أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - وعلى جماهيرها جنت القيادات السنية















المزيد.....

وعلى جماهيرها جنت القيادات السنية


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 4757 - 2015 / 3 / 24 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


السلطة أشبه بالمخدرات، تدمن الفرد الحاكم، وتدمن الحزب الحاكم، وكذلك تدمن المكون الواحد من شعب يتألف من عدة مكونات إذا ما انفرد هذا المكون بالحكم لعدة أجيال. وللاحتفاظ بحكمهم، يستخدم هؤلاء الحكام سياسة (فرق تسد) بأبشع صورها، لخدع أبناء مكون السلطة بأن مصيرهم مرتبط بتمسكهم بالسلطة. فلمدة 80 سنة راحوا يبثون روح التفرقة بأبشع أنواعها الطائفية والعنصرية والمناطقية، بين مكونات الشعب، وخاصة ضد الشيعة ونعتهم بأحط الصفات الدونية للنيل من كرامتهم، والطعن بوطنيتهم، والتشكيك بقوميتهم ودينهم ومذهبهم. وبلغت هذه الحملة الظالمه ذروتها في عهد حكم الانحطاط والدمار، حكم البعث الفاشي العنصري الطائفي البغيض. ولكن للتاريخ منطقه العادل، إذ أسفر البعث عن وجهه الكالح، وظهر على حقيقته فتحول إلى (داعش)، يعني وكما يقول العراقيون (مستقبل التنكة كحف).

وقد حاول المخلصون في العراق الجديد منذ 2003، طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة، وتأسيس النظام الديمقراطي التعددي، يشارك في حكمه جميع مكونات الشعب بلا استثناء، وحسب ما تفرزه صناديق الاقتراع. ولكن رفضه المدمنون على احتكار حكم العراق، فلجأوا إلى الإرهاب، وجلبوا شذاذ الآفاق من الإرهابيين المغسولة أدمغتهم بفتاوى مشايخ الوهابية، وبدعم البترودولار الخليجي، وخدع السياسيون السنة جماهيرهم بأن الشيعة صفويون وروافض، وصار العراق مستعمرة إيرانية...إلى آخر الاسطوانة المملة.
و كما نشرت صحيفة نرويجية، ذهب طارق الهاشمي إلى واشنطن، وقابل جورج دبليو بوش هامساً في أذنه أنه إذا ما أعاد الحكم لهم كما كان قبل 2003، فسيدعمون المصالح الأمريكية في المنطقة، ويعملون على حل الصراع الإسرائيلي – العربي كما تريده أمريكا، وقد رد عليه بوش أن عهد حكم المكون الواحد في العراق قد انتهى، وعليكم أن تقبلوا بالديمقراطية ومشاركة الجميع.

لذلك لجأوا إلى الإرهاب، واخترعوا تنظيم (داعش) الذي هو نتيجة تلاقح البعث والقاعدة، وبدعم من دول كبرى وإقليمية، والذي خرج من سيطرتهم فيما بعد، إذ جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن. صحيح أن معظم ضحايا التفجيرات البعثية الإرهابية من الشيعة، إلا إن ما حصل في الآونة الأخيرة وعلى أيدي الدواعش، كان وبالاً على العرب السنة، حيث كان نصيبهم القتل والدمار الشامل، والمقابر الجماعية لكل من لا يبايع خليفتهم (القره قوشي - البغدادي)، إضافة إلى تشرد الملايين... وقائمة الكوارث تطول.

وأخيراً، وبعد خراب الموصل وغيرها من المحافظات ذات الأغلبية السنية التي سلموها إلى داعش في مسرحية أحيكت بمنتهى المكر والخبث والدهاء والحقارة والخيانة الوطنية، وما لحق بالعراق عموماً من خسائر بشرية ومادية، وإصرار المكونات الأخرى على مواصلة دعم الديمقراطية ومهما حاول المغرضون تشويه صورتها ونشر الافتراءات وحملات التشويه الظالمة ضدها، وبعدما انتبهت الجماهير والعقلاء الشرفاء من أهل السنة أن قادتهم السياسيون خدعوهم وجلبوا لهم الكوارث، بينما القادة أثروا ثراءً فاحشاً من هبات دول الخليج الذين ضحكوا عليهم ودفعوهم إلى تمزيق وطنهم وقتل أبناء جلدتهم.

مناسبة هذه المقدمة أن نُشر في الأسبوع الماضي على مواقع الانترنت تقرير تضمن تصريحات نُسبت إلى السيد أسامة النجيفي رئيس البرلمان سابقاً، والقيادي في اتحاد القوى العراقية، ونائب رئيس الجمهورية حالياً، بعنوان: "النجيفي: سنة العراق وقعوا ضحية مؤامرة لدول الخليج مع امريكا"، جاء فيه: (... قال أسامة النجيفي في اجتماع ضم قيادات اتحاد القوى العراقية عقد في منزل رئيس البرلمان سليم الجبوري ببغداد " أن سنة العراق وقعوا ضحية لمؤامرة خليجية امريكية حاولت تغير الموازين في العملية السياسية العراقية بعد 2003، لكنها فشلت فشلاً ذريعاً، مبينا ان من دفع الثمن هم سنة العراق، وذلك نتيجة لسياسات وقرارات خاطئة اتخذتها القيادات المتصدية للعملية السياسية آنذاك"، وأضاف: "ان رفض التعامل مع الوضع السياسي الجديد بعد 2003، وعدم الاعتراف بحقوق الإخوة الشيعة كواقع حال، والاندماج والتعايش معهم كلفنا الكثير ولم نحصد اي فائدة تذكر من هذا العناد"(1).

