أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد حياوي المبارك - حياة متألقة ووفاة هادئة














المزيد.....

حياة متألقة ووفاة هادئة


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4679 - 2015 / 1 / 1 - 19:36
المحور: سيرة ذاتية
    


رضــــــــــــــــا علي

فنان خالد ... حياة متألقة، ووفاة هادئة

في صباحات شارع النهر خلال فترة التسعينات ومن خلال فترينة محلي كنتُ المحُ رجلاً قصير بنظارات طبية متجهاً صوب سوق السراي نحو صائغ فضة صديق كانوا يتجالسون ويتسامرون معاً.
كنت أجد فيه شخصية متزنة بسيطة قنوعة تُسعد الناظر فيتمنى أن يتحدث ويستغرق الكلام معه، وكنت أود أن ألقي عليه التحية وأن أدعوه للجلوس في المحل، كي أتعرف عليه أكثر وأنقل له إعجابي الشديد بألحانه الراقية وأداءه المتميز.

ما أصابني بالدهشة ولآلمني كثيراً، وبينما أحاول الحصول من العم ( كوكل) على معلومات عنه، فاجئني وأنا أكتب (رضا عـ ...) بأسماء لأناس وشخصيات لم يكن هو منهم، الغريب بأن جميع هؤلاء ـ من وجهة نظر المعلومة المتوفرة ـ هم أشهر منه، وهذا ما دفعني أن أمسك (الماوس) وأسطر كلماتي هذه وفاءً لهذا الرجل الكبير الراحل.

دور للمثقف العراقي اليوم، يعاني من التقيد برغم حرية الكلمة وسهولة تناقلها، فدورنا لا أن نصنع بريقاً لأعلام الغناء والموسيقى بالعراق بل ـ على الأقل ـ قول كلمة الصادقة بحقهم.

أننا ومهما أردنا إحاطة رواد الموسيقى والغناء بالعراق وأحاطتهم بهالة من النور والزهور والمجد، نبقى عاجزون عن منحهم حقهم الذي كان يمكن أن يتلقوه في بلد أوربي لو أن أمهاتهم كن قد وضعنهم هناك.

رواد الفن العراقي، ومن كافة المذاهب والأديان والقوميات، شموع تضيء وحشة الأيام وهي المرآة العاكسة لتطلعات الناس ومعاناتهم وأحاسيسهم ...
أنا شخصياً لن أتردد بأن أضع هذا الرجل بمقدمة ملحني الأغنية العراقية وأن اعتبره علماً خفاقاً في سماءنا التي تلبدت هذه الأيام بالغيو السوداء العقيمة والعاجزة عن أي عطاء ...
× × ×

ولد (رضا علي) في 1929 ببغداد ودرس بمدارسها وانخرط بكلية الفنون الجميلة خلال الأربعينات.
دخل الإذاعة ونجح بالاختبار بسهولة وسرعان ما بدأ رحلة أحترف الفن سريعاً، برز وتميز في التلحين وأبدع فيه، مما كان لذلك صداه الطيب على المساحة الفنية للوطن العربي آنذاك، فكان الطلب على ألحانه قد تعدى حدود العراق ليأتين المطربات العربيات المرموقات لبغداد من مصر وسورية ولبنان يطلبن الحانه
(فائزة أحمد، إنصاف منير، نرجس شوقي، سميرة توفيق ونهاوند) ومطربين
كـ (فهد بلان).

أول ما قدمه للإذاعة كان أغنية (حبك حيرني) عام 1949، ثم توالت الأغاني لحناً وغناءً (مالي عتب عليك، شدعي عليك يلي حركت قلبي ...) ثم القفزة التي رددها الصغار ـ ومنهم نحن ـ قبل الكبار ... (سمر سمر يا سمر منكِ يغار الكمر).

كان يوزع ألحانه على مطربات الصف الأول في العراق دون تمييز، فصدحت أعذب الأصوات النسائية العراقية آنذاك ... (عفيفة إسكندر، مائدة نزهت، زهور حسين، هيفاء حسين ...).
ولأنه يمثل مصدر جذب للأغنية العراقية، فقد سافر إلى البلدان العربية وشارك في تمثيل عدة أفلام بمصر ولبنان.

عاش بهدوء وسلام، وطارده مطلع الثمانينات شبح التسفير (الطرد) من بلده العراق لأنه من (الكرد الفيلية)، فحُيّد ذلك إنتاجه الفني وعاش بقية ايامه على الهامش دون أضواء وبنكران جميل من البلد ومثقفيه ...
أصيب الرجل بجلطة دماغية شلت جانبه الأيمن، عند ذاك لم يزه أحد ولم يتذكره الناس سوى بباقة زهور من وزارة الثقافة ...
عتب الرجل على جمهوره ليقول بأنه قد قدم كل ما عنده لبلده العراق، ليرحل عنا بصمت في السادس من نيسان عام 2005

عماد حياوي المبارك


ومن أغانيه الشهيرة
مكدر أكلك ـ جيرانكم ـ سمر سمر ـ تفرحون أفرحاكم ـ يا صايد قلبي ـ حق ال عرفتونا ـ الردته سويته ـ شدعي عليك يلي حركت قلبي ـ مايكفي دمع العين ـ عمي يبياع الورد ـ سلملنا يا ريح الهاب ـ يا أعز الناس ـ تعالي يالحنينة ـ تدري شكد احبك ـ دراين الك بالقلب ـ اني بهوى الحلوين ـ اسألوها لا تسألوني ـ مكدر أكلك ـ جيرانكم ـ ياصايد كلبي ـ إتدلل عليّ إتدلل.



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الورث الذي سأتركه
- أغضب ... كما تشاء
- المايسترو
- الرجل الذي يعرف قدر نفسه
- الغزو مستمر
- أبو السَّحِب
- بانكوبان
- خرابة بارتي
- رون وآسو ... والآخرين
- أسماء في الممنوع
- دوامة عمرها مائة عام
- انقلابات لا تنتهِ
- منازلة أم المعارك
- هيتشكوك
- المعادلة المعجزة
- حيتان
- آباء وأمهات
- مجرد كلام يستودَي
- هذا أنا ... عماد
- نوم ... شياطين


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عماد حياوي المبارك - حياة متألقة ووفاة هادئة