أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوشن فريد - هل الأفافاس ضد حرية التعبير؟














المزيد.....

هل الأفافاس ضد حرية التعبير؟


بوشن فريد

الحوار المتمدن-العدد: 4698 - 2015 / 1 / 23 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل الأفافاس ضد حرية التعبير؟
يخيل لمن يراقب مواقف الطبقة السياسية في الجزائر, لاسيما مواقف أقدم تشكيلة سياسية معارضة للنظام في البلاد, حزب الزعيم التاريخي حسين أيت أحمد, غياب شبه كلي سواء بالبيانات أو من خلال التصريحات من طرف إطارات الحزب أو مسيرات شعبية في مناصرة سجناء الرأي و مساندة حرية التعبير, و الدفاع عن الحريات و ثقافة المبادرة السياسية و حقوق الأقليات, خاصة في مرحلة حكم الرئيس بوتفليقة, برغم أن هذا الحزب المعروف بطبيعة قناعاته السياسية الراديكالية و ميولاته لتطبيق العدالة الاجتماعية و رفضه المطلق لدولة مغلقة شمولية ترعاها عقلية الشرطة البوليسية و ضد قيام الدولة الدينية, كان من المناصرين للحريات الفردية و مدافعا شرساً ضد كل أشكال العنف المعنوي أو جسدي الذي يجسده النظام الجزائري على أرض الواقع, و في حق الرافضين لسياسة التضييق و خنق الحريات في الجزائر المستقلة.
فبعيدا عن محاكمة الأفافاس لا عن طريق البحث في تصفية الحسابات, و لا عبر اختلاف الإيديولوجيات و القناعات السياسية, كان من المفروض على المتتبع للشأن السياسي للحزب, أن يتساءل و بدون خلفيات أو إشارات حزبية حول الأسباب المقنعة عن غياب حزب جبهة القوى الاشتراكية في مساندة القضايا المصيرية و الكف عن الدفاع على الحريات الفردية و الجماعية في الجزائر؟ فعلى الغرار, لماذا لم يقم الأفافاس بالتنديد على تصرفات النظام الجزائري بالتصدي لمختلف المظاهرات الشعبية و الوقفات الشبه اليومية في العاصمة, التي تنظمها حركة بركات و أحزاب المعارضة, بنوع من العنف الغير المبرر, و همجية في توقيف المحتجين من طرف الأمن الوطني؟, و ثم سجنهم دون محاكمات عادلة أو نفيهم دون ضمير دستوري أو إنساني, أو متابعتهم قضائياً بتهم غير مؤسسة على احترام الدستور, الذي ينص بصريح العبارة, أن حرية التعبير مكفولة دستوريا لكل للجزائريين. فأين موقع حزب الأفافاس حيال محاولة النظام المستمرة في خنق حرية التعبير عن الرأي, و منع حق التظاهر السلمي في قلب العاصمة, بعدما تم رفع حظر التجوال و حالة الطوارئ في سنة 2011؟.
أين موقف الأفافاس في قضية متابعة الدكتور سعيد سعدي بتهمة القذف و إهانة رموز الدولة الجزائرية؟, أين موقف الأفافاس من قضية الصحفي عبد الفاتح القابع في السجن لمدة عامين بتهمة مساعدة زميل له في الهروب عبر الحدود الجزائرية؟
بعض من المحللين السياسيين يقرون بأن حزب الدا الحسين يمر بمرحلة إعادة ترتيب مواقفه السياسية, فمسيرة خمسين سنة من النضال الراديكالي, جعلته و بالإكراه يخفض من مستوى خطاباته و مبادئه على حساب مصلحة الحزب, و كما أن مفاهيم الضغط على السلطة و معارضتها اختلفت على ما كانت عليه في مرحلة التعددية الحزبية, و خير دليل, على أن الأفافاس قام بتغيير البعض من مواقفه المعروفة, مشاركته الغير المتوقعة في الانتخابات التشريعية التي تم إجرائها في 29 نوفمبر 2012, و موقفه الغير المفهوم لا من باب العمل السياسي, و لا من زاوية الأعراف و تقاليد اللعبة السياسية العالمية, حول العهدة الرابعة للرئيس بوتفليقة, بحيث غاب عن الأفافاس في صناعة موقفه جراء ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة و هو في حالة صحية لا تؤهله دستوريا و لا سياسيا في الحكم, فاختار الصمت المحرج و عدم إبداء موقف صريح منه, و هذا ما جعله يتعرض للنقد اللاذع من طرف مناضليه و أحزاب المعارضة.
