أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - الصراخ وحده لا يكفي!














المزيد.....

الصراخ وحده لا يكفي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 4782 - 2015 / 4 / 19 - 14:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



طاغيةُ مصر المخلوع تمكـَّـن من صناعة سياسة الأصَم المُبتسم بعد تطبيقها طوال ثلاثة عقود، وورِثها عنه كلُّ من أتىَ من بعده!
يمكنك أنْ تصرخ، وتشجّ رأسَك في الحائط، وتبكي، وتنهار، وتلعق أحذيةَ الكبار لكي يستجبوا لك، لكن لن يعطيك أحَدٌ أذُنــَـه، فالاستجابة للمواطن تمنح المسؤولَ إحساساً بالدونية!
كانت تلك سياسات أكثر المسؤولين في مصر علىَ مدىَ سنوات طويلة، كأنها إتفاق ضمني بأنْ لا تسمعني ولا أسمعك، يهين وزير الثقافة إحدى موظفاته بطريقة متخلفة يعرف المتأمل فيها أن الثقافة تنحدر في عصره، ولا يرفع رئيس الوزراء أو الرئيس سماعة الهاتف ليعاتبه. تتحول الاسكندرية إلى مجرى لمياه الصرف الصحي، وتصل صرخات الناس إلى السماء العلا، لكنها لا تقترب من القصر. تتحدث مصر كلها عن اكتشاف القرن الذي قدَّمه لواء دكتور بطريقة فجــَّـة شوارعية كأنه يبيع سندويتشات كبدة ملوثة أمام مدرسة ابتدائية، فلا يتلقىَ عتاباً واحداً علىَ بيع الوهم، ولا يسمع القصرُ استغاثات العلماء والمكتشفين والأطباء والمؤسسات الصحية، فالدولة تــُـدار بطريقة لا تسمعني و .. لا أسمعك!
منهجية إختيار المذيعين والمذيعات في القنوات التلفزيونية المصرية لم تتغير قيْدَ شــَـعْرة لسنوات طويلة، وكلما غادر سيــّـدٌ القصرَ ومشىَ علىَ السجاد الأحمر سيـّـدٌ جديد، احتفظ اللاحقُ بسياسة السابقِ في سـَـدِّ الأذُن، والاستمرار في جعل أكثر مُقدمي البرامج والنشرات والحوارات والضيافات من المُعاقين ذهنياً، والمتخلفين تعبيرياً، والأميـّـين معلوماتياً، والكارهين للغة العربية وقواعدها ونحوها وصرفها و.. جمالها.
لذا فأنت تصرخ، وتُغرق دموعُكَ وادي النيل، وترسل شكاوىَ، ويقرأها علىَ المشاهدين مُقدِّمو بعض البرامج في القنوات الخاصة، لكن الكبارَ أكبر من أنْ يُنصتوا للصغار، والخطأ والجُرم والخطيئة والتدمير والهدم والجهل كلها أشياء لا يُعاقـِـب عليها القانون، ولا يكترث لها القضاءُ، إلا قليلا، ولا تقترب من باب القصر أو رئاسة مجلس الوزراء فهي علاقة قائمة علــىَ انطح برأسك حائطاً، فأسيادُنا وضعوا أصابعَـهم في آذانهم!
التحضر والتقدم والتطور والنهضة لا تقترب من دولة قبل وضع سيخ في طبلة أذن المسؤول لتسليكها أو تنظيفها أو تطهيرها، وسكان القصر لا يُطلــّـون علىَ قاطني الكوخ، وثلاثون مليوناً شهدوا علىَ جرائم مبارك لثلاثين عاماً، لكن القضاة لم تصل إلى أسماعهم جريمة واحدة، فحوار الصم والبكم والعمي ضرب في جذور التربة المصرية ولا تخلعه عواصف الدنيا و..زلازلـُـها!
دموعُ الحُزن تفيض، ويغرق فيها المصريون، لكن الكبارَ غيرُ عابئين أو مكترثين أو مهتــَّـمين لأنهم لم يبحثوا بعد عن الشعب!



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبثية الحُكم على السلطة و .. تبرئة المال!
- الإعلاميون الأُذُنيّون!
- المشهد الجديد لدولة الإمارات!
- الأحكامُ الجائرةُ عَدْلٌ!
- انتصار المسلمين في موقعة فاطمة ناعوت
- لا تحاول أن تفهم حتى تفهم!
- أيها الأشقاء المغاربة، أعتذر لكم باسم المصريين!
- رسالة إلى سيد القصر!
- قِرَدة مقارنة الأديان!
- لهذا يكرهون السيسي!
- فلسطين ..محامون فاشلون عن قضايا عادلة!
- الإعلام .. مهنة من لا مهنة له!
- تحذير من أجل مصر و .. أقباطنا!
- حوارٌ تَكْمِلَتُه تَطْبيقُه!
- متى نقوم بتحنيط الصحافة المصرية؟
- الارهاب والأشباح!
- حوار بين الضمير الديني و .. الضمير الاجتماعي!
- دعوني أفرح أياماً أو أسابيع فقط!
- القاضي الحُلم!
- دافعوا عن اليهود لنربح قضايانا!


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد عبد المجيد - الصراخ وحده لا يكفي!