أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - خمسون حجة تُفند وجود الإله–جزء سادس41إلى47















المزيد.....

خمسون حجة تُفند وجود الإله–جزء سادس41إلى47


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 17:16
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الإنسان أبدع فكرة الإله لتفى إحتياجاته النفسية والوجدانية والمعرفية ,وليَعبر بها دوائر الغموض والألم والحيرة من وجود غير معتنى فكانت الفكرة تعبيراً حقيقياً عن تلك الإحتياجات تبغى ملاذ وراحة وأمان فى عالم مادى يقذف بقسوته .
تتمدد الفكرة لتتسلل وتستوعب كل مفردات الجهل الإنساني وليتماهى الإنسان فيها ليرفع سقوف أوهامه حداً يصل منح الفكرة حالة من الإستقلالية والوجود بالرغم أنها فكرة كل صورها ومفرداتها وبنائها جاء من الدماغ .!
سيكون نهجنا فى تفنيد وجود إله من المعطيات والفرضيات التى تُساق عنه فمنها سنحظى على هشاشة الفكرة والتناقض الذى ينفى وجوده , ولن يكون لنا تصور خاص ننقد على أساسه خارج معطيات فكرة الله بل من أحشاءها ومكوناتها وفرضياتها ومفرداتها ذاتها , كما سنتطرق فى نهاية هذه المجموعة إلى تفنيد حجج الدينيين المتهافته عن وجود إله .
قدمت حتى الآن خمسة أجزاء :
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء أول 5 من 50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=446913
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثان 6 إلى 20 من50 .
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=447489
-خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء ثالث 21 إلى 26 من 50.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=448534
- خمسون حجة تفند وجود الإله-جزء رابع 27 إلى 34 من 50
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=451943
- خمسون حجة تفند وجود الإله – جزء خامس 35 إلى 40من 50
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=454325
وبإسم العقل نقدم الجزء السادس

*41- الله لا يكون أزليا أو أبديا .
يُشاع عن فكرة الإله أنه أزلى أبدى أى غير محدود زمانياً فلا بدايات ولا نهايات بالرغم أن الكتب الدينية لم تذكر توصيف الأزلى الأبدى ليبقى من إستنتاج أهل الكهنوت والكلام معتمدين على مقولة (خالدين فيها أبداً) وأتصور أن فكرة الخلود فكرة خيالية جاءت من الرغبة فى المبالغة والإفراط فى القول مع حلم فنتازى إنسانى ذو أسقف ممتدة أن يعيش الحياة قاهراً الموت .
المؤمنون لا يفطنون لمقولة أزلى أبدى أو لعلهم من فرط تعظيمهم للإله لا يدركون أنهم يقوضون ألوهيته ويصيبوا الفكرة بالعبث , فمقولة الله أزلى أبدى تعنى أنه لا يخضع للزمن والذى لا يخضع للزمن لا ينتظر فلا يوجد لديه نقطة بدء ونقطة إنتهاء ونقطة إنتظار أى لا توجد لديه محطات لذا فلا يوجد معنى أنه انتظر يوم للخلق وسينتظر يوم القيامة , فالأزلى الأبدى يشبه مستقيم لا نهائى لا توجد عليه نقطة تحدد نسبة ما قبله إلى ما بعده .
أضف لذلك أن الأزلى الأبدى يناقض تعريف الزمن , فالزمن يعنى حركة المكان وبدون مكان وحركته فلا زمن فنحن نقيس يومنا بدوران الأرض حول محورها وسنتنا بدوران الأرض دورة كاملة حول الشمس لذا يلزم وجود مكان وحركة ينتج عنهما علاقة الزمن لذا فمقولة أزلى أبدى تعنى أن المكان أزلى أبدى فلا خلق من عدم ولا فناء ولا يحزنون ولا إستقلالية للإله عن المكان فمنه يكون علاقة الزمن .
من أبدع فكرة الإله ورسمها لم يضعها فى إطار فكرى فلسفى بل فى أطر بسيطة كما تخيلها فذهنه لم يصل إلى فلسفة الفكرة فلم يدرك فكرة الأزلى الأبدى لذا نجد فى القرآن أسماء الله الحسنى ومنها الأول و الآخر ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن )
لتمر علينا مقولة الأول والآخر ولا نفطن لحجم الإشكاليات فيهما فهما ينفيا ببساطة قصة الأزلى الأبدى .!
عندما تقول بأن الله أزلى فلا معنى ولا وجود لكلمة الأول , فالأول تعتنى بأسبقية الترتيب بالنسبة لكمية محددة أما غير المحدود فلا يوجد شئ فيه إسمه أول , كذلك القول بالآخر لا تستقيم مع الأبدى ,فالأخير نهاية لكمية محددة , هذا مثل الأعداد اللانهائية لا تستطيع أن تقول هناك رقم أولى ورقم أخير , لذا فمقولة الأول والآخر إما خاطئة أو الأزلى الأبدى خاطئة فإختاروا إحداهما .
هناك إشكالية أخرى فى الآخر وهى عدم تفرد الله بها , فالإنسان وفق الأسطورة صار يشارك الله فى الآخر وهذا من خلوده " خالدين فيها أبداً " ليصير كالإله فى أبديتة ..أتصور أن مُبدع فكرة الأول والآخر أراد تعظيم الإله وتفرده ولكنه صاحب فكر فلسفى و رياضى بائس فلم يفطن أن الأول والآخر تنسف فكرة الأزلى الأبدى .

