أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرات إسبر - رأس مغلق لا يدخله الهواء















المزيد.....

رأس مغلق لا يدخله الهواء


فرات إسبر

الحوار المتمدن-العدد: 1329 - 2005 / 9 / 26 - 11:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا أمل للعقل البشري بالتغيير، مادام هناك عادات وتقاليد يساعد القانون على حمايتها.
أننا نعاني من موروث مكتسب منذ مئات السنين إذ ليس من السهل بأي شكل من الأشكال التخلص منه بمقال أو بيان.إذ هناك اعتبارات كثيرة لابد من الوقوف عندها.
"هدى أبو عسلي" وجه من الوجوه التي أسقط عليها الضوء.. فأضاءت.
نساء كثيرات في النسيان، تحت العباءات وما طوت من موت وضياع وخراب روحي للضحية سواء أكانت زوجه أو حبيبة أو أخت أ و صديقة خسرت كل شئ بسبب الحب، أليس الله محبة في كل الأديان السماوية.
وكم نخالف الله وأحكامه التي تدعو إلى العلاقات الإنسانية بكل معانيها السامية .
نحن البشر خُلقنا دسيسة ضد هذه المحبة بخضوعنا لأهواء طوائف، وأقليات، ونزاعات دينيه وطائفية وعرقية لا تعني شيئا أمام حياة الإنسان التي هي أجمل هبة منحنا إياها الله سبحانه وتعالى .
ما هو الدين ؟
ما هي الطائفة ؟
ما هي العادات والتقاليد؟
ومن هم البشر ؟
وما هو حجم هذا العقل البشري الذي يقرر مصير إنسان آخر.
العائلة العربية وغيرها من جميع الأديان والطوائف تقبل أي مسلسل عربي أو أجنبي وتتعاطف مع البطلة مهما كان دورها في العمل الذي تقدمه سواء أكانت ضحية أو قاتلة وأيضا –الرجل البطل –نقبل منه كل الادوارسواء كان بطلا أم مجرما.
السؤال المهم، لماذا نغفر للرجل البطل، ،ولا نغفر للمرأة الضحية.
الرجل يحب المرأة في السينما والشارع والملهى ويجد لها المبرارت التي تؤدي إلى انحرافها ويقبل الزواج بها وهذا ما يحدث مع كثير من الشباب العربي الذي يسافر أوروبا وغيرها من الدول الاشتراكية، بينما لا يقبل بأي علاقة بريئة وجميله لأخته أو لا يتزوج أي فتاه من بلده سمع عنها ولو مجرد كلام عابر لا معنى له.
المشكلة في الوعي، في الظاهرة المرعبة التي تسيطر على عقولنا وهو تخلفنا وقصورنا العقلي بعدم الموافقة على الزواج بسبب الدين.
كثير من الزيجات نجحت بالرغم من اختلاف الدين ، والكثير ..الكثير من الزيجات تفشل بالرغم من أن الأزواج أولاد عم أو من نفس الدين والطائفة .
الأفكار والنظريات قابلة للتغيير ولكن المشكلة في واضع هذه النظرية، يؤمن بها شكلا ويرفضها تطبيقا.وبالمقابل هناك من البشر من يغَير دينه، لقناعتهم بأن دينهم لم يعطهم القناعات التي يبحثون عنها، أذكر مثالا على هذا روجيه غار ودي ،وكات ستيفن المطرب البريطاني "الذي تعرض لحادثة الغرق"وأصبح مسلما ، ومحمد علي كلاي وغيرهم ،هذا نموذج للعقل الذي لا يخضغ للثوابت ، فما بال المرأة التي لا تستطيع أن تختار شريك حياتها لأنه من طائفة غير طائفتها أو العكس.
صديقتي المسيحية الرائعة سأبقى أذكرها دائما بالخير، كانت دائما تحدثني أنها لا تجد نفسها في المسيحية التي تدعو إلي الرهبنة وكانت تملك من الحزن على أختها التي وهبت نفسها للدير ما يعادل كل تدَين، كونها تؤمن أن لجسدك عليك حق "
وكانت صاحبة القرار في اختيار شريكها، قاض مسلم من دوله عربية يربطها به علاقة حب وعندما قررت الزواج كتبت له وجاء إلى دمشق وبدأ صراع الأهل بحرمانها من كل شئ وعدم العودة إلى البيت الذي خرجت منه .
المسألة هنا في اختلاف الوعي والفرق في التجارب الثلاثة
