أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - الرؤى الجديدة















المزيد.....

الرؤى الجديدة


نوري العلي

الحوار المتمدن-العدد: 332 - 2002 / 12 / 9 - 05:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                             
لقد جاءت نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين مشابه إلى حد كبير لنهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين, ففي الثانية شهد العالم أفول إمبراطوريات الظلم والجور مقابل بروز دور اكبر لشعوب العالم, فقد انتهى وبغير رجعة حكم آل ماتشو في بكين وآل هبسبرك في فينا وآل عثمان في اسطنبول وآل رومانوف في سان بطرسبرك, واستهل القرن العشرين اولى سنواته في ظهور دول جديدة وعودة دول أخرى لتأخذ مكانها بين دول العالم بعد أن حجبت تحت ظلال تلك الإمبراطوريات, وقد رافق وأعقب هذه المتغيرات تطور متسارع ومتلاحق ومتجدد في مجال الاكتشافات والاختراعات العلمية, حيث اكتشفت الأشعة كاسرة الذرة, ومادة الراديوم والبنسلين ووضعت النظرية النسبية, كما تطور الطيران وأُخترعَ اللاسلكي والغواصة والرشاشة وتقلص استعمال البخار مقابل التوسع في استعمال البترول كوقود للمكائن والمعدات والآلات الحربية والصناعية وظهور صناعة السيارات وانتشار استعمالها لدرجة جعلت القول صحيحاً, إن الإنسان خارج بيته أما أن يكون قادماً من السيارة أو ذاهباً إليها, ورافق ذلك تطور سريع بوسائل الإنتاج , لزيادة كفاءته كماً ونوعاً , لسد الحاجة المتنامية للسوق المزدهرة, و أنجز العقل البشري علوماً و معارفاً خلال القرن العشرين , يزيد أضعافا عما أنجزته البشرية طيلة مسيرتها السابقة, وخلال القرن العشرين أيضا , ونتيجة تداعيات الحربين الأولى والثانية , ظهرت إلى الوجود عصبة الأمم ومن ثم الأمم المتحدة, ولتقر البشرية بهذه الآلية الجديدة لائحة حقوق الإنسان... وشهد العالم ولأول مرة محاكمة مجرمي الحرب من الألمان في مدينة نورنبرك بألمانيا ومن اليابانيين في مدينة مانيلا بالفيليبين .كما شهد العالم بذهول ضرب مدينتي هيروشيما و ناكزاكي بقنبلتين نوويتين أمريكيتين.                               
أما نهاية القرن العشرين وبداية القرن الحادي والعشرين فقد شهدت انهيار الاتحاد السوفيتي وعودة دول البلطيق للظهور ثانية, وتحررت جميع دول حزام الاتحاد السوفيتي, وشهد أيضا تفكك الاتحاد اليوغسلافي وظهور كل من سلوفنيا وكرواتيا والبوسنة والهرسك ومقدونيا وربما لاحقاً مونتينكرو, وشهد أيضا انتصارات واسعة للديمقراطية وحقوق الإنسان حيث  أُقتُلِعَتْ اعتى الدكتاتوريات لدول مثل بولندا و رومانيا والمجر وألبانيا, ولتنهي ألمانيا الشرقية والى الأبد, مأساة حائط برلين بلم شملها مع اصلها, ولتظهر من جديد ألمانيا موحدة واحدة , كما أرادها رائد وباني وحدتها (بسمارك), كما ظهرت إلى الوجود ثانية , دولتي سلوفاكيا وجمهورية الجيك , لقد رافق هذه المتغيرات , تطور مذهل في وسائل الاتصال وتفرعاتها, من الفضائيات والهواتف النقالة والانترنيت , واكتشاف الخارطة الوراثية للإنسان, والتوصل إلى تقنية الاستنساخ , كما تمت لأول مرة , ملاحقة رؤساء الدول بتهمة انتهاك حقوق الإنسان والإبادة , بما سمي بظاهرة (البينوشيتية) , وبجانب ذلك ولأول مرة أيضا تصدر الأمم المتحدة , قراراً بانتهاك حقوق الإنسان برقم 688  والذي يعتبر بحق سابقة تاريخية , جاءت تتويجاً مشرفاً لنضال وصراع البشرية جمعاء من اجل حقوق الإنسان , رغم إن ما يؤسف له , أن تشاء الظروف أن يصدر هذا القرار بحق بلد (وبسبب من تخلف وجهل حكامه) كان الأول في تأريخ البشرية من شرع حقوق الإنسان , بما جاءت به نصوص مسلة حمورابي في ارض الرافدين.                                                                                                     
إن مسيرة تطور البشرية , تؤكد وبما لايدع أدنى شك , بأن هناك ترابطاً وثيقاً ومحكماً,  بين ارتقاء الإنسان وتطوره الثقافي والعلمي والحضاري , وبين حجم وكم حقوقه الإنسانية وأجواء الديمقراطية التي يتمتع بها, كما تؤكد أيضا , بأن مستقبل أنظمة دول العالم وبالتحديد الأنظمة الشمولية والدكتاتورية , من بقايا القرن الماضي , لا يمكنها مصارعة رياح التغيير نحو الديمقراطية, وان هذه الأنظمة تدرك هذه الحقيقة, رغم ما تفعله للصمود أمام هذه الرياح, مقابل يقين شعوبها القاطع بحتمية حدوث التغيير.                                                    
