أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ابراهيم حمي - -اليسار المغربي- واختبار المشاركة في الانتخابات














المزيد.....

-اليسار المغربي- واختبار المشاركة في الانتخابات


ابراهيم حمي

الحوار المتمدن-العدد: 4882 - 2015 / 7 / 30 - 16:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


شخصيا لا أرى أي مشكلة في مشاركة اليسار أو مقاطعته للانتخابات، ما دامت كل هذه الصيغ هي مجرد تكتيك و وسيلة تقنية لتدبير الصراع مع المخزن أولا. وثانيا من أجل استغلال فرصة الانتخابات لتعميق الوعي الحقيقي مع اكبر فئات وشرائح المجتمع.إن كانت نية المشاركة على أساس نضالي صادق، أما إن كانت للبعض حسابات أخرى فهذا موضوع وجانب آخر. ولكن أرى في نظري المتواضع أن المهم والأساسي لليسار هو تحديده ومعرفته ماذا يريد بالضبط أولا من المشاركة ومن المقاطعة أيضا؟ لقد لوحظ ومنذ تشرذم هذا اليسار على انه لم يحدد بوضوح ماهي استراتيجيته وأهدافه وماذا يريد بالضبط!! سواءا من المشاركة في الانتخابات أو حتى من المقاطعة. وهذا في نظري هو العطب الرئيسي لليسار وهو أيضا التيه السياسي الذي جعل اليسار كيانا عديم الجدوى، يغرد خارج السياق السياسي وتطوره بالمغرب، كما أن ليس له أي تأثير لا بالنسبة للمشاركة ولا بالنسبة للمقاطعة كذلك، لأن الحقل السياسي المغربي الآن في حاجة لفعل و فاعل سياسي نوعي قادر على تحديد أهدافه بدقة، فاعل قوي نظريا ومتماسك تنظيميا- سياسيا. وعلى هذا الأساس أيضا سيتم إنتاج خطاب سياسي جديد و واقعي خالي من الفضفضة والنارية والمصطلحات الكبرى الخيالية التي لا تفهمها الجماهير... والمرتبطة بالصراعات السياسية في وقت معين من تاريخ المغرب الحديث، والتي تكون محصورة على مستوى الفهم لدى النخبة فقط، أو على الأقل أنها تظهر خيالية ومستحيلة في الوقت الحالي بالنسبة لعدد كبير من المواطنين ولشرائح واسعة في المجتمع التي لا يهمها ولا تهتم إلا بما هو آني والمستقبل، نظرا للأزمات المتتالية والتي يتخبط فيها المجتمع. ثم أن أغلب أجزاء خطاب اليسار الحالي سواء الداعي للمشاركة أو المقاطعة تجاوزته المرحلة. ولم يعد يستفز أي شريحة اجتماعية في الساحة وهذا معيق آخر. إن الخطاب اليساري بقي على صيغته التقليدية ولم يعد صالحا للمنافسة في الحقل الانتخابي في الظروف الراهنة لأنه لم يتجدد ولم يتحين ولم يخرج من السياق التاريخي الذي لا يقدم ولا يؤخر أي شيء بالنسبة لفئات واسعة من الجماهير، وخاصة فئة الشباب مهما كانت التضحيات التي قدمها هذا اليسار والتي لم يعد توظيفها مجديا في البرامج الانتخابية. كما أن شعاراته لم تعد تقنع أحدا نظرا لإستهلاكها جماهيريا في الساحة السياسية، وكذلك خلفية الخطاب اليساري الدوغمائي و التقليدي الذي لم يتم تجديده. بل بقي ميالا للمقاطعة وليس للمشاركة في صيغته، بالرغم من صحة مضمونه المتعلق بالجانب الاجتماعي. هذا في ما يخص اليسار المتواجد خارج البرلمان.
أما اليسار البرلماني فقد فقد بكارته بواسطة الأعيان وسماسرة الانتخابات و أصحاب الشكارة والنفوذ الانتخابي وأصبحت ظروف اليسار البرلماني وتركيبته التنظيمية تختلف كليا عن الأحزاب اليسارية، اللهم توفره على بعض المناضلين في صفوفه و قواعده والتائهين هم أيضا بين الحنين للتاريخ الزاخر نضاليا وبين التحولات التي لم يستوعبها أغلبهم إلى حدود الساعة.
و لأن هدف اليسار الحقيقي ليس هو النجاح في الانتخابات فحسب وإنما يكمن دوره الرئيسي في تحقيق تغيير موازين القوى لصالح التغيير الفعلي. سواء عبر الانتخابات وعن طريق المؤسسات أو من خارجها عبر النضال الجماهيري بكل أشكاله وعلى رأس هذا العمل الجماهيري "الحقل النقابي والحقوقي".
والواقع أن الترهل الذي أصاب اليسار بكل أصنافه، فكريا وعمليا وتنظيميا. يطرح علينا ضمن ما يطرح التفكير في البديل التنظيمي القادر على جمع شتات اليسار في إطار جديد، بعقلية جديدة وتدبير جديد وخطاب جديد، ينسجم مع متطلبات المرحلة في سيرورة وجدلية تربط بين الخطاب وبين الممارسة في تناغم مع حركية الشارع. هذه الحركية التي تطفو أحيانا وتظهر من وقت لآخر، والتي بدورها تفتقد لعقل مدبر ولتصور متكامل و واضح المعالم يفقدها السند لكي تبلور إطارا اجتماعيا ضاغطا قد يساعد اليسار في تجديد نفسه. وقد يكون هذا اليسار أيضا هو ذاك العامل الجامع والمحتضن لكل التحركات الشعبية. إن كان قادرا على لعبه هذا الدور من أجل عقلنة الحراك الجماهيري السالف ذكره. والقادر أيضا على إبداع تصور جديد ولما لا أساليب نضالية جديدة تنسجم جدليا مع النظرية وتربط بينها وبين الممارسة العملية. كما على هذا التصور الجديد أن يضمن لكل مكون من مكونات المجتمع من شباب وشباب معطل وقطاعات نسائية وعمالية غيرها من القطاعات والفئات والشرائح التي تسعى لتحسين أوضاعها أن تجد نفسها داخل هذا التصور، والتي عليها أيضا أن تعي وتدرك أن ذلك لن يتحقق إلا بالتغيير الفعلي والحقيقي وليس بشيء آخر مهما كان مغريا في أشكاله وهذا كله يتطلب فعلا نضالات مريرة. وللأسف هذه هي مهمة اليسار الرئيسية والتي تاه عنها منذ أن طرأت على الساحة تحولات كبيرة أففدت التوازن كما أففدت للكثيرين من اليساريين الرؤية و البوصلة. وهذا واقع علينا مجابهته وليس تبريره كما يفعل البعض.
إنها فعلا مهام غاية في الصعوبة إلا أنها ليست بمستحيلة عندما ندرك ضرورة مهمنا النضالية الحقيقية إن كنا فعلا يساريين ونؤمن بمشروع اليسار جملة وتفصيلا.



