أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - أساطير السماء – برج الدلفين















المزيد.....

أساطير السماء – برج الدلفين


محمد زكريا توفيق

الحوار المتمدن-العدد: 4896 - 2015 / 8 / 14 - 06:29
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    




برج الدلفين (Delphinus)، برج صغير خافت. نجومه قريبة من بعضها، تجعل مشاهدته سهلة في الليالي الصافية التي يغيب فيها القمر. يظهر في شكل سمكة الدلفين وهي تسبح خارجة من الطريق اللبني. ليست بعيدة عن رأس العقاب أو النسر في برج العقاب (Aquila).

http://www.alfnonaljamela.com/art/uploads/81-120120826045314.gif


أريون، هو ابن بوزيدون إله البحار وأمه إحدى حوريات الماء. يعني ابن جنية كما يقول العامة. هو المفضل عند الإله أبوللو إله الشمس. قام أبوللو بتعليمه أصول الغناء والعزف على القيثارة حتى أجاده إجادة تامة.

يعتبر أريون (Arion)، أعظم موسيقي ومطرب ظهر على وجه الأرض. لذلك جعله بيرياندر (Periander)، ملك كورينث (Corinth)، مطربه الخاص. عندما ذاع سيط أريون وبلغت شهرته الآفاق، طلب منه الملك أن يقوم بجولة يطرب خلالها الناس ويعرض فنه ومواهبه.

لكن عرافة دلفي أخبرته بأنه لا توجد سفينة تستطيع العودة به سالما إلى وطنه. لذلك فضل البقاء في بلده. عندما بلغ من العمر 20 سنة، أهداه أبوللو قيثارة مصنوعة من الذهب الخالص. وكان شغوفا بتجربتها في المهرجان الموسيقي الذي سيقام في صقلية بإيطاليا.

عندما زار أريون جزيرة صقلية، أطرب الناس هناك، وقام بالفوز بكل المسابقات المقامة بالمهرجان الموسيقي. لذلك كوفئ بالجوائز العديدة وأنعم عليه بالكثير من الذهب والمال.

كان سعيدا بالحفاوة التي قوبل بها في المهرجان، وأسكره النصر إلى الدرجة التي جعلته ينسى تحذير العرافة السابق له. ثم أخذ أول سفينة ذاهبة إلى موطنه كورينث، بالرغم من أن قبطانها كان ضخم البنية، قبيح الوجه. لا يوحي شكله بالبراءة أو الإطمئنان. وكان طاقم بحارته أقبح منه شكلا وخلقا.

عصر اليوم الأول في عرض البحر، جلس أريون على سطح المركب يراقب زرقة الماء وهو يضبط أوتار قيثارته الذهبية بأنامله. اقترب منه قبطان المركب وهو يمصمص شفتيه ويقول: "مسكين أيها الشاب أن تموت صغيرا".

"هل أنا سأموت صغيرا؟" قال أريون.

"نعم"

"كيف عرفت ذلك؟"

"لأنني سوف أقتلك"

"ومتى سيتم ذلك؟"

"حالا. في الواقع، الآن"

"لكن، لماذا؟ وما قد فعلته أستحق عليه القتل؟"

"السبب هو أنك قد سمحت لنفسك بامتلاك كنز ثمين. هذا الكنز يجب أن يكون ملكي أنا. هذا السيف المطعم بالجواهر والياقوت، وهذا الدرع الفضي، واللآلئ والماس والنقود والأحجار الكريمة. كلها أشياء، لا يجب أن يراها أبدا اللصوص"

"لماذا لا تأخذ من هذه الجواهر والنقود ما تريد، وتبقي على حياتي؟"

"لا، لقد فكرنا في ذلك. ثم وجدنا أنه من الأفضل والأسلم أن تموت. وهذا ما يتم عادة في مثل هذه الظروف. بذلك لن تستطيع أن تيشتكينا لأولي الأمر. هذا يا عزيزي أخذا بالأحوط."

"إذن، لقد تدبرتم الأمر، وعقدتم العزم على قتلي. إذن، ليس لدي ما أضيفه. لكن لي رجاء وطلب أخير: دعوني أغني أغنيتي الأخيرة قبل أن أموت"

لم ير البحارة ما يمنع من تحقيق طلبه هذا. لعلمهم أنه محاصر بينهم في عرض البحر. فماذا يستطيع أن يفعل بغنائه، وهو وحيد وهم العصبة ذو القوة؟

لبس أريون أفخر ثيابه. ثم جلس على سطح المركب ممسكا بقيثارته. أخذ يعزف ويغني أغاني عذبة شجية، جعلت أسماك البحر تتجمع حول المركب لتسمع موسيقاه وهي تتمايل طربا. من بين هذه الأسماك، مجموعة من أسماك الدلفين.


بدأ بأغنية تمجد الإله أبوللو الذي قام بتعليمه أصول العزف والغناء. تبعها بأغنية تمجد الإله بوزيدون إله البحار، والده. ثم أغنية مهداة للبحر وكل مخلوقاته وسكانه من أسماك وحيتان وحوريات وجنيات.

