أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زاغروس آمدي - لماذا يفضل الإسلامي واليساري الإقامة في بلاد الغرب الكافر الرأسمالي؟














المزيد.....

لماذا يفضل الإسلامي واليساري الإقامة في بلاد الغرب الكافر الرأسمالي؟


زاغروس آمدي
(Zagros Amedie)


الحوار المتمدن-العدد: 4708 - 2015 / 2 / 2 - 23:34
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من المفارقات المضحكة والمحرجة، أن الإسلامي يصف الغرب بأنه ديار الكفر، وعندما تضيق به بلاده لا يذهب إلى تورا بورا ويناضل ضد الكفر،أو إلى مكة أو قم أو النجف أو الخرطوم ، وإنما يختار أن يعيش مع أولاده في الغرب بين الكفار وعلى حسابهم. بينما نجد آخرون يتركون باريس ولندن وفيينا وراءهم ويذهبون للقتال في سورية والعراق في صفوف الدولة الإسلامية.
وأن اليساري المتشدد أو الشيوعي يصف بلاد الغرب بالإمبريالية أو الحداثة الرأسمالية التي تستغل العمال والفقراء، وعندما تضيق عليه بلاده لا يذهب إلى جبال قنديل أو الى كوريا الشمالية لمقارعة الإمبريالية، أو فيتنام أوكوبا أو الصين الشعبية وهي من بقايا الشيوعية، ليتنعم بخيرات الماركسية، بل يُفضل الذهاب إلى الغرب معقل الإمبريالية ليأكل هو وأولاده من طعام الإمبريالية المدنس والمشوب بإستغلال الفقراء على حد زعمهم. بينما نجد أحياناً آخرون من ذو الميول اليسارية يتركون بلادهم ويذهبون للقتال ضد الإمبريالية مثلما حصل في القرن الماضي في بعض الحروب التحررية او الاهلية خاصة، او ما نشهده الان في انضمام بعض الغربيين الى القتال مع أو ضد الدولة الاسلامية.

