أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - الرد على حرق الأسير والإثخان به والإستدلال بأدلة موروثة ؟؟















المزيد.....

الرد على حرق الأسير والإثخان به والإستدلال بأدلة موروثة ؟؟


هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)


الحوار المتمدن-العدد: 4717 - 2015 / 2 / 11 - 16:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك وكما بيّنا أننا لا نعتبر تنظيم داعش وَجهة إسلامية فهي قد تَغَلَّفت بغلاف ديني وسرقت الأضواء من الحركات الإسلامية المعتدلة المترامية الأطراف والتي تشغل أكبر مساحات الواقع في أغلب مجتمعات الدول الإسلامية لكن بعد الرياح الهوجاء لما يسمى بالربيع العربي وإرتدادها العكسي على خيارات الشعوب بقوة الحديد والنار مع شحن مبرمج ومدعوم بقوة الدولار للفكر الطائفي كانت من ثمراته إغتيالات مبرمجة وتشريد وتهجير مرسوم لأهل العقل والدراية أدّى الى دخول المنطقة في الصراع الحتمي بين الطوائف من جهة ومن جهة أُخرى دخلت الشعوب في صدام دامي وحتمي أيضاً مع حكوماتها المتُجَبّرة والتي أرتدت بشكل وحشي وعنيف تجاه خيارات شعوبها مما أدّى الى ظهور حركات التشدد واستقواءه من حيث البيئة المهيئة له والدعم المادي من وراء الانظار والاضواء؟
لذلك كان الطعم حاضراً بظهور كيان دموي وحشي مخابراتي مافيوي يتغلف بغلاف إسلامي يفرض نفسه بقوة العنف والسلاح المدعوم وقوة الأموال الخيالية يضاف إليها قوة الدماء الشابة والملتهبة من أقاصي الدنيا لكي يتم توظيفهم بحجة رفع رايات الاسلام في اماكن هم لايعلمون مايجري فيها ؟؟
وهذا ما أدى الى جذب كل القوى والتنظيمات المجاورة لها والقيام بالتهامها ومن يثبت على عدم الانخراط والولاء لها يقمع ويستقطب دماء أفراده إليه بالقوة أو كتحصيل حاصل
وهكذا
ولهذا فهذا التنظيم لايراعي أية نوع من الصفات الأخلاقية وخاصة في ساحة المعركة ، فكل الأعمال مباحة لهم مهما كانت بشعة بل هي تتقنن في القتل والذبح والقطع والحرق كرسائل ضمنية لنشر الرعب ومن وراءه تشويه مبرمج للدين الحنيف المشهور بسماحته وعدله .

لنأتي الى صلب الموضوع وهو كيف يتم معاملة الأسير شرعاً ؟
هل مايبررون لأنفسهم بحجة وجود هذه الأفعال في التراث الموروث يمكن أن يصل الى جواز فعلَتهم هذه ؟
لنرى ماذا يقول الله تعالى في محكم كتابه عن الأسير :

1- {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلا شُكُوراً}
وهي آية واضحة تبين أنه لايجوز حتى تجويع الأسير بل من الواجب إطعامه وقد جاءت الآية في سياق الرحمة والرأفة والحث على إقدام العون للمحتاجين ومن ضمنهم الأسير ؟
2- يقول الله تعالى {فَإِمَّا مَنّاً بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا}
فقرآنياً/حلول التعامل مع الأسير هو :
إما
• المَنّ /أي يفرج كمِنَّة من المسلمين
• الفداء/ أي يفرج بديَّة

أما ما قيل في المرويات والموروث الفقهي فمنهجنا معلوم أننا قد أفندنا روايات صحاح تتاقضت وعارضت آيات بيّنات كما أوضحناها في قضية الرجم فما بالك بموروثات فقهية شاذة عن سياق الهدي النبوي وسماحة القرآن لكن لنسترسل معاً في ذكر المرويات وبيان صواب منهجنا من المرويات نفسها ؟
1- في معركة بدر أقدم النبي في فداء الأسرى بما لم يفعله أحدٌ لا من قبله ولامن بعده وهو: أن يؤدي من ليس لديه مال خدمة مناسبة للمجتمع المسلم، يقدر عليها الأسير، ويحتاج إليها المسلمون
ومنها فقد شرع لمن كان يعرف الكتابة من أسرى المشركين: أن يكون فداؤه (تعليم عشرة) من أولاد المسلمين الكتابة. ولم يخش النبي على أبناء المسلمين من تأثير هؤلاء المشركين على عقول صِغار المسلمين حيث أن محو أُميّٓ-;-ة القراءة والكتابة لا يحمل معه فكرا ولا اعتقاداً!!
وكان من حسن معاملتهم لهم أن أسلم الكثير منهم ( الوليد بن أبي الوليد) الذي أسلم بعد أفتداه أهله فقيل له : لماذا أسلمت بعد الفداء ؟فقال : حتى لايظن أحد أنما أسلمت من عجز الأسر !!
يل وقد بوب البخاري في صحاحه باباً أسماه ( باب الكسوة للأسارى) ؟لأنهم أصبحوا تحت كفالة المسلمين

