أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حمدي - العالم العربي الاسلامي بين عار الصهيونية و نار الداعشية














المزيد.....

العالم العربي الاسلامي بين عار الصهيونية و نار الداعشية


هشام حمدي

الحوار المتمدن-العدد: 4785 - 2015 / 4 / 23 - 18:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تخيل لو أن إنسانا قال لك أنت أيها المواطن العربي عام 1914 بأنه يستحيل عليك الذهاب أو السفر إلى فلسطين بعد عشر سنوات أو أكثر وأن لبنان لم تعد بحر سوريا، لكنت حتما متهِما إياه بالجنون والعته قطعا وبكل ثقة.
لكن بعد مرور العشر سنوات كانت بداية تنفيد وعد بلفور وذلك بتحقيق مخطط اتفاقية سايس بيكو على أرض الواقع، وهو للذكرى التي قد تنفع السلاطين وأتباعهم المستشارين والسياسيين، بمثابة خريطة سرية للشرق الأوسط في القرن العشرين قامت برسمها بريطانيا بغرض إعادة رسم للحدود في هذه المنطقة وذلك بالقيام بتفتيت الإمبراطورية العثمانية أو كما وصفوها آنذاك برجل أوربا المريض، وهنا أحب توجيه الكلام لأولئك المصابين بهوس المؤامرة بأن هذه الاتفاقية كانت سرية لم يكن يعلم بها أحد في منطقة الشرق الأوسط حتى كشف عنها الروس إبان نجاح الثورة البلشفية سنة 1917 واختلافهم وخلافهم على طريقة تقسيم الكعكة مما دفعهم لنشر بنود هذه الاتفاقية، بعدها مباشرة بدأت خارطة المنطقة تتحرك لدرجة أن أغلب المواطنين العرب صدقوا وفطنوا وانتبهوا لكن بعد فوات الأوان.
اليوم لو أخبرت المواطن العربي بأن الحركات التكفيرية المتطرفة ك داعش، النصرة، الإخوان المسلمين، بوكو حرام...، ولدت في العالم العربي الإسلامي لتترعرع في تراثه وتنمو في شبه ثوراته وتكبر بأموال ثرواته، لأجاب جازما: لا يوجد لها مكان هنا، والحذر كل الحذر هنا من الثقة الزائدة مجددا، الثقة غير كافية بتاتا، الحركات التكفيرية المتطرفة عموما وداعش بالخصوص هي والصهيونية خرجتا من رحم أم وحيدة وهي الرأسمالية الليبرالية الجديدة المتوحشة، وأباهما الحقيقي هو أمريكا وبريطانيا وفرنسا، ليكون العالم العربي الإسلامي هو الضحية الوحيدة، أما الأليات والوسائل فلا تختلف وتكاد تكون متشابهة حد التطابق: مجرمون زناة الفكر والجسد، دعاة الهيكل الثاني، مفضوحون لو غطوا تطرفهم براياتهم السوداء وبألف صحيفة خضراء، همج ومرتزقة وقطاع طرق ورعاع وتحريف النص وانحراف الشخص وعقول مغيبة تعمل بالأساطير وبالأباطيل، هناك على أبواب الماضي أرض الميعاد واليوم يعاد تكرار هذا المصطلح بكثرة وبقوة، هناك هجرة كما اليوم يدعون للهجرة، هناك القوى الغربية تمول التدريب والتمرين وتساعد بالعتاد وتمد السلاح واليوم تعاد نفس السيناريو، هناك أمراء ورؤساء وملوك وسلاطين يقومون ببيع ما لا يملكون وهنا كذلك، هناك تقويض للمقدس لخلق بديل وهنا ليسوا بعيدين أيضا، هناك تطرف وبغض وكراهية وتعصب وشوفينية " حركة شتيرن، أراغون، هاغانا، مجزرة بحر البقر، مجزرة دير ياسين، .. " وهنا السلفية والوهابية وداعش.
داعش هي بذرة الإرهاب التي تثمر القتل، إنها خطر إرهابي عالمي بامتياز، ونحن لسنا بمنأى عن هذا الخطر ما دمنا جزءا من هذا العالم، إنها خطر حقيقي وداهم على البشر والشجر والحجر، لا على صورة الدين الإسلامي فقط، إنها خطر على أحلام العباد وعلى تطلعات البلاد، إنها ضد ثقافة الحياة والجمال والأمل.
لم يفت الأوان بعد، علينا بالفكر والفن وتوحيد الصف هذا هو الخندق الأقوى والأكبر في مواجهة هذا التطرف الصهيوني الداعشي، لا تراهنوا على تحالفات ولا ترهنوا آمالكم بمبادرات إلا إن كانت من وحي فكر الشرق صاحب المصلحة بحل تناقضاته، وليبحث دعاة هيكل عن هيكلهم بعيدا عن منطقتنا، لا تقبلوا بقرن التطرف والإرهاب ولا يخدعكم بعض الغرب بتعاطفه وعطفه، فصهيون في الأصل هو موحد السلفية والوهابية والاخوان وغيرها أما الناتو فهو من خلف الباب يوجه دفة داعش الإرهابية.
يجب أن ندرك أن الإرهابي دوما يبقى إرهابيا ولا يعترف بأنه إرهابي، لأن الآخر في معتقده الفكري وعقيدته التكفيرية هو الإرهابي، وتحضرني مقولة قالها د. عبد الجواد ياسين في كتابه "مقدمة في فقه الجاهلية المعاصرة" بأن الإرهابي رغم شناعة وفظاعة الجرائم التي يرتكبها ضد المجتمع الإنساني ينكر وينقض ويدحض فعله الإرهابي، لكن من حظنا أننا نعرفه ليس فقط بفكره الإرهابي بل حتى بأفكاره التي لا تتغير.
أخيرا، إذا وجدت مواطنين في وسائل الاعلام المقروءة أو المسموعة أو المرئية يقولون بأن الإرهاب لا يزال بيننا ويشكل علينا خطرا، لا ليحذروك بل ليقولوا لك عزيزي القارئ بأن إرهابيي السنوات الماضية أصبحوا أكثر عددا هذه السنة وليؤكدوا لك بأن إرهابيي السنوات القادمة يوجدون بيننا.

الإنسانية هي الحل



#هشام_حمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن السياقة في الدار البيضاء ... أتحدث
- سؤال التقدم والتنمية، من يجيب؟
- حرية الرأي في التعبير
- فساد أم إفساد الدولة
- الإعلام الافتراضي ومواطنو التواصل الاجتماعي
- الاستهلاك حرب إيديولوجية جديدة
- الإساءة للرسول وأنموذج شارلي إبدو
- إنسانية الإنسان بين مطرقة التدمير وسندان التعمير
- متلازمة فلسطين..... (غزة) و الهوان
- التراث الفكري الإسلامي القديم بين تنقيح وتصحيح أم تجديد! ؟
- أنا أعتذر، إذن أنا موجود
- القوة الناعمة....الجيل الرابع من الحروب
- أنفاق حماس...معابر غزة... حدود فلسطين


المزيد.....




- وزيرة الداخلية الألمانية تعتزم التصدي للتصريحات الإسلاموية
- مراجعات الخطاب الإسلامي حول اليهود والصهاينة
- مدرس جامعي أميركي يعتدي على فتاة مسلمة ويثير غضب المغردين
- بعد إعادة انتخابه.. زعيم المعارضة الألمانية يحذر من الإسلام ...
- فلاديمير بوتين يحضر قداسا في كاتدرائية البشارة عقب تنصيبه
- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حمدي - العالم العربي الاسلامي بين عار الصهيونية و نار الداعشية