*42- الله لا يفكر ولا يعقل .
يبنى المؤمنون كل إيمانهم على أن الوجود والحياة تحتاج لصانع عاقل مستنكرين الفكر الإلحادى القائل أن الكون والطبيعة والحياة تنتج نفسها وتفسر ذاتها بذاتها ولا تحتاج لفاعل عاقل خارجى ليتم هذا بلا ترتيب ولا تخطيط ولا غاية , فبالتمعن فى تمظهرات الطبيعة والحياة والكون سنجدها أفعال مادية طبييعية محضة .
كما لنا أن نسأل : هل الله يفكر لتكون الإجابة لدى المؤمنين بالتأكيد الله يفكر فإذا كان الإنسان يفكر فمن المؤكد أن الإله يفكر بل صاحب فكر كبير كما تروى قصة الخلق ذات الأيام السته أنه يفكر وكذا نزول الانبياء والأديان تفكير .
قصة ان الإله المفترض يفكر ويعقل لن تجعل منه إله ازلى أبدى خالق وستنال من فكرة الألوهية ذاتها . لماذا ؟
معنى التفكير أنه مقيد بمحددات فهو لن يستطيع أن ينزل بالإنجيل والقرآن مثلا قبل التوراة أو ينزل بتشريعات فى زمن غير مناسب لها أو يخلق بدون ترتيب , فالتفكير ملزم بقواعد ومحددات لا يستطيع أن يحيد عنها .. قد تقول أنه يراعى تطور المجتمعات الإنسانية وظروفها فهذا مانسميه مُحددات التفكير ولكن هذا ينال من فكرة مشيئته وحريته وهيمنته المطلقة ويجعله خاضعاً لمحددات لا يستطيع الفكاك منها , فلك أن تختار هل الإله يفكر ليرتب ذهنه وفقاً لمحددات وتوازنات وشروط خارجة عنه لا يستطيع أن يتجاوزها أم مُبرمج يسير على برنامج موضوع منذ الأزل لا يحيد عنه أم يستطيع أن يكسر كل المحددات وهنا سيفقد حكمته وعلمه المطلق .
إن التفكير والتعقل محدد بمحددات لا يمكن الخروج عنها لأنه فى حالة التحرر منها نقول عنها تفكير غير عقلانى , ومعنى أن الإله عاقل ويفكر أنه ملتزم بمحددات لا يستطيع الحياد عنها ومن هنا تسقط فكرة مشيئته وقدرته المطلقة فهى مقيدة بمحددات .!
إذا كان الله فوق الزمن أبدي أزلي لا يُفنى ولا يَتحول فهو لن يفكر لأن الفكر خاضع للزمن ولتوالي الأحداث كما أن التفكير له بداية ونهاية ليقفز العقل المُفكر من فكرة لفكرة فى زمن لذا يصير الله جزءاً من آليات الزمن ويفكر كالإنسان فقد دخل فى المحددات والمحددوية لذا القول بتحرره من الزمن كأبدى أزلى لن تجعله يفكر .

*43- الله بدون ذاكرة .
لا يمكن أن تقول أن الله له ذاكرة , فما معنى ذاكرة أزلية فى وجود أحداث أزلية فرضاً فكيف تلاحقها وكيف تتميز فلا يوجد نقطة على الخط المستقيم اللانهائى ذات تمايز بإعتبارها محطة محددة متميزة كما لا تعنى وحدانيته وتفرده فهناك أحداث دوماً بالرغم القول إنه كان متفرداً هو والفراغ .!
فكرة أن الله يمتلك ذاكرة سيقودنا إلى سؤال : هل الله ينفعل وقت الحدث أم إنفعل منذ الأزل .. بمعنى هل غضب الله من الكفار والمشركين وقت الحدث أم أنه غضب قبل خلق الوجود بحكم معرفته المطلقة ولكن فلنلاحظ أن غضبه قبل خلقهم يعنى أن الغضب فى أزل الأزل وطالما هو أزلى فيعنى أن غضبه من الحدث ملتصق بوجوده لا ينفصم .
الذاكرة والذكريات تعنى أحداث وصور متعاقبة تخضع للزمن وللتأثر بها فإفتراض أن الإله يمتلك ذاكرة يعنى أنه يخضع للزمن كذا الأحداث الخارجة عنه ليدونها فى ذاكرته لتسقط فكرة أن الإله كلى المعرفة .

