أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كريمة بكراوي - شذرات حول التعليم و المدرسة المغربية














المزيد.....

شذرات حول التعليم و المدرسة المغربية


كريمة بكراوي

الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 07:37
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



لازالت قضية إصلاح التعليم بالمغرب تتصدر العناوين، موضوع ظل الرأي العام يلوكه منذ عقود، فما قامت به الدولة من تغييرات و تنقيحات على مجال التعليم في مختلف مستوياته تحت شعار إصلاح المنظومة التربوية، لم يغير واقع الحال لتقبع المؤسسة التعليمية في قفص الاتهام؛ و هو ما أكدته مختلف التقارير و الدراسات التقويمية الوطنية و الدولية تحت شعار الوضعية المتأزمة و الحاجة الماسة للإصلاح الجذري و التأهيل بغية جعل المدرسة تؤدي وظائفها المنتظرة على كافة المستويات. فكان لزاما وضع خطط جديدة و الخوض في مشاورات وطنية، جهوية، إقليمية و محلية؛ لبلورة رؤية مستقبلية لمدرسة جديدة لمواطن الغد في أفق 2030 من خلال وضع مشروع تربوي جديد يستجيب لمتطلبات السوق، فأفضت تلك المشاورات إلى وضع مجموعة من التدابير ذات الأولوية. هذا السياق العام يستفز فينا مجموعة من التساؤلات من قبيل: هل تستجيب هذه التدابير للحاجات الحقيقية للنشء؟ أفعلا ستعالج أزمة التعليم المغربي جذريا؟ لكن الأجدى أن نتساءل أولا: ما الأسباب الحقيقية لهذه الأزمة؟
تلكم إشكالات لا يسمح المجال للإجابة عنها لما تتطلبه من دراسة معمقة، الأمر الذي سنقوم به فيما بعد لما يتطلبه الموضوع من دقة أكثر. و سنركز هنا عن التساؤل الأخير من خلال عرض بعض الشذرات القابلة للنقاش و التوسع. فالمرض المركب المزمن الذي تعانيه منظومتنا التربوية وليس الفشل، هو نتاج تراكم و تأخر تاريخي مقصود معبر عنه عبر عدة مغالطات لابد من الحسم مع مروجيها منها:
-;- لغة اللأم هي شفوية بالإضافة إلى لمسات يد الأم و نظراتها و إشاراتها، فعندما تدخل الكتابة و الرسم تنتهي هذه الغة لتحل مكانها اللغة الصناعية المصطنعة نسبيا.
-;- ترتيب اللغات في الساحة المغربية: العربية و الأمازيغية بتساو للجميع في شكليهما الوظيفي اليومي الراقي و ليس الدارج، و الاهتمام بالمنتوج الشفوي بصدق و أمانة في كل أبعاده خدمة للهوية، فتأتي في الرتبة الثانية حسب ما يفرضه منطق الانتشارية العلمية: الأنجليزية ابتداء من الخامسة بالتعليم الأساسي؛ أما الرتبة الثالثة فهي سواء و اختيارية بعد سلك الباكلوريا - الثانوي التأهيلي- و هذه الرتبة تخص الألمانية نظرا لمنتوجها الفلسفي، الإسبانية البرتغالية بفعل الجوار، الفارسية و العبرية و اليابانية و غيرها من أجل معرفة الآخر و التفاعل معه بنوعيه من الاستفادة و الاستزادة المتكافئة الربحية لكل الأطراف.
-;- الدعوات للفرنسة: جاءت نتيجة الحرب المصطنعة على مستوى الساحة اللغوية المغربية، بفعل الهيمنة الاستعمارية. فقد بدأت في الثمانينات في المدرسة المغربية بخطة استراتيجية بعيدة المدى تتجلى في:
1- مبدأ الليونة و التساهل مع التلاميذ في الشكل و الصرف و التواصل الصفي باستعمال الدوارج لتحقيق الفهم زعما، فضرب مبدأ الغة هي الاستعمال.
2- تقليص حصص اللغات و المواد العلمية ضربا للعقلانية .
