أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - وحل اليمن














المزيد.....

وحل اليمن


عدنان الصباح
(ADNAN ALSABBAH)


الحوار المتمدن-العدد: 4768 - 2015 / 4 / 4 - 23:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيديها تندفع مملكة آل سعود إلى حافة قبرها وهي جدا واهمة إن اعتقدت أن رياح التقسيم لن تطالها وهي تخبئ رأسها بالرمال متناسية أن 10 – 15% من سكانها ينتمون إلى الطائفة الشيعية وان هناك أيضا الزيديين والاسماعيليين والصوفيين بل وهناك أقليات عرقية مثل التكارنة والبخارية ولغات غير العربية كالمهرية والخولانية وان ربع سكان مملكة ال سعود يعيشون تحت خط الفقر وبالتالي فان الاندفاع لخوض حرب على الحدود قد تعني سطحيا حماية الداخل فهي قد تقود إلى تحريك الداخل الشيعي ودفع الفقراء والمعوزين أيضا إلى الانتفاض على سارقي قوتهم وهو في نفس الوقت البلد الذي سهل ودرب ومول كل المجموعات الإرهابية في العالم بدءا من القاعدة وسيدها وانتهاء بداعش ومثيلاتها.

حتى اليوم كانت السعودية تمتلك اكبر احتياطي نقد في العالم بميزانية تتصف بزيادة الفائض النقدي وبدون ديون تذكر واكبر ترسانة سلاح في المنطقة وهي بسبب من ثروتها النفطية الهائلة ظلت الحليف الرئيس للامبريالية في المنطقة بل وسهلت ومولت كل المخططات الاستعمارية بهدف الحفاظ على وجود الأسرة الحاكمة وإطالة أمد سيطرتها

مملكة آل سعود على ما هي عليه مع أنها تقدم المليارات في خدمة أسيادها إلا أنها تستوفي بعضا من هذه المليارات لأفراد أسرتها الذين باتوا يشكلون عبئا ثقيلا ليس على الفقراء في الجزيرة العربية بل حتى على مشاريع أمريكا وحلفائها في المنطقة وبالتالي فلم لا تصبح كل هذه الثروة أداة مطلقة لتغيير وجه المنطقة وتركيبتها بدل أن يذهب هذا الجزء الضخم لجيوب أبناء عائلة فاسدة لا فائدة ترجى منها بل وباتت رمز للتخلف والديكتاتورية وعار ظاهر في وجه أمريكا التي تقدم نفسها كحامي للديمقراطية والتعددية

مائتي مليون دولار تكلفة وحل اليمن اليومي على خزينة آل سعود واستهلاك يومي أيضا لترسانة السلاح التي لم تستخدم مباشرة منذ سنوات وسنوات وبالتالي فإلى متى ستصمد مثل هذه الامبراطولاية المدججة بالسلاح والمال والتخلف معا وقد أدت رسالتها المطلوبة منها فصدرت التخريب لأفغانستان والعراق وسوريا وليبيا واليمن نفسه وهي اليوم تجر معها إلى بحيرة الوحل اليمني مصر القوية تاريخيا بجيشها ووحدة بلادها والبلد الفقير الذي لا زال يحاول ان يوقف نزيف الدم والثروة الذي ينتشر في الجسد المصري بلا توقف

مصر التي تعاني من انقسام سياسي خطير وهجمات يومية ضد الجيش تذهب بجيشها لتغرق في وحل اليمن مرة أخرى وهي التي جربت ذلك جيدا قبل حرب 1967م وحصدت نتائج حربها في اليمن في نتائج هزيمة حزيران 1967م وقد يجد مناوئي نظام السيسي العسكري أسئلة كثيرة لتقديمها للجمهور الجائع هناك أمام السيسي وحكمه في المقدمة منها السؤال لم نصرف في اليمن ثمن خبزنا ودم أبناءنا ونحن أحوج ما نكون إليه. لم نترك سيناء نهبا لكل من هب ودب ونترك قضايانا الداخلية لمعركة لا ناقة لنا فيها لا بعير.

هذه الأسئلة تصبح اكبر بكثير حين تنطلق في السعودية التي تعتبر الطائفة الشيعية مكون رئيسي من مكونات التركيبة الديمغرافية للبلد بل وهم الأغلبية في العديد من المناطق ولا زال الشيعة هناك راسخي الاعتقاد بان آل سعود قد احتلوا الإحساء والقطيف ونهبوا خيراتها لجيوبهم فهم اذن غزاة في نظر جزء مهم من مواطنيهم والمنطقة الشرقية التي يعتبر الشيعة المكون الرئيس لسكانها تمتد لتصل إلى حدود اليمن وبالتالي فان الحوثيين قد يجدون حاضنة شعبية ساخطة على نظام آل سعود إن هم قرروا نقل المعركة إلى داخل بيت آل سعود.