#ابراهيم_حمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة صعلوك
- وشم على خدي الأيسر
- رجة الخوف قبل الاعتراف -قصيدة نثرية-
- لو قرأتني من عيوني (قصيدة)
- مشروعية الأحلام في مواجهة قداسة الأوهام.
- امتداد الربيع
- مرثية الشاعر الكبير سميح القاسم
- الشعراء لا يركعون
- إلى الشهيد مصطفى مزياني
- الى معالي وزير العدل
- رجل أقوى من الصخر
- الحقيقة الثورية و الثورية الحقيقة و ما بينهما من تشابه
- التضامن بالمنطق المزاجي
- العلمانية و الديمقراطية و العلاقة بينهما
- -المسار النضالي الحقيقي بين المحافظ على الثوابت وبين الاجتها ...
- النازحون من حساباتي المقبلة
- متاهة السؤال (قصيدة)
- تحية وإجلال لقائدة اليسار
- -الجامعة المغربية-الأزمة وإرهاب السياسات الرسمية
- أنشودة للحرية


المزيد.....




- -بعد فضيحة الصورة المعدلة-.. أمير وأميرة ويلز يصدران صورة لل ...
- -هل نفذ المصريون نصيحة السيسي منذ 5 سنوات؟-.. حملة مقاطعة تض ...
- ولادة طفلة من رحم إمرأة قتلت في القصف الإسرائيلي في غزة
- بريطانيا تتعهد بتقديم 620 مليون دولار إضافية من المساعدات ال ...
- مصر.. الإعلان عن بدء موعد التوقيت الصيفي بقرار من السيسي
- بوغدانوف يبحث مع مدير الاستخبارات السودانية الوضع العسكري وا ...
- ضابط الاستخبارات الأوكراني السابق يكشف عمن يقف وراء محاولة ا ...
- بعد 200 يوم.. هل تملك إسرائيل إستراتيجية لتحقيق أهداف حربها ...
- حسن البنا مفتيًا
- وسط جدل بشأن معاييرها.. الخارجية الأميركية تصدر تقريرها الحق ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - ابراهيم حمي - -اليسار المغربي- واختبار المشاركة في الانتخابات