ما هو تفسير هذا التناقض؟
هناك سببان على الأقل حسب تصوري، الاول هو أن الإنسان في معظم القرارات لايعتمد فقط على العقل الواعي وإنما أكثر على العقل اللاواعي، وكثيراً ما نشعر بأنه في لاوعينا تأتي إلينا إشارات أو أصوات تعارض قرارات العقل الواعي، وهذا ما يجعلنا أن نتردد في إتخاذ قراراتنا، وهنا في حالتنا المذكورة يسطير العقل اللاواعي على قرارهم بالسفر إلى المكان الذي يخالف عقلهم الواعي.
ويؤكد علماء النفس والإجتماع ان اللاوعي هو الذي يقود الإنسان في أكثر الحالات. وغالباً تكون إملاءات العقل اللاواعي هي الأقوى والأكثر صواباً، لأن في اللاوعي مخزون أو كم هائل من المعلومات والتجارب غابت معظمها عن العقل الواعي.
السبب الثاني لهذا التناقض عند المجموعتين المذكورتين هو إصابة الإدراك لديهم بتشوه جزئي نتيجة لإنبهار عقولهم بإيدلوجية معينة او دين معين، ولذلك تجدهم يحاولون وبشتى الوسائل حتى العنفية منها إثبات بأنهم دائماً على حق، ولذلك يبررون وجودهم في الغرب الكافر أو الغرب الرأسمالي بمسوِّغات غير منطقية لا تقنع سواهم.
اما السفر بالإتجاه المعاكس فسببه هو حصول تشوه جزئي ومؤقت للإدراك لديهم، وعندما يزول هذا التشوه يعودون مجددا الى بلدانهم. والفرق بين تشوه الإدراك المؤقت والدائم هو غالباً بسبب الزمن، فالإدراك المشوه الدائم يبدأ بالتشكل عند الجنين وهو في رحم أمه عندما يسمع كثيراً عن موضوع معين، وبعد الولادة يستمر هذا الموضوع إلى أن يترسخ في اللاوعي، وعادة ما يستمسك هذا الشخص بشدة بموضوعه، وإذا أراد التخلص فيلجأ إلى موضوع مشابه له في الجوهر ومعاكس له في الإتجاه، كالشخص الذي يترك الدين ويتنبى الماركسية كعقيدة، أو يلجأ إلى دين آخر يختلف مع دينه السابق بالصورة فقط وليس بالجوهر. أما التحرر من الدين او العقيدة كلياً،فهو من الصعوبة بمكان بحيث لاتقدر على ذلك إلا قلة قليلة من الناس اصحاب المعرفة الموسعة والمتنوعة أو أصحاب إدراك ذهني حاد يرفض اللامعقول، ومع ذلك لا يمكنني التعميم، فثمة اشخاص بينهم مفكرون ذو معرفة كبيرة ومع ذلك يبقون ضمن دائرة الدين، والسبب في إعتقادي هو صعوبة البناء الداخلي للذات وإيجاد غطاء جديد في حال هدم البناء القديم للذات.
وفي العموم يبدو لي أن العقيدة سواء كانت بغطاء ديني أو فكري شمولي ستلازم الأغلبية من البشر لعدة قرون أو ربما أكثر، فعدا أن العقيدة توفر له الأمن النفسي والحلول لقضايا كبرى كالمصير والوجود، فإنها توفر الإنتماء الذي يربطه بالجذور ويوفر له شخصية أو هوية متميزة تدعوه إلى الإفتخار وقد يصل أحياناً الى مستوى الغرور والتغطرس والتعجرف الذي يؤدي به إلى مشارف اللا مقول المتطرف الذي يبيح بدوره كل الوسائل بما فيها العنفية لفرض عقيدته على الآخرين. وهذا السلوك المنحرف والمرضي نلاحظه بوضوح الآن عند الدولة الإسلامية وأخواتها. كما أن الإتحاد السوفيتي طبق هذا السلوك المنحرف في توسيع دائرة الماركسية والشيوعية خارجه، واحياناً كاد أن يؤدي إلى كارثة عالمية كما حدث في مسألة كوبا بين كيندي وخروتشوف، كما أن إحتلاله لأفغانستان صب في هذا السلوك المنحرف. ومثال آخر وهو الثورة الخمينية في إيران والتي طبقت هذا السلوك المنحرف داخل وخارج إيران وما يزال إلى الآن.
هنا نلاحظ أن صاحب السلوك المنحرف أو المرضي وسواء كان على المستوى الجمعي أو الفردي لايراعي مصالحه الخاصة أثناء أداء سلوكه، لأنه يعاني من تسلط العقيدة التي تحدد الاولويات لصاحبها. ولذلك ينصاع هؤلاء مرغوبين أو مجبورين الى تطبيق هذا السلوك المنحرف.




#زاغروس_آمدي (هاشتاغ)       Zagros__Amedie#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجود الأديان ضرورة، لكن يجب الانتباه الى:
- هذا ليس من الإسلام ! (1)
- هذا ليس من الدين
- حينها سأرحل عن هذه الأرض مطمئناً على مستقبل شعب....
- هل يمكن تجنّب وقوع الفأس في الرأس؟
- مقدمة الجزء الثالث من تأريض الإسلام
- عِندَما يَرَىَ الشَّيْطانُ رَجُلَ دِينٍ، يَكَادُ يمُوتُ ضَاح ...
- العقل الممنوع من التصرف
- رؤى سياسية مختصرة (تجاهل الحقائق يعمق تعقيد العلائق)
- مقالات في كلمات
- بشار عل عرش يزيد، لكن ما من جديد
- تأريض الإسلام (14)
- الكلاب فقط تتجول بحرية
- تأريض الإسلام (13)
- فتاة كردية تغزو عرش الطرب العربي الأصيل
- تأريض الإسلام (12)
- لا بدّ من ثمن إضافي لنجاح الثورة السورية
- تأريض الإسلام (11)
- إلى من يتغنى بالفسيفساء الجميلة في سوريا
- الضربة الإسرائيلية الأخيرة ومفارقات مضحكة


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - زاغروس آمدي - لماذا يفضل الإسلامي واليساري الإقامة في بلاد الغرب الكافر الرأسمالي؟