة أجزاء، وقسمت الأرضيات إلى تسعة، وثبت على جوانبها مصدات المياه. زودتها بالمجاذيف وخزنت فيها المؤن.

في اليوم السابع أكملت السفينة. إنزالها إلى الماء كان صعباً. كل ما أملك من فضة وذهب حملته إليها. كل ما استطعت من بذور كل شيء حي، حملت إليها.

بعد أن أدخلت إليها كل أهلي وأقاربي، وطرائد البرية ووحوشها، وأصحاب الحرف. حدد لي الإله شمش وقتاً معيناً. وقال لي، عندما يرسل سيد العاصفة مطراً مدمراً في المساء، ادخل الفلك واغلق عليك بابك.

حل الموعد المضروب. في المساء، أرسل سيد العاصفة مطراً مدمراً. قلبت وجهي في السماء أراقب الطقس، كان الجو مرعباً لناظره. دخلت السفينة وأغلقت علي بابي. أسلمت قيادها للملاح بوزو_آموري. أسلمته الهيكل العظيم بكل ما فيه.

ما أن لاحت تباشير الصباح، حتى علت الأفق غيمة كبيرة سوداء، يجلجل في وسطها صوت الإله "حدد"، يسبقها رسولاه، شوللات وخانيش؛ نذيران عبر السهول والبطاح.

اقتلع اريجال الدعائم، ثم أتى تنورتا وفتح السدود. رفع آلهة الأنوناكي مشاعلهم عالياً. حتى أضاء وهجها الأرض. بلغت ثورة "حدد" تخوم السماء، فأحالت كل نور إلى ظلمة.

الأرض الفسيحة تحطمت كالجرة. ثارت العاصفة يوماً كاملاً. تزايدت سرعاتها حتى غمرت الجبال. أتت على الناس، حصدتهم كما تحصد الحرب ضحاياها.

عمي الأخ عن أخيه، وبات أهل السماء لا يرون الأرض. حتى الآلهة ذعرت من هول الطوفان، هرب جميعهم صعداً نحو سماء آنو. ربضوا عند الجدار الخارجي، كالكلاب المرتعدة. صرخت الإلهة عشتار كامرأة في المخاض. فكيف حدث ذلك؟

هاهم الغرقى، يملأون البحر كصغار السمك. بكى معها آلهة الأنوناكي. تهالكوا وانحنوا يبكون، وقد حجبوا أفواههم بأيديهم. ستة أيام وست ليال، الرياح تهب، والعاصفة وسيول المطر تطغى على الأرض.

مع حلول اليوم السابع، هدأت حدة العاصفة وخفت شدة الطوفان، الذي داهم كجيش جرار. هدأ البحر وسكنت العاصفة وتراجع الطوفان، فتحت الكوة، فسقط النور على وجهي. نظرت إلى البحر، وكان الهدوء شاملاً.

لقد آل البشر إلى طين. تهالكت، انحنيت أبكي، وقد أغرقت الدموع وجهي. ثم تطلعت في كل الاتجاهات متطلعاً حدود البحر. على بعد اثنتي عشرة ساعة مضاعفة، انبثقت قطع من اليابسة. ثم استقرت السفينة على جبل نصير. جبل نصير، أمسك بالسفينة، منع حركتها ستة أيام.

عندما حل اليوم السابع، أتيت بحمامة وأطلقتها. طارت الحمامة بعيدا، فلم تجد مستقراً ترسو عليه فعادت. ثم أتيت بسنونو وأطلقته، طار السنونو بعيداً، لكنه لم يجد مستقراً فعاد. أتيت بغراب وأطلقته، طار الغراب بعيداً. فلما رأى الماء قد انحسر، حام وحط وأكل، ولم يعد.

أطلقت الجميع نحو الجهات الأربع، وقدمت أضحية. سكبت خمر القربان على قمة الجبل. وضعت سبعة قدور وسبعة أخر. جمعت تحتها القصب الحلو وخشب الأرز والآس. كي تشم الآلهة الرائحة. شمت الآلهة الرائحة الذكية، فتجمعت على الأضحية كالذباب.

عندما وصلت الإلهة الكبرى عشتار، رفعت عقدها الكريم الذي صنعه الإله آنو وفق رغبتها وقالت: أيها الآلهة الحاضرون. كما لا أنسى هذا العقد اللازوردي الذي يزين عنقي، كذلك لن أنسى هذه الأيام قط، سأذكرها دواماً. تعالوا جميعاً إلى الذبيحة، إلا إنليل وحده لا يقترب. لأنه بدون ترو قد سبب الطوفان، وأسلم شعبي للدمار.

فى وقت من الأوقات، كان البرج يرمز إلى الإله زيوس (Zeus)، كبير آلهة اليونان، وهو يصب ماء الحياة من السماء لكي يملأ المجرى فى برج النهر (Eridanus)

في وقت آخر، كان البرج يمثل الكوب الذى يسقي به جانيميد (Ganymede)، آلهة اليونان الرحيق المقدس. جانيميد هو الشاب الجميل الذى اختطفته الآلهة لهذا الغرض، والذي سوف يأتي ذكره لاحقا.

فى الأساطير المصرية القديمة، برج الدلو يمثل الإله الذى يمد نهر النيل بالمياه التى تفيض، لكي تبعث الحياة على ضفتي الوادي.

رأى العرب البرج فى صورة دلو، لكن المصريين واليونانيين القدماء، رأوه فى صورة شخص، يحمل دلوا ليفرغ ما به من الماء.

أفضل الشهور لمشاهدة برج الدلو: من شهر أغسطس إلى شهر أكتوبر.

النجوم:
الفا- سعد الملك (Sadalmelik)
درجة اللمعان: 3
البعد: 945 سنة ضوئية

بيتا- سعد السعود (Sadalsud)
درجة اللمعان: 2.9
البعد: 980 سنة ضوئية

جاما- سعد الأخبية (Sadachbia)
درجة اللمعان: 3.8
البعد: 91 سنة ضوئية.

دلتا- الساق (Skat)
درجة اللمعان: 3.3
البعد: 98 سنة ضوئية



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساطير السماء – برج الدلفين
- أساطير السماء – برج الحمل
- أساطير السماء – برج الأسد
- ماذا نفعل مع داعش؟
- أساطير السماء – برج السفينة
- أساطير السماء – برج حامل رأس الغول
- إسكندرية يا بهية
- أساطير السماء – برج الحوت
- الضحية والجلاد، وتلازم الأضداد
- علم الرياضيات..هو علم التجريد
- من نحن؟ البداية، فكرة مجردة
- أساطير السماء – برج الجاثي (هرقل)
- فريدريك نيتشة – هكذا تكلم زرادشت
- السجن 5 سنوات لاسلام بحيري
- أساطير السماء – برج العقاب
- أساطير السماء – برج الدب الأصغر
- أساطير السماء – برج الميزان
- الست كاملة وعيالها الستة
- أساطير السماء – برج التنّين
- أساطير السماء – برج الحوّاء


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - أساطير السماء – برج الدلو