*44- الله لا يمتلك مشيئة .
عندما نسأل المؤمن هل الله ذو مشيئة وإرادة وقدرة ستكون إجابته قاطعة بأن الله حر وكلىّ المشيئة والقدرة , فإذا كان الإنسان حر ذو مشيئة فهل يفتقد الله الخالق عظيم الجلال المشيئة ,فكيف تطلق هذا السؤال الساذج .
فلنسأل أيضا هل يقدر الله على تغيير أمر يعلم وقوعه في المستقبل؟ فإذا كان الجواب بـ (نعم) فالله هنا ليس مطلق العلم , وإذا كان الجواب بـ (لا) فالله ليس مطلق القدرة ومثال على ذلك نفترض أن الله يعلم بعلمه المطلق أن نيزك سيرتطم بالأرض سنة 2050، فهل يقدر الله بقدرته المطلقة على تغيير ذلك؟ فإذا قدر على تغيير ذلك فهو مطلق القدرة وليس مطلق العلم وإذا لم يقدر فهو مطلق المعرفة وليس مطلق القدرة .
فى الحقيقة التمعن فى صفة المقدرة والمشيئة من خلال المفاهيم الإلهية ستجعله مُسيراً غير حر وبلا مشيئة , فالحرية تعنى القدرة على إختيار خيار محدد من مجموعة خيارات فى لحظة ما لنجد أن هذا يستحيل أن يتحقق مع فكرة الله وفقاً لفرضياتها ,فالله يعلم منذ الأزل كل الغيب وما كان وما سيكون وقد رسم أقدراه وترتيباته على كل حدث فلا يستطيع أن يحيد عن أى خطوة قدرها ليتخذ قراراً آخر فهو مُقيد بعلمه المُسبق ,فكونه يعدل من خططه بحكم أنه ذو مشيئة فهذا يبدد معرفته الكلية التى لم تُدرك التعديل وكذلك حكمته العظيمة المطلقة التى أخطأت فإستدعت المشيئة تغيير الحدث .
نقطة أخرى تنفى المشيئة وهى وقوع الله تحت التأثير وعدم العلم فقد فوجئ بحدث لم يعلمه ليتأثر به وينفعل تجاهه ليضطر إلى إختيار نهج يتناسب مع الحدث لنكون أمام إله يتفاعل مع أشياء خارجة عنه ليبدد هذا تفرده بالخلق والمشيئة , فالأشياء فاعلة مؤثرة وليست منه , ولا تستطيع القول أنه يعلم الحدث قبل وقوعه لينفعل معه فهنا دخل فى دوائر العبث كأن يغضب منذ القدم .
قد يقول قائل أن المشيئة تحددت فى البدايات وأنه لن يحيد عن مشيئته وهنا تزداد الأمور صعوبة على فكرة الله فهو مُبرمج مُجبر أن يتحرك لما حددته مشيئته البدئية فليس له خيار وحرية كما أن مشيئته البدئية بدون تأثيرات تجعله عبثياً فهو إختار مشاهد عشوائية لتكون إختياره أو تتحدد مشيئته بظروف أخذها فى الحسبان فهنا يكون متقيداً متأثراً بما حوله لتؤثر على قراره هذا إذا إعتبرنا وجود لموضوعات خارجية قبل الخلق ,لنسأل من أين جاءت ,وكيف خُلقت قبل الخلق ليخضع لتأثيراتها وفى كلتا الحالتين لا تجوز مع الألوهية لذا لم يتبقى أن تكون مشيئة الله عشوائية غير مُنتقاة بلا أى تأثير لنحظى فى النهاية على قرارات عبثية تبدد قصة الحكمة والخلق .
كذلك القادر قدرة مطلقة يستحيل له أن يفعل لأن الفعل تعبير عن حالة إنفعالية ورد فعل إستدعى الفعل , والإنفعال تعبير عن حاجة يدفعها الإيفاء والنقص والرغبة والحاجة وهذا يبدد الكمال .
القدرة المطلقة لا تكون فاعلة ولا باحثة عن الحق والخير والجمال لأن كل هذه الأشياء تطلب تحديد محددات , والمطلق يُفترض أنه ليس له أى علاقة بالمحددات فحينها لن يكون مُطلق .
الإنسان يستطيع أن يعلم بعض الأشياء ويجهل بعض الأشياء وهو بالطبع ليس مطلق القدرة لذلك فلا يوجد تناقض في إمكانياته أما الله فلا يمكن له أن يجمع بين المتناقضات إلا لو كان شخصية خيالية ملفقة .. ومن هنا ندرك أن ما يقال عنه صفات إلهية هى بشرية بطبيعتها تفرز التناقض إذا ما مدت على إطلاقها .

