أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمود جرادات - ما جدوى وحدة الوطن و انقسام الشعب ؟؟














المزيد.....

ما جدوى وحدة الوطن و انقسام الشعب ؟؟


محمود جرادات

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 17:20
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


ما فائدة وحدة الوطن الجغرافية إذا كان الشعب منقسما ؟؟
بعيدا عن الشعارات، ربما يبدو كلامي غريبا و سيستهجنه الكثيرون، لكن علينا أن نرفع رؤوسنا من الرمال و نواجه الواقع دون أية مجاملات.
لقد أثبتت الدول التي تحتوي على تعدد عرقي/ديني/طائفي واسع أنها لا تستطيع الصمود وفق هذه الحالة دون وجود انقسامات داخلية تصل حدا الحروب الأهلية و من ثم انقسام الدولة إلى عدة دول، و هنا لا أتكلم عن دول العالم الثالث فقط، بل لنا في يوغوسلافيا السابقة و الإتحاد السوفييتي و قبلها الهند التي انقسمت إلى 3 دول (مع باكستان و بنغلادش) على اساس ديني إسلامي-هندوسي، خير أمثلة على ما أقول.
لا يكاد يمر يوم إلا و نسمع أحاديث عن تقسيم قادم للعراق، و ربما سوريا، و هما دولتان تشهدان صراعا داخليا، نكذب على أنفسنا إن أنكرنا أنه صراع طائفي بالدرجة الأولى، بغض النظر عمن يحركه من الخارج، لا نريد شماعات نعلق عليها مصائبنا، بالنسبة للعراق و بعد 12 عام من إسقاط النظام البعثي السابق، ظهر جليا أن الشعب العراقي ليس شعبا واحدا و إنما عدة شعوب مقسمة بشكل طائفي (سني/شيعي) و عرقي (عربي/كردي) مع أقليات صغيرة من أديان و أعراق أخرى، و مع مرور الوقت ظهر جليا حجم الخلاف الداخلي الذي على ما يبدو لا حل له في المدى القريب، و ادت هذه الخلافات إلى صراعات دموية خطيرة سقط فيها عشرات الألوف من الضحايا.
لا يبدو الوضع في سوريا أفضل منه في العراق، مع اختلاف التفاصيل طبعا، و هذا ما كشفت عنه الأزمة المستمرة منذ أربع سنوات، و بمناسبة هذا الكلام الذي سينكره كثير من أصدقائي السوريين على مواقع التواصل الاجتماعي، أود الإشارة إلى أن العلمانيين الموالين للنظام على اختلاف أديانهم و طوائفهم لا يشكلون سوى نسبة قليلة من الشعب، في المقابل فإن الأغلبية الساحقة مثلا ممن قابلتهم من السوريين في الأردن، إضافة إلى آلاف المواضيع والتعليقات على الصفحات الأخبارية و السياسية و الدينية، يحملون من الأحقاد الطائفية ما يثبت كلامي، هذا طبعا عدا ما نراه و نسمعه من أرض الحدث. و لا ننسى بالتأكيد أن نسبة كبيرة من أعضاء التنظيمات الإرهابية المقاتلة هم من ابناء البلد نفسها، بل إن هناك بعض التنظيمات مؤلفة بالكامل من سوريين !!
فعليا لا يقتصر الأمر على سوريا و العراق، نفس الأمر كان سيحصل في اي دولة عربية أخرى حال توفر الظروف نفسها من تعدد الطوائف و الأعراق (الحرب الأهلية اللبنانية أوضح مثال) و لو قدر لدولة مثل الأردن أن تحتوي على نفس التعدد الطائفي العرقي بنفس عقلية الشعب الموجودة الآن لن يكون الوضع أفضل من الجارتين.
نحن إذا امام انقسام داخلي غير رسمي لا فائدة من إنكاره، و على الرغم من أن كل دولة تظهر على الخريطة كوحدة جغرافية واحدة بإسم واحد لكن الواقع يقول أن هذه الدولة ليست سوى مجموعة دول لا تفصل بينها أية حدود رسمية.
ما يسمى (وحدة وطنية) أصبحت ضربا من الخيال و المثالية الفلاطونية، على الأقل في المدى القريب، هذا النوع من الخلافات لا ينتهي إلا بثلاثة طرق لا رابع لهم ، ديكتاتورية أو علمانية أو تقسيم الدولة، و في حالة فقدان الخيار الأول و صعوبة تطبيق الثاني مع هكذا شعوب، يبدو ان الخيار الثالث هو الأقرب ... التقسيم . لكن كما ذكرنا، هو ليس خيارا جديدا بقدر ما هو تطبيق لواقع غير رسمي و اعتماده بشكل حقيقي على الأرض. ربما يكون النموذج اليوغوسلافي من ناحية المبدأ، هو الحل الوحيد المتبقي لإنقاذ الشعوب و بالأخص الأقليات .



#محمود_جرادات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلام لا يجلب الأرباح
- جمر تحت الرماد : ما بعد عبد الله بن عبد العزيز
- اللانهاية و الإدراك
- التساهل العلماني : الحرية المسمومة
- الإسلام يتحيز للرأسمالية
- تقليم الأظافر
- التاريخ يتوب عن الكذب
- لماذا نرفض الأديان
- النساء تحب الله أكثر
- الحضارة الإسلامية : الميت لا يعود إلى الحياة
- التحرش الجماعي بين الكبت الجنسي و علم النفس
- الكبت الجنسي في خدمة العنف الديني
- خروجاً من الدفاع السلبي
- المتمرد : قراءة في متاهة كامو الخالدة
- الإسلام و العلمانية : خرافة التوافق


المزيد.....




- بايدن واثق من أن ترمب -لن يقبل- نتيجة الانتخابات الرئاسية
- حماس: إسرائيل غير جادة وتستغل المفاوضات غطاء لاجتياح رفح
- بايدن: القنابل التي قدمناها لإسرائيل استخدمت في قتل المدنيين ...
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- بايدن على قناعة بأن ترامب لن يعترف بهزيمة في الانتخابات
- قائد -نوراد-: الولايات المتحدة غير قادرة على صد هجوم بحجم ال ...
- أبرز مواصفات iPad Pro 13 الجديد من آبل
- سويسرا ترصد 11 مليون دولار للأونروا في غزة
- الجيش الإسرائيلي: معبر -كرم أبو سالم- تعرض للقصف من رفح مجدد ...
- -يني شفق-: 5 دول إفريقية قررت إنهاء عمليات الشحن البري مع إس ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمود جرادات - ما جدوى وحدة الوطن و انقسام الشعب ؟؟