أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - الكبير الداديسي - من ينصف أزيد من 50 ألفا ناجحا من تمييز الدولة وتواطؤ المجتمع ؟؟















المزيد.....

من ينصف أزيد من 50 ألفا ناجحا من تمييز الدولة وتواطؤ المجتمع ؟؟


الكبير الداديسي
ناقد وروائي

(Lekbir Eddadissi)


الحوار المتمدن-العدد: 4869 - 2015 / 7 / 17 - 07:26
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



نواصل سلسلة مقالاتنا حول شهادة الباكالوريا في المغرب ، فبعد مقال النجاح المر وظاهرة ارتفاع المعدلات في ميدان يجمع كل الفاعلين فيه على ضعف مستوى المتمدرسين. ومقال هتك عرض زمن الامتحانات في رمضان وغيرها من المقالات ... نقف اليوم على ظاهرة غريبة تعرفها شهادة الباكالوريا وهي تمييز الدولة في هذه الشهادة بين شهادة الدورة العادية وشهادة الدورة الاستدراكية لدرجة يُشعِر الناجح في الدورة الاستدراكية كغير الناجح ، وظهور الدولة ( في شخص الوزارة الوصية) وكأنها لا تعترف بشهادة الدورة الاستدراكية !!!!
بإعلان نتائج الدورة الاستدراكية لامتحانات الباكالوريا مساء يوم الخميس 16 يوليوز، يكون قد أسدل الستار على فعاليات الموسم الدراسي بعد مسيرة ماراطونية أعطيت انطلاقتها قبل جوالي 10 أشهر، كانت نتيجتها نجاح 206 ألف و761 تلميذ وتلميذة بنسبة نجاح بلغت 63,16% من المترشحين المتمدرسين مقابل 57,12% في مالموسم الماضي فيما بلغت النسبة العامة للنجاح ( متمدرسين وأحرارا ) 55,65% هذا وقد بلغ عدد الناجحين في الدورة الاستدراكية 50 ألف و169 ناجحة وناجحا...
لعل من أكثر الكلمات تأثيرا في نفوس المغاربة عبارات مثل المغرب النافع والمغرب غير النافع ، وكلمات الحكرة ، والتمييز ، وغيرها من الكلمات التي تحيل على تفضيل منطقة أو شريحة أو طبقة على أخرى وقد يبدو من الغريب تسلل مثل هذه القيم المشينة لتعليمنا وشواهدنا عندما يحس التلاميذ المترشحون للدورة الاستدراكية من الباكالوريا بأن امتحانهم وشهادتهم دون مستوى امتحان وشهادة الدورة العادية . بل إن شهاداتهم غير معترف بها ، وأنها شهادتهم تكرس التمييز فأين يتجلى هذا التمييز وما هي مظاهره ؟ ولماذا يتم التعامل مع الحاصلين على شهادة الباكالويا خلال الدورة الاستدراكية كأن لهم شهادة أدنى من الباكالوريا ؟؟ وهل يحق لهؤلاء التلاميذ محاكمة الوزارة التي تقيم حفلات التكريم وتتوج المتفوقين في الدورة العادية دون أدنى التفاتة للناجحين في الدورة الاستدراكية ؟؟ وهل يمكن محاكمة ومحاسبة المدارس والمعاهد الوطنية العليا التي تحسم في طلبات ولوجها قبل إعلان نتائج الدورة الاستدراكية ؟؟ و أخيرا هل شهادة الباكالوريا في المغرب شهادة واحدة أم هل لدينا شهادتين مختلفتين واحدة تعترف بها الوزارة وتقيم الدنيا ولا تقعدها من أجلها وشهادة أخرى لا قيمة لها ولا قيمة للحاصلين عليها ؟؟
تقدم للدورة الاستدراكية في دورة يوليوز 2014 حوالي 176 ألف مرشح ومرشحة وإذا أضيف إليهم حوالي 31 ألف أستاذ وأستاذة مكلفين بالحراسة وحوالي 20 ألف مكلفا بالتصحيح سيصححون حوالي مليون وست مائة ألف ورقة في ظرف وجيز ناهيك عن الإداريين والمشرفين والأعوان ورجال الأمن ومن يعمل في اللوجستيك والأسر التي ترافق أبناءها وتتابعهم مما يجعل عدد من يهمه أمر الدورة الاستدراكية أكبر من عدد سكان بعض الدول ... لكن المتأمل في تعامل الجهات المسؤولة مع هذه الدورة وهذه الجيوش من التلاميذ يلاحظ أن تعاملها يقوم على أساس التمييز بين المغاربة وتفضيل الأقلية الناجحة في الدورة العادية على الغالبية المستدركة
ذلك أن نسبة النجاح في الدورة العادية بالكاد وصلت 43 في المائة مما يعني أن أكثرية التلاميذ من المستدركين والراسبين لكن الوزارة كعادتها تتعامل تعاملا مختلفا بين الدورتين ففي الوقت الذي لم تكلف نفسها سوى إصدار إعلان صغير حول التوقيت وتحديد مواعيد الدورة الاستدراكية أيام 7/8/9 يوليوز الجاري دون إحداث أي تغيير على مواقيت ومدة فترات الاختبارات التي ستنطلق على الساعة الثامنة خلال الفترة الصباحية وعلى الساعة الثالثة بالنسبة للاختبارات المبرمجة خلال فترات ما بعد الزوال لتكون الوزارة قد أضرت بالمستدركين وهي التي لم تراع خصوصية شهر رمضان ، سواء في بداية الامتحانات (الثامنة صباحا ) إذ سيكون التعليم هو القطاع العمومي الوحيد الذي يفتح أبوابه قبل السابعة استعدادا لإجراءات الامتحانات في شهر يعرف عند المغاربة بالسهر ، كما أضرت بهم عند تأمل الوقت الفاصل بين الحصة الصباحية والحصة المسائية (من الحادية عشرة صباحا إلى الثالثة زوالا ) مما حكم على آلاف التلاميذ والأساتذة البقاء منشورين أمام الثانويات ومراكز الامتحانات في البوادي والحواضر طيلة أربع ساعات تحت حرارة الصيف الملتهبة ومعاناة العطش والجوع مع غياب وجبة الغذاء التي كانت تحتم عليهم العودة لديارهن ، فماذا كانت تخسر الوزارة لو عدلت توقيت الامتحان وجعلت الدخول في حدود الساعة التاسعة أو ما بعدها مما كان سيمكن التلاميذ الساهرين أو الذين يستيقظون للصلاة أو السحور من أخذ قسط من الراحة ؟؟