أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رثاء وطن وشعب...














المزيد.....

رثاء وطن وشعب...


غسان صابور

الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 18:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


رثــاء وطــن وشــعــب...
صحيح أن ســـوريـا لم تكن خلال الخمسين سنة الماضية واحة ديمقراطية خضراء.. ولكن كان فيها ناس وبشر.. وازدهار اقتصادي وحياة وجمال.. صحيح أن الكلمة, حتى بأبسط إيجابياتها كانت مخنوقة ممنوعة.. ولكن كان فيها فنون ومسارح ونشاطات اجتماعية وحياة.. وكان من النادر رؤية فقر وضيق معيشة... واليوم بعد أربعة سنين من حرب سموها "الربيع العربي" تحول كل شــيء إلى خريف إسلامي معتم, عادت فيه غالب البلدان والقرى السورية إلى أعتم العتمات الجاهلية وخمسة عشر قرن من تخلف وغباء منظم وجنازير تخنق كل آثار تراث البلد وما اكتسب من حضارة.. كما انقضت عليه جحافل من المهلوسين المغبرين, فرضوا على من تبقى من الأحياء كل ممنوعات عتمات عقولهم وما أفتاه شيوخ جعلوا من الموت شــريعة... حتى أصبح هذا البلد الذي "كــانــت" تعيش فيه عشرات المذاهب والديانات والإثنيات المختلفة, أضخم مقبرة لتصفيات جماعية لكل من لا يتبع شريعة هؤلاء المهلوسين الذين يقتلون باسم إله, لست أدري إن كــان حــقــا هذا الإله يرضى أن يقتل كل هؤلاء السوريين باسمه... وهم ككل البشر ابناؤه... وإن كــان يــرضى؟... ألا يجب إذن أن نـسـائـلـه.. ونحاسب من يقتلون باسمه؟؟؟... كما نسائل ونحاسب من يمول ويسلح القتلة من الملوك والحكام والشيوخ والأمراء من أبناء عمنا وجيراننا, واعطوا الفتاوى بقتل أهالينا وأطفالنا ودمروا بلداننا وقرانا وكنائسنا وكل علامات حضاراتنا وتاريخنا وبيوتنا وحياتنا وآمالنا, كما هجروا نصف شعبنا.. ومن تبقى غارق بالعتمة والخوف وانتظار الموت........وما زال دي ميستورا(مندوب الأمم المتحدة) يشاور ويحاور ويسائل.. تائها بخطوات مجهولة مترددة بأروقات المجالس الأممية التي ما زال يديرها كل من خطط زوال الدولة السورية وسوريا وشعبها من عشرات السنين...
جـل ما أخشى على هذا البلد الذي ولدت فيه وعشت فيه أولى أيام فتوتي وشبابي, وكل تجارب الفتوة والشباب. أحلاها وأمـرهـا.. وأصعب تجاربها. وعن هذا الوطن التاريخي القديم, والذي خلق أولى الأبجديات وفتح الدروب لأقدم الحضارات الإنسانية.. قبل ابتداع جميع الأديان.. أشعر اليوم واقع خشية أن يفجر ويجزأ.. وأن يشتت شعبه.. وأن يصبح السوريون كالفلسطينيين.. يعيشون على وهم الخطابات والوعود والأوهام.. وأن يتفتتوا ويقتتلوا في سبيل شريعة أو لاشريعة.. وبعدها ينتظر كل فريق متعب ليلة القدر.. وخدر الحلول من السماء...
*********
تحضر الحكومة الإسرائيلية إحتفالات ضخمة واسعة, لإعلان ذكرى مدينة القدس (1968) عاصمة إسرائيل الأبدية... هل تتذكرون من سنة 1948 وقبلها كل الخطابات الخشبية الطبولية الفارغة التي فقعناها, بأن القدس سوف تبقى عربية مهما كانت الظروف والقرارات الدولية... أنظروا يا بشر.. أنظروا يا عرب ويا مسلمين الذين تقتلون بعضكم البعض من حينها حتى هذا اليوم.. وتتابعون حروبكم الغبية بين بعضكم البعض, وسوف تتابعون حتى فــنــائــكم... القدس مهد الديانات كلها وقلب الإسلام الذي تدعون الحرب تحت رايته... القدس أصبحت عاصمة إسرائيل.. الدولة الصغيرة التي تركع أمامها كبرى دول