أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - المثقفون وقضية التنوير















المزيد.....

المثقفون وقضية التنوير


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 4835 - 2015 / 6 / 12 - 03:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


علينا ان نتسائل :
اولا : من هو المثقف
المثقف الذى اعنيه هو الكاتب والصحفى والاعلامى ، ومهمته الاولى ان يقود الجماهير ، هو صاحب العقلية النقدية والعين الفاحصة التى تستطيع ان تلتقط بسهولة المشاكل التى يعانيها المجتمع ، ويقوم بتحليها والوصول الى اسبابها حتى يتسنى علاجها .
ثانيا : ماهو التنوير
التنويرببساطه هو تحرير العقل من المسلمات المتوارثة الخاطئة التى اصبحت من البديهيات ، ومناقشتها ومحاولة تحليلها ، هو التفكير العلمى المنهجى بعيدا عن الماورائيات ، وهو تفعيل كل قوانين علم المنطق وعلى رأسها قانون السببية ( المقدمات والنتائج ) وان مقولة ( من تمنطق تزندق ) هى السبب الرئيسى لكل مانعانيه من مشاكل ، التنوير هو تحرير الارادة البشرية لتؤمن بقيمة العمل والانتاج ، وليس كما يقول الشيوخ ( هزى اليكى بجذع النخلة)
فهل لدينا هاكذا مثقفين يحملون على عاتقهم قضية التنوير ؟
بالطبع لا
معظم المثقفين من كتاب وصحفيين واعلاميين الذين نقرأهم فى الصحف الورقية ونراهم مقدمين او ضيوفا فى البرامج الفضائيات هربوا من مناقشة قضية التنوير لانها تمس العصب الحساس وهو قضية الدين واشكالية الجبر والاختيار، الى السياسة فهى الاسهل تناولا والاكثر ربحية

واذا اردنا ان نعرف الفرق بين الاشتغال بالسياسة والاشتغال بالثقافة والتنوير فامانا نموذجين صارخين لهذا الفارق :
السيد / محمد حسنين هيكل الذى جنى الملايين من الاشتغال بالسياسة وحاز شهرة مصرية وعربية وعالمية
الدكتور فؤاد زكريا – الفيلسوف الذى وهب عمرة لقضية التنوير ولم يعرفة الا المحيطين به وتلاميذه فى الجامعه ورحل فى صمت دون ان يترك مال الا مجموعه من الكتب والدراسات ، والتى ارى ان كتاب واحد له لو تم تدريسه فى مدارسنا الثانوية لكان انتقل بالعقل الاسلامى الى آفاق اوسع وهو ( التفكير العلمى )
واذا اردنا ان نعرف العائد التنويرى من بعض اساتذه الفلسفة فى مصر سنجد انها لاتساوى الحبر الذى كتبت به عندما حاولوا ان يخلطوا الفلسفة بالدين ليقدكوا للقارئ خلطه تلفيقية بين عالم الغيب وعالم الشهادة
مشروع الدكتور حسن حنفى التلفيقى
انيس منصور الذى عاش ومات دون ان يستطيع ان يجاوب على مئات الاسئلة المثارة كما صرح فى حديث تلفزيونى من عدة سنوات
مشروع الدكتور مراد وهبه الذى تبنى فكر بن رشد مقابل فكر ابن تيمية وابن عبدالوهاب لمدة 10 سنوات ومازال ولم يحقق اى نتيجة

