أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التواصل الحضارة : الموسيقى المصرية نموذجًا















المزيد.....

التواصل الحضارة : الموسيقى المصرية نموذجًا


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 4755 - 2015 / 3 / 22 - 15:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



تختلف الشعوب فيما بينها فى مسألة التواصل الحضارى ، بمعنى : هل المُــنجز الحضارى الذى أبدعه جدود شعب ما – منذ آلاف السنين – له امتداد وتأثير فى العصر الحديث؟ وبتوضح أكثر: هل النسق القيمى الأخلاقى الذى كان ضمن منظومة الثقافة القومية (منذ آلاف السنين) له امتداد فى العصر الحديث ؟ ولعلّ المثال التالى أنْ يكون كاشفـًا لمقصدى : أثبتتْ جهود علماء علمىْ المصريات والآثار عن وجود العديد من البرديات ، التى كتبها حكماء مصر القديمة أمثال الحكيم (آنى) وفيها وصايا لترسيخ القيم النبيلة مثل ((اعمل الخير وإرميه فى البحر)) وهذا المثل استمر طوال عشرات القرون حتى اللحظة الحالية فى الألفية الثالثة ، بنفس المعنى ، وإنْ تغيّرتْ اللغة. وكذلك فى بردية أخرى ((لسانك قد يكون معك وقد يكون ضدك)) وتحوّل فى عصرنا الحديث وعلى لسان الأميين من شعبنا المصرى إلى ((لسنك حصانك.. إنْ صنته صانك. وإنْ هنته (من الاهانة) هانك)) وهكذا فى عشرات الأمثلة عن تلك الحِكم القديمة التى أخذتْ شكل الأمثال المصرية الشعبية. وبعد عشرات القرون من الغزوات والاحتلال الأجنبى من جنسيات مختلفة، ردّد العروبيون أنّ الفنان المصرى القديم الذى أبدع فن النحت ، مات ولن يُبعث للحياة ، ولكن بعد ثورة شعبنا فى شهر برمهات/ مارس1919، نهض ابن مصر العظيم (محمود مختار) كأنما ينفض تراب العصور الماضية ، ليثبتْ أنّ فن النحت عاد إلى الحياة. وما حدث فى فن النحت، تكرّر فى مجالات أخرى عديدة، حتى فى مجال العلوم الطبيعية، فكان لدينا د. مصطفى مشرفه الذى تـذكره الموسوعات العالمية بأنه كان اليد اليمنى للعالم الكبير أينشتاين، وكان لدينا العالمة سميرة موسى ، التى توصلتْ لاسخدام اليورانيوم فى الأغراض السلمية بخامات من التربة المصرية ، لذلك لا يزال حادث موتها العبثى (انقلاب سيارتها) فى الولايات المتحدة الأمريكية غامضًا ومحل جدل وتحقيقات . تلقت سميرة موسى عروضًا كثيرة للعمل فى أميركا ولكنها فضّـلتْ العودة إلى مصر، وكانت تقول فى رسائلها إلى أمها ((عندما أعود إلى مصر سأقدم لبلادى خدمات كثيرة فى مجال الأبحاث النووية لأخدم قضية السلام)) لذلك فإنّ ملف وفاتها لم يُـغلق حتى الآن وإنْ كانت هناك – كما يقول المُــتخصّصون – أصابع اتهام للمخابرات الأمريكية والإسرائيلية فى حادث السيارة النقل الكبيرة التى تعمّدتْ الاصطدام بسيارتها ، ثمّ اختفاء السائق الذى كان يقود سيارتها بعد أنْ قفز من السيارة ونجا بحياته.
ما قصدته بهذه المُـقـدّمة هو وجود تواصل حضارى على كافة المستويات ، لذلك فإنّ ما يزعمه أعداء الحضارة المصرية من إسلاميين وعروبيين ومعظم الماركسيين، من أنّ الحضارة المصرية ماتتْ كما كتب العروبى/ الإسلامى الكبير (د. جمال حمدان) زعم باطل ، ودليل البطلان أثر الموسقى المصرية القديمة على الموسيقى الحديثة ، بل وعلى أداء مُـقرئى القرآن.
