أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كانت الناس تستحي














المزيد.....

كانت الناس تستحي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4818 - 2015 / 5 / 26 - 13:03
المحور: كتابات ساخرة
    


أيام زمان كانت الناس تستحي من بعضها البعض, حتى الحيوانات كانت تستحي من بعضها البعض مع بعض المبالغات كانت القطط تستحي وتخجل وكنا حين نقول للقطط (جت-شت) كانت فورا تقفز وتهرب بعيدا أما اليوم تقف القطط بمقابلك ولا تتحرك من كلمة شت أو جت نهائيا وتحملق عيناها بك وتتسمر مكانها دون أن تتحرك بكل وقاحة, زمان كان الشارع يستحي وكل الجمادات وكل الكائنات الحية... يا أخي كانت الناس تخجل من بعضها البعض,وعلى الأقل كانت الناس تستحي على حالها والحياء كان شيمة الرجال والنساء , وكانوا صغار السن يخجلوا من أن يتحدثوا أمام كبار السن ما لم يسمح لهم الكبار بذلك, أيام زمان وأنا شاهد على العصر, كانت سيارة لحوم الأضاحي تأتي إلى قريتنا وتقف من أول النهار إلى غروب الشمس حتى الفقراء أنفسهم كانوا يخجلوا من استلام لحوم الأضاحي, كانوا يخجلوا ويستحوا من الجيران إذا عرفوا أنهم بحاجة إلى اللحمة أو أنهم فقراء وأذكر مرة من ذات المرات صار سائق السيارة ينادي على الناس اللي طالعين من الجامع ويحثهم على استلام لحوم الأضاحي والناس وكأنهم ما سمعوا وما رأوا, أما اليوم فإن الموضوع قد اختلف, لستُ أدري هل هو الفقر نفسه أم الطمع أم الجشع, اليوم تأتي سيارة لحوم الأضاحي من السعودية إلى قريتنا وتستقبلها الناس بالهتافات وتشرف الشرطة والحاكم الإداري على توزيع الأضاحي وأول من يستلم اللحم هم من تظنهم أنهم أغنياء, يتزاحمون على سيارة اللحمة مع الفقراء والمعدمين جدا, الناس زمان كانوا يستحوا يحكوا عن أنفسهم أنهم فقراء.

زمان الناس كان عندهم عِرق حياء وخجل, هسع عِرق الحياء انقطع وطق وبطلت الناس تخجل وتستحي من بعضها البعض ومن النادر أن نخرج من البيت بعد الساعة التاسعة مساء لنجد شابا أو مجموعة شباب يمشون في الشوارع وكانت الناس تخجل من رفع صوتها في الشارع كانت الناس تستحي على دمها, أما اليوم فإنني في أغلب الأحيان لا أستطيع النوم من كثرة الضجيج والسهارى المرابطون في الشوارع ليلا وأغلب الأيام لا يهب أحدهم إلى بيته لينام إلا بعد أن يفج (يطلع) الضوء هذا عدى الصياح والكركعة دون أن يخجل أحدهم من الناس والجيران, فعلا الناس بطلت تستحي نهائيا , وزمان كنا نادرا ما نسمع صوت إطلاق عيارات نارية وكانت الناس تخجل من إطلاق العيارات النارية بدون سبب أما اليوم في أغلب الأيام لا نستطيع النوم ليلا من كُثرة ما نستمع لصوت الأعيرة النارية والله بطلت الناس تستحي وتزوق على دمها زمان كنا نستحي ونتخبى(نختبأ) من أستاذ المدرسة إذا صادفناه بالشارع, اليوم أستاذ المدرسة ما بستحوا الطلاب منه على العكس دائما فرندس مع الطلاب على الفيس بوك, وزمان كانت لطالب الجامعة هيبة قوية تشبه هيبة الوزير أو المحافظ أو رئيس الحكومة, كنا زمان بس نسمع بطالب جامعة عبر الطريق كنا نطلع نركض حافيين,حفاة القدمين, على شان نشوف طالب الجامعة كيفنه أو كيفنهو, أما اليوم فطالب الجامعة لا يستحي على دمه ولا يحترم الشهادة العلمية التي يحصل عليها, زمان كان طالب الجامعة يستحي اكثير ويخجل إكثير أما اليوم طالب الجامعة لا منظر ولا محضر وليست له وليست عليه هيبة المتعلمين, زمان كانت الناس تستحي ترفع عيونها بعيون طالب الجامعة وتعتبره الناس صاحب نيافه أو قداسة أو فضيلة.

وكمان الناس كانت تستحي من بعضها , أنا أذكر لما مات أبي قعدوا جيراننا 40 يوم ما يشاهدوش التلفزيون والجيران الأبعد منهم أكثر من أسبوع وهم لا يشاهدوا التلفاز, وكمان أولاد الجيران كانوا يستحوا يحكوا أمامي عن مسلسل أو عن فيلم كرتون إلا بعد ما مر على وفاة أبي 4 أربعة شهور وعشرة أيام وهن فترة عِدة المرأة الشرعية , هسع (الآن) الناس بطلوا يستحوا بتلاقي المواطن ميت والجيران مشغلين إستيريو إف أم 4 سماعات على آخر صوت.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عالم كئيب
- لن نشبع من الخبز ما لم نشبع أولا من السلام
- بيتي
- آلامي يا يسوع
- خدمة الكلاب
- عيد ميلادي-12-5-1971
- صناعة السِبح من حلمات الارمنيات
- هذا في اسبانيا
- العرب والهند
- هل الإسلام دين تبشير أم دين تدمير؟
- الظالمون
- اليهود والعرب خارج فلسطين أصدقاء وداخل فلسطين أعداء
- مليونير أردني
- الجمعة العظيمة
- حاول أن تفهم الحياة
- دعارة دينية
- هل من الممكن أن نعتبر القبيلة مؤسسة مجتمع مدني حديثة؟
- رحل عنا شوكت علاونه
- رعب الكتابة
- أُمة كلها جهل وتخلف


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - كانت الناس تستحي