أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - في الذكرى المئوية لمذبحة الارمن














المزيد.....

في الذكرى المئوية لمذبحة الارمن


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 18:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الابادة ابادة.. المجزرة مجزرة.. المذبحة مذبحة، لا تتغير مدلولاتها، مفرداتها، معانيها، بالاعتراف بها او بالإنكار لها. لكن الاعتراف طريق مفتوحة للحق، والإنكار باب مشرع للشر، بالمعنى الاخلاقي والقانوني والإنساني. ما حصل للأرمن في نيسان/ ابريل 1915 في تركيا وبأيدي جندرمة السلطات العثمانية جريمة ابادة، محرقة جماعية، مجزرة تاريخية، حصلت في زمنها وفي مكانها، راحت ضحيتها ارواح اعداد كبيرة من الارمن وغيرهم، سكان شرق الاناضول، وجبال آرارات التي سكنوها قبل ان يتحكم العثمانيون في مصيرهم هذا. ومهما اختلفت ارقام الضحايا، تبقى حقيقة تاريخية، واقعة لا يمكن تغييرها او التغطية عليها والتهرب منها. حتى ولو حصل ذلك فلن يكون إلا وقتيا، حيث لا تتقادم الجرائم ولا تغيب الوقائع، ولا تموت الحقائق، ومهما اختلفت الارقام او التفاصيل، ومهما سعي الى تشويهها او التضليل في وقوعها التاريخي وأدلتها الدامغة، فان شهادة التاريخ باقية مسجلة وموثقة.
محاولات احفاد القتلة انكار كل ذلك لا يوصل الى العدالة ولا يحقق السلام والأمن والاستقرار، ويعكس اسلوب الادارة والحكم، بل ويؤكد ما يقترف اليوم، ليس في بلادهم وحسب، بل في بلدان اخرى، يسجلها التاريخ ويشهد عليها، ولا تنفع كل كلمات التأويل والتفسير والتقليل.
في الذكرى المئوية ليوم المحرقة للأرمن احيى احرار العالم والجاليات الارمنية (يشكلون اضعاف سكان ارمينيا، او من بقي من الارمن، موزعين في انحاء العالم)، ومثل كل الاماكن التي تتواجد فيها الجاليات، شارك في عاصمة ارمينيا يرفان يوم 24 نيسان/ ابريل وعند نصب الابادة رؤساء دول وممثلون لأكثر من ستين دولة في احياء الذكرى. من بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قال في كلمته، "نحن نتعاطف بإخلاص مع الشعب الأرمني الذي عانى من أكبر الكوارث في تاريخ البشرية. وأكثر من 1,5 مليون مدني قتلوا وجرحوا، وأكثر من 600 ألف طُردوا من بيوتهم وتعرضوا للقمع على نطاق واسع". وأكد الرئيس الروسي أن أحداث 1915 هزت العالم كله، بينما اعتبرتها روسيا مأساة خاصة بها، مشيرا إلى أن مئات الآلاف من الأرمن حصلوا على اللجوء في روسيا. وقال بوتين إن موسكو بادرت دوليا إلى اعتبار مذبحة الأرمن جريمة ضد الإنسانية. وحذّر من تنامي خطر النازية الجديدة والتطرف وكذلك تنامي معاداة السامية وكراهية الروس في العالم المعاصر. كما أكد بوتين: "علينا أن ننظر بتفاؤل إلى المستقبل ونثق بمبادئ الصداقة وحسن الجوار والتعاون، ونتعلم الخير والوفاق وكيف نحترم بعضنا البعض ومصالح بعضنا البعض". وأضاف أنه من خلال ذلك فقط يمكن "جعل العالم أفضل وأكثر أمنا واستقرارا".
من جانبه أكد رئيس أرمينيا سيرج ساركسيان أن هدف سياسة بلاده تتمثل في وضع آليات فعالة للحيلولة دون تكرار جرائم جديدة على الإنسانية في العالم. وقال ساركسيان إن ما حدث في عام 1915 كان غير مسبوق من حيث النطاق والانعكاسات، "الأرمن طردوا وقُتلوا وفقا لخطة وضعت على مستوى الدولة".. وقال إن العالم اليوم يشهد كذلك حوادث تشويه للتاريخ وإنكاره، مشيرا إلى تطورات الأوضاع في "الشرق الأوسط"، ودعا إلى ضرورة إيجاد حل والقول من جديد "لن يتكرر ذلك أبدا". وذكّر ساركسيان بأنه ألقى منذ سنوات كلمة في كنيسة أرمنية بدير الزور السورية وأعاد إلى الأذهان أن مئات الآلاف من الأرمن قتلوا في صحراء دير الزور أثناء "المذبحة"، مشيرا إلى أن تلك الكنيسة في دير الزور فجرت العام الماضي. وأضاف: "قلت في كلمتي آنذاك إننا ننوي أن نعيش ونتكاثر، وإنه لا يمكن تخويفنا لأننا رأينا ما هو الأسوأ". وأكد ساركسيان أن الاعتراف بـ "الإبادة" لا يعني مجرد التعاطف مع الشعب الأرمني بل إنه يمثل "انتصار الضمير على عدم التسامح والكراهية". وأعرب الرئيس الأرميني عن امتنانه للدولة والمنظمات الدولية التي اعترفت بـ "إبادة الأرمن"، وشكر رؤساء فرنسا وصربيا وقبرص وروسيا الذين حضروا المراسم. كما أعرب ساركسيان عن امتنانه للأشخاص "الذين خرجوا إلى ميدان تقسيم في إسطنبول" في هذا اليوم.
