أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية














المزيد.....

كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4858 - 2015 / 7 / 6 - 21:47
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كلمة "لا" التي قالتها اغلبية الجماهير في اليونان لمشروع الانقاذ الاوربي المزعوم تكشف عن قذارة "الوسائل السلمية" للممثليين السياسيين للبرجوازية الحاكمة في اوربا، وهذا لا يعني ان في الولايات المتحدة الامريكية او في الشرق الاوسط او في العالم اجمعه هم اقل قذارة من رفاقهم في اوربا.
لنذكر اهم الوسائل "السلمية" لقذارة الممثليين السياسيين للطبقات المالكة والتي صدرتها الى الشرق، والاولى هي الديمقراطية، فالحزب الحاكم في اليونان بقيادة أليكسيس تسيبراس جاء عبر نفس الديمقراطية التي يمن بها الغرب الحاكم على العالم، ولكن ما ان اشهر السيف بوجه البنك المركزي الاوربي وصندوق النقد الدولي وقال "لا" نقبل بالمزيد من سياسة التقشف، ولا نقبل بشروط كذبة "الانقاذ" التي تعني القروض بفوائد كبيرة، وسياسات قاتلة للعمال والكادحين الذين يشكلون الاغلبية الساحقة من الشعب اليوناني، والتي لا تعني اكثر من انتفاخ جيوب الطبقة المالكة في اليونان وحلفائها في اوربا، احتار الثنائي ميركل –وهولاند الممثلين السياسيين لكبريات البنوك والشركات والكارتلات الاقتصادية في اوربا والعالم، في كيفية اسقاط حكومة تسيبرايس التي جاءت عبر نفس الصناديق التي يحرسونها بالميارات من الدولارات القادمة من دافعي الضرائب وتدفع للاقلام المأجورة والاعلام الفاسد والكاذب ومراكز الدراسات المنافقة، فراحوا يهددون تارة بطرد اليونان من الاتحاد الاوربي، واخرى بشرت بأن اليونان ستهوي الى مصاف دول الفقراء من اجل تأليب الجماهير التي منحت الاصوات الى الحزب الحاكم من سحب اصواتها وبالتالي خلق ازمة سياسية لاسقاط الحكومة.
وعندما ذهبت الحكومة اليونانية في وضع حزمة الانقاذ الاوربية المزعومة في الاستفتاء الشعبي، ذهب ميركل-هولاند في اغلاق البنوك اليونانية امام الشعب اليوناني عبر البنوك الاوربية لافتعال ازمة مالية في اليونان، ودفع الجماهير بعدم قول كلمة "لا" كبيرة بوجه حزمة الانقاذ الاوربية الكاذبة والتي ليس اكثر من تخفيض معاشات المتقاعدين، والمزيد من التقليص في الانفاق العام وتخفيض الاجور وتجميد المعاشات والتقليل من الخدمات الاجتماعية والغاء المزيد من رياض الاطفال ودور الرعاية الاجتماعية..الخ. وهي وسيلة اخرى "سلمية " اخرى تجيدها الطبقات المالكة وممثليها السياسيين ميركل-هولاند لاسقاط الحكومة اليونانية.
اليس الحصار الاقتصادي مثل تفريغ البنوك اليونانية من الاموال هو وسيلة "سلمية" اخرى مارستها الهيئة الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية ضد نظام صدام حسين، لتقتل اكثر من 2 مليون طفل عراقي ولتخرج مادلين اولبرايت وزيرة الخارجية في عهد ادارة كلنتون انذاك لتقول ان هذا الثمن يستحق لتمرير سياستها. او ليس نفس السياسة السلمية التي مارسها نفس صدام حسين ضد جماهير كردستان بعد انتفاضة اذار في منع وصول كل اشكال الوقود والمواد الغذائية والطبية... الى كردستان العراق لمعاقبة من هم خرجوا عن فلكه القومي القذر، او ليس هي نفس السياسة "السلمية" لحكومة العبادي التي ورثتها من حكومة المالكي في قطع معاشات موظفين وعمال كردستان، لمعاقبة الاحزاب القومية الحاكمة بسبب تهريبها وبيعها للنفط خارج اسواق حكومة بغداد. انها وسائل "سلمية" قذرة تعلمنا الطبقات المالكة الحاكمة وممثليها السياسيين لمن يخرج عن طوعهم وفلكهم وسياساتهم.
ان كلمة "لا" التي قالتها الاغلبية الكبيرة من جماهير اليونان، لها ابعاد اجتماعية وسياسية ستعبر الحدود اليونانية الى اسبانيا وايطاليا والبرتغال... التي ذاقت مرارة سياسة التقشف التي تمارسها البرجوازية الحاكمة في اوربا لانقاذ شركاتها وبنوكها من الافلاس. وهذا سر رعب ميركل-هولاند. فسياسة شد الاحزمة وصلت الى انقطاع تلك الاحزمة وباتت جماهير اوربا لا تتحمل السياسات الاقتصادية لحكامها. ان كلمة "لا" الكبيرة التي ارعبت الطبقات المالكة في اوربا بثت الخوف والتردد في البورصات العالمية، وهي اكثر رعبا بالنسبة لاولئك مصاصي دماء العمال والكادحين من سكاكين داعش وطقطقات سيوفهم لان فيها التقليل من انتفاخ جيوبهم.
ان جماهير اليونان لم ترضخ للتهديدات الانظمة البرجوزاية الحاكمة في اوربا، لانها تعرف اكثر من غيرها سوف لن تخسر اكثر مما خسرتها على يد تلك الانظمة منذ الازمة الاقتصادية التي عصفت بالنظام الراسمالي العالمي عام 2008. فآن الاوان ان تعطي جماهير اليونان درسا في نظرية الصدمة لمدرسة شيكاغو الاقتصادية الى اصحاب البنوك والشركات وممثليها السياسيين، بعد ان كانت هي تطبقها على العمال والكادحين والمحرومين لتمرير سياستها الاقتصادية في مختلف بلدان العالم.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا مكان لداعش ومؤيديه في المجتمع.. علينا تطوير وسائلنا النضا ...
- داعش والقوة الثالثة
- سعر الدولار بين سلطة المال ومال السلطة
- في ذكرى سقوط الموصل.. الرمادي تتبعها
- اردوغان لم يسعفه القرآن والعدالة والتنمية فشل في ان يحل محل ...
- بين سبي العشائر وسبي دولة الخلافة الاسلامية
- المعارضة المعتدلة والرداء الطائفي
- الطائفية غذاء داعش ووقود للعملية السياسية
- القاسم المشترك بين حكومتي التحالف الشيعي ونظام صدام حسين الع ...
- العنصرية وحقوق الانسان في كردستان العراق
- نحو عراق علماني موحد
- في الاول من ايار.. حقانية ماركس والشيوعية وحقانية الطبقة الع ...
- بين احضان الجمهورية الاسلامية والمظلة الامريكية
- قدم في القومية واخرى في الاسلام
- وحدة العمال فوق كل شيء
- حقوق العمال والحرب على دولة الخلافة الإسلامية
- تحريرالموصل بين داعش والميليشيات الشيعية
- الكرامة المخدوشة.. انكم لا تصلحوا حتى ان تكونوا قوميين
- القانون الجعفري والقانون الداعشي.. وجهان لعدو واحد
- عمال وزراة الصناعة.. تأريخ المرجعية يعيد نفسه


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سمير عادل - كلمة -لا- والوسائل السلمية القذرة للطبقة البرجوازية