وفى بحث مهم كتبه د. أحمد يوسف الطويل أثبتَ فيه تأثر مقرئى القرآن وملحنى الأغانى بالموسيقى القبطية (= المصرية) فكتب أنّ الملحن المشهور زكريا أحمد استلهم الألحان القبطية فى العديد من الأغانى التى غنتها المطربة أم كلثوم مثل أعنية (إمتى الهوى) وأضاف ((تأثر كبار موسيقينا المصريين بالألحان الكنسية ، سواء فى صياغتهم للألحان أو فى طريقة الأداء ، وكذلك مادة (الآهات) الموجودة فى قالب (الدور المصرى) وبالاجمال هناك تشابه واضح بل اتفاق فى الغالب – بين الألحان القبطية والإسلامية الشعبية لا تــُخطئه الأذن . وذلك التشابه والاتفاق لا يُشير فقط إلى علاقة تأثير وتأثر مُــتبادل ، بل يًمكننا من خلاله إرجاع مصدر تلك الموسيقى إلى ناتج فكر إنسان مصرى ، تحققتْ له ظروف معيشية واحدة ومناخ واحد ، وثقافة واحدة ، تلك التى تكمن فى وجدان الموسيقى المصري ، يستدعيها حين يُبدع ، أو تظهر بتلقائية حين ينفعل موسيقيًا ، سواء من المسلم أو المسيحى ، بطابعها المصرى المُــتفرّد)) (الموسيقى القبطية والموسيقى اليهودية فى أحضان النيل- هيئة قصور الثقافة- عام 2014- ص64،65)
وذكر الباحث – من خلال دراسة موثقة - مع نشر النوتة الموسيقية لكل لحن – أنّ كثيرين من المُـلحنين المصريين تأثروا بالموسيقى الكنسية فى ألحانهم ، ومن بينهم سيد درويش ، محمد عبد الوهاب ، رياض السنباطى، محمد فوزى، محمود الشريف وبليغ حمدى وغيرهم . ونفى – الباحث – تأثرهم بأى ألحان (يهودية) كما زعم بعض مؤلفى الموسيقى اليهود ، وأنّ إسرائيل تحاول اختراق الفن المصرى والثقافة المصرية بأية صورة (انتحال، اقتباس وسطو) مثلما حدث مع لحن (رايح فين يا مسلينى) ولحن (قولو لعين الشمس ما تحماشى) الذى تقدمه الإذاعة الإسرائيلية على أنه مقتبس من الملحن المصرى (داود حسنى) وأنّ المصريين استخدموه كثيرا فى ألحانهم، كما جاء على لسان المذيع الإسرائيلى (أبوفريد) والمذيع الإسرائيلى إسحاق هاليفى، ولكنهما لم يذكرا أصل هذا اللحن ، فهذا اللحن استلهمه داود حسنى من نص شعرى يقول ((وجننتينى يا بت (= بنت) يا بيضه)) وهذا النص لحّـنه داود حسنى وغناه المطرب المصرى زكى مراد ، وطــُبع على اسطوانة من انتاج شركة جرامافون ، ومُسجل بدار الكتب تحت رقم 870 ورقم 1207 من غناء المطربة (سهام) لحساب شركة جراماون . ولكن يجب ملاحظة أنّ لحن (قولو لعين الشمس) له قصة تاريخبة ترجع إلى عام 1910 عندما أقدم الشاب إبراهيم الوردانى المُـتعصب على اغتيال بطرس باشا غالى (رئيس الوزراء) وبسبب العاطفة الدينية ، خرج أفراد من الشعب لوداع الوردانى قبل تنفيذ حكم الاعدام ، وكانوا أشبه بالكورس وهو يغنى ((قولو لعين الشمس ما تحماشى.. أحس غزال البر صابح ماشى)) وهذا اللحن استخدمه بليغ حمدى فى اللحن الذى كتبه للمطربة شادية من مقام (بياتى) عام 1966. وكتب الكلمات الشاعر مجدى نجيب الذى استلهم بدوره معانى الكلمات من نضال شعبنا ضد الإنجليز، من الأغانى مجهولة المؤلف التى غناها الأميون المصريون بعد أنْ خلع الإنجليز الخديو عباس حلمى الثانى عام 1914. وعندما علم شعبنا بأنّ الحكومة المصرية المُــتواطئة مع الإنجليز، سوف تــُساعد بريطانيا فى (الحرب العالمية الأولى : من 1914- 18) وأنه سوف يتم الاستعانة بجنود من الجيش المصرى، فإنّ الشعب كان يُودّع الجنود المصريين وهو يُـغنى بشجن حزين وفيه الرجاء من الشمس أنْ تــُـلطــّـف من حدة حرارتها فغنوا لها ((قولو لعين الشمس ما تحماشى.. أحسن حبيب القلب صابح ماشى))
