أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - خواطر حول الحرب على الإلحاد














المزيد.....

خواطر حول الحرب على الإلحاد


داود روفائيل خشبة

الحوار المتمدن-العدد: 4509 - 2014 / 7 / 11 - 17:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خواطر حول الحرب على الإلحاد
داود روفائيل خشبة

لعل الشىء الطيب الوحيج وسط كل ما يحيط بنا من شفاء واحباطات هو ما تنبئنا به التصريحات الرسمية من أن انتشار الإلحاد بين الشباب أصبح ظاهرة، ومع أنى أتوقع أن يكون فيما تعلنه الجهات الرسمية مبالغة مبعثها رعب لا مبرّر له، ومع أن موقفى الفكرى من الإلحاد ينطوى على تحفـّظ فلسفى يرفضه الكثيرون من أصدقائى الملحدين ‘ إلا أنى أرحّب بما تبشرنا به التصريحات الرسمية من أن العديد من شبابنا وجدوا طريقهم إلى التخلص من أغلال العقائد اليقينية والمسَلـّمات الموروثة. وهذا كل ما يهمنى من الأمر، أن تتعلـّم أجيالنا الناشئة أن تفكر بنقسها ولنفسه وأن تتحرّر من ربقة القوى السلطوية والمرجعيات الفوقية.
وأعترف بأنى شرعت فى كتابة هذه الخواطر كردّ فعل على بعض تناقلته وسائل الإعلام ولا أتةقع أن يكون عندى الكثير لأضيفه لما أغلنته مرارا من قبل عن فساد فيما يتعلف بحرية الفكر والتعبير وحرية الإبداع وعن سفه ما يسمى بجريمة ازدراء الأديان.
حين تعلن أجهزتنا الرسمية أن الحكومة تعلن الخرب على الإلحاد، ألا يخطر ببال غاقل منهم أن يتساءل عما إذا كان فى ذلك نقض صريح لما يفترض أن يكفله الدستور وتكفله المواثيق الدولية من حرية العقيدة وحرية الفمر والتعبير؟
ألا يخطر ببال عاقل منهم أن يسأل: على أى نحو وبأى منطق يدخل هذا فى نطاف عمل جكومة يقال إنها حكومة دولة مدنية؟ هل ثبت لهم أن إلحاد الملحدين هو ما يعط،ّل الانتاج؟ هل الملحدون هم من عملوا على مدى عقود وأجيال على أن يزداد فقراؤنا غقرا ويزداد جهلاؤنا جهلا؟
تنبئنا وسائل الإعلام بأن مفتى الجمهورية الأسبق يقول إن الإلخاد "سيؤدى إلى انتشار الفوضى وانتهاك القيم الدينية". ترى، هل نتجاوز ما يليق من أدب الخطاب إذا ما سألنا فضيلة المفتى إن يكن حين فال هذا قد فكر فى معنى ما سقول أم أنه يردّد ما حفظ من حجج الأسلاف دون وعى ودون تفكير؟ كيف يا فضسلة المفتى يؤدى الإلحاد إلى انتشار الفوضى. ليس غرضى أن أكذّبك يا فضيلة المفتى إنما أريد أن تخبرنا تفصيلا وتحديدا عن علاقة الإلحاد بالفوضى، وبع أن تبيّن لنا فى جلاء ما تعنى يمكن أن نخضع الأمر لمناقشة موضوعية عقلانية؟ وماذا تهنى يا فضيلة المفتى بعبارة "انتهاك القيم الدينية"؟ هل تعنى أن الملحد ينتهك "الفيم الدينية" لأنه يرفض الاعتقاد بما تمليه "الكتب المقدّسة"؟ الملحد يفعل هذا ويعلن هذا لكن هذا بالضيط ما يكفله له مبدأ حرية الاعتقاد وحرية الفكر. أما إن كنت تعنى أن الملحد لا يرعى حقّ جاره ولا يلتزم بأداء ما عليه للمجتمع وللوطنـ فبنا على ذلك ردّ من شعبتين: الأولى أن من شأن القانون – وليس من شأن الدين – أن يحاسب المواطن الذى يخطئ فى حث جاره، والثانية، وهى الأهمّ، أننا إذا أخذنا جماعة من المؤمنين وجماعة من الملحدين فإننى أزعم يا فضيلة المفتى بأننا ستجد الملتزمين لالإخلاق والضوابط المجتمعية والقانونيى أوفر بين الملحدين نتهم بين المؤمنبنن ولكى لا ندخل فى جدل لاطائل من ورائه أسلـّم لك بأننا سنجد نسبة الأخيار والأشرار واحدة فى الفريقين.
قلت فى البداية أن ليس عندى جديد أضيفه لما قلته مرارا من قبل، لكنى لا أستطيع أن أنهى هذا المقال دون العوجة لسُبّة أن يمةن عنجنا فى القانون ما يسمى بجؤيمة ازدراء الأديان. كل نقد للدين يوصف بأنه ازدراء للأديان. كراكة الإنسان لا تتحقق إلا بأن يحترم الإنسان عقله ويرفض الخضوع لغير ما يمليه عليه عقله. لا كرامة لإنسان لا يُخضع كل فكره وكل معتقداته للمساءلة والتمحيص العقلانى. ثم إن تجريم ازدراء الأديان لامنطقى فى جوهره. كل معتقى الأديان يزدرون كل الأديان إلا واحدا، وحتى دستورنا الذى نتشدّق بما يكفله من حرية العقيد يزدرى كل الأديان عدا ثلاثة، اثنان منها يقبله للضرورة العملية لا عن فناعة ولا عم منطق.
القاهرة، 11 يولية 2014



#داود_روفائيل_خشبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يختبئ فى ثنايا صراع الأوقاف والسلفيين
- السيسى يتخبّط
- محاربة الإلحاد
- تقديس النص
- هل هناك حضارة إسلامية؟
- بعض الأمل
- هل استحق السيسى الرئاسة؟
- إلى الرئيس القادم، مطلب ونبوءة
- الذين يحرثون فى البحر
- لماذا لن أنتخب السيسى
- هل أنا متفائل؟
- كلمة أولية إلى السيسى
- كيف نحارب التطرف والتخلف الفكرى
- الكنيسة وانتخابات الرئاسة
- الواقعية والخيال
- -ألعن من اليهود-
- السيسى والإخوان: تعليق سريع على خبر
- فى الطريق إلى قشل جديد
- تبرير انتهاك الحريات وحقوق الإنسان
- مطلوب من السيسى


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - داود روفائيل خشبة - خواطر حول الحرب على الإلحاد