رأى أريون أسماك الدلفين وهي تتمايل من النشوة، وتهز رؤوسها طربا. قبل أن ينهي أريون أغنيته، غافل البحارة حوله، وكانوا هم أيضا قد سحرتهم الموسيقى فتراخوا وجلسوا يستمعون، ثم قفذ أريون وألقى بنفسه إلى البحر وسط أسماك الدلفين التي كانت تستمع إلي غنائه.

ما أن رأت أسماك الدلفين أريون في الماء، حتى سارعت سمكة كبيرة، وحملت أريون عل ظهرها وسبحت به مسرعة، وحولها باقي أسماك الدلفين لحراسته.

https://commons.wikimedia.org/wiki/File:Kern_Arion_auf_dem_Delphin.jpg

"أشكرك جزيل الشكر، يا صديقتي" قال أريون لسمكة الدلفين.

"هذا ثمن بسيط، في مقابل هذا العزف الرائع السماوي" قالت الدلفين.

حاول البحارة اللحاق بسمكة الدلفين، التي تحمل أريون، لكن ماهي إلا دقائق معدودة، حتى توارت السمكة وباقي السرب عن الأنظار وراء الأفق البعيد في عرض البحر.

ظلت سمكة الدلفين تسبح ومعها سرب الأسماك إلى أن أوصلت أريون سالما إلى شاطئ كورينث. أما البحارة، فقد اعتقدوا أن أريون لابد أن يكون قد سقط من ظهر الدلفين وغرق. لأنه لا سبيل له أن يصل إلى الشاطئ سالما في هذا البحر متلاطم الأمواج.

أخبر أريون الملك بمؤامرة البحارة وما جرى له منهم. عندما عادت البحارة بالسفينة إلى كورينث، كان الملك بيرياندر في انتظارهم.

سألهم الملك عن مطربه الخاص أريون. كذبت البحارة وأخبرت الملك أن أريون تخلف في صقلية، لأنه جمع ثروة طائلة من الغناء، لذلك قرر البقاء هناك.

في هذه اللحظة، دخل عليهم أريون. أصيبت البحارة بالرعب، ولم يجدوا بدا من الاعتراف للملك بجرمهم وبما فعلوه بأريون واستيلائهم على ثروته. عندئذ، أمر الملك بصلبهم جميعا وبمصادرة أموالهم، عقابا لهم على ما اقترفوه.

ردت لأريون ثروته التي سرقها اللصوص. لكنه أصر على أن يقتسمها مع الملك. وعندما اعترض الملك على ذلك، ضحك أريون وقال: "الثراء يأتي معه الشقاء. أنت ملك، يمكنك حماية كنزك. لكنني أفضل أن أسافر خفيفا بدون قلقل".

سرت الآلهة بما فعلته سمكة الدلفين بانقاذها لأريون. فكافأتها بأن وضعتها في السماء كبرج. وعند وفاة أريون، وضعته هو الآخر وقيثارته مع باقي أبراج السماء.

كان برج الدلفين معروفا للعرب باسم القعود، أي الجمل المستخدم في الركوب. في بداية المسيحية، كان المسيحيون يرون هذا البرج على أنه صليب المسيح.

النجوم:
الفا – سولوسين (Sualocin)، الاسم باللاتيني هو مقلوب (Nicolaus)، الاسم الأول لمساعد مدير مرصد باليرمو، الذي أضاف الاسم إلى مصنف عام 1814م.
درجة اللمعان: 3.8
البعد: 170 سنة ضوئية

بيتا – روتانيف (Rotanev)، الاسم هو مقلوب (Venator)، وهو الاسم الأخير لمساعد مدير مرصد باليرمو، الذي أضاف اسم النجم إلى مصنف عام 1814م.
درجة اللمعان: 3.5
البعد: 110 سنة ضوئية

المجرات: (LMC)، سحابة ماجيلان العظيمة. تشبه وتكمل الطريق اللبني (Milky Way). تبعد عنا 170000 سنة ضوئية. يمكن رؤيتها بالعين المجردة حتى مع ظهور البدر.



#محمد_زكريا_توفيق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساطير السماء – برج الحمل
- أساطير السماء – برج الأسد
- ماذا نفعل مع داعش؟
- أساطير السماء – برج السفينة
- أساطير السماء – برج حامل رأس الغول
- إسكندرية يا بهية
- أساطير السماء – برج الحوت
- الضحية والجلاد، وتلازم الأضداد
- علم الرياضيات..هو علم التجريد
- من نحن؟ البداية، فكرة مجردة
- أساطير السماء – برج الجاثي (هرقل)
- فريدريك نيتشة – هكذا تكلم زرادشت
- السجن 5 سنوات لاسلام بحيري
- أساطير السماء – برج العقاب
- أساطير السماء – برج الدب الأصغر
- أساطير السماء – برج الميزان
- الست كاملة وعيالها الستة
- أساطير السماء – برج التنّين
- أساطير السماء – برج الحوّاء
- أساطير السماء – برج ذات الكرسي


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد زكريا توفيق - أساطير السماء – برج الدلفين