أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد البكوري - البعد الفهمي للمخاطر الارهابية و ضرورة الحكامة الشمولية














المزيد.....

البعد الفهمي للمخاطر الارهابية و ضرورة الحكامة الشمولية


محمد البكوري

الحوار المتمدن-العدد: 4747 - 2015 / 3 / 13 - 08:23
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تعددت اسباب فهم مسالة المخاطر و استفاض حولها النقاش وكثرت بخصوصها زوايا النظر . وهي الامور التي تجد تفسيرها اولا ، في كون دراسة المخاطر اضحت علما قائم البنيان ،متعدد المستويات science pluridisciplinaire يسبر الاغوار العميقة لشتى تخصصات العلوم الاجتماعية والسياسية و الاقتصادية و الاستراتيجية ،كما يمتح منها مختلف الاليات المنهجية التي يتوسل بها في تحليلاته ودراساته المتعلقة اساسا بمفهوم "المخاطرة" ، ثم ثانيا بالنظر الى التصنيفات المتنوعة و التيبولوجيات المتشعبة المرتبطة بالمخاطر :السياسية ،الاقتصادية ، البيئية ،الطبيعية ، الامنية ...والتي تحتم على كل نوع من هذه المخاطر البحث عن النمط الخاص للتعامل معه ، ثم ثالثا و اخيرا لاعتبار هذا التعامل المنتظر اثناء التفكير في مجابهة المخاطر المحدقة يستلزم بالضرورة طرح جوانب "فهمية" متعددة كمدخلات لايجاد الصيغ التدبيرية الناجعة كمخرجات على مستوى اية مخاطرة من المخاطر المحتملة .وعموما يشكل البعد الفهمي لمسالة المخاطر بعدا تفسيريا /تاويليا ، يعتمد بالاساس على الاليات المنهجية الدقيقة و المقاربات العلمية الرصينة لتثبيت نموذج محوكم في التعامل مع المخاطر قبل و اثناء و بعد حدوثها ، وهو ما يستلزم من الدارسين لموضوع "المخاطر"ترك مسافات معينة بينهم و بين الاحكام الجاهزة و الاراء المسبقة، بحكم ان البعد الفهمي للمخاطر يجب ان يظل في سياق المعرفة العلمية المحايدة و المكرسة لانماط التفكير الموضوعي . ان هذا البعد ووفق هذه المنطلقات يتكرس اكثر حين دراستا لمسالة المخاطر الارهابية التي تعد الوجه الاعنف و الابشع للمخاطر الامنية ،و التي تنبثق في الوقت الراهن كمخاطر متطورة ،متحركة ،متحولة ، عابرة للقارات و الاوطان ،منغرسة في كيانات الافراد و الجماعات ومهددة للوجود الانساني برمته ، الشيء الذي يفرض لزوما علينا جميعا ،تعميق فهمنا المتواصل حول اسباب هذه المخاطر وتداعياتها الوخيمة على البشرية جمعاء و البحث المضني عن سبل تجفيفها من المنابع وعدم ترك المجال سانحا امام تطورها كورم خبيث ينخر اجساد المجتمعات ويضرب اسس بقائها في الصميم ، وليقف بالتالي حجر عثرة امام بلوغها مدارج الرقي و التقدم . ولعل من ابرز السبل القمينة بايقاف نزيف هذه المخاطر هو التوسل المستمر باليات الحكامة الشمولية . هذه الاخيرة التي تتبنى، كبراديغم تدبيري، ادوات ومناهج المقاربة الشمولية المندمجة ، في معالجة اية ظاهرة من الظواهر . فظاهرة الارهاب مثلا - كظاهرة تجسيدية للعنف و مختلف تمظهرات استعماله المنظم الذي يخلق الخوف و الرعب لدى الانسان وينجم عنه الدمار و الفوضى في البنيان ،بغية خدمة اجندات سياسية او تلبية لاهواء شخصية ، بطرق منافية للقيم الانسانية و القواعد القانونية داخليا و خارجيا - تستلزم بالضرورة الاخد باسس ومقومات هذه الحكامة الشمولية ،وهي المسالة التي حظيت بتمام الادراك من طرف المغرب ،الذي ما فتئ يكتوي بنار هذه الافة المقيتة :الدارالبيضاء في 16ماي2003ومراكش في28ابريل2011 ،ليطور من خلال هذه الاحداث الاجرامية الاليمة ، نمط حكامته التدبيرية للمخاطر الارهابية ، من ابرز الياتها الوقائية- الاستخلاصية -الاستباقية ومن اهم مضامينها :تاهيل الحقل الديني وضمان الامن الروحي ،غرس قيم الاعتدال و الوسطية ونبذ العنف و الكراهية ، التمكين من اسس تنمية مستدامة تحارب الفقر و الهشاشة و الاقصاء ، تجريم غسل الاموال وتمويل الارهاب و الاشادة به و الدعاية لقادة التنظيمات الارهابية ، تجريم الالتحاق او محاولة الالتحاق بالكيانات او التنظيمات او الجماعات الارهابية ، تجريم تجنيد او تدريب اي شخص للالتحاق بها داخل المغرب او خارجه ، تفكيك العديد من الخلايا الارهابية بما فيها تلك المتخصصة في تجنيد و ارسال المقاتلين الى مختلف بؤر التوتر، تبني مخطط "حذر" للمزيد من اليقظة الاستباقية ... ان جملة هذه العناوين و المضامين ،هي الموطدة للحكامة الشمولية المتبناة من طرف المغرب في تدبيره للمخاطر الارهابية ، وهي المسالة التي اكد عليها و زير الداخلية المغربي في معرض كلمته امام وزراء الداخلية العرب يوم الاربعاء 11مارس2015،على هامش اشغال الدورة ال32لمجلس وزراء الداخلية العرب المنعقدة بالجزائر، بقوله ان المقاربة التي نهجها المغرب في محاربة الارهاب و التطرف و الجريمة المنظمة ،منذ بداية الالفية الثالثة ، اعتمدت مبدا الشمولية ،وميزتها اشراك جميع الفاعلين "قصد التصدي لهذه الظاهرة التي اصبحت تهدد الامن و الاستقرار العالميين " .كما ان البيان المشترك الصادر يوم 12مارس 2015 على اثر انتهاء زيارة العاهل الاردني للمغرب ، يؤكد على ضرورة تبني مقاربة شمولية في مجابهة المخاطر الارهابية ،مقاربة تندمج فيها الابعاد الامنية و التنموية و الدينية ، و بالتالي كما يوكد البيان دائما تبرز " اهمية مكافحة الفكر المتطرف و الارهاب ، اينما وجد و مهما كانت دوافعه و اشكاله، للتصدي لهذه الافة الخطيرة ، التي تهدد امن دول المنطقة العربية و القارة الافريقية و العالم" .اجمالا ، ان المغرب بحسن فهمه للمخاطر الارهابية المحدقة به وبحسن تدبيره المحوكم على مستوى مجابهتها من خلال التسلح باليات المقاربة الشمولية ، سيتمكن استراتيجيا لا محالة من ربح الحرب ضد الارهاب المقيت.



#محمد_البكوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اباغتك !!! كما تباغتك !!! الفراشة في دمسة الليل
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الثام ...
- -المجدوب- الذي ... والمراة التي ...
- 8مارس بالمغرب وسؤال المناصفة
- 9مارس بين حكامة الدستور و دستور الحكامة
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الساب ...
- -مجلس المنافسة: من النوظمة الى الحوكمة-
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الساد ...
- الكوارث الطبيعية بالمغرب: من تدبير الازمات الى حكامة المخاطر
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الخام ...
- طيف
- - نصف السماء- من اجل -كل السماء-
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الراب ...
- تنغير -الافرانية-
- اثداء مقدسة و اخواتها المدنسة
- القامرة- التي في خاطري و-القاهرة-التي في خاطرك -المحطة الثال ...
- نقطة الفراغ
- -القامرة -التي في خاطري و -القاهرة -التي في خاطرك -المحطة ال ...
- سيدي المخفي
- -القامرة -التي في خاطري و -القاهرة- التي في خاطرك -المحطة ال ...


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - محمد البكوري - البعد الفهمي للمخاطر الارهابية و ضرورة الحكامة الشمولية