أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عاصفة الحزم تحرق ما تبقى لنا من أوراق














المزيد.....

عاصفة الحزم تحرق ما تبقى لنا من أوراق


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4770 - 2015 / 4 / 7 - 08:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



ضربة معلم ، لكنها تحسب ليس لمن نفذها ، بل لمن خطط لها ، وهيأ السبل والظروف ، وحتى المبررات لمثل هذا الحدث غير المسبوق عربيا ، إذ أن العرب وحتى المسلمين إنتفضوا لنصرة اليمن ذلك "البلد الجار والشعب المنكوب "، لكنهم لم ينتفضوا من أجل فلسطين قلب العالم العربي والقدس والأقصى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا الكريم ومعراجه إلى السموات العلى.
وقد أسهموا في معاناة الشعب الفلسطيني وتكريس إلإحتلال الإسرائيلي لفلسطين رغم المجازر وسيل الدماء والتدمير ومصادرة الأراض وفتح المعتقلات حتى لنساء وأ طفال فلسطين ، الأمر الذي يوحي بأن الشعب الفلسطيني ليس شعبا عربيا وأن فلسطين ليست عربية ، مع أن الحقيقة تقول أنهم قلب العرب العالم العربي ، وأن المشكلة تكمن في من تحالف مع "مستعمرة " إسرائيل ونسق معها أمنيا وطبع معها وعقد الإتفاقيات والمعاهدات معها ، وكأن الصراع معها هو صراع حدود لا صراع وجود ،وهناك من هو مستمر في اللعب معها من تحت الطاولة لأ ن شعبه لا يقبل التصالح العلني معها.
هذه الخطوة التي يطلقون عليها عاصفة الحزم، يقولون أنها ستلد "الحسم " وينظرون لها على أنها إنتفاضة عربية في الإتجاه السليم ، وأنها أعادت الإعتبار لنا كعرب ، وهزت الوجدان الأمريكي الذي بدأ يحسب حسابا لنا ، مع أن سيد البيت الأبيض أوباما ، المهان من قبل رئيس وزراء "مستعمرة " إسرائيل نتنياهو، أعلن في خطابه الأخير أن أي تقصير أو خلل في أمن إسرائيل يعد تقصيرا من جانب البيت الأبيض ، لكنه ورغم تعهده بالدفاع عن الخليج في وجه إيران ، حذر الدول الخليجية من مغبة عدم تنفيذ الإصلاح الشامل ، ولا أدري ما دخل اوباما إن حصلت المرأة السعودية على رخصة قيادة سيارات أم لا ؟
هذه الخطوة ستحرق ما تبقى لنا من أوراق نحن العرب والمسلمين ، وذلك إستكمالا لمخطط الحرب العراقية – الإيرانية التي وقعنا في فخها ودامت ثماني سنوات ، وأكلت الأخضر قبل اليابس ، وأودت بالعراق الذي وضع على مذبح التقسيم الطائفي بعد إثخان أهله بالجراح الطائفية البغيضة ، وسيكون مصيره الشطب وفقا لمشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق، وكانت القضية الفلسطينية أولى ضحايا هذه الحرب حيث غزا السفاح شارون جنوب لبنا صيف العام 1982 وحاصر بيروت لثلاثة أشهر ، على مرآى ومسمع الجميع الذين كانوا يلوثون الأثير بشعارات التأييد للقضية الفلسطينية والشعب الفلسطين ، وقد دخل شارون بيروت محتلا وأخرج قوات منظمة التحرير من لبنان بالتعاون من "الحازمين " العرب الذين حثوا القيادة الفلسطينة على الإنصياع للرغبة الأمريكية ،لأن أمريكا "وعدتهم بحل المشكلة ".
نجم كذلك عن الحرب العراقية – الإيرانية بزوغ مشروع الشرق الأوسط الوسيع أو الكبير أو الجديد لا فرق ، وستفرز عاصفة الحزم ، وما سبقها من ظواهر شاذة في الوطن العرب وفي المقدمة الخوارج الجدد داعش الذي زرعوه فينا بعد أمه القاعدة ، بعد فشلهم في الإحتواء ،وقضواعلى العراق ، وهاهم يفكرون في النيل من إيران ، وكنا نحن العرب والمسلمين الوقود والأداة .
والسؤال هنا :هل يقبل الإيرانيون ان يكون مصير بلدهم كالعراق ؟ لا أظن ذلك، خاصة وأن التركيبة العقدية للشيعة تختلف عنها لدى السنة ، إذ يوجد لديهم قرار واحد صادر عن مرجعية واحدة يدينون لها بالطاعة العمياء.