الأخت الراهبة - الأهل الذين لا يهمم سوي السمعة الحسنه بمنظورهم - الحالة الثالثة-من قررت الزواج والتي تفهم بوعيها وعقلها أن الحياة أبعد من طائفة وأوسع من رأس مغلق لا يدخله الهواء وبالمقابل رجل مسلم صادق أختار وبقرار منه أن يحترم ما وعد وبذلك يكون أختار الإنسانية.
أننا بشر لنا أهواءنا ونتيه بها ونتحلى بالأخلاق ظاهريا أما في أعماقنا فالظلام يخيم إلى الأبد.
قبل إلغاء القانون يجب النظر في واضعي القانون،
قبل النظر في تطبيق القانون، يجب النظر إلى من يطبق القانون إلى سلطته التي تحكمها النوازع والثوابت التي هي ضد الحياة بمعناه الإنساني.
ليست المرأة وحدها من تتعرض للعقوبات الالهيه والارضيه وأيضا الرجل لم ينجو منها، لكن ليس بالطريقة البشعة التي تتعرض لها المرأة وعلى ما يبدو أن المرأة المنذورة للحياة هي أيضا منذورة للموت.
عقوبة الرجل دائما مخففة في السماء والأرض وهذا ما حدث مع المهندسة المسلمة التي تزوجت زميلها المهندس المسيحي، وكان أهلها من الوعي إذ تقبلوا الفكرة وسامحوها، ولكن الزوج المسيحي عاقبه أهله بالحرمان من الميراث ومن رؤيته، حتى العائلة امتنعت من رؤيته كونه مرتد عن دينه.
النماذج التي اذكرها أراها بالدرجة الأولى تخضع للعقل، بقدر ما يتسع العقل بقدر ما تتسع الرؤيا، الرؤيا التي تفتح العقل والروح لرؤية الحياة بمنظور مختلف.
أومن أن الإنسانية لا يحدها حدود، لا أعراف، لا عادات،لا تقاليد، ومادام الطرفين بكامل أرادتهما البشرية فيجب أن لا تحكمهم العادات والتقاليد .
المشكلة أن الحياة تستمر وباستمرارها لا نلاحظ ما يمكن أن يغير العقل الموروث اجتماعيا على الرغم من تطور العقل البشري في العلوم والتكنلوجيا، كأننا في وادي والعالم الأخر في وادي آخر.
الحديث يطول ولا يمكن حله بمقال.
موروث لن يورثنا سوى المزيد من الأحقاد التي تحيط بنا أبناء البلد الواحد، ومزيد من الجهل ومزيد من الدماء.
ويحك: أيها العقل لماذا أ سموك العقل؟
ولماذا باسمك نذبح أيها الدين ؟
الموضوع ليس خاصا بنساء سورية وحدها، أنه متعلق بالمرأة العربية وغيرها من النساء، في أفريقيا، مصر، السودان ،تونس، في كل مكان وأيضا ما تعلق بحرمان الرجل الذي يختار خارج إرادة أهله.
القضية ليست محصورة في بلد واحد ولا شعب واحد وإنما محصورة بعقل واحد لا يقبل التغيير.
والاعتراض الحقيقي يحب أن يكون على هذه العقول والعمل على قصفها.
"أحبك يا أبي ولو كره الحاقدون"
وهذه حكاية أختصرها ببعدها الإنساني، بوعي الإنسان الذي هو أنسان قبل أن يكون "أبي" إذ ترك لي حرية الاختيار، ووضع يده الحنونة على كتفي وقال لي:
"أنا أثق بك يا فرات"مع دعائه لي بأن يكون زواجا كنسيا ً إلى ألابد.
وها أنا اليوم اقطف ثمار هذه الثقة، بالرغم من الصعوبات التي تعرضت لها من واضعي القوانين.



#فرات_إسبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وهم عين بصيرة
- حروب عائلية
- فضاء الثوب ..فضاء المرأة
- أمراء… الجحيم
- حينما تكون رائحة الموت مكاناً للحدث
- السيف البارق في عنق المارق
- الغربة تنام في قميصي
- ممنوع الاقتراب ..حريم..حريم
- أطلقْ لحنك الملجوم
- تَيَمَّمْ في الصعيد الطيب
- الرمل الذي جعلته حبراً لك
- مقعد الشاعرة
- عقوبات إلهية….. عقوبات أرضية
- هو الذي دربته على حبي
- سفر مؤجل لبنت في البرية
- الأنوثة الضالة
- أوبرا الليل
- الصعود يبدأ …حيث ننتهي
- رأس لايريد أن ينام
- مراثي بنت آوى


المزيد.....




- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فرات إسبر - رأس مغلق لا يدخله الهواء