أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - بين خضير ودوابشة رئيس على مشارف الرحيل














المزيد.....

بين خضير ودوابشة رئيس على مشارف الرحيل


محمد أبو مهادي

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 6 - 10:20
المحور: القضية الفلسطينية
    




سيحتاج الرئيس محمود عباس إلى معجزة كبيرة كي يحافظ على موقعه الرئاسي حتى نهاية العام 2015، فالغالبية العظمي من أبناء الشعب الفلسطيني أصبحت على يقين من ذلك، كما هو حال غالبية القوى السياسية الفلسطينية التي يقاطع بعضها إجتماعات اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إحتجاجاً على ممارساته، بعد أن مسّ سلوك عباس الفردي كرامتها، وتعدي على فكرة ومضمون العمل الجبهوي الفلسطيني بشكل سافر يصعب تبريره.

حالة الإرتباك على الرئيس عباس تظهر جلياً في منعطفات خطرة تستوجب رداً وطنياً حقيقياً على جرائم يمارسها الإحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه مثال الحرب على قطاع غزة وجريمتي إحراق الطفل محمد خضير والرضيع علي الدوابشة، هذه الجرائم التي إستفزت الضمير العالمي، وأهلت قادة إسرائيل ليحاكموا كمجرمي حرب أمام العالم أجمع، ووفرت ظرفاً فلسطينياً مناسباً لإستعادة الوحدة الوطنية بمضمون أشمل من وحدة الفصائل، وظرفاً آخر يستعيد فيه الشعب الفلسطيني المبادرة الكفاحية ذات الطابع الشعبي التي تجعل من حياة المستوطنين صعبة ومكلفة وتدفعهم لهجرة المستوطنات إلى بيئة أكثر أمناً داخل إسرائيل.

الكوارث الفلسطينية بالجملة، وتأتي تباعاً دون معالجة، بدءاً من عملية المصالحة مروراً بملف الإعمار وأزمة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين وانعكاساتها، وانتهاءاً بجريمة إحراق الطفل الرضيع علي دوابشة وعائلته، الذي وجدت أطراف محسوبة على الرئيس فيها فرصة للتسوّل المهين من أجل إعمار منزله في قرية دوما!

سلسلة من المهازل السياسية التي أنتجها الرئيس عباس وتسببت بآلام كثيرة لأبناء الشعب الفلسطيني، وأضاعت فرصاً كثيرة لكسر حالة العزلة التي يعاني منها النظام السياسي الفلسطيني، بفعل رئيس إلتبس عليه الأمر، لا يمارس مسؤوليته الوطنية كقائد لحركة تحرر وطني يمتلك خيارات متعددة للرد على الجرائم الإسرائيلية، ويظن نفسه مديراً لمنظمة حقوق إنسان وجد ضالته في محكمة الجنايات الدولية، يلوّح بالذهاب إليها كلّما نفذت إسرائيل عملاً إرهابياً يندى له الجبين، وليته يفعل ذلك.

القيادة الفاسدة لا تحمي شعباً يطمح بالحرية والإستقلال، ورئيس فاسد متآمرلا يمكنه خوض معركة بجانب أبناء شعبه ضد الإحتلال، فقد فشل في تأمين الحماية للفلسطينيين في اليرموك، وتخلّى عن اللاجئين منهم بفعل الحرب، وقف عاجزاً يشاهد آلاف الفلسطينيين يذبحون في غزة وتدمر منازلهم فوق رؤوسهم، وقام بقمع التظاهرات في الضفة الغربية التي كان يمكنها التخفيف من وطأة ما يجري في غزة، جلً إهتمامه منع إندلاع إنتفاضة فلسطينية ضد الإحتلال تأخذ في طريقها حاشيته التي ترتعد أوصالها بعد سماع خبر مواجهة في أي منطقة تماس مع الإحتلال.

رئيس موسوم بالفشل يدير ظهره لكل الحركة الوطنية الفلسطينية، غارق في تدبير مكيدة قضائية بحق النائب محمد دحلان أكثر من أي قضية أخرى، يشهر سيفه في مواجهة كل من يختلف معه في الرأي، يعبث كما يشاء في الأطر التمثيلية للشعب الفلسطينية، ويقوم بتشكيل حكومات متعاقبة خارجة عن الإجماع الوطني، وزاد من عزلة الشعب الفلسطيني مع العرب وغير العرب، سيقود الفلسطينيين إلى كارثة محققة إذا لم يتم تدارك هذا الأمر بدون خجل من مجموع الحركة الوطنية التي تدرك يقيناً أن هذا الرجل أفلس سياسياً وسيرحل فيزيائياً بحكم الشيخوخة، أو كما يرحل أي ديكتاتور آخر.

الإنتظار الخجول بما ستأتي به الأقدار، أو مقاطعة الإجتماعات والإحتجاج الإعلامي على سلوك عباس لم تعد أموراً تجدي نفعاً مع الإقتراب المتسارع لرحيله، وستزيد من إحتمالية الإنهيار المفاجئ الذي لا تحمد عقابه، وتستدعي لزاماً من كل أطراف الحركة الوطنية التداعي لبحث الخيارات المترتبة على هذا الرحيل، بما فيها خيار تشكيل "جبهة للإنقاذ الوطني"، والتوافق على "رئيس إنتقالي" أو "هيئة رئاسية" بمهام وصلاحيات محددة لحين تنفيذ المصالحة وإجراء الإنتخابات التشريعية والرئاسية كمقدمة لإصلاح العطب الذي أصاب كل النظام السياسي الفلسطيني.


[email protected]



#محمد_أبو_مهادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التواطؤ الدولي عن فساد السلطة والرئيس
- هلاوس هويدي في حروب أبو ظبي
- طلبة فلسطين في فنزويلا يفتحون الصندوق الأسود لفساد الخارجية ...
- عن فكّ الحصار بدون ثمن سياسي!
- عباس الرئيس الذي يخشى ظله
- شيلوا الميتين
- البنك الدولي من صناعة الفقر إلى صناعة الفتن
- رهانات فاشلة لرئيس فاشل
- بيرزيت تنذر الحركة الوطنية الفلسطينية
- القضاء الفلسطيني يتمرد على هيمنة وإستغلال الرئيس عباس
- نحو عاصفة حزم نخبوية عربية مشتركة
- محاكمة دحلان آخر غزوات عباس من أجل السلطة والمال
- عن دولة غزة وغيبوبة الفصائل مع بعض المثقفين
- مطلوب عقلانية حمساوية ومسؤولية وطنية
- عباس يواصل الحجل في دائرة النار
- عباس يحرّض على ذبح غزة ولبنان
- قطاع غزة بين المسؤولية الوطنية والسياسات الثأرية
- تشاوتشيسكو فلسطين
- من جديد فزّاعة هيئة مكافحة الفساد
- خطة فاشلة لقيادة عاجزة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد أبو مهادي - بين خضير ودوابشة رئيس على مشارف الرحيل