الآن نرى ونسمع الناطق بإسم عاصفة الحزم السيد العسيري ، وهو يروي روايته ، ولا شك أن الساحة حاليا قد سلمته إنقيادها ، ولكن من سيضمن لنا بعد توقيع الإتفاق الإيراني – الأمريكي ، من ظهور ناطق عسكري من الطرف الآخر يشدنا برواة مؤثرة واقعية جديدة؟
الإنتفاضة العربية الأخيرة ، حملت لنا ومنذ إنطلاقتها العديد من الأسئلة والألغاز من حيث التوقيت الذي صادف الحديث عن توقيع الإتفاق الإيراني الأمريكي ، والأهداف حيث التحرش بإيران من خلال قصف الحوثي الذي حظي بتحالف معه ضد القاعدة ، قبل أن يعلن ولاءه لإيران ، ناهيك عن بوادر القلق ، إذ أننا مرعوبون من إيران النووية ، مع أننا تعايشنا مع "مستعمرة " إسرائيل النووية ، فأي منطق هذا ؟
الواقع المعاش يشي بتشويش في رؤية الواقع ، وقصور في تقدير الموقف والنتائج ، لأن القصة ليست "رمانة ، بل قلوب مليانة "، كما يقول المثل الدارج.
الهدف من وراء عاصفة الحزم ليس الحوثيين ، فهم أصغر كمجموعة او عصابة ، من أن يستنفر العرب والمسلون لمواجهتهم ، بل هو إستهداف لإيران المتداخلة والمتلازمة لنا في التاريخ والجغرافيا ، وما بيننا من خلافات يتم حلها بالحوار .
التداخل الإيراني معنا يكمن في ثنايا مفصلية خطيرة تمس المكون الإجتماعي ، إذ يوجد هناك وفي دول الخليج العربية تحديدا مكون شيعي عربي وإيراني قام الشاه المقبور بإجبار صناع القرار الخليجي على تجنيسهم ليصبحوا مواطنين في تلك الدول مع أنهم لا يتحدثون العربية ، وهم متمكنون سياسيا وإقتصاديا وإجتماعيا وفاعلون وقادرون بإستثناء شيعة المنطقة الشرقية في العربية السعودية .
هذه العاصفة تحاول إستقطاب مصر للمشاركة فيها ، مع أن الجيش العربي المصري الذي كلفه الزعيم الخالد جما لعبد الناصر بتصحيح الأمور في اليمن إبان ظلم الإمام الجاهل البدر ، ووجه بمؤامرة جعلت مصر تدفع ثمنا باهظا لهذه الخطوة التي تتكرر من قبل البعض ويجري الإستقطاب لها .
كما انه يجري العمل على إستقطاب الباكستان النووية الإسلامية ، ولا ندري ما هو الثمن الذي ستقبضه الباكستان جراء الموافقة على هذه المشاركة ، لكن الأكيد أن هذه العاصفة بتكويناتها ستخلق حالة شاذة من الإستقطاب، وستعمل على خلق إنقسام عامودي وافقي بيننا عربا ومسلمين .
كم كان مشرفا لو أن هذه العاصفة جاءت لتحرير المقدسات المدنسة في فلسطين ، وإنقاذ القدس من التهويد ، ولو ان هذا الإستقطاب كان هدفه تحرير فلسطين ونجدة شعبها .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعقوب زيادين .. أصحاب المباديء لا يموتون
- المكتبة الوطنية تناقش كتاب الشرق الأوسط الجديد للباحث أسعد ا ...
- خنجر إسرائيل المسموم
- إكتملت اللعبة
- لنا عدو واحد ..إسرائيل
- أن تكون قوميا عربيا
- داعش ..حصان طروادة الأمريكي
- مهرجان جماهيري تضامناً مع جمهورية فنزويلا البوليفارية وإحياء ...
- نتنياهو رئيسا للوزراء مجددا ...آلحمد لله
- الحرب على الإرهاب ..أسيرون في ما نطرح لا أصيلون
- ذات الجدر
- الفرنجة قادمون
- الفنانة كارولين ماضي تستعد لإطلاق ألبومها الصوفي الأول - الح ...
- خلال حفل التوقيع الذي أقيم في رابطة الكتاب الأردنيين أسعد ال ...
- -حوار الأديان- المدخل الخاطيء للتقرب من -مستعمرة -إسرائيل
- مجموعة طلال أبوغزاله تستضيف المنتدى الثاني لنظام النطاقات في ...
- التقرير السادس الذي أعده فريق الأزمات العربي في مركز دراسات ...
- أهالي -لفتا -في الأردن يحتجون على قرار إسرائيلي بتهويد بلدته ...
- لبنان الذي غدرناه
- الإنتفاضة الثورة ..الطريق إلى الدولة غير سالك ..جديد الباحث ...


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - عاصفة الحزم تحرق ما تبقى لنا من أوراق