المعارضة الجزائرية لم تبلغ سن الرّشد بعد

بوشن فريد

الحوار المتمدن-العدد: 4636 - 2014 / 11 / 17 - 22:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في انتظار الإعلان الرسمي بتطليق مبادرة الأفافاس من طرف التنسيقية
المعارضة لم تبلغ سن الرشد بعد
توحي القراءات المتعددة و التحليلات السياسية من طرف المهتمين بالشأن السياسي في الجزائر , أن النظام الجزائري هو المستفيد الوحيد من الوضعية التي آلت إليه الأحزاب المعارضة له, بحيث ستسمح له لغة التفتت و الانقسام السابحة بين أطراف زعماء تلك الأحزاب المعارضة في البحث عن خارطة طريق للاستمرارية في الحكم دون منازع, و خاصة في ظل بروز حزب الدالحسين الأفافاس طرفاً سياسياً آخر مناهض لأطروحة التنسيقية من أجل الحريات و الانتقال الديمقراطي الداعية لرفض النظام كلياً و عدم الاعتراف به , و بالمقابل نجد الأفافاس الذي طرح مؤخراً مبادرته السياسية بعنوان الإجماع الوطني متحمساً بتطهير الساحة الوطنية و الرأي الشعبي من تلك المخاوف و التهديدات التي كانت محل بركة لدى النظام الجزائري , هذا الأخير الذي يبدو أنه مرتاح أكثر من أي وقت مضى , لتفرغ الأفافاس في تفسير أسطوانة الربيع العربي المدمر للجزائريين , ومن ثمة بلوغ الرسالة النظامية بكل مصداقية و شفافية عمق الإيمان الشعبي بلسان أقدم حزب سياسي معارض.
مبادرة جبهة القوى الاشتراكية لا تحمل الجديد و غامضة المعالم و الأهداف , حسب تعبير زعماء التنسيقية , و لكن ما قراءة الشعب الجزائري منها؟ و من المستفيد من تحريكها في هذا الظرف بالذات؟,أسئلة كثيرة و مختلفة باختلاف المعارضة فيما بينها , و ربما الأيام الآتية هي الوحيدة التي لها حق الجواب عليها دون مراوغة أو مزايدة , و في انتظار الإجابة الشعبية لمدى نضج و صلاحية مبادرة الأفافاس , و كيف سيتعامل معها النظام بأحزابه الموالية , لابد منا أن ندرك أن زمن التعنت و عقلية الاستعلاء و الزعامة قد ولى, و لا مكان للجاهلية السياسية في مرحلة عصرية بعصرنة النخب و المجتمع و الشباب , فلا ينبغي و هذا من زاوية اليقين أن تتبرأ جبهة القوى الاشتراكية من المعارضة بسبب شعور بالغيظ السياسي أو ما شابه ,و إن كان العكس , فما على الأفافاس إلا أن يبرر لماذا في هذا الوقت بالذات يتم الإعداد لمبادرة سياسية مشابهة لطموحات و أهواء النظام؟
بقلم: بوشن فريد.

#بوشن_فريد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل