أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - المثقفون في الدول العربية














المزيد.....

المثقفون في الدول العربية


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4839 - 2015 / 6 / 16 - 17:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من هم الذين يتمتعون بأفضل حياة أو مستوى معيشي؟ هل هم المحامون؟ أم المهندسون؟ أم الفئة التي لا تتمتع بمستوى تعليم جيد؟ وبشكل آخر؟ من هم السعداء؟ ومن هم المبسوطين جدا في هذه الدنيا؟ هل هم الملوك ورؤساء الحكومات أم المواطنون العاديون الذين لا يتمتعون بمستوى اجتماعي جيد؟ من هم المسرورون جدا في هذه الحياة أو من هذه الحياة؟ هل هم الفنانون أم الرياضيون أم عارضي الأزياء وآخر الصيحات والصرخات والموضات؟ من هم الذين يعيشون دون نكد أو ملل؟ هل هم أنتم أم نحن معشر الكُتاب؟

من هم الذين يتمتعون بحظوظ جيدة في هذه الحياة؟ هل هم أصحاب الوجوه الجميلة أم على العكس؟ أي هل هم أصحاب الوجوه غير الجميلة؟ لمن يبتسم الحظ؟ ولمن تبتسم الدنيا؟ ولمن تضحك الناس؟ من هم الذين يتمتعون بمستوى معيشي حقيقي جيد؟ هل هم الصادقون أم هم الكاذبون؟

من الممكن أن تختلف النظرة من قارة إلى قارة ومن مجتمع إلى مجتمع آخر, على حسب اختلاف وجهات النظر ومستويات المهن؟ فمثلا الكُتاب في الوطن العربي أو في العالم الثالث ليس لهم أي قيمة, ويعيش المثقف الحقيقي فقيرا طوال العمر ومطاردا من مكان إلى مكان وملاحق بشتى وسائل الملاحقات الأمنية ويعيش حياة كلها هم وحزن ونكد وجريمته الوحيدة أنه يستعمل عقله ويشغل مخه وفكره, هكذا هي نظرة المجتمع والدولة الأردنية للمثقف الحقيقي, وهذه النظرة هي نفس النظرة في السعودية وباقي الدول العربية, الثقافة –مثلا- عندنا جريمة يعاقب عليها قانون المخابرات الذي تجهله 99% من عامة الناس المغيبين أصلا والذين لا يعرفون شيئا عن حكوماتهم وما تفعله هذه الحكومات خلف الكواليس وفي العتمة حيث أنها تعيش في العتمة وتتخذ القرارات المزرية بحق الناشطين السياسيين والمثقفين ولا تتخذ هذه القرارات تحت الضوء وذلك لكي لا يراها أحد.

ولكن لو نظرنا إلى الموضوع في دُولٍ أخرى مثل أمريكيا أو أوروبا المتحضرة هذا اليوم لوجدنا أن الموضوع مختلفٌ تماما , فهنالك يلقى الكُتاب والمثقفين الكثير من الاحترام ويستثمرون في الثقافة, لذلك المثقف في الدول المتحضرة سعيد جدا في حياته بينما هو تعيس جدا في المملكة الأردنية الهاشمية التي تدعي الحرية والديمقراطية , وكذلك مستويات المثقفين والثقافة منخفضة جدا في باقي دول العالم الثالث وخصوصا في الدول العربية, وأصحاب المواهب في الدول العربية كلهم على نفس الشاكلة, كلهم لا يتمتعون بمستوى صحي نفسي جيد ولديهم نقص في الحنان والعواطف وفي كافة السلالات العاطفية, مع أنني أومن بأن المثقف بشكل عام حتى في الدول المتحضرة لا يتمتع بصحة نفسية جيدة ولكن على الأقل وعلى الأغلب هم أفضل من الكُتاب العرب بمليون مرة من ناحية المستوى المعيشي والترفيهي والاحترام والتقدير الكبيرين مع اعترافنا أن أمزجة أو المزاج العام للشعراء والروائيين والرسامين التشكيليين وكُتّاب القصة القصيرة والخاطرة ومجمل باقي الأجناس الأدبية كل أولئك مزاجهم العام دائما متوتر جدا وينجم إبداعهم عن سوء حالتهم النفسية, ولكن طريقة التعامل معهم في الدول المتحضرة هي أفضل مليون مرة من طريقة التعامل معهم في الأردن وسوريا والعراق والخليج العربي, وتلجأ تلك الدول إلى الاهتمام ببعض الكتاب كعملية ديكور لكي تغطي على جرائمها بحق الأغلبية الساحقة من المبدعين وخصوصا الشباب.

هذه دول تحمي شعبها من الثقافة وتحمي حكوماتها وملوكها من الوعي وتحافظ على مستوياته المنخفضة والمتدنية, هذه دول عربية تحمي نفسها من القصيدة والقصة القصيرة وتقيما جدارا عازلا بينها وبين المقالة والرواية واللوحة الفنية, يبقى سؤالٌ مهم: من هم الأكثر حظا ونصيبا من السعادة في الدول العربية؟ لا شك أنهم المنافقون والكذابون والأميون الجهلة الذين لم يقرئوا طوال حياتهم أي كتاب, والدجل والنصب والاحتيال والتظاهر بالجهل وبالتخلف في الوطن العربي طريقة استثمارية يستثمر فيها كل الباحثين عن الثراء , فأصحاب الوجوه الجميلة في الوطن العربي ليس لهم الحظ الأمثل في الحياة الكريمة, بل الحياة الكريمة للجهلة وللمغلظين بحقوق الإنسان وللعاهرات وللعاهرين وللدجالين, ويتسابق الناس في الأردن على الجهل والتخلف فكلما قل وعيك السياسي وزاد غباءك كلما ازدادت فرصتك بالثراء, العالم كله يستثمر بالبحث العلمي والوطن العربي يستثمر بالجهل.

عندنا يدفعون المليارات من أجل المحافظة على التخلف والجهل وطمس الحقائق وتغييب المثقفين عن المشهد السياسي العام, وكما قال أحمد زويل: في أوروبا يبحثون عن الفاشل ويدعمونه حتى ينجح وعندنا يبحثون عن الناجح ويقاومونه حتى يفشل.وكله تحت إشراف المخابرات.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين نكذب نكره أنفسنا وحين نصدق يكرهنا الناس
- الأطباء يدفنون أخطاءهم والمعماريون يعيشون مع أخطائهم
- من حقي أن أعيش بكرامة
- كنتْ
- فاقد حاسة الذوق 2
- الحس الإنساني
- نادين فراشتي السمراء
- العلاقات الأسرية بين الماضي والحاضر
- الأشرار والأخيار
- أسوأ المعاملات
- فضل العلمانية على الديانات
- الحمام 2
- كانت الناس تستحي
- عالم كئيب
- لن نشبع من الخبز ما لم نشبع أولا من السلام
- بيتي
- آلامي يا يسوع
- خدمة الكلاب
- عيد ميلادي-12-5-1971
- صناعة السِبح من حلمات الارمنيات


المزيد.....




- فيديو مزعوم لـ-تدمير موقع أثري في سوريا-.. هذه حقيقته
- صورة مستشفى فرنسي تظهر في تدشين مشروع بالجزائر وتثير موجةَ س ...
- ثلاثة أسئلة محورية بعد تسريب بيانات أفغانية أشعل عملية إجلاء ...
- إسرائيل تقصف دمشق والمنصات تنتفض غضبا مطالبة بوحدة الصف
- نيجيريا تكرّم الرئيس السابق بخاري بدفن رسمي وحداد وطني
- لحظات مخزية.. أمنستي: قرار الاتحاد الأوروبي بشأن إسرائيل -خي ...
- بعد انسحاب الحريديم من الحكومة.. نتنياهو يخسر الأغلبية ولا ي ...
- هيئة الغذاء والدواء الأميركية تحذر.. ميزة قياس ضغط الدم في - ...
- احتجاز إيران ناقلة نفط مُهرب في خليج عُمان يثير تفاعلا على ا ...
- حملة إعلانات تدعو الإسرائيليين إلى عدم التجسس لحساب إيران


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جهاد علاونه - المثقفون في الدول العربية