أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 13 ج2















المزيد.....

الشرطي عريف 13 ج2


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4769 - 2015 / 4 / 6 - 12:53
المحور: الادب والفن
    


ماتت ولم يعرف سرها إلا هو والمدير الذي مات قبل فترة ظل صامتا يلعن نفسه بداخله يوميا لأنه لم يكن قادرا على البوح بشيء ,إنها كانت حامل بشهرها الثالث ... كانت عذراء أمام الجميع ورحلت عذراء أمامهم إلا عند هادي فقد كانت ضحية لذئب أكلها لحما ورماها عارا في النهر ... هذه هي كل تهمة شرطي أول هادي الذي خان الواجب ولم يخن رئيسه .. ضحى بشرف البنت ولم يضحي بشرف من لا شرف له .
فتحت هذه القضية الكثير من الجروح لدى هادي وهو يلعن الأرض التي تنجب القتلة وتفرخ المجرمين ولكن اللعن الأكبر كان من نصيبه هو لجبنه بعد أن ظن في الصمت السلامة ,كيف والمظلوم أنثى لا تقوى حتى على المقاومة ... اللعن على الذين تستروا على الفضيحة فلم يجري تشريح الجثة بعد أنتشالها من الماء لأن المدير كان يذرف دموع الفقدان على ربيبته كما يزعم ,حتى أشاد الناس بهذا الملاك الطاهر فحملها بسيارته وذهب ليدفنها حيث تجتمع النفوس المظلومة في وادي السلام مع بعضها .
الحاج محمد كان أكثر أملا من عريف حينما بدأ المشوار للمرة الثالثة في البحث عن القاتل ... يدرك بحسه الفطري ومن خلال الرؤية التي تلازم عريف في منامه أن القاتل أما مأجور جاء من خارج المدينة أو أن الفاعل ليس إلا شخص منحدر غاضب ومزمجر وعنيف يمكنه أن يفعلها دون أن يترك بصمة على أثار الجريمة ,وحدها فتنة لا تعرف ما يدور وما الذي زج بها في هذه القضية بعد أن أدركت أن لا مستقبل لها وقد خاب مسعاها للبحث عن زبون أو طالب متعة .
أمام قاضي التحقيق في القضاء تم أستجواب الشرطي أول هادي مرة بصفة متهم ومرة بصفة شاهد ودار الأعتراف كما يلي:.
_تعرف تماما أن صبرية كانت حامل من المدير وقد أغتصبها في بيته وتسترت على الأمر خوفا منه .
_سيدي أنا لا أعرف ذلك بل هي أخبرتني أنها كذلك ولم أكن شاهدا ولا عالما وقد تكون غير صادقة بما تدع ,أنا أعرف أن رئيسي لا يتردد في طلب النساء لكن لم أكن واثقا مما تقول لأنها ليست جميلة وفقيرة وصغيرة بعمر أبنته أيضا .
_عندما أخبرتك بذلك لم لا تشجعها على تسجيل شكوى ضد الجاني حتى يتبين صدقها من كذبها .
_سيدي المجنى عليها كانت مذعورة إن صمتت ستموت وإن تكلمت ستموت وفي الحالين ستكون الضحية وأنا واثق تماما أنه سيخرج من التهمة لو مع ألف دليل لأنه كما تعرف .
_هل تشك في القضاء وعدالة القانون ؟.
_لا سيدي ولكني لا أثق بنزاهة الجاني فقد يفعل المستحيل لتكون الضحية هي المجرم وأنه هو الضحية وبالتالي تلويث سمعة الناس بلا ثمن .
_وكيف عرفت أنها فعلا حامل؟.
_لقد ذهبت معها لطبيبة نسائية في مدينة أخرى وقد فحصتها وأخبرتني أنها لا تستطيع أسقاط الجنين بعد أن أدعيت أني زوجها إلا بعد ابراز عقد الزواج ,وقد أخبرته بذلك ,وطلب مني ترك الأمر ونسيانه وأنه سيتصرف لوحده .
_هل تظن أنها رميت في النهر أو أنتحرت ؟.
_كلا الأحتمالين وارد ولكنها كانت تخشى من الموت وتتشبت بالحياة إنها أصغر بكثير من أن تتخذ قرارا بقتل نفسها .
_ولكنها وحسب التقرير التحقيقي أخرجوها وكانت ملتفة بالعباءة جيدا ,وهذا يعني أنها كانت مهيأ لأن ترمي نفسها بالنهر دون أن يجرف النهر عنها العباءة .
_سيدي في ليلتها كان الجو ممطرا والأرض موحلة ومن عادة الفتيات في القرى في مثل هذا الحال أن تلف نفسها بالعباءة .
_تستطيع أن تفسر لي لماذا كانت تمشي على كتف النهر؟.
_سيدي الطريق كان موحلا وكان هناك سدة ترابية عالية بجنب جرف النهر وأظن أنها كانت تسلك هذا الطريق يوميا عند الذهاب والعودة من بيت أهلها .
_من يعرف غيرك في هذه القضية ؟.
_لا أحد سواي والمرحومة حسنة أنا الذي أخبرتها حينما أستدرجتني في يوم ما عندما كنت متذمرا منه وأقسمت أنها لا تقول لأحد.
_هل تعتقد أن الجان عرف بما تعرف حسنه؟.
_في ليلتها لم تكمل حسنه السهرة كما المعتاد وخرجت ومعها كل العشاء وكان الجو شديد الحساسية لا أعرف إن كانت أخبرته أم لا ولكن مما شاهدت أظن أنها لمحت له بشكل أو بأخر انها تعرف ,ومن ذلك الحين لم يتصل بها ولم يبعث بطلبها أبدا .
_هل هدد الجان المجني عليها حسنه أو طلب منها شيء أو طلبت منه شيء ؟.
كان الجواب الأخير خاتمة التحقيق لإبعاد التهمة عن المدير الراحل لولا فطنة القاضي عندما سأل هادي عن أخر مرة ذهب بها المدير للناحية ,كان جوابه أنه قبل أسبوع تقريبا قبل مقتل المجنى عليها وسألني عن دارها بالتحديد ونحن نتجه للمركز في جولة تفتيشية بعدها لم يسأل ولم يستفسر عن شيء .
لقد أمسك القضاء بأول نقطة ممكن أن تقود إلى دليل مهم ورئيس في قضية مقتل صبرية أولا وحسنة ثانيا ,الجاني كان شديد المراس في رسم خططه وتنفيذ الجريمة ولديه معرفة موسعة تماما بكل طرق التحقيق والإجرام ,المشكلة أننا لو أفترضنا أن المدير السابق هو القاتل كيف لنا أن نوجه له تهمة لمجرد شهادة واحدة, حتى فتنة التي أدلت بما تعرف عن علاقة حسنة وعلاقتها هي بالمدير السابق حيث كان يقدمها طعما لأصدقائه وهو يحظى بحسنه لوحده ,كان يغار جدا من أن يمازحها أصحابه أو من يكون معه ,قالت أيضا أن حسنة كانت تكن الشكر والامتنان له لأنه كان الواسطة التي تم بموجبها قبول عريف بسلك الشرطة.
بالعودة لأوراق التحقيق تبين أن من أستلم الجثة دون تشريح هو المدير فعلا وقد وقع بصفته الرسمية على محضر أستلامها بأعتباره القائم بالتحقيق أستنادا للصلاحيات الممنوحة له بموجب قانون الطوارئ الذي فرض أيام الفيضان ,لا إفادات ولا أقوال شهود مجرد أستدعاء والدتها بأعتبارها صاحبة الحق الشرعي التي لم تذكر فيها أي شيء وأنها تعتبر ذلك قضاء وقدر وليس لديها شكوى ضد أحد .
التحقيق كان سريعا وقد تم غلقه لكون الحادث وقع وفقا للوقائع بدون فعل جرمي ولا نية أنتحار سابقة للمجنى عليها والسبب يعود لإنزلاقها من على كتف النهر إلى الماء وغرقها بعد أن عجزت عن طلب النجدة من أحد وكان الجو ممطرا والوقت متأخر في أخر المساء .
تذكر القاضي أنه كان من الواجب أن يسأل عريف هل أن من المعتاد أن تخرج صبرية المجنى عليها من دار المدير في هذا الوقت المتأخر ,أم أنه كان ظرفا أستثنائيا في هذه المرة؟ ,أتصل هاتفيا بالضابط وطلب منه أن يسأل المتهم الموقوف لديه عن هذه النقطة تحديدا ,الجواب كان صاعقا أيضا ,لم تتأخر في كل الأيام بالخروج أكثر من الساعة الرابعة عصرا كون المسافة بعيدة تقطعها مشيا من بيت المدير حتى دار أهلها .



