أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - القومية العروبية الطائفية















المزيد.....

القومية العروبية الطائفية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 11:21
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حاولت التيارات العروبية والاسلامية ايجاد تبرير لصمت العرب والمسلمين المطلق ابان حكم البعث الهمجي ،وعن عذر لمواقف انظمتها واحزابها المخجلة والمخزية ،ازاء ما ارتكب من جرائم ومجازر ضد العراقيين ،فاجهدوا انفسهم في البحث والاجتهاد، فارجعوا هذا السكوت الى قدرة ماكنة البعث الاعلامية وسيطرتها على سوق العواطف العربية والاسلامية الرخيص حيث تباع وتشترى العقول والذمم والضمائر بابخس الاثمان ،واوعزوا بعض ذلك الى التعتيم الاعلامي البعثي،في حين حاول العروبيون العراقيون ايهام الناس بان العرب لو عرفوا ماسينا لما صمتوا ،ولو لجئنا لهم لاغاثوا ،ولو استنجدنا بهم لاجابوا ،وان الشعوب هي غير الحكومات وغير الكتاب و الصحفيين او الفنانيين المرتشين . قد يكون لهذا الكلام بعض من الصواب ،فمواقف الحكومات الدكتاتورية لا يمكن ان تعكس مواقف الشعوب ،ولا تعبرعن ضمائرها ووجدانها.اما المظاهرات والمسيرات المليونية في البلدان العربية والاسلامية قبل نشوب الحرب ،فقيل انها مساهمة في درء خطرالحرب وليس دفاعا عن النظام البعثي الدموي. وبعد عن انيط اغطاء عن الجحيم الذي عاشه العراقيون لاكثر من ثلاثين سنة، بقى الموقف الاسلامي و العربي الرسمي والشعبي دونما تغيير،منافق ،مداهن،طائفي عدواني ،وما زاد في الطين بله ،ان مثقفين وسياسيين ورجال دين نكروا جرائم البعث ،ونسبوها الى حروب الخليج الاولى والثانية والى غيرها من الاسباب الزائفة ،بحيث اصبح الجلاد هو الضحية.ودفعوا بمئات المتطوعين الاسلاميين المهوسيين جنسيا ،لقتل العراقيين بحجة المقاومة المشروعة.
واذا كان الشعب العراقي قد رفض شعارعفى الله ما سلف بالتعامل مع المجرميين البعثيين ،فان الحكومات والاحزاب العراقية تعاملت مع الانظمة العربية وفق هذا البمدا منذ الايام الاولى لسقوط البعث ،رغم مواقف هذه الانظمة المساندة لصدام وحزبه العفن ،ورغم تكاتفهم وتازرهم معه حتى بعد سقوطه المخزي.لقد كانت سياسة فترات الحكم العراقي بعد سقوط البعث عبارة عن مناشدات وتوسلات هي اقرب الى الاستجداء والتسول ،وجهود مذلة لارضاء العرب وجامعتهم غير الموقرة ،باي صورة او ثمن ،ولم يكن غريبا ونادرا ان يُشاهد المسؤوليين ورؤساء الاحزاب العراقية الكبيرة على شاشات التلفزة العربية في المؤتمرات الرسمية و الصحفية العربية ،وهم يواجهون بسيل من التهم والافتراءات وصلت الى حد الشتيمة والسباب العلني .ومنذ الايام الاولى ايضا ،تدخل العرب بالشان العراقي وبذلوا جهودا خبيثة لاعاقة المسيرة الديمقراطية الى الوراء واعادة البعث باي صورة كانت عبر جبهات طائفية،قومية واسلامية .
ومن هذه الجبهات الثلاث انبثق الارهاب واستمد قوته وعنفه وهمجيته ولا انسانيته.فهو طائفي بنزعته،قومي بتركيبته،اسلامي بادلوجتية وتفكيره.
ولانه يمثل شكل وجوهر التفكير العربي والاسلامي القومجي في التعامل مع الخصوم ومنهجه في حل المشاكل، اعتبرت الجرائم الارهابية مقاومة مشروعة ،ودعموها بالفتاوى الدينية معتمدين على خزين تاريخي اسلامي اسود ،في حين راح القوميون العروبيون يثيرون روح التعصب والانتقام ، وحضي الارهاب المعبر عنه بالمقاومة ،بدعم شعبي ورسمي عربي واسلامي كبير.
قد تبدو الجهات الداعمة للارهاب متناقضة فيما بينها ،لكنها تشترك في هدف واحد هو عدم السماح للتفكير الديمقراطي العلماني ومبادئ حقوق الانسان ان تجد لها موطأ قدم في مستعمرات التفكيرالاسلامي والدكتاتوري العروبي. والمثير للسخرية ان نفس المنظمات الداعمة للارهاب او ما يسمى مقاومة ،تنادي بمبادئ الديمقراطية وحقوق الانسان وتستخدمها للوصول الى السلطة بعد ان عجزت عن ادراك ذلك باستخدام العنف.بينما تعاديها وتعتبرها تدخل غربي الهدف منه تشويه تعاليم الدين الاسلامي والاساءة اليه في اطروحاتها النظرية. فالاخوان المسلمون ،الصحونجية بشكل عام والسعوديون بشكل خاص عندما تذكر كلمة الديمقراطية يتعوذون ويلوذون بالله من شرها بينما في مصر يهتفون من اجلها.وهنا تكمن اهم المشاكل التي تواجه الديمقراطين الحقيقين،فقارب الديمقراطية ينقل اعدائها الى الضفة الاخرى وحين الوصول سيغرقون المركب ومن به في قاع البحر.