2- نهى النبي من حرق الحشرات فما بالك بالانسان ؟ فعن حديث ابن مسعود قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فمررنا بقرية نمل قد أحرقت؛ فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: "إنه لا ينبغي لبشر أن يعذب بعذاب الله عز وجل"

3- وموجود في صحيح البخاري، وهو أصح كتب السنة على الإطلاق، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "لا تعذبوا بالنار، فإنه لا يعذب بالنار إلا ربها".

4- ووصى النبي أصحابه بحُسن معاملتهم فقال: "اسْتَوْصُوا بِالأَسْرَى خَيْرًا"رواه الطبراني
ومن وصاياه في المعركة أيضاً كما يرويه مسلم
"…ولاتغلوا ولا تغذروا ولاتمثلوا ولاتقتلوا وليداً "
في عصر كان هذه الافعال الشنيعة شيئاً طبيعياً بل استمر هذه الافعال لغاية الآن في كثير من البلدان ،،،،

إنكار كل مرويات الحرق والإثخان للأسرى:

1- قضية الصحابي الجليل أبو بكر الصديق أنه قد أحرق "الفجاءة السلمي" حيًّا غير صحيح وساقط باطل لا سند له؛ لأن هذه الرواية مدار سندها على "علوان بن دَاوُدَ البجلي" وهو رجل مطعون في روايته، قال الحافظ بن حجر في لسان الميزان: "قال البخاري: علوان بن داود- ويقال بن صالح- منكر الحديث". كما علق الحافظ نور الدين الهيثمي في مجمع الزوائد على هذه الرواية بقوله: "رواه الطبراني وفيه علوان بن دَاوُدَ البجلي وهو ضعيف وهذا الأثر مما أُنكر عليه". وروى العقيلي في "الضعفاء الكبير" عن يحيى بن عثمان أنه سمع سعيد بن عفير يقول: "كان علوان بن داود زاقولي من الزواقيل" والزواقيل هم اللصوص.؟؟؟؟

2- أما اتهام الصحابي خالد بن الوليد بحرق رأس خالد بن نويرة فهي رواية باطلة في سندها "محمد بْنُ حميد الرازي" وهو كذاب، قال عنه الإمام ابنُ حِبَّان: "كان ممن ينفرد عن الثقات بالأشياء المقلوبات. قال أبو زرعة ومحمد بن مسلم بن وَارَة: صَحَّ عندنا أَنَّهُ يكذب".

3- حادثة قيام الإمام علي بحرق من قاموا بتأليهه ومقولته المشهورة :
لَمّا رَأَيتُ الأَمرَ أَمراً مُنكَراً
أَجَّجتُ ناري وَدَعَوتُ قَنبَرا
لا أساس لها فقد تكون من المرويات المدسوسة من قبل الأمويين رغم وجودها في البخاري وفي روايات الكُليني الذي هو بمثابة البخاري عند الشيعة رغم ان روايته تبين انهم تم خنقهم في حفرة مجاورة بدخان نار الحطب
وللعلم أن هناك من المرويات التي تؤكد على نفيهم وليس حرقهم .....
المهم أن نعلم أنه لم يتم تأليه علي في حياته بل ظهر هذا المعتقد بعد مماته وهذا هو الأصح،
فلاينبغي أن يتقدم الإمام علي وهو من آل البيت الأطهار أن يقدم على هذه الفعلة .

4- أما المرويات التي تفسر القرآن تفسيراً منحرفاً لكي تثبت صحة مرويات لا أساس لها وكما أشرنا اليها في بحثنا عن المفهوم الصحيح للجهاد والقتال ،نعيد بيان التفسير الصحيح لأسرى بدرمختصراً أن المعنى هو الإثخان أثناء الحرب وليس بعد الأسر ؟وأن المسلمون تماطلوا في الإثخان بُغية الأسر وتحريرهم فيما بعد بفدية مالية ،وكان التوبيخ الإلهي لهم عندما بيَّن القرآن أنه لاينبغي أن ترغبوا بعَرَض من الدنيا
بل كان الأجدر أن تَرَوا في العدو بأسكم وشِدَّتكم