، وفيم كان سيضر الوزارة تقليص التوقيت بين الحصة الصباحية وحصة المساء ما دام كل المترشحين والمراقبين من البالغين الصائمين ، لتجنيبهم طول الانتظار أمام الثانويات خاصة وأن مترشحي الدورة الاستدراكية يُجمَعون في المراكز حسب الشعب ومنهم من يحضر لمركز الامتحان من خارج المدينة بعد أن سنت الوزارة سياسة جمع كل شعبة في مركز ، كما أن تقليص المدة الفاصلة بين الحصتين سيسمح لهم إنهاء الامتحان باكرا والعودة لمنازلهم ويجنبهم اكتظاظ وازدحام قبيل الفطور من جهة ويساعد نساء التعليم المكلفات بالحراسة وهن كثيرات على توفير بعض الوقت للتحضير لوجبة الفطور دون ضغط من جهة أخرى، فليس هناك حاجة تلزم رجال التعليم ونساءه إلى العمل إلى ما بعد السادسة وبأي حق يبقى التلاميذ ورجال التعليم مرهونين إلى السادسة في الوقت الذي ينتهي العمل بكل الإدارات والقطاعات العمومية عند الثالثة زوالا ؟ وأخيرا أليس في العمل حوالي 12 ساعة من السابعة إلى السابعة ( على الأقل بالنسبة للإداريين) انتهاك لكل قوانين الشغل التي تحدد أوقات العمل في ثماني ساعات في اليوم والكل يعلم أن رؤساء المراكز والمسؤولين على استقبال الأوراق في النيابات والأكاديميات قد سيستمر عملهم وقتا إضافيا آخر ..
تمييز الوزارة والجهات المسؤولة واحتقارها للدورة الاستدراكية وللمستدركين يتجلى أيضا في ذلك الزخم الإعلامي الذي رافق الدورة العادية دون الاستدراكية ؛ فباستثناء الإعلان عن تواريخ الدورة لم يصدر عن الوزارة أو غيرها من الجهات المسؤولة أي تصريح أو حديث عن الإجراءات والشركاء وقيمة شهادة الباكالوريا ، والتصدي للغش ، وغير ذلك من القضايا التي رافقت الدورة الأولى و جعلها تمر في ظروف أقرب إلى الاستنفار وعسكرة المؤسسات وتجييش رجال الإعلام لتغطية الحدث حتى كادت تكون الباكالوريا حديث كل الجرائد والمواقع الإليكترونية والقنوات الإذاعية والتلفزية ... فيما تمر الدورة الاستدراكية في صمت مطبق، وربما يوجد عدد ن المغاربة لا يعلمون أن هناك امتحانات للباكالوريا ، وحتى نشرات الأخبار في قنواتنا التلفزية التي كانت تفتتح أخبارها بتغطية امتحانات الباكالوريا جعلت خبر الدورة الاستدراكية في ذيل الأخبار سواء في القناة الأولى أو الثانية مما يعكس استخفافا بشهادة هذه الدورة ...
إن الدولة المغربية مشخصة في إداراتها ترتكب جريمة التمييز بين التلاميذ من خلال تنظيم معظم النيابات والأكاديميات الجهوية لاحتفالات نهاية الموسم الدراسي وتكريم المتفوقين وتتويج الناجحين وتوزيع الجوائز في وقت لازال الموسم الدراسي لم ينته بعد وكأن ال 50 ألف و169 ناجحة وناجحا في الدورة الاستدراكية للباكالوريا لا تهمهم حفلات التتويج أو كأنهم ليسوا ناجحين.، وماذا لو حصل تلميذ منهم على معدل أعلى، والدولة أعلنت المعدلات ومنحت الجوائز ، وما ذنب بعض المتفوقين الذين فرضت عليهم ظروف المرض أو وسائل النقل أو النوم أو أي ظرف آخر... البقاء للدورة الاستدراكية ؟؟
أما هذه التساؤلات وغيرها ألا يحق لتلميذ تمكن من الحصول على معدل جيد في الدورة الثانية ووجد أبواب الآقسام التحضيرية موصدة، والدولة جمعت أوراقها أنهت الموسم قبل النهاية ؟؟ وهل ينصفه القضاء إذا ما فكر في محاكمة الدولة ؟؟ ، وهل له الحق في فرض نفسه على المدرسة التي كان يحلم بولوجها وقد حسمت في شأن من يلجها قبل إعلان النتائج النهائية؟؟
الحكرة والتمييزفي الباكالوريا مقصودة ومتواطأ عليها يشارك فيها العام والخاص ، الحكومي والمدني فمعظم المدارس والمعاهد العليا اقتصرت في اختيار طلبتها من الناجحين في الدورة العادية فقط وكأن الشهادة المسلمة في الدورة الاستدراكية غير معترف بها أو مسلمة للتلاميذ من إحدى دول أوربا الشرقية والدولة لا تقبل معادلتها ، فالأقسام التحضيرية ومعاهد الطيران مثلا حسمت في لائحة المقبولين وفي لائحة الانتظار مما يعني أوتوماتيكيا أن الأبواب قد أقفلت في وجه الناجحين في الدورة الاستدراكية مهما كان معدلهم
هذه بعض مظاهر الحكرة والتمييز التي يستشعرها الناجحون في الاستدراكية من الباكالوريا وهو تمييز تنهجه الدولة عن قصد أو غير قصد وتسكت عنه كل مؤسسات المجتمع المدني وتساهم فيه المؤسسات الرسمية على رأسها الوزارة والنيابات والأكاديميات، وتطبقه المدارس والمعاهد العليا العامة والخاصة ويكون ضحيته التلاميذ المستدركون فماذا يقول القانون في هذا التمييز ؟؟ ومن ينصف أزيد من 50 ألفا ناجحا من تمييز الدولة وتواطؤ المجتمع ؟؟



#الكبير_الداديسي (هاشتاغ)       Lekbir_Eddadissi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجزء الثاني : الدين والجنس بين المقدس والمدنس في رواية العف ...
- الحكومة المغربية تهتك عرض زمن الامتحانات في نهار رمضان
- الفيدرالية الديموقراطية للشغل تكسر روحانيات ليالي رمضان بأنش ...
- النجاح المر ؟ التمييز في النجاح
- الدين والجنس بين المدنس والقدس في رواية العفاريت
- سلسلة الخواسر : هل حان موعد قراءة الفاتحة على العربية في الم ...
- الواضح والمرموز في تسريبات امتحانات البكالوريا
- مثل العرب مثل امتحاناتهم
- العقوبات البدلية جيل جديد من العقوبات في الجنائي المغربي
- ورشة الكتابة الصحفية والاقتصاد المحلي
- سهرات مهرجان موازين تتثير نقاشا بين المغاربة
- الدورة الثانية لملتقى الرواية دكالة عبدة
- الرواية النسوية من خلال في اليمن من خلال رواية(زوج حذاء لعائ ...
- مهرجان مسرح الثانويات التأهيلية
- لأول مرة ثلاث نقابات تخرج في مسيرة شعبية واحدة
- في نظرية الرواية العربية المعاصرة
- جداية التسامح والتعصر في رواية ( في قلبي أنثى عبرية) للتونسي ...
- بحث المرأة العربية عن اليوتوبيا خلف الجفون من خلال رواية ورا ...
- أزمة الجنس بين الأزواج في الرواية العربية النسوية رواية اكتش ...
- سعار المرأة بعدما يعضها رجل من خلال رواية سعار لبثينة العيسى


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - الكبير الداديسي - من ينصف أزيد من 50 ألفا ناجحا من تمييز الدولة وتواطؤ المجتمع ؟؟