اما المثقف الحقيقى الذى يملك جرأة التناول فلم يعد امامه الا الفضاء الاليكترونى بعد ان امتلك رجال الدين السماء وامتلك المثقفون المزيفون الارض
الشغل الشاغل للمثقف الحقيقى والمفكر الحقيقى هو قضية الدين ومحاربة مايرسخه اصحاب اللحى والعمائم فى الهوية الفردية والجماعيه من الغاء لقانون السببية وقتل التفكير العلمى والابداع تحت سيوف التكفير، الدين الذى اصبح هو الرافد الوحيد للهوية .
فمن المعروف ان مدحلات الهوية ، سواء الفردية ( الأنا ) او الجماعيه ( نحن ) متعدده منها الجينات الوراثية والبيئة والتعليم والتراكم المعرفى والدين ، ولكن ماحدث خلال الاربعون عاما الماضية ان اصبح الدين هو المكون الرئيسى لهوية معظم المصريين
لعب اصحاب اللحى والعمائم على وتر العالم الاخر- الذى كان المصرى القديم هو اول من اخترعه - ليملكوا وحدهم مفاتيح الجنه واتقاء النار حتى يلجا اليهم المسلم النقى السريرة ، انها صكوك الغفران مرة اخرى ايها السادة
فى حمى العداء لجماعه الاخوان المسلمين بعد ثورة 30 /6 تناسى الجميع ان الفكر الوهابى الذى استوطن المحروسة هو من بذر البذور وزرع الارض ورواها بالبترودولار الوهابى لهذه الجماعه ، فعدد المنتمين لهذه الجماعه فى احسن التقديرات لايتجازو 500 خمسائة الف ، ولكننا نرى المصوتين لمحمد مرسى حوالى 11 احدى عشرمليونا .
فهل رأينا من يتصدى لهذا الفكر بين المثقفين ، وهل رأينا من يدافع عن اسلام بحيرى والدكتور خالد منتصر بعد احالتهم للمحاكمة بتهمة ازدراء الاديان ؟ بل هل رأينا من ينادى بالغاء هذا القانون المطاط والذى يعود بنا الى محاكم التفتيش
ابان ازمة الدكتور نصر حامد ابو زيد فى منتصف تسعينات القرن الماضى صدر قرار بالغاء قانون الحسبة الذى كان يحق بمقتضاه لاى شخص ان يرفع قضية ازدراء اديان على اى شخص ، والزم القانون الجديد الشاكى ان يقدم شكواه الى النيابة اولا لتقوم بالتحقيق مع المشكو فى حقة ، وللنيابة وحدها حق تقديم القضية الى القضاء او حفظها
فهل تم الغاء هذا التعديل ؟
لم نقرا او نسمع لاحد من المثقفين انه طالب على الاقل بالعودة الى الغاء قانون الحسبة ناهيك على الغاء قانون ازدراء الاديان
اين دور المثقفين من قضايا التنوير ؟
ثار الصحفيين على الحبس فى قضايا النشر ، ولكن لم نسمع صوتا عن الغاء قانون ازدراء الاديان ن ولم نسمع شيئا عن اعادة قانون الحسبة مرة اخرى بعد ان تم الغائه بعد قضية الدكتور نصر ابو زيد
الرئيس يطالب بتطوير الخطاب الدينى ( ولى الشرف ان اكون اول من اصدر كتاب كامل فى يناير 2014 بعنوان : تطوير الخطاب الدينى واشكالية الناسخ والمننسوخ ) حتى قبل ان يتحدث عنه الرئيس السيسى بعام كامل ) وعندما يستجيب مثل اسلام بحيرى نرى ثورة الازهر والسلفيين فيتراجع الرئيس ويتم رفع اكثر من 40 قضية على بحيرى تم الحكم فى اولهم
فاين المثقفين واخص منهم الاعلاميين الذين استبشرنا خيرا ان وجدنا عددا من الصحفيين المعروفين يقدمون برامح التوك شو ويصبحوا قامات ، ولكنها للاسف اصبحت قامات اعلانيه
نعم قامات اعلانية وليست اعلامية ، فالبحث عن الاثارة جذبا للاعلانات اصبح اهم من اثارة اى قضايا اعلامية تنويرية
وبرامج عن الجن ، واخرى عن تفسير الاحلام حسب القرآن والسنه النبوية ، وبرامج عن قرائة الطالع ، ولاشئ عن التنوير .
وفضائيات تقوم بتاجير مساحات زمنية لبعض الاطباء المغمورين لينالوا الشهره من خلالها
لا اساتذة فى علم النفس وعلم الاجتماع يشخصون الحالة المتردية للفكر المصرى وكيفية الخروج منها
لاصحافة ورقية تجرؤ ان تنشر مقال لكاتب يشذ عن القطيع
امتلك اصحاب اللحى والعمائم السماء
وامتلك رجال الاعمال والاعلاميين الارض
ولم يبقى لنا الا الفضاء الاليكترونى
فى مصر الان - حسب معظم الاحصائات – 3 مليون ملحد ، والعدد فى تزايد ، وسيأتى يوما تنتهى فيه دولة الكهنوت وتنتهى فيه ثلاثية ( الحاكم والكاهن والاعلامى )
وسنرى الاعلاميين ومدعى الثقافة يحدثون انفسهم ويشاهدون انفسهم
فى تلوموا وقتها الا انفسكم
والى لقاء فى مقال آخر



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد القمنى ومرحلة الافول
- الحزب العلمانى المصرى : الحلم على ارض الواقع
- المسجد الاقصى بين التاريخ الدينى وعلم التاريخ
- السيسى بين مطرقة الارهابيين وسندان الازاهرة والسلفيين
- مصر والمستنقع اليمنى
- الفوضى الخلاقة والربيع العربى 2/2
- هشام حتاته – كاتب وباحث مصرى فى تاريخ الاديان والاسلام السيا ...
- الفوضى الخلاقة والربيع العربى 1/2
- سيترويت ( سيناء : ارض الشيطان )
- البدر المنير وحديث التفلية
- السيسى - بوتين / برج القاهرة - مايلز كوبلاند
- والان .. كتاب : ( شاهد عيان فى مملكة آل سعود )
- لثالث مره : المشهد السعودى بعد قرارات 29/1/2015
- عودة الى المشهد السعودى
- قراءة فى المشهد السعودى بعد رحيل الملك عبدالله
- الامام الاكبر بين العقل والنقل
- الشيخ سالم عبدالجليل بين التاريخ الدينى وعلم التاريخ
- مسيحى مصر بين المواطنة والدين (10 – اخير )
- اسطورة الاناجيل : الإله ثلاثى الابعاد (9)
- اسطورة الاناجيل : هاهى العذارء تلد ابنا (8)


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - المثقفون وقضية التنوير