أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن البوهي - أساتذة جامعيون منتجون لقيم التخلف العلمي














المزيد.....

أساتذة جامعيون منتجون لقيم التخلف العلمي


حسن البوهي

الحوار المتمدن-العدد: 4683 - 2015 / 1 / 6 - 20:55
المحور: كتابات ساخرة
    


ابن المقفع: من دام كسله خاب عمله
لا يكاد يختلف اثنان في أن أساتذة التعليم الجامعي من اللبنات الأساسية التي لا غنى عنها لتشيد صرح التقدم والنماء، وحجر الزاوية لبناء مجتمع المعرفة لما تزخر به من أسس علمية ومدارك فكرية، وإن كانت طبيعة هذه الفئة ومحدداتها التكوينية تختلف من بلد لأخر وعلى أساسها تتوزع بلدان العالم بين دول متقدمة وأخرى متخلفة، وإذا كان أساتذة التعليم الجامعي في مجموعة من البلدان الأوربية و باليابان والصين وأمريكا وكوريا الشمالية.. قد أسهموا في إنتاج قيم التقدم العلمي وفي تخريج أفواج من الشباب المؤهلين، الذين ساهموا بشكل فعال في نمو وتطور بلدانهم لتعتلي سلم الإبداع والتقدم بين بلدان العالم، فإن عينة من أساتذتنا الجامعين على النقيض من ذلك يسيرون في الاتجاه المعاكس ماضون في إنتاج قيم التخلف الفكري وإذا خاطبهم المرء أو ناقش بيداغوجيتهم العقيمة "قالوا: إنما نحن مُصلحون" وأمطروه بوابل من الصفات القدحية، وقالوا في حقه ما لم يقله الإمام مالك في الخمرة، إنهم عينة خاصة من الأساتذة الجامعيين الذين أكل الدهر على محاضراتهم وشرب على بيداغوجياتهم المتجاوزة التي تبعد عن آليات التلقين الحديثة بالعشرات من العقود إن لم نقل بالقرون، فعدد من أساتذتنا بجامعة القاضي عياض لا يجدون حرجا في تكرار محاضرات متقادمة عفت عنها المستجدات العلمية، والبعض الأخر لا يندى له جبين وهو يستنسخ بالنقطة والفاصلة أعمال الآخرين من دون أن يشير إليها من قريب أو من بعيد ويتبناها على أنها من بنات أفكاره وحصيلة اجتهاده (المفقود)، والبعض من أستاذتنا يلجأ إلى الترهيب النفسي للطلبة لكي يتجنب مشاكسة أسئلتهم التي تُعرّي هشاشة معارفه وضعف مواكبته للمستجدات العلمية والفكرية، التي أضحت تتجدد بوثيرة سريعة نتيجة ما بات يعرف ب"تدفق المعلومات"، كما أن البعض منهم يستأسد داخل الفصل ويرغد ويزبد ويُسوق صورة الكمال على شخصه وأنه جاء بما لم يأت به أحد من قبله، في حين أنه لا يحضر ندوات علمية ولا يكتب مقالات علمية ولا تصدر له مؤلفات، كم كانت سخرية الأقدار مؤلمة ومضحكة حد البكاء عندما كانت أستاذة لنا تشرف على مادة "النهضة الأوربية بشعبة التاريخ تشرح المبادئ التي جاء بها رواد وفلاسفة عصر الأنوار وفق منهجية قمعية لأدنى تساءل منا أو تعقيب لنا، حصص هذه المادة كانت هيتشكوكية بامتياز ويمقتها جميع الطلبة آنذاك بسبب الأسلوب القمعي والفج لهذه الأستاذة التي كانت تقدم صورة عن نفسها على أنها نموذج للمرأة المغربية المتحررة المؤمنة بقيم الحداثة، في حين أن منهجيتها البيداغوجية كانت موغلة في التخلف والرجعية وكان معها فكر "ديدرو" "فولتير" مونتيسكيو" يتعرض للجلد والتشويه، لم يكن أحد يستطيع أن يشاكسها علميا أو يختلف معها رغم زلاتها وهفواتها المعرفية التي لا تعد ولا تحصى، بل كان أغلب الطلبة يتصنعون مجاراتها لكي يتقوا شر انفصام شخصيتها الفكرية التي قد تمتد إلى تصفية الحسابات من خلال عمليات التنقيط، . إنه غيظ من فيض تجليات منطق بيداغوجي قاصر لأساتذة جامعيين يغردون خارج سرب النظريات التكوينية الحديثة، ويصرون على معاكسة تيار الإصلاح، لأنهم لم يستطيعوا مواكبة موجة التغيير التي فرضتها مستجدات الألفية الثالثة، ولعل الأستاذ "عبد الله العروي" عندما كان يتحدث عن تحديث الذهنيات كشرط ملزم لتحقيق مرحلة الولوج إلى الحداثة كان يقصد هذه العقليات التي توقف نموها الفكري في مرحلة مُبكرة، واتخذت من منطق بيداغوجياتها التقليدية أداة للدفاع عن نقائصها الذاتية...وطبعا هذه الفئة لا تمثل كل الأساتذة الجامعيين ولا تنطبق سلبيات أدائها الوظيفي على جميع الأطر الأكاديمية التي أبان البعض منها على دراية واسعة بالمستجدات العلمية وقدموا العديد من الانتاجات العلمية التي حفظت ماء وجه المغرب.



#حسن_البوهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشروع مدينة الفنون الشعبية: رؤية ضبابية بآليات اشتغال قبلية
- البرلمانيون الأشباح
- أية حداثة لمغرب الألفية الثالثة (2/3)
- أية حداثة لمغرب الألفية الثالثة (3/3)
- أية حداثة لمغرب الألفية الثالثة ؟ (1/3)
- موقع أثري لأقدام ديناصورات( 250 مليون سنة) ورسومات فنيقية (أ ...
- مواطنون منسيون
- التوزيع اللامتكافىء للثروة بالمغرب
- يا أشباه الصحفيين لقد دنستم شرف صاحبة الجلالة
- فشل عاطفي
- وجع من الماضي


المزيد.....




- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسن البوهي - أساتذة جامعيون منتجون لقيم التخلف العلمي