على الصعيد القومي ،حصلت مزاوجة بين القومية والاسلام انتج عنه قومية طائفية ودين اسلامي قومجي النزعة ،يشكل فيه المذهب السني والشعور العروبي اساس هوية التعريف ،ويشك بكل من من لا ينتمي لهذين المكونيين.فالشيعة العراقيون وان كانوا عرب اصلاء ،لكنهم مشكوك في ولائهم وعروبتهم والايرانيون وان كانوا مسلمين لكنهم يوضعون في خانة الاعداء مع انهم في حالة عداء دائم مع امريكا واسرائيل ،بينما تركيا التي ترتبط بعلاقات حميمة مع اسرائيل وتحتل اراضي عربية تحضي بتعاعطف عربي واسلامي ،وان كانت علمانية الدستور،لكن في اغلبيتها سنية المذهب.وهذا ينطبق على الموقف من التاريخ ،فالعثمانيون و الصفويون ليسوا بعرب ،فيُشنع بالصوفيين لانهم شيعة بينما كف القوميون عن ذكر ماضي العثمانيين الاسود، حتى ان الانساب التركية في مصر تعتبرمن دواعي الافتخار الاجتماعي والطبقي .ويطلق على الصدريين ،الشيعة العروبيين وليس العرب، ،لغياب شرط التعريف الثاني،اي المذهبية السنية، وسيفردون كما يفرد البعير الاجرب بعد انتهاء الحاجة اليهم. وكذلك الموقف العربي والاسلامي من الكورد،فرغم المجازرالفضيعة وحروب الابادة الانسانية التي ارتكبت ضدهم ،وقف المسلمون موقف المتفرج اللا ابالي ،لان الكورد ،وان كانوا باغلبيتهم مسلمون سنيون،لكنهم ليس عربا اولا وثانيا ان الطرف الذي يقوم بالقتل يمتلك الهوية العروبية والهوية المذهبية السنية.ويستطيع القارئ ان يحصي امثلة كثيرة عن هذه المزاوجة بين القومية ولاسلام..في مصر يضطهد الاقباط،وفي الجزائر يذبح الامازيغ وفي العراق حيث يقتل الانسان على الهوية.التعريف العربي القومجي والاسلامي المتحجر للارهاب ،هو اي عمل موجه ضد مجموعة القيم الدينية المذهبية والعروبية القومجية في بلد يحكم بنظريات القومية الاسلامية الطائفية،وكل ما سواه يعتبر مقاومة مشروعة مهما كانت دمويته. .ووفق هذا المفهوم يصنف السعودي كارهابي ومن كلاب النار في السعودية وكشهيد ومقاوم في العراق.
من خلال ذلك ايضا نستطيع ان نفهم الموقف العربي ولاسلامي اللا انساني من مجزرة الجسر حيث قُتل اكثر من الف ضحية وجرح ما يقارب هذا العدد دون ان يؤثر ذلك لا على الشعوب ولا على الانظمة ولا على منظماتهم الانسانية والسياسية والدينية،لان اغلب هذه الهيئات مصابة بمرض الجرب الاسلامي العروبي القومجي.
موقف الشعب العراقي من العرب والمسلمين كان موقفا رائعا جدا،فقد رفضوهم ورفضوا سياساتهم ومحاولات استجداء العواطف واثارة المشاعر عن طريق سياسة التوسل والتسول التي اتبعتها حكومة الجعفري وبقية الاحزاب العراقية،حكومة واحزاب اثبتت عجزها وفشلها حتى حين تمس كرامة الشعب العراقي ،فرضخت لمطالب عمرو موسى باعتبار العراق جزء من امة عربية خائبة ليس لها وجود سوى في احلام القومجيين وامة اسلامية متهرأة ليس هناك ما يجسدها ويشير اليها سوى صفحات من تاريخ اسود وقصاصات صفراء فقد اهميته وقيمته الحضارية والانسانية.



#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتور كاظم حبيب واجتثاث البعث
- مليشيات بدر والصدر وجهان لظلام واحد
- شعب عراقي ام شعوب عراقية
- فدراليات الخوف
- الدستور ونغل الباغة
- من يدعي تمثيل الله لا يحق له تمثيل الانسان
- برودة في اجواء بالغة السخونة
- انتخاب جلال الطلباني بداية لوطنية جديدة
- تيار الاوغاد الصدريين
- الاسلام حد السيف ام حدة الفكر
- محاصرون بين سكاكين الزرقاوي والاطماع الدينية
- من مستنقعات الارض الى مواخير السماء
- من اغتال العراقي مرة اخرى .؟
- تأجيل الانتخابات حلقة في مسلسل تآمري
- ان لم تكن ايران العدو الاول..فهي الخطر الاول
- غباء سياسي عراقي مع الاصرار والافتخار
- القضية الكوردية بيين تملقات مشعان الجبوري و نصائح خالد القشط ...
- الامن والعدالة العراقية ،عدم كفاءة ام عدم نزاهه.؟
- البعثية والصدامية
- هل فقد العرب و المسلمون انسانيتهم.؟


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالوم ابو رغيف - القومية العروبية الطائفية