محمد زكريا توفيق
الحوار المتمدن-العدد: 4823 - 2015 / 5 / 31 - 08:39
المحور:
الطب , والعلوم
برج الدب الأصغر (Ursa Minor)، هو برج يشبه المغرفة. يسمى أحيانا برج المغرفة الصغيرة (Little Dipper). به أهم نجم في السماء. النجم القطبي بولاريس (Polaris).
http://www.alfnonaljamela.com/art/uploads/81-120121226062706.gif
النجم القطبي، يبقى في مكانه ثابتا (تقريبا)، بينما تدور باقي النجوم حوله في مدارات دائرية. بالرغم من كونه أهم النجوم، إلا أنه ليس ألمعها. لمعانه من الدرجة الثانية فقط.
معظم نجوم الدب الأصغر خافتة اللمعان. نجمان فقط في بداية رأس المغرفة، والنجم القطبي، هم الأكثر لمعانا من باقي نجوم البرج.
أحدهما يعادل النجم القطبي في اللمعان، اسمه الكوكب (Kochab). كان هو النجم القطبي أيام الفيلسوف أفلاطون 400 سنة ق م.
النجمان اللذان يقعان في بداية المغرفة، يسميان "الحارسان". لأنهما يدوران حول النجم القطبي من مسافة قريبة. كأنهما يقومان بحراسته.
الدب الأصغر ومغرفة الدب الأكبر:
http://cargocollective.com/polaris/About-Polaris
أحد الأساطير تقول أن الدب الأكبر صار طماعا في شيخوخته. أراد أن يسرق النجم القطبي من الدب الأصغر. بسبب اعتقاده أنه أولى بملكيته من الدب الأصغر، لأن لمعان نجومه تضاهي لمعان النجم القطبي. لكنه لم ينجح في ذلك، بسبب وجود الحارسين اللذين كانا يقفان له بالمرصاد.
المحور الذي تدور حوله الأرض، يشير اتجاهه إلى النجم القطبي. لذلك يظهر لنا النجم ثابتا في مكانه. لا يتحرك، ليلا أو نهارا، بينما تبدو لنا باقي النجوم كأنها تدور حوله في دوائر كاملة.
http://nightvisions.ca/wp-content/uploads/2012/07/polaris1.jpg
هذا بسبب دوران الأرض حول محورها. وبسبب هذه الخاصية الفريدة للنجم القطبي، اهتدت به البحارة أثناء الليل في البحار، وكذلك القوافل والركبان في الصحاري والقفار.
بسبب رعشة صغيرة في محور الأرض (الخط الوهمي الذي تدور حوله الأرض)، تجعل المحور يقترب أو يبتعد قليلا عن النجم القطبي.
في عام 320 ق م، تنبه الإغريق إلى أن القطب الشمالي، لا يشير إلى النجم القطبي بالضبط، كما كان الاعتقاد في ذلك الوقت، لكن يحيد عنه قليلا.
المعروف الآن أن القطب الشمالي يقترب شيئا فشيئا من النجم القطبي، إلى أن يصبح مطابقا له تماما في الفترة من 2105م إلي 2127م.
في الماضي البعيد، عام 3000 ق م، ، كان نجم الثعبان (Thuban)، في برج التنين (Draco)، ثالث نجم من جهة الذيل، هو النجم القطبي. بعد 5000 سنة من الآن، سوف يصبح نجم الذراع اليمنى (Alderamin)، في برج الملتهب (Cepheus)، هو النجم القطبي الجديد.
بعد 7000 سنة من الآن، سوف يصبح نجم الذنب (Deneb)، في برج الدجاجة، هو النجم القطبي الجديد. وبعد 12000 سنة من الآن، يصبح نجم النسر الواقع (Vega)، في برج القيثارة (Lyra)، هو النجم القطبي.
سوف تأتي فترة زمنية طويلة على سكان الأرض، لا يرون فيها أي نجم قطبي في السماء. كما هو الحال بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الجنوبي. فليس بسمائها نجم قطبي يشير إلى القطب الجنوبي.
عرف النجم القطبي في الماضي بأسماء كثير. منها: المرشد، الدفة، السفينة، نجم البحر. كان معروفا في الصين باسم تومو (Tou Mu)، إلهة السماء. البحارة اليونانيون، كانوا يسمونه ذيل الكلب (Polaris Kynosoura). العرب أسموه: القبلة، الجدي، المسمار، القطب الشمالي.