العالم وتحمي أصغر مصالحها.. بينما أنتم غارقون بوحول حروبكم واقتتالكم بين بعضكم البعض.. لتعرفوا " إن كانت الدجاحة من البيضة.. أم البيضة من الدجاجة "... وماذا تبقى لكم من حضارة أو نفوذ أو كرامة أو عــزة واعتزاز واحترام في العالم.. غير نفطكم وأعلامكم السوداء وغبائكم بلا حدود... وجـل ما أخشى أن تصبح ســوريا والسوريون مثل فلسطين والفلسطينيين... وأن تتحقق رغبة كيسنجر.. هذا الصهيوني العتيق والذي ما زال حيا.. بأن يعيد العرب مجزئين إلى صحاريهم.. بعيدين عن كل تطور أو حضارة... وكما ترون ها هي دولنا وشعوبنا تذوب واحدة تلو الأخرى.. غارقة بحروبها وثوراتها وتفجيراتها وهلوساتها الدينية واحدة تلو الأخرى... السودان.. العراق.. ليبيا.. اليمن.. لبنان.. سوريا.. وغيرها وغيرها... دون أن ننسى فلسطين.........
**********
علـى الـهــامــش :
اعتراضات
ــ كالعادة سوف يعترض بعض أصدقائي (الحالمين) وغير أصدقائي من المتعربشين بالخطابات الدينية وحلولها, من تشاؤم كتاباتي وحدة كلماتها الصريحة.. وككل مرة أجيبهم على اعتراضاتهم وغضبهم واستمرار قراءاتهم لصرخاتي بالمقلوب, ورفضهم لما يجري على أرض بلدان مولدنا وفي العالم من حقائق مريعة.. ونحن نبقى حالمين قابعين مخدرين.. منتظرين الحلول من الآلهة والسماء.. بأننا اليوم بقعر أعتم جــورة من تاريخنا.. وآن لنا أن نستيقظ ونقاوم عن كرامتنا وعزتنا ونعي ما يحيط بنا من حقائق وأفخاخ ومؤامرات لقتلنا ألف مرة.. باسم الدين والدفاع عن الدين.. بينما الحقيقة تكمن أن أوطاننا سوف تــزول إن بقينا غارقين بهذه الهلوسات الدينية وقتلنا لبعضنا البعض المستمر من مئات السنين... لخلافات واهية وهمية خلقناها بغبائنا الجيناتي... بدلا من أن نكتسب من الفلسفات الدينية حكمتها واتزانها وسعيها لرفاهية الإنسان وضمان حرياته.. حولناها إلى آلات قتل وجنازير لخنقه.. وخنق الأجيال وتفجير الكلمة... ومحو إنسانيتها...
إن لم تفهموا كلماتي.. يا أصدقائي وغيرهم.. فهذا يعني أن رثائي يــشــمــلــكــم.. وانتم بعد أشباح الأحياء...
بــــالانــــتــــظــــار...
للقارئات الأكارم الأحبة.. هــنــاك وهــنــا.. وبكل مكان في العالم.. كل مودتي وصداقتي ومحبتي واحترامي ووفائي وولائي.. وأصدق تحية طيبة عاطرة مهذبة...
غـسـان صــابــور ـــ لـيـون فــرنــســا



#غسان_صابور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظاهرات... وتظاهرات... وديمومة الغباء...
- موطني... موطني... وحنين لا يداوى...
- يوم بعد يوم... مشاعر قلقة...
- غيمة على فرنسا... وخريف عربي لا ينتهي...
- الرئيس بشار الأسد مع القناة الفرنسية الثانية.
- الصحاري الميتة...
- 17 نيسان 1963
- أنذرتكم يا أصدقائي
- أوباما حامي الأقليات؟؟؟!!!...
- المسيح يصلب من جديد...
- وعن الرأي الثابت... والمتغير...
- المئذنة والمحرقة والمدخنة...
- رسالة إلى الزميلة الرائعة مكارم ابراهيم
- رسالة إلى السيدة الكبيرة مريم نجمة
- الحرب العالمية الرابعة... فيديو تصوري... يمكن أن يحث
- راضي.. ونصف راضي.. وغير راضي...
- تغيرات في البوصلة؟؟؟...
- عودة إلى الفن والسياسة لخدمة السلام... وبعض هوامش وتساؤلات ض ...
- عودة إلى مسيو فابيوس... والسياسة الضبابية الفرنسية اليوم...
- الفن والسياسة بخدمة السلام


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان صابور - رثاء وطن وشعب...