ومن المفارقات المهمة أنّ ذات اللحن غناه المطرب محمد رشدى ، مع تغيير فى بعض الكلمات ، وكان ذلك عندما كان نبى العروبة (عبد الناصر) يُـهاجم إسرائيل (ومَنْ هـُـمْ وراء إسرائيل) خصوصًا فى شهر مايو1967 و(يقذف) إسرائيل ب (قنابله وقاذفاته) من باب الهجاء العربى ومن مفردات اللغة العربية ، وعندما علم شعبنا أنه تمّ حشد الفلاحين المصريين (من جنود الاحتياط) إلى سيناء بجلابيبهم وبدون أى تدريب سابق ، فإنّ أحد مؤلفى الأغانى تعاطف مع الموقف ، وصدّق الأكذوبة الناصرية/ العروبية بأننا سوف نشرب القهوة فى تل أبيب بعد تدمير إسرائيل ، فكتب بواعز من الحس الإنسانى البحت ((قولو لعين الشمس ما تحماشى.. أحسن جيشنا المصرى فى الشوارع ماشى)) وهى الأغنية التى غناها محمد رشدى ، ولكن بعد أنْ تحقق حلم عبد الناصر، فى تدمير الجيش المصرى وليس تدمير إسرائيل ، فإنّ أحد مؤلفى الأغانى الإسرائيليين استلهم لحن (قولو لعين الشمس) فكتب الأغنية التالية ((قولو لعين الشمس ما تحماشى.. أحسن الجيش المصرى راجع ماشى)) وغنــّتْ الأغنية مطربة إسرائيلية صوتها مُـشابه لصوت شادية (المصدر السابق- من 121- 133) ورغم المُــفارقة الساخرة المريرة، إلاّ أنْ العقل الحر لابد أنْ يُلاحظ أنّ الأغنية الإسرائيلية جمعتْ بين السخرية من الجيش المصرى ومن أوامر انسحاب الجنود دون خطة ، فتشرّدوا فى الصحراء سيرًا على الأقدام ، ومن هنا كان المزج – فى الأغنية الإسرائيلية - بين السخرية من قادة الجيش المصرى، والعطف على الجنود والشفقة عليهم من حدة حرارة الشمس (قولو لعين الشمس ما تحماشى.. أحسن الجيش المصرى راجع ماشى) يرتبط ذلك بما حدث بعد كارثة بؤونة/ يونيو67، حيث أنّ إسرائيل (المزعومة) فى الميديا الناصرية/ العروبية/ الإسلامية/ الماركسية ، استغـلــّتْ ما حدث وأصرّ قادتها – ليس احتلال الأراضى فقط – وإنما سرقة التراث المصرى أيضًا – والذى حدث أنه فى أعقاب هزيمة يونيو67 نشرتْ صحيفة أمريكية إعلانـًا إسرائيليًا عبارة عن كارت معايدة ، طبعته على ورق مقوى ، وعليه صورة لأبى الهول والأهرامات ، وتحت الكارت عبارة ((زوروا إسرائيل)) (المصدر السابق- ص78 وعبد المنعم شميس فى كتابه " أنور السادات سيرة بطل " وزارة الإعلام (المصرية) الهيئة العامة للاستعلامت – عام 1974- ص84)
وحتى النشيد الوطنى الإسرائيلى المعروف باسم (هاتفيكا) بمعنى الأمل ، مُـقتبس من عدة روافد، منها الأصل التشيكى الذى اقتبسه (صامويل كوهين) من القصيد السيمفونى (فالتافا) الذى صوّر فيه المؤلف التشيكى (فريدريك أوبدريش) خط سير نهر(المولداو) فى جميع مراحله من المنبع إلى المصب . كما يرجع النشيد الإسرائيلى إلى أغنية شعبية تركية باسم (اسكدار) وإلى لحن شعبى مصرى باسم (دولاب موسيقى) وهذا الشكل يأتى كدولاب موسيقى يسبق الأغانى الشعبية ، وكان مسموعًا