*45- هل يستطيع الله أن ينكث بوعده .
بالطبع ستقول لا ولن أثير أمامك إنه تراجع عن قرارته أحيان كثيرة كندمه بعد الطوفان فى قصة الطوفان التوراتية وكذا قصة الناسخ والمنسوخ كأكبر دليل ولكن سنتجاوز هذا لنناقش الفكرة فلسفياً ونتخذ مثالا يتناول هذه النقطة ونسأل هل يمكن أن ينكث الله وعده ويلغى يوم القيامة والحساب والجنه والجحيم مثلا , فوفقا للقدرة المطلقة هو قادر أن يفعل هذا فلا يحوله شئ بحكم قدرته ولكن لترتيبه وأقداره وبرنامجه فهو متقيد به لا يستطيع أن يحيد عنه أى نرجع مرة أخرى للتناقض بين المشيئة والمعرفة المطلقة .
فلنثير قضية وجود حدود تحدد سلوك الله فلا يحيد عنها فهنا تكون السلوكيات محددات خارجة عنه ملتزماً بها .. أراك تقول أنه من خلق هذه السلوكيات والمحددات لذاته ولكن هذا يعنى أنه شخصية إعتبارية عبثية , فالإعتبارية كونه يتحرك فى مدارات سواء أكانت من خلقه أم لا , وعبثية بحكم أن السلوكيات هى تقييم تجربة والإنحياز لجانب من نتائجها هو إنفعال فهل الله تعرض لتجارب خارجة عنه ووجد أن نكوث الوعود مع الآخرين شئ سئ فرفضه .
يُفترض أن الله واحد أحد أزلى لا يخوض تجارب أو تصنيفات الأبيض والأسود أو الخير والشر أو الصلاح واللاصلاح , فكل هذه الأمور ليست بذات مردود إيجابى أو سلبى بالنسبة لإله ولا تؤثر فيه .. إذن هو عبثى لينتقى بعض السلوكيات بشكل عشوائى ويلتزم بها .!
خطرت فى بالى فكرة أبرر بها مقولة أن الله يضل من يشاء وبالطبع هو لن يضل مثل الشقى فى حارتنا بل بذكاء خارق , فلما لا تكون المسيحية والإسلام واليهودية هى وسيلة الله لتضليل البشر عن البوذية مثلا .؟!

*46- إستحالة إجتماع القوة المطلقة مع المعرفة المطلقة مع العدل المطلق .
الإله في التصورات الدينية ذو صفات خارقة مطلقة تتمثل فى ثلاث شروط أن يكون ذو قوة مطلقة أى يمتلك قوى الإيجاد والإفناء , كما يكون صاحب معرفة مطلقة أى يدرك الماضى والحاضر والمستقبل وكافة الأشياء عن الحياة والوجود , كما يُفترض أن يكون صاحب عدل مطلق .
من أحشاء فرضيتى أن الله مطلق القدرة ومطلق المعرفة يكمن التناقض والإشكالية والإستحالة فمطلق المعرفة يعلم كل ما كان وما سيكون بكل التفاصيل الدقيقة , ومطلق القدرة تجعله يفعل كل ما يريد فى المستقبل فلا يحوله شئ ولكن إذا إستطاع أن يغير ويبدل بحكم أنه كلى القدرة فهو فى ذات الوقت لن يكون كلى المعرفة وإذا حقق دوماً معرفته كما قدرها فهو ليس كلى القدرة كما ذكرنا فى النقطة السابقة .
يستحيل وجود هذه الشروط الثلاث مجتمعة في نفس الكيان وهذا لأن إيجاد الإله لنا بإستخدام قدرته وكتابة سيناريو كل واحدٍ منا بالرغم أنه أعطى كل منا عقل لكنه حدد السيناريو بدقة وماذا سنفكر وماذا سنختار وماذا سيكون مصيرنا وإلا فقد صفة المعرفة المطلقة أي أنه كتب مثلاً بأن فلان سيكون في مفترق طرق وسيفكر بكذا وكذا وسيسلك هذا المنحى وعندما يموت سيضعه الإله في جهنم لتسير الامور وفق السيناريو الموضوع ليستحضرنى حديث يترجم بدقة هذا العبث .
-عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنـه قال حدثنه رسول الله صلى الله عليه وآله وهو الصادق المصدوق ( إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوماً نطفه ثم يكون علقه مثل ذلك ثم يكون مضغه مثل ذلك ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وٍأجله وعمله وشقي أم سعيد فو الله الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها ) رواه البخاري .
وهكذا نلاحظ إفتقاد الإله للعدل المطلق , فالسيناريو المَكتوب والمُقدر منذ الأزل واجب وحتمى الوجوب وسيتدخل الإله لتحقيقه رغماً عن أنف الإنسان حتى يحافظ على معرفته المطلقة ,لذا لا يمكن وجود العدل المطلق والمعرفة المطلقة في نفس الكيان .. أما إذا كان الإله لا يعرف منذ البدء قدر ومصير الإنسان وأين يكون مثواه في النار أم في الجنة ولم يتدخل لتحقيق علمه فهنا إمتلك العدل وإفتقد المعرفة المطلقة .

