أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - المفكر والبهلوان














المزيد.....

المفكر والبهلوان


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 4879 - 2015 / 7 / 27 - 15:23
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قد يكون من سوء حظنا أن لنا حكومة لم تنجح في تحقيق أمالنا في النهضة والخروج من التخلف، وهو أمر لا يصدمنا لأننا تعودنا عليه منذ عقود، لكن أن يكون لنا رئيس حكومة كالذي يرتبط إسمه باسم بلدنا هذه الأيام يعدّ كارثة وطنية، ولعنة لا ندري كيف أصابتنا نحن الشعب الطيب، والبلد الآمن.
لم يسلم من عربدة رئيس حكومتنا حتى الأجانب، فقد زارنا بالمغرب مؤخرا المفكر المصري سيد محمود القمني، وكنا سعداء بلقائه والحديث إليه، لنكتشف فيما بعد على لسان رئيس حكومتنا أنه مجرد "بهلوان قادم من مصر، ويعتقد من جاء به أنه مفكر" (كذا !). وهو كلام موجه أساسا للخصوم السياسيين لحزب الرئيس، في تصفية مكشوفة لحسابات صغيرة، لا تشغل المغاربة الذين ما زالوا ينتظرون وعود الرئيس التي أمطرت جرادا وعقارب.
طبعا سيكتشف الناس أن سيد القمني ليس شيئا آخر غير ذاته، المفكر الأصيل الصادق مع نفسه ومع الناس ، كما سيكتشفون مقدار جهل رئيس حكومتنا وصفاقته وقلة ذوقه، هو الذي نحن متأكدون أنه لم يقرأ كتابا واحدا للضيف المصري، لكي يحكم عليه إن كان مفكرا أم لا.
ما قاله المفكر المصري واضح لا غبار عليه، أثبتته الوقائع المتتالية، وأكدته الأحداث المتعاقبة، بما لم يعد يدع مجالا للشك لدى العقلاء من الناس، في سياق أصبح فيه المسلمون يعيشون إحدى أحلك مراحل تاريخهم المليء بالنكسات والكوارث .
قال سيد القمني ما أكدته نخب نيرة من المفكرين على مدى القرن العشرين بكامله: أن الإسلام دين وليس دولة، ولا نظاما في الحكم، وأن إقحام الدين في السياسة أدّى ويؤدي إلى دوام الاستبداد والفساد وشيوع الفتنة والتباغض بين الناس، وأن ما ينعته كتاب تيار الإسلام السياسي بـ"العصر الذهبي" للإسلام كان سلسلة من الحروب والمذابح والفتن التي كان سببها توظيف الدين في المآرب السياسية والرغبة في تحويله إلى دولة وسلطة وغلبة، مما أدى منذ بداية تاريخ الإسلام إلى دواه لا حدّ لها ولا حصر، جعلت تاريخ الدولة الإسلامية حالة طوارئ دائمة ما زالت تلقي بظلالها على حياة المسلمين حتى اليوم.
هذا ما قاله سيد محمود القمني، ويستطيع القارئ اللبيب أن يتحقق منه بإلقاء نظرة على أمهات كتب تاريخ الإسلام وتاريخ دولة الخلافة، ليتأكد بنفسه، وليكتشف الأسباب الحقيقية التي جعلت رئيس حكومتنا يصبّ جام غضبه على المفكر المصري، الذي فضح المستور وهو يكشف عيوب "الإخوان" ومهازل منظريهم التي أضحكت العالم.
لم يقل سيد القمني ما قاله منظر حزب رئيس الحكومة السيد الريسوني، وما قاله رئيسه القرضاوي الذي بايعه حزب رئيس حكومتنا "إماما للأمة"، عندما دعيا شباب المسلمين إلى القتال في سوريا، وجعلا بلديهما يحتلان رتبة "مشرفة" في تصدير الإرهابيين، وهو ما لم يعتذرا عنه حتى الآن رغم ما آلت إليه الأمور من أوضاع مأساوية، جراء تهور فقهاء "اتحاد علماء المسلمين" وانعدام التبصر لديهم، وتفضيلهم عائدات البترول على نهضة شعوبهم.
لم يقل القمني ما قاله أحد ضيوف "حركة التوحيد والإصلاح" من الوهابيين السعوديين خلال ما سمي بـ"ربيع القيم" الذي نظم بالرباط، ونشرت الصحافة المغربية تغطية لأشغاله، عندما دعا دون أي احترام للبلد المضيف إلى التراجع عن مكتسبات المرأة المغربية في مدونة الأسرة، واعدا بتخصيص مليوني دولار ونصف لنشر "القيم الإسلامية" بالمغرب (مرحى !)، مستخفا بالخيار الديمقراطي الذي يعدّ من ثوابت الوثيقة الدستورية المغربية.
لم يقل القمني ما قاله صحفي الجزيرة، الذي شتم المغاربة ونعتهم بأقذع الصفات مبينا عن "أخلاق عالية"، والذي نشر موقع حزب المصباح غسيله الوسخ في إعلامه الرسمي باعتزاز وفخر.
لم يقل القمني شيئا مما يروجه ليل نهار دعاة الفتنة من أتباع رئيس حكومتنا في العديد من المساجد، في معاكسة واضحة لتوجهات الدولة المغربية والتزاماتها، قال فقط أن الوهْم الكبير الذي عاش فيه المسلمون طوال أربعة عشر قرنا، وهْم الدولة الدينية، قد انتهى إلى خواتم غير سارة ولا سعيدة، وأن عليهم أن يأخذوا بأسباب التقدم كما أخذت بها الأمم المتفوقة والمزدهرة، والتي عرفت كيف تميز بين الدين بوصفه اعتقادا شخصيا للأفراد ترعاه الدولة وتحميه، وبين أساليب التسلط والغطرسة باسم السماء.
من هو المفكر ومن هو البهلوان؟ أعتقد أنه قد توفرت للقراء بعض عناصر الإجابة، التي يمكنهم استكمالها بمزيد من القراءات لنصوص المفكر،، أما البهلوان فهو لم يكتب شيئا، لأن مهنته إضحاك الجمهور، واللعب بالكلمات.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صلاة الاستعراض
- لماذا يسيء المحافظون استعمال حريتهم ؟
- جرائم الشرف سلوك وحشي مضاد للعقل وللحضارة
- من يرفض تقنين الإجهاض عليه تقديم الحلول العملية
- الاعتدال المتطرف أو التطرف المعتدل
- الإساءة للأديان ليست مبدأ ديمقراطيا وإلحاق الأذى بالغير ليس ...
- بعض المسكوت عنه في النقاش حول الإرهاب
- ناقوس الخطر الذي دُق في أنكولا
- على هامش المنتدى العالمي لحقوق الإنسان -الوطنية- ليست هي الت ...
- من يقوم بتنفيذ -أجندة أجنبية- بالمغرب ؟
- المغاربة والعلمانية: قراءة في نتائج دراسة ميدانية
- الديمقراطية ومنطق -أخف الضررين-
- هل يعرف العرب معنى النصر ومعنى الهزيمة ؟
- حقيقة ما يحدث في -غرداية- بالجزائر
- عندما يستنجد مسلمو الهند بالعلمانية
- إلى المقامرين بالوطن
- لماذا لا تنجح الانتخابات في بلدان المسلمين
- مأزق طارق رمضان
- لماذا نحن ضد إعدام 529 إخوانيا مصريا
- من أين تأتي جاذبية خطاب العنف والتطرف ؟


المزيد.....




- -أزالوا العصابة عن عيني فرأيت مدى الإذلال والإهانة-.. شهادات ...
- مقيدون باستمرار ويرتدون حفاضات.. تحقيق لـCNN يكشف ما يجري لف ...
- هامبورغ تفرض -شروطا صارمة- على مظاهرة مرتقبة ينظمها إسلاميون ...
- -تكوين- بمواجهة اتهامات -الإلحاد والفوضى- في مصر
- هجوم حاد على بايدن من منظمات يهودية أميركية
- “ضحك أطفالك” نزل تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ج ...
- قائد الثورة الإسلامية يدلى بصوته في الجولة الثانية للانتخابا ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف 6 أهداف حيوية إسرائيلية بص ...
- -أهداف حيوية وموقع عسكري-..-المقاومة الإسلامية بالعراق- تنفذ ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة الجديد 202 ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - المفكر والبهلوان