و من باب الاعتراف, و بعيدا عن مسألة محاكمة الأفافاس دائما, نجد أنه من الصعب فهم طبيعة مواقفه و كيفية اتخاذها, فبحكم معرفتنا الكبيرة لمسيرة هذا الحزب العتيق, لم يكن أحدا يتصور بأنه ستقوم القيادة الحالية الشابة بإدارة ظهرها للون الحقيقي للأفافاس, إذ نلاحظ فوارق كبيرة في تسيير مؤسسات الحزب, و خاصة طريقة إصدار المواقف السياسية تجاه النظام, ولا أحد منا توقع أن يأتي يوم, أين الأفافاس يتخلى عن نرفزته السياسية و معارضته للنظام, و يتحاور مع أحزاب الموالاة "حزبي الأفالان و الأرندي", في مواضيع سياسية و اجتماعية و اقتصادية دون التعرض لمسببي الأزمات, و في الحقيقة هذا أمر غير متوقع من حزب كان يحسب له ألف حساب من طرف الجميع, و بالمقابل نجد أفافاس اليوم يقبل بالتحاور من النظام عبر حاشيته و موالاته بشروط مسبقة, عدم التطرق في الحديث عن شرعية الرئيس و المؤسسات فهي خطوط حمراء, و طابوهات مقدسة, و الأدهى أن أفافاس اليوم شارك في ندوة مازافران التاريخية التي راعتها المعارضة المنضوية في إطار التنسيقية من أجل الحريات و الانتقال الديمقراطي, و بعدها أعلن بقيادة شعار الإجماع الوطني لبناء دولة القانون و إنقاذ البلاد من زكام الربيع العربي الوشيك, و تبني مبادرة فردية يدعو من خلالها للتوافق الوطني, و تحمل المسؤولية التاريخية, رافضا بالكامل الانخراط و الاستمرار في مبادرة التنسيقية من أجل الحريات و الانتقال الديمقراطي, بحجة أن هذه الأخيرة ترتكز أكثر على العمل السياسي و تهيئة أرضية للتغيير دون إشراك النظام, و هذا ما يجعلها تخسر الرهان مسبقاً حسب قراءة الأفافاس, و هذا الانفراد بالمبادرة على حساب مبادرات أخرى تشكلت في الساحة السياسية, أوقع حزب جبهة القوى الاشتراكية في مصيدة التهم و التخوين بتفاوضها مع السلطة بإدارة صفقة غير متوفرة الأهداف و المصالح, هذا حسب قراءات المعارضة و متتبعي الشأن السياسي في الجزائر.
و اليوم في خضم غياب مواقف صريحة من الأفافاس تجاه ما تتعرض له البلاد و العباد من التضييق في الحريات و تغييب ثقافة الحوار و تبني أطروحة في الاتحاد قوة, يمكن استخلاص فكرة واحدة من كل ما سبق ذكره, أن المستفيد الوحيد من صراع حول التموقع و زعامة التغيير في الجزائر هو النظام, و أن صناعة مجسم التغيير في مثل هذه الظروف و التغيرات و البيع و الشراء في المبادئ و المواقف, يجعل من غاية الجزائريين في رؤية حلم التغيير نحو الأفضل و غد مشرق, مجرد وهم داخل كابوس لا ينتهي.
بقلم: بوشن فريد



#بوشن_فريد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرية التعبير في ميزان العرب
- الدكتور سعيد سعدي ضحية مواقفه الصادقة
- النفط و المعارضة في صف واحد ضد النظام
- تونس و المثالية السياسية
- لماذا لم يتغير الفكر العربي بعد؟
- كمال داود... الحضارة تحميك.
- لا يجب أن نحلم أحلاماً أكبرمن مستوى أفكارنا
- لماذا التعنت في زمن التشتت؟
- هل الرئيس بوتفليقة من سلالة الأنبياء؟
- المعارضة الجزائرية لم تبلغ سن الرّشد بعد
- من هنا تبدأ الصحوة العربية...
- ماذا ورثنا من الاستقلال؟


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بوشن فريد - هل الأفافاس ضد حرية التعبير؟