من أساطير الهنود الحمر في القارة الأمريكية، القصة التالية:
كانت هناك خصومات بين رؤساء قبيلة أوماها (Omaha). بينما كان الزعماء في مجلس صلح، لتصفية الأمور فيما بينهم، ترك أحد أبناء الرؤساء قريته وذهب للصيد في الغابة. لكن الابن ضل طريقه ولم يستطع العودة.
عندما غربت الشمس وأظلمت الدنيا، تملك الابن الخوف الشديد، ولم يدر ماذا يفعل. عندما نظر إلى السماء بين الأشجار طالبا العون، وجد نجما ثابتا في مكانه. قال في نفسه، ربما يساعدني هذا النجم في العودة للقرية.
سار الابن في اتجاه النجم الثابت فترة. لكنه رأى في الأفق نارا مشتعلة على بعد مسافة منه. سار الابن في اتجاه النار، معتقدا أنه سوف يجد بجوارها من يستطيع ارشاده إلى الطريق المؤدي للقرية.
عندما وصل إليها، وجدها شجرة مشتعلة ليس بجانبها أحد. لكن الغريب في هذه الشجرة، هو أنها لا تحترق بالنار. تتوهج فقط.
عندما تحسسها بيده، وجدها باردة لا تصيبها النار بأذى. تيقن الابن أنه أمام شجرة غير عادية. أخذ يراقبها حتى الصباح. عندما بدأت الشمس في الشروق، رجعت الشجرة إلى حالتها الطبيعية.
تعجب الابن كثيرا من أمر هذه الشجرة. قرر الانتظار ليلة أخرى لمراقبتها. في المساء، بدأت الشجرة تشتعل ثانية، وظل الشاب يراقبها بفضول شديد.
في صباح اليوم التالي، وجد الشاب طريقه بين أشجار الغابة، وعاد سالما إلى قريته وأهله. ذهب إلى والده ليقص عليه أمر هذه الشجرة العجيبة. ذهب الأب وابنه إلى مكان الشجرة، لكي يرى بنفسه هذه الظاهرة الغريبة.
لكنهما في هذه المرة، وجدا أربعة طيور، هي طيور الرعد. تحمل اللهب بأرجلها، وتأتي لكي تضئ الشجرة وقت الغروب. ثم تغادرها وقت الفجر.
لاحظ الأب أيضا، أن كل طائر يأتي من جهة مختلفة، مع رياح العالم الأربعة، لكي توقد الشجرة بالنور. لا يمكن أن تضاء الشجرة إلا بوجود الطيور الأربعة معا. عندما تغادر الطيور الشجرة، تنطفئ الشعلة.
لماذا هذه الشجرة بالذات، لأنها شجرة مباركة، هبة من الروح العظيمة واكندا، الموجودة في كل الأحياء. الروح العظيمة هي التي خلقت الليل والنهار والضياء والحق والعدل.
الشجرة المضيئة هي آية الروح العظيمة واكوندا إلى قبائل الهنود الحمر، أوماها المتناحرة كي تتحد. كما أن اتحاد الطيور الأربعة يأتي بالضياء في الليل الحالك، على القبائل أن تتحد وتنبذ الفرقة والعداوة بينها.
حمل الأب رسالة الروح العظيمة، وعاد مع ابنه، لكي يقص أمر الشجرة المباركة على قومه. لكن بدون وعي، ذهب فريق من الشباب إلى الشجرة.
نقلوها وسط احتفال عظيم إلى قريتهم، وجعلوا العناية بها موكولة إلى نفر منهم. عندما قطعوها لكي يصنعوا منها تمثالا مقدسا، عادت الخلافات والمشاكل بينهم من جديد.
يعتقد العرب، ولهم اساطيرهم أيضا، أن النجم القطبي نجم شرير. لأنه قتل بطل السماء المحارب، ووضعه في التابوت الذي تمثله المغرفة الكبيرة ببرج الدب الأكبر. كل النجوم الأخرى تدور في السماء حزنا على بطلها المقتول.
المغول يرون النجم القطبي "وتد ذهبي"، يربط أجزاء الكون مع بعضها.
النجوم:
الفا – النجم القطبي (Polaris)، عملاق أعظم أصفر اللون. أكثر من نجم، يبعد عنا مسافة 434 سنة ضوئية. يقع في برج الدب الأصغر.
درجة اللمعان: 2
البعد: 360 سنة ضوئية
بيتا – الكوكب (Kochab)
درجة اللمعان: 2.1
البعد: 95 سنة ضوئية
جاما – الفرقد (Pherkad)
درجة اللمعان: 3.1
البعد: 225 سنة ضوئية
#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