الخطاب الدينى

داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4697 - 2015 / 1 / 22 - 12:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

كثر الحديث عن تطوير الخطاب الدينى ومراجعة الخطاب الدينى وتنقية الخطاب الدينى وما إلى ذلك. ولكن هلا تساءلنا من ذا الذى يحق له أو من ذا الذى يملك أن يدعى لنفسه الحق فى توجيه الخطاب الدينى؟ يقضى المنطق بأن ذلك الحق لا يكون إلا لسلطة دينية. وأن تهتبل سلطة الحكم لنفسها السلطة الدينية ينتهى بأن يكون للسلطة الدينية كامل السيطرة على سلطة الحكم. وأظن أن شيخ الأرهر كان محقـّا من الناحبة الشكلية حين عقـّب على مطالبة الرئيس السيسى بمراجعة الخطاب الدينى بما معناه: نحن نعلمكم صحيح الدين. وفى تقديرى أن كل ما يقال فى هذا المجال هو من قبيل ما يعبر عنه المثل الإنجليزى بعبارة وضع العربة أمام الحصان.
فيما يتعلق بالدولة لا شىء يصح غير أن تحرص الدولة فى حزم وقوة على منع الخلظ بين الدين والشأن العام فى أى مجال وعلى أى مستوى، فلا الدولة تتحكم قى أمور الدين ولا مؤسسات ورجال الدين يُسمح لهم بالاقتراب من أجهرة الدونة والقرارات التى تتعلق بالشأن العام. أىّ رخاوة فى تطبيق الفصل التام بين الدين والدولة يفتح الباب واسعا لهذا الذى نعانى منه الآن.
نعود لموضوغ الخطاب الدينى. شأن الخظاب الدينى شأن كل خطاب. إذا لم يخالف الخطاب القانون بالتحريض على العدوان أو العنف فلا يحق لآحد أن يمنعه. دعوا دعاة الدين يدعون لما يشاءون وينادون بما يؤمنون به على أن تدعوا دعاة كل فكر ينادون بما يؤمنون به. أعيدوا طبع ونشر كتب حسن البنا وسيد قطب على أن تعيدوا طبع ونشز مؤلفات على عبد الرارق ولويس عوض. لا تمنعوا كتابا يطالب بالرجوع للخلافة على ألا تمنعوا كتابا يدعو للإلحاد ويفنـّد دعاوى كل الأديان. إمساك العصا من الؤسط يصلح فى مسىاومات البيع والشراء وفى الصراع على ملكية قطعة أرض لكنه فى أمور الفكر طريق إلى الضياع.
تهمة ازدزاء الدين وتهمة الإساءة للأنبياء وما إلى ذلك تحول دون البحث العقلانى الموضوعى فى الأديان وفى غير الأديان. لا يجب أن يكؤن هناك أى قيد على حرية الفكز وحرية البحث العلمى. هذا إذا كنا جادين فى السعى للنهوض والتقدم.
إعلاء شأن العقل وترسيخ مبدأ الاحتكام للعقل فى كل خطانا لم يعد شرطا للتقدم فحسب بل أصبح شرطا للحياة فى عالم لم يعد الصراع فيه صراغ أبدان ولا صراع عتاد وسلاخ بل صراع عقول دينها العلم.

مدينة السادس من أكتوبز، مصر،
22 ينايز 2015

#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات