أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - -مكتوب- كاكا حه مه















المزيد.....

-مكتوب- كاكا حه مه


نوري العلي

الحوار المتمدن-العدد: 327 - 2002 / 12 / 4 - 04:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                          "مكتوب" كاكا حه مه

عصر الانترنيت والفضائيات والهواتف النقالة والبريد الإلكتروني... إنسان هذا العصر يستخدم وسائل عصره هذه, لتداول وتبادل عطأآت الفكر الإنساني الثقافية والعلمية, بين شتى أمم الأرض ليجعل الحياة اجمل وايسر. في هذا العصر أيضا حلت رموز الخارطة الوراثية للإنسان وتوصل إلى تقنية الاستنساخ ولا أحد يمكنه التكهن ما سيثمر عن هذه الاكتشافات المذهلة.     
موضوعنا ليس الانترنيت ولا الفضائيات ولا الهواتف النقالة... لا هذا ولا ذاك... بل الرسائل البريدية, التي تعتبر من اقدم وسائل اتصال عرفتها البشرية... العراقيون يسمون الرسالة "مكتوب" ...  والمصريون يسمونها "جواب".. هناك أغاني عراقية وعربية كثيرة عن "المكاتيب" أو "الجوابات" منها أغنية "مكتوب مكتوبين اوديلك" للمغني العراقي عبد الجبار الدراجي و أغنية "ابعث لك جوابات"للمغنية لليلى مراد , و أغنية "جواب حب" لعبد الحليم حافظ... ومن طباع العراقيين عربهم وكردهم وكافة الطيف العراقي الجميل حبهم"للمكاتيب" كحال حبهم لكل شيء يقراء... فلا تجد بيتاً إلا وقد احتفظ بمجموعة من الرسائل... ونادراً تجد عراقياً يمزق الرسالة بعد قراءتها, باستثناء السياسية المعارضة , أو إن ما فيها قد تفسره السلطة بما يضر طرفي الرسالة باعثها و مستلمها...ففي حالة مثل هذه أما أن تمزق أو تغلف بالنايلون لتدفن تحت التراب... فقد ابتلي العراقيون بهواية تتلذذ بها سلطة بغداد... هذه الهواية هي "دوس البيوت" أي تفتيش البيوت وهو من تراث الدولة العراقية  تتوارثه حكوماته , لقد كنا صغاراً في  الخمسينات نتراجف عند دخول زوار السلطة بين فترة و أخرى دارنا للتفتيش عن المنشورات السياسية  والتي كانت توضع داخل (الزنبيل)تحت بعض الخضار ويعلق بجانب باب الدار , وفور دخول هؤلاء الزوار تكون والدتي قد خرجت مع (الزنبيل)  لتتولى توزيع محتوياته حسب اماكن توزيعها المحددة من قبل والدي , وعند عودتها يكون زوار السلطة قد أتموا عملية التفتيش , وتكون هي قد أتمت عملية التوزيع , إن الدور المعرضة للتفتيش كانت محددة ومعروفة , أما الآن  فالجميع معرضون لذلك... الموالون وغير الموالين , وقد يكون هذا التفتيش بسبب أو حجة أو قد يكون الهدف منه التخويف... فالتخويف لدى سلطات بغداد سبباً مستوفٍ لكل أركانه , ليس للتفتيش فقط بل للقتل و الإعدام والتغييب أيضا... كما أكد ذلك الفريق حسين كامل صهر الطاغية خلال مؤتمره الصحفي في عمان حين لجوءه إلى الأردن في العام 1995 . فالتخويف من أهم أهداف الأجهزة القمعية الأمنية و المخابراتية والاستخبارية والخاصة وفدائي صدام حتى حزب البعث هو الآخر قد وضع التخويف ضمن أهدافه الأساسية... لقد ركبت هذه الأجهزة عمودياً و أفقيا بشكل معقد ومتشابك لا يعرف طرقه ومسالكه إلا طاغية بغداد بحكم تربعه على أعلى القمة ولا أحد غيره يعرف مَن يُراقِب مَن ولم ولماذا يُراقَب ويُراقِب هذا وذاك... وقد أبدع عقله الشيزوفريني أنماطا وطرقاً جديدة من الأجهزة و الأساليب لم تعرف سابقاً لا في زمن لوكريش بورجيا ولا في زمن هولاكو ولا هتلر...                                                                      
التخويف هو انعكاس صادق و حقيقي لحالة الخوف الدائمة و المستقرة في أعماق الطاغية... فهو الخائف دوماً و أبدا... من كل شيء... ومن أي شيء... من الهواتف... فيتنصت عليها... ومن الفضائيات والانترنيت... فيمنعها... ومن الرسائل... فيفتحها ويقرأها... هذا الطاغية الخائف... رغم حراسه وحرسه الجمهوري وغير الجمهوري... وأجهزته القمعية بكل أنواعها وفصائلها... العمودية والأفقية... يخاف من رسالة (شيرين) طالبة الدكتوراه في لندن إلى والدها (كاكا حه مه) في السليمانية... فيصادر الرسالة... إن حكومة بغداد تمنع تبادل الرسائل مع شعبها القاطن في منطقة كردستان بشمال العراق... هل يعقل أحدا إن هناك حكومة بين حكومات العالم تمنع الرسائل عن شعبها... إن القاع اعمق ما في المنحدر لتسقط فيه حكومة كمانعة الرسائل عن شعبها...                                                                                                                                                                                 
                                                     نوري العلي - كوبنهاكن  
                                  



#نوري_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة الخاطئة
- ما يجمع ويفرق بين العراق و سويسرا ويوغسلافيا
- اليورانيوم المنضب وجرائم السلطة


المزيد.....




- مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت ...
- شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما ...
- حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد ...
- وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول ...
- صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
- شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس ...
- بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم ...
- مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
- انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
- باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - -مكتوب- كاكا حه مه