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشرطي عريف 12 ج1
- الشرطي عريف 12 ج2
- الشرطي عريف 11ج1
- الشرطي عريف 11 ج2
- الشرطي عريف 10 ج1
- الشرطي عريف10ج2
- نصوص صوفية بطعم الحرية
- الشرطي عريف 9 ج2
- الشرطي عريف 9 ج1
- الأدب والفن وعلم الأجتماع
- الشرطي عريف 8 ج1
- الشرطي عريف 8ج2
- ظاهرة التجدد الأجتماعي ومشكلة القيم.
- الشرطي عريف 7 ج1
- الشرطي عريف 7 ج2
- الشرطي عريف 6 ج1
- الشرطي عريف 6 ج2
- الشرطي عريف 5 ج1
- الشرطي عريف 5 ج2
- الشرطي عريف 4 ج1


المزيد.....




- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...
- تقرير يبرز هيمنة -الورقي-و-العربية-وتراجع -الفرنسية- في المغ ...
- مصر.. الفنانة إسعاد يونس تعيد -الزعيم- عادل إمام للشاشات من ...
- فيلم -بين الرمال- يفوز بالنخلة الذهبية لمهرجان أفلام السعودي ...
- “ثبتها للأولاد” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد لمشاهدة أفلام ...
- محامية ترامب تستجوب الممثلة الإباحية وتتهمها بالتربح من قصة ...
- الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز تتحدث عن حصولها عن الأموال ف ...
- “نزلها خلي العيال تتبسط” .. تردد قناة ميكي الجديد 1445 وكيفي ...
- بدر بن عبد المحسن.. الأمير الشاعر
- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - الشرطي عريف 13 ج2