أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز احربيل - نحو سوسيولوجيا الفن : الداودية و تعرية(1) الواقع المغربي














المزيد.....

نحو سوسيولوجيا الفن : الداودية و تعرية(1) الواقع المغربي


عبد العزيز احربيل

الحوار المتمدن-العدد: 4731 - 2015 / 2 / 25 - 23:43
المحور: الادب والفن
    


بعد صدور البوم (الفنانة) زينة الداودية الذي يحمل اسما الكثير منا يعرفه وهو (الصا ك ) وعنوان الاغنية ( اعطيني صاكي ).بعدها مباشرة قامت ضجة كبيرة من ما يسمون انفسهم (بالنقاد) ومجموعة من الجمعيات الذين يدعون انهم يرفضون كل اشكال (السيبة) والفتن وغيرها , قاموا ضد (الفنانة) التي ذكرت اسمها سلفا باعتبارها تجاوزت الحدود المرسومة لها و بكونها تشجع الشباب و (الرجال ) على ( الفساد) و التحرش على الفتيات.
لكن هذا كله لا يهمني, شخصيا بقدر ما يهمني سؤال بسيط يرتبط باعادة النظر في مفهوم الفن المغربي .بمعنى ما هو الفن عند المغاربة ؟
الكل يعلم ان ظاهرة التحرش منتشرة بكثرة في صفوف الشباب (الذكور) المغاربة,وذلك راجع الى عدة اسباب وعوامل سوسيولوجية اهمها الكبث الجنسي المنتشر بدرجة كبيرة في صفوف الشباب والشابات ايضا على حد السواء.
لكن ما قامت به الفنانة زينة الداودية هو عمل بسيط جدا, جميع (الفنانين) يقومون بمثل ذلك ولا احد يتكلم , الشوارع المغربية مليئة بظاهرة التحرش و التعرض الى الفتيات ولا احد يهمه الامر.مع العلم ان نسبة كبيرة من الشباب الذين يمارسون مهنة التحرش على الجنس الاخر هم نفسهم من يقفون وينادون بتطبيق الشريعة الاسلامية في المغرب...في الحقيقة هناك الكثير من العبث العلمي في كل هذا الكلام .
عموما سارجع الى السؤال الذي طرحته سابقا وهو ما هو الفن عند المغاربة وكيف يفهمونه؟
في البداية , يجب ان نشير الى ان مفهوم الفن وجد الاف السنين لكن المعنى الذي اعطي اليه او التعريفات المعطات له تتغير بتغير العلوم و الثقافات ايضا .
اذن, لا باس ان نعرف بمفهوم الفن كما ورد في معجم المعاني الجامح :
فن : اسم .جمع فنون وافنان و افانين
والفن هو : جملة الوسائل التي يستعملها الانسان لاثارة المشاعر و العواطف وبخاصة عاطفة الجمال كالتصوير و الموسيقى و الشعر
والفن هو مهارة يحكمها الذوق والمواهب.
اذن, الملاحظ ان الفن له ارتباط وثيق بالذوق وهذا الاخير معروف بكونه دائما محتكرا في الذات اي الذوق يختلف من مكان بعينه و زمان بعينه وافراد بعينهم.
وما قدمته الفنانة زينة الداودية هو ابداع الى حد ما بالمقارنة مع الانتاجات الابداعية الفنية المغربية الاخرى .هذا المنتوج يتوفر على كلمات ملحنة لها معنى دلالي معين لكن (الشعب) او جملة من الاشخاص المغاربة لم يقبلوا هذا المنتوج الفني .
عموما جاء في الاغنية ما يلي :
(عطيني صاكي باغي نماكي باغي نبان اليوم زوينة ) بمعنى, ان معظم الفتيات ان لم اقل كلهم يستعملون المكياج ويريدون ان يكونوا (جميلات) ما المشكل اذن , هل في الداودية ام في المجتمع الذي لم يقبل هذا المنتوج .
الفنانة زينة الداودية لم تقم الا بتوضيح المشهد المحتكر في المجتمع .
(ندير حالا في الرجالا كولشي اغوت يا الغزالة) هذه العبارة تعبر بقوة على الوضع الراهن في الشوارع المغربية بحيث ان معضم الاشخاص مثلا اللذين يجلسون في المقاهي تنطبق عليهم تلك القولة .
لقد سبق لي ان قمت ببحث ميداني في المقاهي المغربية في مدينة اكادير و تزنيت نموذجا . ولاحظت ان معظم من يجلسون في المقاهي يقومون بذلك من اجل سببين :
اولا: التلصص في كل المارة بحكم ان معظم المغاربة يحبون الجلوس في ارصفة المقاهي (التيراس) كي يلتقطوا كل المارين في الشارع...
السبب الثاني هو عندما يشعر الفرد بالجوع يدهب الى المقهى لاشباع رغباته البطنية...
اذن, الداودية لم تخرج حتى الان عن الصورة المغربية الخالصة ..عن (الكبت) ان صح التعبير و (النكير) الذي تتعرض له المراة كل يوم في الشوارع المغربية..انطلاقا من هذه النطقة ساطرح جملة من الاسئلة الصغيرا والجوهرية هو لماذا المغاربة الذين رفظوا بالمطلق هذه اللوحة الغنائية لسبب انها تحرض الشباب على ممارسة الفتن و التحرش...لماذا لم يقوموا بهذه الضجة حينما نشاهد اغتصابات واعتداءات جنسية بالكثرة في صفوف النساء؟لماذا لم يظهروا اولئك (النقاد) بتلك الضجة في ما يتعرض له الامازيغ كل يوم من اقصاء و تهميش؟ لماذا لم نتحد يوما بذلك العدد الذي هوجمت به الداودية لنقول كفى للسياسات المخزنية التي همشت بشكل كبير المغاربة؟ لماذا لم نقم يوما لنحاسب الحكومة على ارتفاعات الاسعار؟ تبقى هذه الاسئلة عالقة وغيرها من الاسئلة الاخرى وستبقى كذلك ما دمنا نرى الامور بهذه السهولة...
ويبقى مصير الفن المغربي مجهولا حتى الان ...لان في الحقيقة نحن نحتاج بعد الى دراسات عديدة تهتم بسوسيولوجيا الفن والتعريف بالفن.


(1) المقصود بالتعرية هنا هو الفضح



#عبد_العزيز_احربيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعار احمله دائما مع المتحررات : نحن لا نريد ذكورا بل نريد رج ...
- التراتبات الاجتماعية و التراتبات الثقافية
- قراءة سوسيولوجية لمفهوم الحب عند الدكتورة نوال السعداوي
- اسئلة الجسد في السوسيولوجيا المعاصرة-سوسيولوجيا الاغراء-جون ...
- اسئلة الجسد في السوسيولوجيا المعاصرة- سوسيولوجيا الاغراء – ج ...
- LA SOCIOLOGIE DE LA SEDCTION “J.BODRILLARD
- سوسيولوجيا الجسد (5)
- سوسيولوجيا الجسد (4)
- سوسيولوجيا الجسد (3)
- سوسيولوجيا الجسد (2) عرض تاريخي بيبليوغرافي للمعارف السوسي ...
- سوسيولوجيا الثقافة (3)
- سوسيولوجيا الاديان
- سوسيولوجيا الجسد (1) قراءة دلالية في مفهوم الجسد :
- سوسيولوجيا الثقافة (2)
- سوسيولوجيا الثقافة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العزيز احربيل - نحو سوسيولوجيا الفن : الداودية و تعرية(1) الواقع المغربي