3- ضرب قدسية الاستاذ(ة) المربي (ة) و المدرسة المواطنة مع التشبث بالمقاربة الأمنية للشأن التربوي و ثقافة التشكيك، فكانت النتيجة لا الأمية قضينا عليها و لا المردودية سايرت متطلبات المرحلة الحضارية ؛ و كان إنتاج الهدر و التخلف المقصود.
4- ادعاء أن المدرسة بعيدة عن سوق الشغل، معادية لمحيطها مغلقة، فتحولت من بناية إلى وكر للغش بكل أنواعه، و إلى مرمى للنفايات و القمامة من فائض المنازل و الدور المجاورة. فهل كل من يحكم عليه بالكون بها أو بجوارها يعد من سقط الوجود؟ و من الذي أنتج و لا يزال يجد في محاولة فرض هذه الحالة الشادة؟ و لماذا؟
5- اتهام المدرسة المغربية بأنها فشلت: لا تكون نشء مدركا للعالم، متسما بالفكر النقدي، مندمجا اجتماعيا و كفء قادرا على التعلم مدى الحياة و الإبداع؛ و السبب الأستاذ(ة) المشجب و الغة و التعريب. فالواقع ليس ذلك، لدينا في المغرب الحبيب مدارس أجنبية، و أخرى تابعة لها بالمقررات و اللغة الفرنسية و مردوديتها دائما دون المدرسة العمومية. و على المكذب أن يحاول النظر في أعداد الملتحقين بالمدارس العليا العلمية بالمغرب و المعاهد و الجامعات الأجنبية و النتائج النوعية المحصل عليها، لينام فاغر الفاه مشدوه العينين مليئا. فالمشكل المزعوم ناتج اختيارات و سراديب خاصة.
6- التشهير بالمؤسسة التربوية المغربية في شخص أطرها عبر مختلف وسائل الإعلام خاصة السمعي البصري الوطني، إلى جانب نوعية: الأفلام، المسلسلات، رسوم متحركة و مختلف البرامج المقدمة. ففككت الأسر و استبيح العنف و استفحل، ثم قضي على القيم و بدون هذه الأخيرة يفقد المجتمع أصوله و مبادئه و القوانين التي تنظمه.
7- إخضاع المنظومة التربوية المغربية للتنشيط المغشوش، التوتر الحاد و للتناقضات الدائمة؛ فمن يسدد الضريبة؟ الأمة طبعا.
8- اعتماد التسيير بانتهازية مع التركيز على ضعف شخصية المسير، و جهله بالقوانين ليسهل تركيع الغير به مع تحميله الأوزار؛ فالنعجة الشمطاء مسؤولة على شراسة افتراس الذئب للقطيع.
كفى هراء و استحمارا بل استبلادا للذكاء المغربي و الوجود الحضاري لهذا الشعب الكريم، لإن المغرب دولة تقلصت حدودها و لم تنكمش مكوناتها الإثنية و البشرية و الحضارية. إن الدستور المغربي مهما كانت ملابساته التاريخية يبقى أهم مرجعية قانونية لكل المؤسسات و التشريعات و التوصيات؛ فكل سلوك مهما كانت مبرراته يخالف روح دستور 2011 جريمة، يجب أن يصدر في حقها أقصى العقوبات، لماذا؟ لأنه يلغي وجود الدولة كما يلغي وجود الشعب المغربي، و هذه الجريمة المزدوجة التدميرية للحضارة لا تغتفر.
و كل تبعية و اختيار يهم مصير الشعب المغربي، لا تحسم فيه اللعبة الانتخابية المعروفة بالمقامرة و تقديم كنوزنا للغير بالمجانية، و إنما الحسم فيه للتاريخ و الحضارة المغربية الغنية بتنوعها، و كذلك للأفاق المستقبلية.

بقلم: ذ. كريمة بكراوي



#كريمة_بكراوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عَرَبِيَةٌ
- حكمة النساء
- هيامي يا أمل قريب
- يوم من الأيام
- يا من رحلت عني؟؟؟
- أي دور للمجتمع المدني في تطوير التماسك الوحدوي؟


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - كريمة بكراوي - شذرات حول التعليم و المدرسة المغربية