بوضوح فى وصلات المطرب الشعبى محمد طه. وهذا اللحن يؤدى على آلة الأرغول المصرية ، وهى آلة مصرية قديمة جدًا (منذ الحضارة المصرية) وفى عام 1953 لحن مدحت عاصم أغنية (على الإله القوى الاعتماد) من أشعاره وغناء ليلى مراد ، وجاء فى الكوبليه الأول تيمة تكاد تكون متطابقة فى ثلاث موازير مع النشيد الإسرائيلى ، وهما لا يختلفان إلا فى مازورة واحدة لم يكتبها مدحت عاصم ، وأضافها المؤلف الإسرائيلى . كذلك فإنّ جمال عبد الرحيم ألــّـف عملا موسيقيًا تظهر فيه روح تلك الجملة الموسيقية المصرية بعنوان (تنويعات حرة على لحن شعبى مصرى) للبيانو المُـنفرد وقـدّمه على الأوركسترا مرة أخرى بعنوان (تنويعات سيمفونية للحن شعبى مصرى) وتلك التنويعات تيمة موسيقية شعبية التقطها المؤلف من التراث الشعبى المصرى، الصادر من البيئة المصرية، والتى هى نتاج ثقافى تاريخى يعود لآلاف السنين ، قبل قيام دولة باسم (إسرائيل) وقد علــّـق الملحن المصرى كمال الطويل على النشيد الوطنى الإسرائيلى بشىء من السخرية والاستهجان حين لحن أغنية (دولا مين) تأليف أحمد فؤاد نجم وغناء سعاد حسنى ، وصاغه من سلم (رى) الكبير، للتعبير عن شجاعة الجندى المصرى ، وليس حالة الضعف والاسترخاء كما فى النشيد الإسرائيلى . بينما اللحن المصرى (دولا مين) جاء على إيقاع (المقسوم) أو (البمب) المكوّن من وحدتيْن زمنيتيْن كتعبير عن الفرحة والانتصار. وكان تعليق أ. أحمد يوسف الطويل ((فأى إبداع فى السلام الوطنى الإسرائيلى؟ ولماذا يتمسكون به، رغم أنّ هناك موسيقيين يهود على درجات متفاوتة من الموهبة الموسيقية، أمثال (كاميل سان صونسن) ، (ياشا هايفتز)، (جوستاف مالر)، (ماير بير)، (أرنست بلوخ) وغيرهم. وكان من رأى الباحث أنّ إسرائيل تحاول دمج الموسيقى المصرية والإسرائيلية للوصول إلى ما يدعونه من اتفاقهمها فى منابع الثقافة. كذلك تحرص إسرائيل على دراسة الوجدان المصرى، عن طريق معرفتهم بنوع الموسيقى التى تؤثر فى حالتهم المزاجية ، من فرح وغضب وقوة واستسلام . وختم هذه الفقرة بالتعبير الذى قاله نابليون ((قل لى مَنْ يُسيطر على مصر، أقول لك مَنْ يُسيطر على العالم)) (ص109)
وعن مسألة (الوجدان المصرى) ضرب الباحث بعض الأمثلة من موسيقى داود حسنى وتأثره بالتراث المصرى فى العديد من أعماله مثل اللحن الشعبى المصرى الشهير ((أبوح يا أبوح.. كلب العرب مدبوح)) فى المسرحية الغنائية (الشاطر حسن) واستلهم أيضًا اللحن الشعبى (بسبس نو يا بسبس نو) وصاغ عليه لحنــًا كاملا . وكذلك استلهم اللحن الشعبى (حسن أبو على سرق المعزه) ولكن أهم أعمال داود حسنى هو تلحينه أوبرا (شمشون ودليله) التى يعتبرها مؤلفو المسرح الغنائى أول أوبرا مصرية عن نص فرنسى (تعريب) بشارة واكيم. وقدمتها فرقة عكاشة لأول مرة على مسرح الأزبكية فى يناير1922، ورغم أنّ داود حسنى (يهودى الديانة) فإنه لم يتردّ من تلحين هذه الأوبرا ، التى أدان فيها مؤلفها اليهود ووحشيتهم ضد الفلسطينيين الذين قتلهم شمشون الجبار. وابراز قوة هذا (الشمشون) فى عدة مشاهد أشهرها شطره الأسد نصفيْن، وهدمه المعبد على رؤوس الفلسطينيين (130) وفق ما جاء فى التراث العبرى.