إن السير بما يتوازى وينسجم مع القرن الحالي , يتطلب رؤى ومفاهيم جديدة متطورة ومتوافقة مع ما وصلت إليه البشرية وعلاقاتها الإنسانية والسياسية والاقتصادية , و مختلفة وبشكل أساسي عن تلك التي سادت خلال العقود الأولى من القرن الماضي عن الاستعمار والتبعية والإمبريالية , و يستوجب أن تكون خطى الشعوب مسرعة وحثيثة في كافة المجالات بعد أن تركت وراءها في ساحة الوغى التي تصارعت فيها الأيديولوجيات أطلال وبقايا من ركام الاشتراكية والشمولية والدكتاتورية والاتحاد السوفيتي, إن تطور وتقدم دول مثل ما يسمى بنمور آسيا لم يحصل إلا بسبب من سلامة تعامل هذه الدول حسب مقتضيات ومتطلبات العلاقات الدولية بما يتوافق مع الرؤى الجديدة لهذه العلاقات... وبالمقابل نرى بلداً مثل العراق يمتلك  كل مقومات النهوض والتقدم والتطور وصولاً إلى مصافي الدول المتقدمة , عجز عن التعامل بما يتوافق مع الرؤى الجديدة للعلاقات الدولية بسبب من أحادية فكر سلطته الحاكمة  و محدودية تفكيرها و موروثها الوطني الذي يعود إلى خمسينيات القرن الماضي, فلم يستطع هذا البلد مواكبة ما  وصل إليه مستوى دول مثيلة له , فرغم إطلالة الألفية الثالثة مازال خطاب هذه السلطة معلقاً بما كان سائداً قبل عقود من الزمن حين سادت الفنطازيا والخرافة والخيال القومية والثورية والاشتراكية , ردحاً من تلك الأيام وبما انعكس سلباً على تقدم وتطور الكثير من الشعوب وخاصة شعوب الشرق الأوسط ومنها العراق.                                                                                   
إن من المؤسف والمؤلم جداً إن هناك أطرافا  عراقية مازالت تعيش أيضا أسيرة شرنقة هذا الموروث الوطني المتخلف , دون أن تكلف نفسها الإطلال على العالم الخارجي ومتغيراته خارج الشرنقة , إن تعقد القضية العراقية ومصير العراق وشعبه الرازح تحت اعتى دكتاتورية عرفها التاريخ , تحتم السعي الحثيث للحصول على دعم دولي و إقليمي , لنضاله من اجل الديمقراطية والتعددية , وبالتالي تحقيق التقدم والتطور والعيش الكريم الذي يستحقه , إن ما يؤخذ على هؤلاء  انتقادهم سعي بعض المجموعات العراقية , المعروفة بوطنيتها وتاريخها النضالي المشرف لكسب موقف الولايات المتحدة , بما يدعم نضال الشعب العراقي , إن هذه  الأطراف , وبسبب من ذلك الموروث الوطني , لم تر دولاً قائمة بدستورها وعلمها و مشريعها تتلقى سنوياً عوناً مادياً من الولايات المتحدة إضافة للدعم العسكري والسياسي , وهذا أمر مقبول  طالما ذلك , وفي نهاية الأمر يخدم شعوبها... إن المنتقدين أدرى بأسباب تغليب الدعم الدولي والسعي  إليه ,  إذ مازال الواقع العربي والإقليمي , وبسبب من دواعي الموازنات والحسابات الخاطئة والمصالح التجارية وهشاشة الأوضاع الداخلية للبعض منها , بعيداً عن مصالح الشعب العراقي ومعارضته الشريفة , إن ما قام به  البعض من القوى الوطنية العراقية  وما حققته لحد الآن من دعم دولي وتنسيق إقليمي هو نجاحاً باهراً , مادام ذلك ينسجم مع الرؤى الجديدة للعلاقات السياسية  والدولية  ,   وبما يخدم الشعب العراقي , ويقربه من تحقيق هدفه بالخلاص من الدكتاتورية و إقامة النظام الديمقراطي التعددي.                                                                      
إن المرحلة القادمة , تتطلب وكحد أتدنى , التنسيق بين أطراف المعارضة , والسعي لتوحيد خطابها , والابتعاد عن النقد غير الموضوعي والتشكك و إلقاء التهم, إن مجرد النجاح في مثل هذا التنسيق سيكون حدثاً مؤثراً في مسيرة نضال الشعب العراقي , ورداً على المستهينين عن عمد بالمعارضة العراقية , سواءً كانوا دولاً أم أشخاصا, سيما وان نظام بغداد آخذٌ بالترنح والتفكك يوماً بعد يوم , وقريباً سنرى زوال آل صدام التكريتي كما زال قبلهم آل عثمان وآل رومانوف...                                                                   


                                                              
       نوري العلي - كوبنهاكن

     



#نوري_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حقوق شهداء القصف الكيماوي
- -مكتوب- كاكا حه مه
- القراءة الخاطئة
- ما يجمع ويفرق بين العراق و سويسرا ويوغسلافيا
- اليورانيوم المنضب وجرائم السلطة


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - الرؤى الجديدة