من جانب آخر فان وحل اليمن سيطال أيضا إيران وحزب الله التي وجدت نفسها أيضا مضطرة لمواجهة السعودية ومصر والوقوف إلى جانب الحوثيين وهي ستكون مضطرة لفتح جبهة قتال جديدة في اليمن عدا عن جبهات العراق وسوريا وان هي أنهت الحرب الباردة مع الدول الاستعمارية في اتفاقها النووي إلا أن الرابح الحقيقي من كل المعادلة هي الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها التي تراهن على خسارة الجميع هناك ما عداها فسواء فاز هادي أو فاز صالح والحوثيين فازت إيران ام فازت السعودية فالنتيجة السياسية واحدة بالنسبة لها وما يهمها سينجز في إضعاف وتمزيق مملكة آل سعود وإغراق إيران بوحل المنطقة بحيث يصبح الاتفاق المؤقت مقدمة لتمزيق كل المشروع الإيراني في المنطقة وانكفاء إيران على ذاتها أو السعي لإظهار التناقضات الداخلية فيها فهي أيضا عرضة للتأثر بمتغيرات المنطقة وهي ليست بمنأى عن أن يطالها الصراع الطائفي الذي تشارك فيه بفاعلية كبيرة باسم الشيعة أو القومي باسم الفرس فالتركيبة العرقية والدينية في إيران أكثر تعقيدا من أي بلد آخر ويشكل الشيعة في إيران فقط 51% والآذريين ( أتراك ) 24% والجيلاك 8% والأكراد 7% والعرب 3% وكل من اللور والبلوش والتركمان 2% وأعراق أخرى % بينما تقول تقديرات أخرى أن الفرس يشكلون 49% فقط من السكان

التركيبة الدينية والطائفية في إيران أيضا معقدة ففي حين تقول المصادر الشيعية أن السنة يشكلون 10% فقط من السكان تؤكد مصادر السنة أنهم 30% وهناك أقليات من المسيحيين واليهود والزرادشت والبهائيين ومثل هذه التركيبة ستجد القوى المعادية للحكم الشيعي في إيران تربة خصبة لزعزعة الاستقرار هناك وهو ما تراهن عليه سائر القوى المعادية لنظام الحكم الإيراني وفي المقدمة جيرانها من العرب إلى جانب القوى العظمى المعنية بانهيار إمبراطورية النفط المتطرفة حسب رأيهم.

لا رابح إذن من وحل اليمن سوى تجار الحرب والسلاح والنفط ودعاة تقسيم المنطقة إلى دويلات متنازعة فيما بينها ليسهل السيطرة عليها إلى قرن قادم من الزمان وستجد مصر والسعودية وإيران وحلفائهم أنفسهم غرقى في وحل هو مصيدة التدمير لهم قبل غيرهم.



#عدنان_الصباح (هاشتاغ)       ADNAN_ALSABBAH#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور المجتمع المدني الفلسطيني في حماية التاريخ العربي في فلسط ...
- على ارض فلسطين التاريخية وليس فيها
- جدلية الفكر والفعل
- الفكر العربي حقيقة ام وهم
- من اوراق الشهداء
- غزة على أطراف السكاكين
- أن نحترم نصرنا وعقولنا
- مصيدة المقاومة القاتلة
- صاروخ الشعب الذي لا يقهر ... عودة 9م
- أرض واحدة امة واحدة
- من قتل ياسر عرفات ... اي سؤال هذا
- خيارات وخيارات الا المفاوضات
- مقدمات للبيان القومي العربي الأخير
- العودة إلى الأصل فلسطين التاريخية كونفدرالية أو موحدة
- استحقاق أيلول والمخاطر المحدقة
- رسائل فلسطيني الى امراة نائية
- إنهاء الاحتلال المشروع الوطني الفلسطيني الوحيد
- الحداثة في التفكير السياسي الفلسطيني
- العلمانية عند العرب...من الاصالة الى البؤس
- جتمعة الفرد ... فلسفة بناء الذات من خلال الآخر


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عدنان الصباح - وحل اليمن