أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - شيء عن المعدان















المزيد.....

شيء عن المعدان


نوري العلي

الحوار المتمدن-العدد: 345 - 2002 / 12 / 22 - 02:20
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                        
 
اطلعت على مقالة للسيد علي السماوي منشورة على موقع موسوعة النهرين بتاريخ  11/12/2002 ‏ أود أن أضيف شيئا إلى ما ورد في المقالة  بشأن سكان الأهوار, أو كما يطلق عليهم اسم المعدان, والذي دأبت أجهزة أنظمة الحكم, وبدوافع طائفية و أمنية , التقليل من قيمتهم الاجتماعية , لكونهم يشكلون كتلة من نسيج اجتماعي كبيرة متجانسة , عريقة عراقة عراق الرافدين تمتد جذورها إلى أعماق التاريخ ملامسةً بزوغ أول حضارة عرفتها البشرية... لقد أدت سياسة الإهانة و الاستهانة و التقليل والتنقيص من أهمية المعدان المعتمدة والمتعمدة من قبل السلطة , إلى ارتباط اسم المعدان لدى الكثير من العراقيين خاصة من وسط العراق - ومع الأسف الشديد- بالتخلف والجهل والتسيب والتفكك ودونية مقامهم قياساً بالآخرين , وقد وصل الأمر إلى إن نَعْت الآخرين بهذا الاسم يعتبر شتيمة معيبـة. 

لقد كتب عالم الآثار النرويجي الأنثروبولوجي الشهيرهايردال المتوفى في نيسان/2002 في كتابه (حملــة دجــلة البحث عن البداية) ما يلي نصه:-
(( لقد عشت مع أُناس بدائيين في بولونيزا و أمريكا و أفريقيا , و لكن عرب الأهوار ليسوا بدائيين بأي صورة من الصور . انهم متحضرون و لكن بطريقة تختلف عنا . ليس لديهم تكنولوجيا التحكم عن بعد , ولكنهم اختاروا اقصر طرق المتعة ومن مصادرها مباشرة . وقد أثبتت حضارتهم إنها قابلة للحياة والاستمرار , فيما انهارت الحضارات الآشورية واليونانية والفارسية بعد أن وصلت إلى قمة ازدهارها )).

هذه الحضارة القابلة للحياة , كما قال عنها العالم هايردال, قضت سلطة الموت والقتل والتصحر في بغداد على أسباب قابليتها للحياة بتنشيف الأهوار وقطع مصادر مياهها.

إن المعدان سكان الأهوار جنوب العراق يحملون خليط من أنبل القيم العربية والإسلامية والإنسانية , وإن وجهائهم ذوو مكانة اجتماعية محترمة متميزة بما يملكونه من رجاحة العقل والحكمة , ناهيك عن عشائر من سكان الأهوار يرتبطون بالدوحة المحمـدية , ولهم دورهم في حل المشاكل ما بين عشـائر الجنوب , وغالبا ما يلجأ الناس عندما يتطلب الأمر حضور مجلس فصل لقضية معينة , أن يكون ضمن مجموعة (الفصّالة) أحد السادة إلى جانب شخصية معروفة من المعدان لضمان حل المشكلة بالود و  تخفيف (الديَّة) أو (الفصل).

ومن الإنصاف أن نُذَكّر بقرار عشائر وسادة المعدان سكان الأهوار إبان حروب حكومات بغداد ضد الأكراد , حين حرّموا فيه محاربة الأكراد ومنعوا أبنائهم المشاركة في الحرب لأنها ضد المسلمين أولا وضد شركاء الوطن ثانياً ... و لا أعتقد إن الأكراد سينسون تعاطف المعدان وتقديرهم وضيافتهم الكريمة للأكراد المبعدين إلى مناطق الأهوار ضن ممارسات السلطة لتشتيت الأكراد و إبعادهم عن كردستان . أما موقفهم من قوات المعارضة العراقية واللاجئين والمحتمين (المنتخين) بهم وعلى امتداد تاريخ الشعب العراقي النضالي ضد حكومات الظلم والجور وخاصة حكومة مجرمي تكريت , معروف للجميع , فقد قتل الكثير من المعدان و أزيلت قرى كاملة دفاعاً عن أولئك المحتمين بهم , ناهيك عن بطولاتهم ودورهم المشرف المعروف في انتفاضة شعبان/91 ضمن قوات المعارضة جنوب العراق...هؤلاء المنسيون ما هو حالهم الآن , أين حل بهم الزمن بعد جريمة تجفيف الأهوار... ولم لم نسمع عنهم , فأن كانوا هم لا يعرفون أن ما قدموه من تضحيات سيرتب لهم حقوق على العراق أو على الأقل على من احتموا بهم , فلماذا هذا النسيان لهم والإجحاف بحقهم من فصائل المعارضة ومن الكتاب والمثقفين , فعلى الأقل السعي لرفع شأنهم إعلاميا وتعرية إعلام السلطة وتوجهها ضدهم... ختاماً اروي هذه الحادثة عن المعدان:
(صيف  عام 1992 وقفت سيارة بيك اب عند نقطة تفتيش جسر الكرمة عند مدخل مدينة البصرة , كانت السيارة تحمل رجال ونساء من المعدان  متوجهين إلى البصرة لبيع بعض منتجتاهم في أسواقها , وعند نقطة التفتيش (تحرش) أحد حراس النقطة (معظمهم من قرى سلطة الجهل والتخلف) بسبب ما يحمله من صورة مشوهة زرعتها سلطته في ذهنه عن المعدان , (تحرش)  بسيدة من المعدان من ركاب السيارة , و إضافة إلى تحرشه بهذه السيدة نَعَتَ جميع ركاب السيارة (بالغوغاء) , وقبل مغادرة السيارة ترجلت تلك السيدة التي تعرض  لها ذلك الجندي , واتجهت إليه قائلة ( خويََه الليلة احنه مضيفيكم) وبين قهقهات وتعليقات الحراس عادت السيدة لتركب السيارة ...صباح اليوم التالي اختفت نقطة الحراسة وحراسها من مكانها , فقد هاجم أبطال من المعدان الموقع ليلاً  بالهاونات والآر بي جي و البنادق الأوتوماتيكية ليتركوا النقطة وحراسها أثرا بعد عين... لقد كانت زيارة وضيافة ليلية خاطفة كما وعدت به تلك السـيدة المعيديـة , رداً على نعتهم ب ( الغوغاء)  التي قالها حارس السلطة إقلالاً من قيمة الانتفاضة الشعبانية... وليس رداً على التحرش لأنه معاناة يومية اعتيادية لا تستوجب الرد افرزتها توجهات السلطة ضدهم).

إن المعدان  من نبلاء وأبطال و أشراف الوطن...لنتعاون جميعاً لإنصـافهم... 
 
 
                                                                         
                                       




#نوري_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاليري ملون
- الرؤى الجديدة
- حقوق شهداء القصف الكيماوي
- -مكتوب- كاكا حه مه
- القراءة الخاطئة
- ما يجمع ويفرق بين العراق و سويسرا ويوغسلافيا
- اليورانيوم المنضب وجرائم السلطة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - شيء عن المعدان