لماذا السعي للتهرب من المسؤوليات التي تترتب على تلك المجزرة؟ ولماذا الانكار الذي يزيد في الاتهام وتثبيت الادلة اكثر من التغطية على المذبحة؟ ان عواقب ذلك لا تنتهي عند الذكرى وحدها، ولا تتوقف عند الجوانب القانونية والحقوق وحسب، بل في السلوك والإرادة الخيرة والبناءة لمستقبل العلاقات الدولية والإقليمية وبين الشعوب اساسا.
في العالم الان اكثر من 135 نصبا تذكاريا، موزعة على 25 بلدا، أشهرها نصب الإبادة الجماعية في العاصمة الأرمينية، يبلغ طوله حوالي 44 مترا، شيّد عام 1967، ويزوره سنويا مئات الآلاف، يضعون أكاليل الزهور حول الشعلة الأبدية. كما يجري الامر نفسه عند النصب الاخرى. وبالتأكيد تذكر تلك النصب بالمذبحة وتعيد للأذهان ما حصل.
في العام الماضي وفي الذكرى الـ 99 للإبادة، حدث تغيير في الموقف التركي، لأول مرة وجّهت الحكومة تعازيها إلى أحفاد الضحايا، وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن "معاناة الأرمن ناتجة عن أحداث كان لها آثار غير إنسانية مثل الترحيل خلال الحرب العالمية الأولى". إلا انه وحكومته ينكران وقائع التاريخ ويحاولان تشويهه. وكان بابا الفاتيكان فرانسيس والبرلمان الأوروبي قد وصفا القتل الجماعي للأرمن بالإبادة. مما اثار غضب حكومة تركيا، كما وصفت إعلانا مشابها من البرلمان النمساوي بالشائن، وقالت إنه لا ينبغي لأحد "أن يحاضر الآخرين بشأن التاريخ".
دعا الاتحاد الأوروبي إلى فتح الأرشيف المتعلق بأحداث عام 1915 بشأن الارمن، ورد اردوغان باستعداده وطالب الارمن ايضا بذلك. ولكن ظل كل ذلك كلاما عاما، لم يجد طريقه الصحيحة. وفي الذكرى المئوية لابد من الاقرار بحقوق الشعوب وما حدث لها في التاريخ وتقدير المشاعر الانسانية لعوائل الضحايا وتحمل المسؤوليات وتبعاتها بكل مصداقية والتزام تاريخي وقانوني.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بعد صلاح الدين!
- من يوميات نصير
- قولي لهم أماه.. ان يتذكروا
- عراق ما بعد 2003
- تقرير لجنة تشيلكوت
- قلق بان
- سرطان اوباما
- اليوم بتنا هنا والصبح في بغداد
- الاحزاب الشيوعية في العالم العربي : ثوابت ومتغيرات
- الاخوان المسلمون من البديل الى النزيل
- الى بغداد.. وان طال السفر!
- اليسار ونكبة العرب
- الانتخابات الرئاسية استحقاق أم رد فعل!
- في الاول من ايار/ مايو *
- صفحات من التاريخ السياسي/ مظاهرة شباط/ فبراير 1928
- وثبة كانون الثاني 1948*
- الاسلام السياسي والثورات الشعبية
- دور العسكر في السياسة
- من يفخخ السيارات؟
- تشويه المفاهيم هدف مرسوم


المزيد.....




- بـ4 دقائق.. استمتع بجولة سريعة ومثيرة على سفوح جبال القوقاز ...
- الإمارات.. تأجيل قضية -تنظيم العدالة والكرامة الإرهابي- إلى ...
- لحظة سقوط حافلة ركاب في نهر النيفا بسان بطرسبوغ
- علماء الفلك الروس يسجلون أعنف انفجار شمسي في 25 عاما ويحذرون ...
- نقطة حوار: هل تؤثر تهديدات بايدن في مسار حرب غزة؟
- حصانٌ محاصر على سطح منزل في البرازيل بسبب الفيضانات المميتة ...
- -لا أعرف إذا كنا قد انتشلنا جثثهم أم لا -
- بعد الأمر الحكومي بإغلاق مكاتب القناة في إسرائيل.. الجزيرة: ...
- مقاتلات فرنسية ترسم العلم الروسي في سماء مرسيليا.. خطأ أم خد ...
- كيم جونغ أون يحضر جنازة رئيس الدعاية الكورية الشمالية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - في الذكرى المئوية لمذبحة الارمن