هذه التصريحات رغم خطورتها، لم تتلق أية ردود أفعال من قبل السياسيين من مختلف الكتل السياسية والاتجاهات عدا تعليقات من عدد من الكتاب المتابعين للقضية العراقية. وفي هذه الحالة، فهناك احتمالان، إما هذه التصريحات مفبركة أو حقيقية. فلو كانت مفبركة لقام السيد النجيفي بنفيها. ولكن رغم مرور عدة أيام على نشرها، فلم يصدر أي نفي. ولذلك نعتبر هذه التصريحات صحيحة.
وفي هذه الحالة هناك أيضاً احتمالان: إما أن أصدرها السيد النجفي بحسن نية بعد أن حصلت لديه قناعة أنهم (السنة العرب) تم خدعهم والضحك عليهم من قبل الخليجيين وأمريكا، أو مجرد بالون اختبار لجس نبض الشارع السني من هذه التصريحات بعد أن أكتشفت الجماهير السنية العربية أن قادتهم خدعوهم وقادوهم إلى التهلكة، فكان للقياديين الثراء الفاحش (رشوات من الخليجيين)، والسفرات المكوكية لدول الخليح وأمريكا، والظهور على وسائل الإعلام العربية المحرضة، بينما نصيب الجماهير القتل والدمار، وتشريد الملايين وهتك الأعراض.

لذلك أدرك أسامة النجفي أن القادة السنة الذين أوصلوا مجتمعاتهم إلى هذه النهاية المأساوية أن جماهيرهم على وشك أن تنبذهم وتستبدلهم بمن هم أفضل، يشاركونهم آلامهم، وحريصون على الوحدة الوطنية العراقية، التي هي الضمانة الوحيدة لمستقبل زاهر للجميع. لذلك حاول النجيفي أن يطلق هذه التصريحات قبل فوات الأوان ليقفز من السفينة الخليجية الغارقة إلى السفينة العراقية الناجية التي الحقت الهزيمة بداعش وكل من يقف وراءه بفضل قواته العسكرية المسلحة المدعومة من الحشد الشعبي ورجال العشائر السنية.

كذلك نشرت وسائل الإعلام تصريحات لرئيس مجلس النواب الأسبق والعضو الحالي فيه الدكتور محمود المشهداني، أنه حمّل العرب السنة مسؤولية ما يحصل لهم من دمار. قائلاً:" لماذا نلوم إيران وهي التي تدافع عن مصالحها ونترك لوم أنفسنا ومحاسبتها على تشتتها الى 22 دويلة هزيلة و49 دولة تسمي نفسها إسلامية سنية وهي كل يوم تسئ الى سنيتها ولا أستثني أحدا منا ولا منهم…"(2)

والسؤال الملح هنا: هل كان على الشعب العراقي بكل مكوناته أن يدفع كل هذا الثمن الباهظ من أرواح مئات الألوف من أبنائه، ومئات الألوف من المعوقين والأرامل واليتامى، وتدمير ما قيمته مئات المليارات الدولارات من ممتلكاته ومؤسساته الاقتصادية، وضياع 12 سنة من عمره في الإرهاب والدمار بدلاً من الإعمار، ليتوصل هؤلاء السادة (أسامة النجيفي، ومحمود المشهداني وغيرهما من القيادات السنية)، إلى قناعة أنهم كانوا على خطأ، وأن " سنة العراق وقعوا ضحية مؤامرة لدول الخليج مع امريكا،... وأن لا يلوموا إلا أنفسهم"؟؟

نحن نتمنى أن تكون تصريحات هؤلاء السادة صحيحة، وعن قناعة، وبنوايا حقيقة صادقة وليس مجرد تكتيكات مرحلية للضحك على الذقون. فالعراق بتعددية مكوناته، وبعد كل هذا الدمار الذي لحق به نتيجة دكتاتورية المكون الواحد لعشرت السنين، لا يصلح له إلا النظام الديمقراطي، تتعايش بظله مكوناته بسلام، مع احترام حقوق الأقليات، وتتخذ من صناديق الاقتراع وسيلة للتبادل السلمي للسلطة، وبدون ذلك لا يحصدون سوى الدماء والدموع. فكم يزرع الشوك لا يحصد إلا الشوك.
[email protected]
http://www.abdulkhaliqhussein.nl/
ــــــــــــ
روابط ذات صلة
1- النجيفي: سنة العراق وقعوا ضحية مؤامرة لدول الخليج مع امريكا
http://aliraqtimes.com/index.html?mod=page&num=53080&lng=ar

2- محمود المشهداني : لا تلوموا الشيعة لوموا أنفسكم أيها السنّة
http://www.tasnimnews.com/arabic/Home/Single/693085



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بترايوس ينضم إلى جوقة الأزهر السعودي
- انتصارات العراق تثير هستيريا الافتراءات
- وسقط القناع عن الوجوه الكالحة
- تدمير الآثار الحضارية، توحش بثوب القداسة
- مدى الجدية في تحرير الموصل
- الإرهاب مآله الفشل
- مرة أخرى، داعش يفضح مناصريه
- حول التعامل مع حزب البعث
- بلا شماتة..هذه بضاعتكم رُدَّت إليكم
- إياكم وقطع الأرزاق!!
- هل داعش صناعة أمريكية؟
- الأغبياء يخدمون أعدائهم
- الحضارة في مواجهة البربرية
- الشر في خدمة الدين، والدين في خدمة الشر
- (الحرس الوطني) هو الغطاء الشرعي لداعش
- العقل في خدمة العاطفة
- مشكلتنا مع الذين لا يفهمون ما يقرأون!
- مؤتمر أربيل لدعم الإرهاب الداعشي
- ذهنية الإستغفال!
- لماذا (فشل) المالكي في إطلاق ابنه وأمواله المحتجزة في لبنان؟


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالخالق حسين - وعلى جماهيرها جنت القيادات السنية