أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - حقوق شهداء القصف الكيماوي















المزيد.....

حقوق شهداء القصف الكيماوي


نوري العلي

الحوار المتمدن-العدد: 328 - 2002 / 12 / 5 - 03:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


               

قيل قديماً ما ضاعَ حقٌ وراءه مطالب, إن شواهد الماضي والحاضر تؤكد صحة هذا القول, كونه يمثل حقيقة ثابتة في السلوك الإنساني. إن التشكي وإظهار الحقوق المغتصبة للعالم , وبيان الاستحقاقات وشرح المآسي والآلام , وحجم الخسائر والأضرار  والآثار المستقبلية , يجب أن تكون ضمن الوسائل الهادفة لإنصاف أصحاب الحق , من الذين لحقهم الضرر أو تبعاته , إضافة إلى الأهداف الأخرى. إن وقوع الظلم ليس كافياْ , لكن الإحساس به هو الأساس والدافع , للتحرك لمكافحته ورفعه , ومن ثم إحقاق الحقوق المترتبة نتيجة وقوع هذا الظلم.إن تحرك الكرد لتعريف الرأي العام العالمي , بشأن القضية الكردية , وخاصة ضحايا القصف الكيماوي , هو تحرك ناجح وناجع , بكل المعايير , لما حققه من إنجازات جيدة , بالرغم من ضلال الحرب الباردة في القرن الماضي , وتأثيرها في الحد من فاعلية هذا التحرك وهذا السعي. لقد أطبق العالم ساكتاً , أمام ابشع جريمة في ذلك القرن , حين قامت سلطات بغداد بضرب مدينة حلبجة ومناطق سيوسينان و بادينان و باليسان بالأسلحة الكيماوية المحرمة دولياً, وحين صحا العالم بعد زوال الحرب الباردة , وقف مذهولاُ أمام سابقة تاريخية فريدة , حيث كانت آلاف الجثث لأطفال ونساء وشيوخ , ملقاة في الشوارع والأزقة والبيوت , بعد أن قتلتهم حكومتهم(القومية) بالأسلحة الكيماوية دون ذنب ارتكبوه.                                                                          
لقد ترك أعزائنا , هؤلاء الشهداء الأبرياء حقوقهم أمانة في أعناقنا , مما يوجب علينا جميعاً , جعل هذه الأمانة جزءً من ضميرنا ومن وجداننا وان لا نألوا جهداً , سعياُ  لإحقاق حقوقهم , فليس هناك غيرنا من يقع عليه شرف هذه المسؤولية.          
بالإمكان الاستعانة بسابقة تاريخية مشابهة إلى حد ما, حينما قامت ألمانيا بدفع تعويضات لضحايا الهولوكوست وعمل الأسرى , فبالرغم من عدم وجود إثبات لأحقية إسرائيل في ارث اليهود ضحايا الاضطهاد النازي , فقد عقدت ألمانيا بتاريخ 1952.9.10 اتفاقية تعهدت فيها أن تدفع لإسرائيل مبلغ 3500 مليون مارك (ثلاثة آلاف وخمسمائة مليون) على شكل بضائع يتم تجهيزها خلال 12 سنة, وبتاريخ 1963.6.19 وبعد اجتماع كل من (بن غوريون) رئيس وزراء إسرائيل و (اديناور) مستشار ألمانيا تم زيادة التعويضات لتصبح 40200 مليون مارك (أربعون ألف ومائتي مليون) وكانت هذه الزيادة اكثر عشر مرات من المبلغ المتفق عليه في الاتفاقية الأصلية , كما إن ألمانيا عوضت اليهود الأسرى مبالغ كبيرة جداً بآلاف الملايين من الماركات , لقاء أعمال السخرة التي قام بها هؤلاء الأسرى خلال سني الحرب العالمية الثانية لصالح شركات ألمانية متعددة , منها شركة فولكس واكن للسيارات , ولقد تكرر تعويض هذه القضية لعدة مرات , مما حدا الحكومة الألمانية الطلب من المنظمة اليهودية المعنية بهذه التعويضات وضع حد لتكرار طلبات التعويضات , واعتبار تعويض العام 2000 هو النهائي لكل تعويضات أعمال السخرة واعتبار الموضوع منتهياً, الملاحظ في تعويضات السخرة أن المطالبة بها جاءت من منظمة يهودية وليس من الحكومة الإسرائيلية , وستقوم هذه المنظمة بتوزيع مبالغ التعويضات على ورثة من لهم ورثة من الأسرى أما من لم يكن لهم ورثة فستستثمر أموالهم في مشاريع لخدمة اليهود. وهناك موضوع آخر يخص تجهيز العراق بالمواد الكيماوية والبيولوجية , فقد اخفق الحزب الاشتراكي الديمقراطي في شهر آذار من  العام 2001 في الحصول على أغلبية أصوات البوندستاغ (البرلمان) لمشروع إحالة شركات ألمانية على القضاء , لمقاضاتها بسبب تجهيزها بمواد أولية ساعدته على إنتاج أسلحة دمار شامل , كيماوية وبيولوجية كان قد استعملها العراق في حربه ضد إيران وضد شعبه من الأكراد. إن بإمكان المنظمات الكردية وبالتعاون مع منظمات وأحزاب ألمانية متعاطفة مع الأكراد, تشكيل مجموعة ضغط داخل ألمانيا سعياً للحصول على تعويض ضحايا القصف الكيماوي, على شكل تبرعات نقدية ومعدات وأجهزة طبية ومختبريه من الشركات التي ساهمت في مساعدة العراق على إنتاج  الأسلحة الكيماوية و البيولوجية.                                                                                              
فيا أهل الوفاء أوفوا الذمة لشهدائنا الذين بدمائهم و أرواحهم عطروا الأديم و أنبتوا الأرض عزة وكرامة.                                                              

                رحم الله شهداؤنا...                                                 

                                                             نوري العلي - كوبنهاكن  



#نوري_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مكتوب- كاكا حه مه
- القراءة الخاطئة
- ما يجمع ويفرق بين العراق و سويسرا ويوغسلافيا
- اليورانيوم المنضب وجرائم السلطة


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نوري العلي - حقوق شهداء القصف الكيماوي