أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المجيد - من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!














المزيد.....

من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4783 - 2015 / 4 / 21 - 23:01
المحور: الادب والفن
    


-;--;-
من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!

انتهى عصر الكاتب الذي يحفر في المفردات، ويغوص في عالم المعرفة لسد ثغرات مقاله أو موضوعه، ويقف بجلال وخوف أمام ثراء اللغة مترددا خشية أن تتصادم التعبيرات أو تتسلل كلمات ضعيفة في سطور مبدعة وخلاقة تستدعي الفكر في أعمق وأجمل وأزهى صوره.

وجاء الكاتب السيار الذي يختطف حكمة، ومعلومة غير دقيقة من صفحة فيسبوكية لا تفرق بين طبق السلطة وبين مقتطفات من جمال حمدان أو المسيري!
والكاتب السيار لا يزعجه أنه لم يقرأ كتابا منذ تخرجه في الجامعة، ولا يكترث لقواعد اللغة ونحوها وصرفها فكلها، الغث والسمين، ضاد، وكل على قدم المساواة، فيروزها كشعبولها، والسيمفونية كالطبل البلدي.
والكاتب السيار مشغول بمعجبيه الذين يمتدحونه بعد السطر الأول، وقد يرفعوه فوق أكتافهم فور قراءة العنوان، طالما تجنب التطويل، والمراجع، والمعلومات الدسمة، والعالم الغامض للعلوم والآداب والمعارف!

الصحيفة الالكترونية، خاصة في مصر، يمكنك أن تنتهي من مطالعتها في خمس دقائق كأنها الدهر، وتستخرج في تلك الدقائق أخطاءً لغوية وخبرية ومعلوماتية تكفي أن يلطم الكاتب القدير وجهه حتى يدمىَ!
المعضلة هي دخول الهواة عالم الكتابة دون استعداد مسبق ولو بعدة صفحات قرأوها في الماضي، ثم المساواة الظالمة فأصبح الجميع كــُــتـَّـابا، وأضحى الكل قراءًا، واختفى التدقيق والتمحيص والبحث!
وساعد الانترنيت على حصول الهواة على هوية كاتب بالويكيبديا، أي يذهب إلى تلك الموسوعة العالمية فيلتقط اسما، وعنوان كتاب أو كتابين، ومكان المولد، ثم ينتفخ صدره، وتتعامد عنقه، وترتفع أرنبه أنفه، ويصبح عقاديا، مسيرياً، على استعداد لالقاء محاضرة من المساء إلى الفجر!

الصحافة المصرية أصبحت كالماء، بدون طعم أو رائحة أو شكل، وإذا اقتحمت مطبوعة من العالم الأعلى والأسمى، مثل مجلة "سطور"، مكتبات مصر وقدَّمت الابداع بين سطورها، فلابد أن تتوقف، وقد توقفت بالفعل، ولم يبك عليها إلا قلة مجهولة لا مكان لها في عالم الكلمة.
كانت مجلة ( إبداع) لأحمد عبد المعطي حجازي تطبع أربعة آلاف نسخة في محافظات مصر كلها، فتبيع خمساً وعشرين نسخة، اي نسخة واحدة لكل محافظة، والباقي مرتجع تبكي صفحاته على أم الدنيا.
الصحافة اليومية المصرية في سباق مع الفبركة والاستعانة الفوتوشوب والنقل من الفيسبوك والتويتر، وأكاد أجزم بأن كل عشرة أخبار تـــُـخرج منها سبعة ألسنتها لنا لأنها خارجة من رحم الكذب.
أنْ تقرأ كتابا كل يومين أو لا تقرأ صفحتين منذ انتهاء دراستك، فالأمر واحد، والجماهير لن تعرف الفارق.
إن المساواة بين المعرفة والجهل هي انتصار الغزو الثقافي والفكري الجديد، والصورة الحديثة للاستعمار الداخلي.

محمد عبد المجيد
طائر الشمال
أوسلو في 21 ابريل 2015



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البراءة لمدة عشرين عاماً!
- اضحك فرئيسك يبتسم!
- الصراخ وحده لا يكفي!
- عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!
- الإعلاميون الأُذُنيّون!
- المشهد الجديد لدولة الإمارات!
- الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!
- انتصار المسلمين في موقعة فاطمة ناعوت
- لا تحاول أن تفهم حتى تفهم!
- أيها الأشقاء المغاربة، أعتذر لكم باسم المصريين!
- رسالة إلى سيد القصر!
- قِرَدة مقارنة الأديان!
- لهذا يكرهون السيسي!
- فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
- الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!
- تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
- حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!
- متى نقوم بتحنيط الصحافة المصرية؟
- الارهاب والأشباح!
- حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد عبد المجيد - من فضلك لا تقرأ، فالجهل معرفة!