كما أنّ الوجدان المصرى (وبالأدق التواصل الحضارى) هو الذى أوجد ذلك التشابه الكبير بين لحن (كيريا ليسون – ثوك – تى – تيجوم) الكنسى ومعناه (يا رب ارحم) مع أحد الألحان الدينية الإسلامية الشعبية مثل ((الله يا دايم.. هو الدايم ولا دايم غير الله)) عند تشييع جنازة أحد المسلمين، حيث اكتشف الباحثون الموسيقيون تشابهًا كبيرًا بين اللحنيْن (المسيحى) و(الإسلامى) لسبب بسيط هو (الوجدان المصرى) الذى أكــّد على ظاهرة التواصل الحضارى ، وهو المعنى الذى صاغته د. نعمات أحمد فؤاد التى ذكرتْ أنه توجد دراسة فى السوربون عن الموسيقى الكنسية وأنّ أعظم موسيقى كنسية هى موسيقى الكنيسة المصرية، وأنها مستوحاة من موسيقى المعبد فى مصر القديمة. وذكرتْ - كذلك – أنّ مصر- دون سائر البلاد – ((جوّدتْ القرآن ونغــّمتْ الأذان و(موْسَـقتْ) الدين لأنه جزء من طبيعتها)) وذكر د. سيد عويس ((لا يمكن أنْ أنسى دراستى مع الموسيقى سليمان جميل ، رحنا ندرس احتفالات الصوفيين ، وجدنا وزيرًا سابقــًا وهذا عم فلان (بائع متجول) طوابير فى الحضرة الصوفية ، وجدنا الكلام أحدث من اللحن ، اللحن كنسى والكلام إسلامى فى مدح الرسول والحسين والأولياء)) (أبعاد الشخصية المصرية بين الماضى والحاضر- مجموعة محاضرات - إعداد وتقديم طلعت رضوان - هيئة الكتاب المصرية- عام 1999- ص67، 85) وذكر كثيرون من المتخصصين فى الموسيقى أنّ قــُراء القرآن المصريين كانوا يُجوّدون تلاوتهم القرآنية بمقامات موسيقية ، فكان الشيخ محمد رفعت (قيثارة السماء) يقرأ القرآن ويُجوّده من مقام (نهاوند ألفا) والشيخ مصطفى إسماعيل يُجوّد من مقام (بياتى – النوا – صول) والشيخ عبد الباسط عبد الصمد من مقام (صبا- النوا- صول) والشيخ صديق المنشاوى من مقام (سيكا- المى) ورغم أنّ هؤلاء الشيوخ أبناء القرن العشرين الميلادى ، فإنّ ما ذكره الإمام القرطبى يؤكد وجود الظاهرة فى عصره (توفى عام 671هـ أى القرن الثانى عشر الميلادى) حيث كتب إدانة لتلك الظاهرة ووفق نص كلامه كتب ((قلتُ وهذا الخلاف إنما هو ما لم يفهم معنى القرآن بترديد الأصوات وكثرة الترجيعات فإنْ زاد الأمر حتى لا يُفهم معناه، فذلك حرام باتفاق كما يفعل القراء بالديار المصرية، ضلّ سعيهم وخاب أملهم)) (تفسير القرطبى- طبعة مركز تحقيق التراث- ص16، 17- نقلا عن بيومى قنديل فى كتابه " حاضر الثقافة فى مصر" – ص137، 139) ولمن يرغب فى المزيد عن أثر الموسيقى المصرية القديمة على العديد من الحضارات القديمة والحديثة والتوصل إلى السلم الخماسى ثم السلم السباعى واختراع الآلات الموسيقية ، عليه الرجوع لكتاب د. سمير يحيى الجمّـال فى كتابه (الموسيقى المصرية- أصولها وتطورها- هيئة الكتاب المصرية- عام 99) أو الرجوع إلى دراستى بعنوان (الحضارة المصرية وأصل الموسيقى) على موقع الحوار المتمدن. ومع مراعاة أنّ التواصل الحضارى لم يتمثــّـل فى الموسيقى وحدها إنما فى مظاهر أخرى عديدة، سواء على مستوى الفلسفة والأدب أو على مستوى العلوم الطبيعية ، أما عن فن النحت فيكفى شهادة الفنان النحات الإنجليزى العالمى (هنرى مور) الذى قال ((أعطى عمرى كله لمن يعطينى دفء النبض فى النحت المصرى)) ولذلك فإنّ هنرى مور- كما كتب من أرّخوا لحياته وأعماله - تأثر فى انتاجه لفن النحت بالفن المصرى القديم والفن المكسيكى.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخناتون : الفرعون المارق
- بورتريه لحفيد جدتى (ص. م)
- أدونيس من شاعر إلى داعية إسلامى
- الاستشراق والاستشراق معكوسًا
- الدكتور مُصدّق وعبد الناصر والمخابرات الأمريكية
- الصهيونية وسرقة التراث المصرى
- هوس الأصوليين الإسلاميين بحكم العالم
- ذهنية التحريم
- هل يمكن التخلص من كابوس يوليو1952
- الإبداع والتراث العبرى / العربى
- مدرسة سيد قطب والإسلاميون الإرهابيون
- العداء الرعوى ومجتمع الزراع
- ثقافات الشعوب القديمة والديانة العبرية
- إعدام فرعون سينمايًا
- نماذج من عجائب التراث العبرى
- الإخوان والاستعمار: تاريخ الخزى والعار
- أول سيدة تُمنح وسامًا عسكرًا
- الإرهاب الدينى والمغالطات السائدة
- أوهام الوحدة العربية ووقائع التاريخ
- حرق الكتب وحرق البشر


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - التواصل الحضارة : الموسيقى المصرية نموذجًا