*47- الله يعرف المستحيل .
عندما نطلق أسئلة على شاكلة هل يستطيع الله أن يخلق حجر من ضخامته يعجز عن تحريكه أو هل يمكن أن يخلق الله إله مثله أو هل يستطيع الله أن يُفنى ذاته , نجد المؤمنون يستنكرون مثل هذه الأسئلة ويعتبرونها تزدرى الإله وليعلن الأقل توتراً وتشنجاً أن هذه الأسئلة مستحيلة وغير منطقية .
لا تجوز الإجابة على تلك الأسئلة بأنها غير منطقية أو محالة مستحيلة لأننا هكذا ننتقص من الذات والقدرة الإلهية المطلقة ونشكك فى إمكانياتها ونضعها فى إطار القدرة المحددة التى تعرف المنطق والمستحيل .
يُفترض أن قدرة الله لا تتعلق بالمحال فهذا يضع حد لقدرة الله بينما المفروض أن قدرته غير محدودة , فالمطلق القدرة لابد ان يكون قادر على كل شيء حتى المحال لأنه اذا لم يقدر على المُحال لصار بإمكاننا تخيل ماهو أعظم منه مطلق القدرات لا يقيده المنطق ولايقيده المحال العقلي .
يُفترض فى الذات الإلهية أنها لا تعرف المستحيل والمحال ولا تخضع لمنطقنا الإنسانى فهى ذات قدرات مطلقة لا تتحدد برؤيتنا ومنطقنا ومستحيلاتنا فإذا تحددت فقد ألوهيته وإنتابه العجز ووقع فى البشرية ومن هنا تكون الأسئلة المطروحة واردة تطلب الإجابة ولكن أيا كانت الإجابة فإنها ستبدد صفات وقدرات الإله بالضرورة وتصيبه بالعبث أيضا .!
فى الحقيقة عندما يقول المؤمن أسئلتك خاطئة فلن نقول له انك تتهرب وفى مأزق طالما لا يقر بالقدرة المطلقة ولكن سنقول له أحسنت فهذا هو ما نريد إثباته أنه لا يوجد موجود بقدرة مطلقة غير محدودة بل كل موجود مقيد القدرة وهذا مناف لتعريف الإله وبالتالي لايمكن أن يوجد إله .

دمتم بخير .
-"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة –جزء11
- بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته-كاملا
- الطبيعة ملحدة..العشوائية تنتج النظام
- منطق الله الغريب-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
- أخلاقنا وأخلاقهم-فى فلسفة الخير والشر
- الإسلام السياسى هو التناقض الرئيسى فى كل صراعاتنا
- مشاغبات فى التراث-الأديان بشرية الفكر والهوى
- فى ماهية الإنسان والحياة والوجود .
- علم الله بين لعل وعسى وفليعلم
- الدين عندما يُفقد المرء محتواه الإنسانى
- سقطات إلهية أم نصوص بشرية
- تأملات فى ثقافة الإيمان السالبة
- أنا فهمت الآن .
- تأملات فى ماهية الإنسان
- إنهم يزرعون الوحشية ويمنهجون الهمجية
- تأملات فلسفية من رحم طرائفنا وسخريتنا
- أسئلة ليست حائرة إلا لمن يريد أن يحتار
- إمتحان ومشاغبة على جدران الخرافة والوهم
- يؤمنون بحثاً عن لحظة جنون وهذيان!
- هوان العقل المتأسلم-الثقافة عندما تنتهك عقولنا وانسانيتنا


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامى لبيب - خمسون حجة تُفند وجود الإله–جزء سادس41إلى47