وأخيـــراً /
يُجدر التأكيد أنه كل ماذكرناه عن إفناد المرويات والتأكيد على عدل القرآن في التعامل مع الأسير تشمل نظام إسلامي قائم ويمثل أُمة معترف بها داخلياً وخارجياً ولا ينبغي لأي حركة أو جماعة تٓ-;-دَّعي لنفسها حق الجهاد والقتال أو تَدَّعي الخلافة أو الدولة بحجج واهية وهي في الحقيقة عبارة عن عصابات مافيوية منحرفة ....
وينبغي المعرفة أن كل الآراء الشاذة المتتقاة من قبل هذا وذاك والموجودة في التراث الفقهي في فترات زمنية متفرقة لاتعنينا في شيء وفي دين الحق ،، وفي فترات منيرة تُبين مدى تأثير سماحة هذا الدين على سلوكيات وقرارات الذي بيدهم زِمام الأمور
وأكتفي بما ذكره من يعتبرونه من أكثر الفلاسفة تأثيراً في الغرب وهو الفيلسوف الفرنسي (جوستاف لوبون) عندماقارن بين أفعال قادة الجيوش الصليبية ، وما فعله صلاح الدين الأيوبي، فيقول:
[ كان أولُ ما بدأ به ريكارد أنه قتَل صبْرًا أمام معسكر المسلمين ثلاثةَ آلاف أسيرٍ مسلمٍ سلَّموا أنفسهم إليه بعد أن أعطاهم عهدًا بحقن دمائهم، ثم أطلق لنفسه العِنان باقتراف القتل والسلبِ، وليس من السهل أن يتمثَّل المرء درجةَ تأثير هذه الكبائر في صلاح الدين النبيل الذي رحِم نصارى القدس، فلم يمسَّهم بأذى، والذي أمدَّ فيلب وقلبَ الأسد بالمرطبات والأزواد أثناء مرضهما]!!
وهذه الأخلاق الحربية الذي كان ينتهجهها صلاح الدين نابع من خلفيته الثقافية لدين الحق المغلفة بالرحمة ونبيه الذي قال الله في علياءه أنه لم يرسله إلا رحمةً للعالمين ،،،ولو كان ألد أعداءه .

تمت.



#هفال_عارف_برواري (هاشتاغ)       Havalberwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هو الشهيد في القرآن
- المفاهيم الصحيحة للجهاد والقتال في القرآن !
- الرد على من إتهم المسلمين بالإرهاب وبشَّرَ بسماحة المسيحية ؟
- هل أسقط عُمر الإمبراطورية الكوردية أم الفارسية وهل ظلم شعوب ...
- رسال الى عيسى عليه السلام ......من باب الخيال الوجداني
- حقيقة ميلاد المسيح والمسيحية والموروث الثقافي للطقوس المسيحي ...
- ملك اليمين
- نشأة الدولة السعودية المتغلفة بالحركة الوهابية وفرضها على ال ...
- الرقيق في الإسلام هل هو تحرير وعتق أم إستعباد؟
- يبدوا ان العلاقة الامريكية الايرانية تحول من زواج التمتع الى ...
- تيار الحركة الكوردية في غرب كوردستان أتخذ المسار الخطء وعليه ...
- لاتجعلوا الحليم المغوار يثور.......!!
- يبدوا أنه قد آن الأوان لتحقيق وثيقة كيفونيم الصهيونية !!
- الديانة السيسية الجديدةالقديمة ......!!
- إحذروا المداخلة ....المتشددون المدنيون الجدد !!
- المصيدة الإلكترونية ؟
- الصناعة الأكثر رواجا- في مصر ,, صناعة الفرعونية !!
- التيار السلفي والتيار الصوفي وراء كسر ارادة كل نهضة بتحالفهم ...
- التيار السلفي والتيار الصوفي وراء كسر ارادة كل نهضة بتحالفهم ...
- من حقك أن تموت في عشق الوطن ..........!!


المزيد.....




- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟
- كوريا الشمالية تختبر -رأسا حربيا كبيرا جدا-
- مصدر إسرائيلي يعلق لـCNN على -الانفجار- في قاعدة عسكرية عراق ...
- بيان من هيئة الحشد الشعبي بعد انفجار ضخم استهدف مقرا لها بقا ...
- الحكومة المصرية توضح موقف التغيير الوزاري وحركة المحافظين
- -وفا-: إسرائيل تفجر مخزنا وسط مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم ...
- بوريل يدين عنف المستوطنين المتطرفين في إسرائيل ويدعو إلى محا ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- خبير عسكري مصري: اقتحام إسرائيل لرفح بات أمرا حتميا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - الرد على حرق الأسير والإثخان به والإستدلال بأدلة موروثة ؟؟